-مماطلة المجلس العسكري في تسليم مقاليد الحكم، ورمزيته ( مجلس السياده ) استدرجت روحا تصعيدية في اوساط قوى الثوره فإتجهت الأنظار إلا الإضراب السياسي والعصيان المدني كأعلى وسيله مدنيه وسلميه للانتقال إلى سلطه مدنيه تعبر عن روح واهداف الثوره -وحقيقة الأمر ان سلوك المجلس العسكري وتشبثه بقيادة مجلس السياده تخطى مرحلة إثارة الشكوك في هذا المجلس إلى اليقين بأنه ينفذ أجندة عرابيه في الحركه الإسلامية -ليثبت انتمائه وبالأصالة لها- فالذين اسقطت عضويتهم من المجلس ما كان يعيبهم في نظر الحركه الإسلامية إلا انهم كانوا من كوادرها المكشوفه -ولا تمتاز عليهم عضوية المجلس الباقيه إلا بكونهم لم تسلط عليهم الأضواء ولم يتم كشف أصالة انتمائهم للحركه -ولذلك وقع على عاتقهم تنفيذ اجندتها والتي يفضل قادتها المدنيون -تكتيكيا حتى الآن العمل من خلف ستار من هم داخل المجلس العسكري -وهذا لم يعد سرا على أحد لذلك فالذي يريد أن يجد تفسيرا لسلوك الحركه عليه النظر في تكتيكات المجلس العسكري والعكس أيضا صحيح. -وقوى الثوره تتفاوض مع المجلس العسكري وهي تفهم هذه الحقيقه تماما اي انها تعرف انها تتفاوض مع ممثلي الحركه الاسلاميه ببذات عسكرية وتعرف أيضا ان ما يقوله المجلس العسكري عن انحيازه للثوره وأنه يعمل على حمايتها -محض هراء وأن حقيقة دوافع تشبثه بمجلس السياده هي لحماية الحركه الاسلاميه وتنفيذ أجندتها وتصفية الثوره لصالحها - هزمته ال 170حزبا -سياسيا- في معركة ذات الكراسي وهزمته -سياسيا-جماعة نصرة الشريعه بموكبها الهزيل -وهزمته أمنيا وعسكريا هجمات المليشيات على المعتصمين السلميين من حيث أراد لها نصرته -وهزمه عرابيه إذ فشل في اعتقال المتهمين منهم في جرائم الفساد وجرائم القتل الجنائيه -فقبضته كانت أضعف ما يكون ومرتجفه حيث كان يجب أن تكون قويه، لكنها كانت قوية مع قوى الثوره فتوقف التفاوض معها لثلاثة ايام لأجل إزالة المتاريس خارج منطقة الاعتصام -واكتفى بتكوين لجنه للتحقيق في هجمات الأسبوع الماضي على المعتصمين التي استشهد على إثرها ستة مدنيين ورائد من الجيش -المبرر الذي يسوقه المجلس العسكري لتشبثه بمجلس السياده يعكس رعب الحركه الإسلاميه من برنامج قوى الحريه والتغيير واوله تفكيك الدوله العميقه التي بنوها خلال ثلاثة عقود من خلال برنامج التمكين- وإعادة إطلاق العملية السياسيه الديموقراطيه والتنميه -ما يكرره المجلس العسكري بأنه يتمسك بقيادة مجلس السياده لإعطاء الجيش الفرصه لحفظ الأمن والاستقرار في مواجهة اي انفلات أمني او هجمات من فصائل الحركات المسلحه وهذا أيضا محض هراء -فما الذي يمنع الجيش من حفظ الأمن والاستقرار في حالة تشكيل مجلس السياده من قياده مدنيه بتمثيل عسكري ووزير دفاع عسكري-كما وأن الحركات المسلحه هي عضو في نداء السودان الذي هي عضو في إعلان الحريه والتغيير -وهذا يجعل الحركات المسلحه أقرب للمعالجة السلميه -لا الحرب - مع حلفائها في قوى الحرية والتغيير -وفوق ذلك إلا يؤشر هذا المبرر الذي يسوقه المجلس العسكري إلى أنه لا يدخر غير الحلول الامنيه والعسكريه في تعامله مع قضية الحرب والسلام- رغم أن الاذمه وحلولها هي في الجوهر سياسيه و اقتصادية واجتماعيه وثقافية -لقد أسقط المجلس العسكري ادعاءاته بانحيازه للثوره بنفسه -فاستنهض واستدعى قوى الثوره المضادة فصيلا وراء آخر
فاستغاث بالمئة وسبعين حذبا وهي ميته بالميلاد
واستقوى بجماعة المفتي بقتل الثلث
وأخيرا أعاد التصريح لنقابات المؤتمر الوطني لمساعدته في إفشال العصيان المدني والإضراب السياسي
-ذكرنا وذكر غيرنا مرارا وتكرارا ان الواجهة العسكرية للدوله غير مقبولة عالميا -وأن حدث ذلك فسوف يضع أمام البلاد عراقيل لا حصر لها للحصول على الاعتراف الدولي وبالتالى إدخال البلاد في دوامة من المقاطعات الدبلوماسية والإقتصادية وحرمانها من إمتيازات الدوله المدنية السياسية والإقتصادية المستقرة -لقد كشفت الإنقاذ وجهها الحقيقي بعد مسرحية (حبيسا ورئيسا )بعد عام واحد وفشل المجلس العسكري في إخفاء حقيقة هويته لأكثر من ايام -فقرا مدقعا في الفكر والتنظيم وخيانة فاقعة لشرف العسكرية وقيمها -وسواء رضيت الحركة ومجلسها العسكري او أبوا-فقد انتهت حقبة الحركه الإسلامية في وعي هذا الشعب وأصبح مستحيلا عليها العوده لكراسي الحكم او حتى للحياة السياسية العامة في اي مستقبل قادم مالم؛ تقم بمراجعه جزرية جاده ومؤلمة لفكرها وأهدافها ومناهج عملها-وهو ما يبدو انها بعيدة حتى عن فهم وإدراك أهميته بالنسبة لها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة