انتباه! متى تمَّ التخطيط لمجزرة القيادة العامة، وكيف تمَّت، ومن المسئول المباشر عن تنفيذها، وكيف نصحح مسار الثورة؟
مقدمة
أعوذ بالله من الكوز الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالي"أُذِنَ للذين يُقاتَلونَ بأنَّهم ظُلِموا، وإنَّ اللهَ على نصرِهِم لقدير". صدق اللهُ العظيم.
نقولُ لثوَّارنا المدنيين والعسكريين: عليكم الاحتراز من "الكوز الرجيم"، لأنَّه خسيسٌ وخبيثٌ وغادر، ويجري من ثورتكم مجرى الدم.
حيثيات
1- حول مسألة التخطيط لمجزرة الاعتصام: قلنا في مقال سابق أنَّ متلازمة التغيير هِىَ السلمية والمظاهرات الطوفانية (https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-320783.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-320783.htm. وبالتالي السلمية المجتزءة والمتفرقة لا تفي بالتغيير والمحافظة عليه، والطوفانية اللاَّ - سلمية تؤخر التغيير وتُباعد الإنتصار. وحين اكتملت عناصر متلازمة التغيير في 06/ أبريل 2019 صار النظام أمام الخياريْن الأكاديمييْن اللَّذيْن حددتهما المتلازمة: إمَّا أن يستوعب النظامُ الآخر - الضدَّ في منظومة تمكينِهِ وتنفيذ كلِّ مطلوباته، أو أن يتنازل له عن السلطة.
والذي حدث هو أنْ تكوَّنتْ لجنة أمنية من النخب العسكرية - تحت ضغط الثوار وقوات الجيش الوسيطة - أقنعت الرئيس الساقط البشير بالتنحي، ولكنها قامت في نفس الوقت بقطع الطريق على المعارضة وقوات الجيش الوسيطة المساندة لها من استلام السلطة. وفضلت بدلاً عن ذلك البقاء في السلطة واستدراج المعارضة وارغامها وحملها بالتسويف والمماطلة على تقديم تنازلات لجهة استيعابها في منظومة النظام الساقط، أو استيعاب منظومة النظام الساقط في برنامج المعارضة؛ وبالعدم يتم تصفية المعارضة بشقيها المدني والعسكري.
غير أنَّ اللجنة الأمنية تعجَّلَتْ اختبار إمكانية التصفية هذه في يوم 07/ أبريل 2019 حين سمحت لمليشيات النظام بالإعتداء على الثوار وقوات الجيش الوسيطة المعتصمين أمام القيادة العامة. ولما أبدى الثوار وشرفاء القوات الوسيطة في الجيش بسالة منقطعة النظير (رغم إزهاق أكثر من 25 نفس من المدنيين والعسكريين المعتصمين)، حينها أدركت اللجنة الأمنية وجوب أن تسبق هذه التصفية خطوة مهمة هى تحييد وإخصاء قدرات القوات الوسيطة في الجيش بأيِّ وسيلة، وإلهاء قوى الحرية والتغيير بالسيولة في التفاوض حتى يتم ذلك.
على أيَّةِ حال، كانت لحظة قطع الطريق على المعارضة وقوات الجيش الوسيطة من استلام السلطة بواسطة النخب العسكرية الإخوانوية، هي اللحظة التأسيسية لانحراف الثورة عن مسارها. ولما فشلت مجزرة 07/ أبريل 2019، أقدمت اللجنة الأمنية على إعتقالات واسعة بين كوادر الجيش الوسيطة، والبعض منهم يعذَّب حتى كتابة هذه السطور، والبعض الآخر رُحِّل قسراً لليمن، ومنهم تم نقله للأقاليم، ومنهم من أعطىَ إجازة لم يُقدِّم لها، كما أُفرِغَتْ خِزَن الأسلحة بالكامل من السلاح في الوحدات العسكرية التي تحت إمرتهم.
وفي هذا الأثناء، بدأت اللجنة الأمنية تعرقل المفاوضات وترمي باللائمة على قوى الحرية والتغيير، فصارت قوى الحرية والتغيير على إثر ذلك تقدم التنازل تلو التنازل وما من جديد؛ ثمَّ لما كانت تلك التنزلات لا تفي بشروط الاستيعابيْن المذكوريْن أعلاه، أوقفت اللجنة الأمنية المفوضات وبدأت في تنفيذ خطة المجزرة.
2- كيف تمَّت المجزرة: لقد كان هناك رصدٌ ميدانيٌّ يومي وواسع لمواطن الخلل والزلل والضعف في منطقة الإعتصام أمام القيادة العامة بواسطة الأخوانويين وأجهزتهم الأمنية. وقد كانت الحلقة الأضعف للاعتصام من وجهة نظري المتواضعة هى انحسار الأعداد الغفيرة للمعتصمين بسبب "نَصَب المعارِض" المُتأتِّي من طول مدة المعارضة (وهو ذات الأمر الذي دفع بالعديد من الحركات المسلحة للخروج من "وضعية المقاومة المسلحة الطويلة بلا طائل" والدلوف إلى "وضعية المساومة") وتعب الصيام والغيظ وأشياء أُخرى؛ حتى صارت هذه الأعداد أقل من 3.5% (بحسب إحصاءات شركات الإتصالات لعدد الهواتف النقَّالة في ساحة الاعتصام) من سكان العاصمة المطلوبين ضرورياً في مكان الاعتصام لاستدامة ما تمَّ من تغيير والمحافظة عليه. وقد كان ذلك الاحصاء المؤشر المهم واللحظة الفارقة التى أعطت الضوء الأخضر لعملية تنفيذ المجزرة.
وعلي أيِّ حال، صنعت لجنة البرهان الأمنية ما يُعرف بـ "وصمة كولمبيا" على شارع النيل وحمَّلت تباعتها للثوار، واتخذت منها ملهاة لصرف أنظار الثوار وتحويل ثِقلهم الضعيف إلى تلك الناحية، تمهيداً لفض الاعتصام (وقد حاولت ذلك أكثر من مرة ولكن الحرية والتغيير استنفرت قواها سريعاً وأنقذت الموقف في تلك المرات) من جهة موضع حمايتهم – من داخل بوابة القوات البحرية. وذلك لعمري لتشكيك الثوار نهائياً في كوادر جيشهم الوسيطة الباسلة التي انبرت لحمايتهم في هذا الموضع النبيل.
وعلينا ألاَّ نقع في هذه الفخاخ ونشتم قواتنا المسلحة التي أُراهن رِهاناً عظيماً لتدخل كوادرها الوسيطة في لحظة محددة قادمة لحسم الموقف لصالح قوى الحرية والتغيير التي هِىَ جزءٌ أصيلٌ منها. ولا تنسوا رتل الشرفاء من هذه الكوادر الذين حموا الثوار بأرواحهم وجروحهم وبحبسهم وبعثرتهم من أمثال النقيب حامد عثمان حامد وصحبه الأوفياء لهذا الشعب الكريم المسالم.
وللأسف راح ضحية هذه المجزرة البشعة اكثر من 160 قتيلاً (60 جثة وثَّقها الأطباء، وأكثر من 100 جثة تم رميها في النيل الأزرق)، وأكثر من 480 مصاباً إصاباتٍ مختلفةً بين الجسيم منها والطفيف، ومازال البعض من المعتصمين في عداد المفقودين. رحم اللهُ شهداءنا وأبرأ اللهُ جرحانا، وفكَّ اللهُ أسر المأسورين (إنَّ لله وإنَّا إليه راجعون).
3- من المسئول عن تنفيذ المجزرة: تحت الغطاء الأيديولوجي المباشر للفتوى المكذوبة على الأمام مالك بقتل ثلث/نصف الشعب (السوداني) ليحي الباقون في النَّعيم والتمكين، تلك التي يتلبَّسُها المأفون عبد الحي يوسف ودواعشه؛ وتحت المسوغ العملياتي المباشر من لجنة البرهان الأمنية؛ تحييداً وإخصاءاً بواسطة هذه اللجنة الأمنية لدور قوات الشعب المسلحة الوسيطة بما هو مشروح أعلاه: قامت 10 ألف من قوات الحميرلاى حميدتى، والأمن الشعبي، والأمن الطلابي، ومليشيات الإخوانويين داخل الجيش والشرطة والأمن، بالإضافة لمليشيات تابعة لعبد الحي يوسف ومحمد علي الجزولي بتنفيذ مجزرة القيادة العامة وما انفكَّت تفعل حتى هذه اللَّحظة.
4- هناك العديد من الإجراءات المطلوبة لتصحيح مسار الثورة واعادتها سيرتها الأولى: -
1- خط تصحيح الثورة الأوَّل يتطلَّب إسقاط لجنة (الخائن لوطنه وشعبه، المُنحاز لأجندة الأجنبي على حساب بلده، السفاح ومجرم الحرب، ومغتصب القاصرات في دارفور) البرهان الأمنية - لا التفاوض معها أبداً - وذلك بالمُظاهرات الطوفانية السلمية المتجاوزة في أعدادها الـ 3.5% من سكان العاصمة وعواصم الأقاليم، مع كامل الإنتباه واليقظة إلى حقيقة أنَّ الكيزان وقبيلهم من قوات الحميرلاى السفاح التشادي حميدتي قد يأتونكم من حيث لا ترونهم؛ فيتزَيون بكل أزياء القوات النظامية والمدنية (الرجالية منها والنسوية).
وبالتالي على لجان المقاومة الشروع في رصدهم من الأحياء، وفي الشوارع، ورصد كيفية تغيير أزيائهم ومركباتهم، والأماكن التي يزورونها، وما يحملون. وباختصار يجب أن يتحول كل أفراد الشعب السوداني إلى مُخبرين لصالح الثورة، ويجب دمغ أى معلومة بالصور والفيديوهات متى ما كان ذلك ممكناً وآمناً.
2- على القوات المسلحة الاضطلاع بدورها الكامل في حماية الشعب السوداني من مليشيات النظام الساقط والجنجويد والانحياز لخياراته، وأن تسعى جاهدة لاعتقالهم واعتقال كافة أعضاء لجنة البرهان الأمنية وتجريد الجميع من أسلحتهم وتقديمهم لمحاكمات عسكرية، أو محاكمتهم وفق القانون الجنائي فيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبوها في حق هذا الشعب منذ العام 1989 إلى يوم الناس هذا.
3- القليل من المقاومة والدفاع عن النفس لا يضر ولا يجرح السلمية ولا يقدح فيها خاصةً المعتدي عليك وعلى مالك وعرضك في بيتك، فلك حق قتله شرعاً. وعلى الناس ألاَّ ينسوا أهمية حصب العدو بالحجارة في تشتيت انتباه المصوِّب لبندقيته نحوهم (الحجر ضد الكجر) عند الضرورة. وعليكم بالقاصي المبتعد عن سربه فجرِّدوه من سلاحة واحتفظوا به (أى سلاحه) ليومِ كريهةٍ قد تأتي، ثم افعلوا به ما يأمركم به الشرع أو القانون (إن وُجِد) في موضع الحرابة.
4- يجب رفض قرارات اللجنة الأمنية الداعية لتكوين حكومة تصريف أعمال لأنَّها هِىَ فقط إنقاذ بلا بشير (ولربما هناك ترتيبات لإعادته)، ومعروفٌ مَن سيتم استيعابه فيها من الكوادر الأمنية السرية والكاموفلاجات ومن لفَّ لفَّهم من الأحزاب والحركات المسلحة التي قبضت الثمن، ليُسْلمونها عبر انتخابات مزوَّرة مسبقاً - كتزوير لجنة البرهان الأمنية التي تدعي زوراً وبُهتاناً انحيازها لثورتنا – لكوادر مهنية سرية تابعة لتنظيم الإخوانويين السودانيين موجودة بالداخل وفي الشتات.
ويجب الانتباه إلى أنَّ سرية هذه الكوادر مقصودة لذاتها لتمويه تتبع حلف "السعودية – الإمارات – مِصر" الشرير لهم، والذي ينوي نيةًّ واثقة لتطهير الإقليم من الإخوانويين وخشقجتهم لو يعلمون. والحميرلاى مجرم الحرب السفاح التشادي حميدتى - الذى ترفض قوى الحرية والتغيير أن يكون ضمن معادلة الحكومة المدنية لِأُمِّيَّته وجهله وكونه أجنبيَّاً غريباً لا يرقبُ في شعبنا إلاًّ وذِمَّة - سيكون جاهزاً لتصفية الإخوانويين بأمر الحلف الشرير المذكور بعاليه بذات مكونات الجهل والأمِّيَّة واللاَّ – سودانية والخِسةِ والتآمُر.
ويومها سيكون أمام الإخوانويين السودانيين خياران: إما السعى لتصفية الحميرلاى حميدتى وقواته (وهو أمرٌ دونه خرط القتاد مع حلف الشر أعلاه، ما لم تتدخل الصين وروسيا لدعمهم على حساب قوات حميدتي المتمفصلة معهم الآن)، أو استجداء الإنضمام لقوى الحرية والتغيير بشروط قوى الحرية والتغيير التي لن تقبلهم بعد المجازر التي ارتكبوها اصطفافاً مع قوات الحميرلاى حميدتي؛ هذا إذا استبعدنا التدخلات من هنا ومن هناك.
5- يجب الاستعداد للإنتظام في مظاهرة الطوفان الأعظم المشفوعة بانحياز كوادر الجيش الوسيطة الواسع لاسقاط النظام في الأيام القليلة القادمة، ولنصبّها من جديد في وسط الخرطوم كلها هذه المرة؛ تلك التي تشمل كلَّ منطقة المرافق الحيوية للدولة (من النيل الأزرق للأبيض، ومن شارع المعونة ببحري إلى منطقة السجانة جنوباً).
خاتمة
يجب ألاَّ ييأس المناضل، فإنَّ المناضل إذا يئس انهزم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حسين أحمد حسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست