رؤى حول إدارة مخاطر الثورة الشعبية في السودان (ثورة 19 ديسمبر 2019م المجيدة) بقلم د.السماني هنون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 04:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-20-2019, 02:57 PM

السماني هنون
<aالسماني هنون
تاريخ التسجيل: 07-05-2015
مجموع المشاركات: 2

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رؤى حول إدارة مخاطر الثورة الشعبية في السودان (ثورة 19 ديسمبر 2019م المجيدة) بقلم د.السماني هنون

    02:57 PM April, 20 2019

    سودانيز اون لاين
    السماني هنون-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    " حرية سلام وعدالة... الثورة خيار الشعب"

    الدكتور/ السماني هنون
    أستاذ الاقتصاد والعلوم المالية
    باحث وكاتب ياللغتين العربية والانجليزية
    مؤسس حركة المحايدين بجامعة الخرطوم (1985م )
    [email protected] "حكومة الموت ... تسقط بس"







    نترحم علي أرواح الشهداء الذين خضبوا ثري هذا الوطن بدمائهم الذكية ونتمنى عاجل الشفاء للجرحى ونواسي كل الأسر المكلومة بل كل أبناء الوطن في شهداء الثورة الشعبية الذين رحلوا عنا من أجل أن نعيش أحرار في وطن يسع الجميع ..التحية للشعب المعلم وتجمع المهنيين السودانيين الذين قادوا الثورة حتي النصر ... والتحية لقوات الشعب المسلحة وقوات الدعم السريع التي انحازت لخيار الشعب في ظرف دقيق لا يجرأ لاتخاذ القرار فيه الا الشجعان وأبناء البلد من ذوي النخوة والمروءة وحب الوطن والشعب .. والتحية للشباب السوداني الذي أعاد لنا الثقة وأزال كل لبس او تقبيش في الوعي من عدم قدرته علي احداث التغيير المنشود.. لقد أبلي جيل "ليمار وكرستيانو والسستم والحقنة" بلاء حسناء وقابل الرصاص الحي بصدور عارية ليؤكد لنا أن هؤلا الشباب هم أحفاد أولئك الرجال الذي استبسلوا في كرري وشيكان وام دبيكرات .. قلنا أن الجينات لا تكذب وان هذا الشبل من ذاك الأسد .. الآن استطيع أن أنام ملئ جفوني وانا مطمئن علي مستقبل الوطن الذي يحرسه أمثال هؤلاء "الشفاتة" الذين لا ترهبهم سياط الجلاد ولا تسكت أصواتهم أسلحة الأعداء.. التحية "للكنداكات" اللائي قدن الرسن وتقدمن الصفوف في كل التظاهرات التي قادها شعبنا ضد نظام الفساد والاستبداد.. والتحية لنخلات بلادي اللائي أشعلن الحماس بالزغاريد والغناء في أوساط الثوار والقوات النظامية فرفعن الروح المعنية للثوار وعززنا من قوة الثبات في لحظات الاشتباك كأنما لسان حالهن يقول: الحرب خدعة، واللقاء ثبات، والموت من أجل الوطن حياة... فالتحية لكنداكات السودان اللائي قدمن نموذج يهتدي به حينما يكون النضال من أجل الحرية والكرامة.. التحية لكل من ساهم في إنجاح ثورة الشعب السوداني من المغتربين والمهاجرين وأصدقاء الشعب السوداني في كل أنحاء الدنيا.. لقد انتصرت إرادة شعبنا للشهداء وكل المؤمنين بالحرية والسلام والعدالة الاجتماعية وارتسمت ابتسامة الرضا والفرح علي محيا كل الوجوه الشاحبة التي أظناها السير في طريق الحرية والانعتاق من أبشع الأنظمة القمعية في العالم.. والسؤال المركزي، لماذا انتصرت الثورة الشعبية في السودان؟ 1/ سلمية الثورة وبعدها عن العنف جعلها وجهة مفضلة للأحرار 2/ تجاوز مرحلة الخوف عند الكنداكات والشفاتة، حول أجواء الاشتباكات بين الثوار وأجهزة الأمن الي عمل درامي بطله الثوار 3/ ثبات وموضوعية مطالب التغيير عززت التفاف الشعب حول الثورة 4/ انحياز قوات الدعم السريع والجيش للثوار عجل بسقوط النظام واستلام السلطة بل كشف مدي ضعف وهشاشة نظام الإنقاذ الذي يعتمد بشكل رئيسي علي قوات الدعم السريع في تأدية مهامه الأمنية 5/ تراكم السخط الشعبي والاستياء من طول فترة حكم الاتقاد وحد وجدان الشعب علي طريق المقاومة واحداث التغيير المنشود... هذه الأركان الخمسة تشكل دعائم الثورة ولا يمكن نجاحها بدونها بل لا يمكن استمرار الثورة دون المحافظة عليها.
    الحمد لله من قبل ومن بعد ان بلغنا هذه المرحلة بعد مسيرة طويلة وشافة محفوفة بالمخاطر والتحديات تصدي لها الشعب بكل شجاعة وبسالة حتي حقق نصرا مؤذرا حظي باعجاب كل سكان العالم فانهالت برقيات التهنئة من زعماء الدول لتعلن ميلاد عهد جديد في السودان.. نعم لقد كان يوم 6 ابريل يوما تاريخيا في مسيرة الشعب السوداني حيث التحمت قوات الشعب المسلحة والدعم السريع مع جموع الثوار لتعلن نهاية حكم الطاغية الفاشي والفاشل والفاسد والفاقد للشرعية في السودان، بل نهاية كل الانقلابات العسكرية في السودان.. لقد نجحت ثورة ديسمبر وحققت شعارها المرفوع "تسقط .. بس" بمشاركة فاعلة من كل مكونات الشعب السوداني بقيادة الشباب والمرأة.. لقد انتهت الإنقاذ دستوريا وشعبيا ولكن لازالت المخاطر تحيط بثورة الشعب مما يستدعي تأمين الثورة من ردة فعل محتملة من قوي الفساد والاستبداد في السودان.. هذا المقال سيتناول كيفية إدارة المخاطر المحتلمة لاستدامة الحكم وقطع الطريق إمام أي مغامر من ملة الظلم التي حكمت بالحديد والنار.. سيقدم المقال منهجية واضحة المعالم لإدارة مخاطر الثورة الشعبية في السوداني علي نحو ما يلي:
    في البداية نتعرض لمفهوم الخطر، ما هو الخطر؟ يصعب تعريفه لأنة مصطلح مراوغ Dodge Concept ولا يمكن وصفه علي وجه الدقة، ولكن يمكن محاولة تعريفه بأنه كل شيء يهدد الأهداف الإستراتيجية للمشروع ويحول دون تحقيقها أو يمكن تعريفه بعدم اليقين Uncertainty او عدم التأكد من تحقيق التوقعات.. ويكون الخطر حينما نحقق خلاف ما كنا نتوقع، عندئذ لابد من تطوير خطة لإدارة الخطر حتي نقلل Mitigate من الآثار المحتملة لوقوعه.. الثورة الشعبية تواجه مخاطر كثيرة لا يمكن حصرها ولكن يمكن تطوير آليات الاستجابة لتلك المخاطر حينما تحدث لنقلل من آثارها التدميرية لمشروع دولة القانون والمواطنة في السودان.
    كيف ندير الخطر؟ ... لقد طور المعهد الدولي لإدارة المخاطر حزمة من القواعد تساعد في الحد من المخاطر المحتملة لاي مشروع سواء كان مشروع استثماري او مشروع وطني كما هو الحال في مشروع الثورة السودانية، وهذه القواعد يمكن تلخيصها في الخطوات الأساسية التالية:
    1/ تخطيط إدارة المخاطر: لابد من وضع إطاري نظري لإدارة المخاطر ورسم خارطة طريق ليكيفة التعامل مع المخاطر من خلال تطوير خطط فصيره الأجل واستراتيجيات طويلة ألمدي للتعامل مع أي خطر محتمل.
    2/ تحديد المخاطر: لابد من تحديد مصادر الخطر المحتملة (أمنية – سياسية – اقتصادية – الخ) وتحديد أدوات التعامل معها
    3/ تحليل المخاطر: ويكون تحليل كيفي من حيث ترتيب المخاطر حسب الأولوية وكمي من حيث حجم الآثار المترتبة علي الخطر.. تحليل المخاطر يركز علي أمرين: احتمال حدوث الخطر والآثار المترتبة علي وقوع الخطر.
    4/ الاستجابة للمخاطر: بعد الفراغ من تحديد وتحليل المخاطر يتم الاستجابة إليها من خلال تطوير إستراتيجية مناسبة للتعامل مع الخطر سواء بتجنب الخطر او نقله لطرف آخر او تقليل آثاره او قبوله بشكل كامل اذا كان في حدود المعقول.
    5/ الرقابة والتحكم: بعد الاستجابة للخطر يأتي دور مراقبته والتحكم في مساره من خلال الرقابة المشددة وإعداد التقارير الدورية واتخاذ الإجراءات التصحيحية التي تعزز كفاءة إدارة المخاطر وتضعف فرص نمو الخطر.
    من النظرية إلي التطبيق: كيف يمكن أن نطبق ما تقدم ذكره من أجل تأمين الثورة الشعبية في السودان؟ نبدأ بتحديد المخاطر التي تواجه الثورة السودانية:
    1/ مخاطر أمنية، وتشمل الثورة المضادة لاستعادة النظام السابق للحكم، حيث لازال كثير من عناصر النظام السابق أحرار ويحتفظون بقوتهم المادية من أسلحة وأموال وكوادر بشرية تمكنهم من الانقضاض علي الثورة متى ما تبين لهم ضعف الثورة.. هذا الخطر نسبة حدوثه عالية وآثاره مدمرة لمشروع الثورة الشعبية في السوداني بالتالي لابد ان يحظي بأولوية قصوى وخطة استباقية Proactive plan محكمة لتجنب حدوثه حتي لا نعود مرة أخرى إلي حيث كنا.
    2/ مخاطر اقتصادية: تشكل تحدي حقيقي للثورة وهي القوة المحركة للجماهير الثائرة، مجرد التباطؤ في حلها سيقود إلي التململ في اواساط الثوار، حيث توجد مخاطر آنية كانعدام السيولة في الاقتصاد وشح الوقود والخبز هذه قضايا لا تحتمل التأجيل والسجال السياسي البيزنطي بينما يمكن التريث في إعداد سياسات وبرامج إصلاح الاقتصاد الكلي في الدولة.
    3/ مخاطر سياسية: وهي مخاطر حقيقية تواجه الثورة وفي مقدمتها سرقة الثورة من قبل الانتهازيين الذين اعتادوا الصيد في الظلام وسرقة مجهودات الآخرين، حيث تعرضت كل الثورات السابقة للإجهاض الممنهج من قبل هذه النخب الانتهازية التي أفرغت الاستقلال من أي قيمة تنموية يمكن ان يتباهي بها الشعب.. هؤلاء الانتهازيون هم الخطر الداهم الذي يتربص بالثورة لوأدها في مهدها وأفراغها من أي مكتسبات حقيقية للتغيير الذي طالما تغني به الشعب ... الحذر كل الحذر من الانتهازيين الذين هم بالمرصاد لاي نشاط يغيير حياة المواطن السوداني الي الافضل... أضف الي ذلك أحزاب وعناصر العناد السياسي التي تتزرع بمبادئها وتتصلب في مواقفها دون تقديم اية تنازلات من أجل المصلحة العامة فتسقط الثورة وسط هذا العناد والتشدد في المواقف السياسية.. أحذروا هؤلاء المتشددون الذين يحولون نعمتكم الي نقمة "والشيء اذا فات حده انقلب إلي ضده" ... أيضا البيروقراطية والسلحفائية في اتخاذ القرارات يؤديان الي تذمر الثوار والشعور بالإحباط من أداء الثورة الذي من المفترض ان يكون سريعا وناجزا وفعالا.
    4/ مخاطر اجتماعية: تواجه الثورة حزمة من المخاطر الاجتماعية في مقدمتها العنصرية التي تجري في دماء بعض ابناء الوطن وخاصة "جيل السودان القديم" الذي لا ينظر الي الثورة الا من زاوية القبيلة او المنطقة او الطائفة فتضيع الثورة وسط هذه الانتماءات ويتهاوي المشروع الوطني كنتيجة للعصبية القبلية والجهوية والطائفية... لقد تجاوز الثوار هذه التحديات بارادة وطنية صلبة والتحم كل ابناء الشعب من أجل هدف واحد وهو اقتلاع نظام الفساد والاستبداد من السودان... لنجاح الثورة لابد من محاربة الفاشية القبلية والجهوية والطائفية حتي تنعموا بوطن معافي يسع الجميع وترددوا مع العضبراوي " كل أجزائه لنا وطن اذ نباهي به ونفتتن"
    5/ مخاطر إستراتيجية: عدم التجانس الفكري (الايديولجي) للثوار (الكنداكات والشفاتة) حيث جاؤا من مدارس وخلفيات فكرية متباينة من أقصي اليمين الي أقصي اليسار وجمع بينهم هدف واحد وهو تغيير النظام ، السؤال المركزي، ماذا بعد إسقاط النظام؟ هنا تكمن التحديات كيف يمكن التغلب عليها وتحويلها الي فرص ومكاسب للثورة؟ .. أيضا من التحديات الإستراتيجية تحديد عقيدة الدولة الجديدة في ظل تباين معتقدات الثوار أنفسهم، هل تكون دولة مدنية او علمانية او محايدة او إسلامية معتدلة أو غيرها؟ الإجابة علي هذه الأسئلة المركزية سيكون لها صدي قوي في اوساط الثوار وربما تسفر عن تصدع في جدران الثورة.
    6/ مخاطر تشغيلية: تواجه الثورة مخاطر الاحتكاك اليومي بين الثوار والقوات النظامية علي صعيد الثورة أمام القيادة ومواقع الاحتجاجات الاخري .. إطالة فترة الاعتصام ستزيذ من احتمال حدوث المخاطر (هناك علاقة ايجابية بين احتمال حدوث الخطر وطول الفترة الزمنية) كلما طالت الفترة الزمنية كلما زاد احتمال حدوث الخطر وبالتالي لابد من الإسراع في تنفيذ مطالب الثورة بأقرب وقت ممكن ليتجنب الثوار البقاء في ميادين الاحتجاج لفترات طويلة.. السرعة والإتقان أمران لابد منهما حتي نتجنب المفاجآت وحدوث ما لم يكن في الحسبان.. معلوم للثوار أنهم يتعاملون مع قوات مقاتلة لها انجازات مشودة في المجال الأمني ولكن ينقصها الاتصال الفعال مع المدنيين في مثل هذه الحالات الاستثنائية التي تحتاج الي درجة عالية من الضبط والحذر لتجنب أي شكل من أشكال العنف وبالتالي هذه بيئة حساسة تحتاج الي حكمة وإدارة رشيدة حتي تنفض بسلام وتحقق الأهداف المنشودة... الإدارة الميدانية للاحتجاجات تحتاج الي مهارة وحكمة ورشد في اتخاذ أي قرار له علاقة بوضع الثوار في مواقع الاعتصام.
    7/ مخاطر إقليمية: تواجه الثورة مخاطر إقليمية من دول الجوار وفي مقدمتها ليبيا وتشاد وإثيوبيا وبقية الدول الاخري التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي والتفلت الأمني ... الوضع في ليبيا يحظي بأهمية خاصة للثورة في السودان.. عدم الاستقرار في ليبيا ينعكس سلبا علي أمن السودان وبالتالي المعارك الدائرة في محيط طرابلس العاصمة ستحدد شكل الحكومة الجديد وتداعيات ذلك علي الوضع في السودان... أضف إلي ذلك تداعيات الصراع في الخليج بين معسكري السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخري سيلقي بظلال حول مسار الثورة في السودان.
    8/ مخاطر بيئية: تواجه الثورة تحديات بيئية كثيرة في مقدمتها شح المياه الصالحة للشرب وتلوث الهواء وتفشي الأمراض وارتفاع معدلات الموت وغيرها من التحديات التي تشكل مستقبل الثورة... تواجه الثورة مخاطر بيئية وصحية في مواقع الاعتصام مما يحتم الاستجابة لها وتقديم حلول نهائية ومستدامة ... الهواء والشوارع الملوثة ببقايا ومخلفات الثورة تشكل تحدي صحي يجب الانتباه الية ومعالجتة بالسرعة المطلوبة.. تلوث الهواء وشح المياه وتردي صحة البيئة تشكل تحديات آنية لا تتحمل البطء في اتخاذ القرار المناسب.
    9/ مخاطر الشعوذة والدجل: نظام الإنقاذ لم يكن فاسد ومستبد فحسب، بل كان نظاما مشعوذا ودجالا يقضي معظم لياليه متنقلا بحثا عن العرافيين والمنجمين لمساعدته في التنبؤ وقراءة المستقبل... هذه الطريقة الفرعونية في التعامل مع السحرة انتهجتها الإنقاذ كوسيلة للمحافظة علي الحكم في السودان ... مرات كثيرة شاهدنا السحرة والمنجمين علي شاشات التلفاز وهم يتنبئون بطول عمر النظام ليثبطوا همم الشعب ويصيبوه بالإحباط من أي عملية تغيير في المستقبل... لقد احتفظ النظام بعلاقات واسعة مع مشائخ الطرق الصوفية وكثير من "الفكيه" حتي يحصنوه من أي مخاطر محتملة ... لقد خاب فأل كل السحرة والدجاليين وانتصرت دعوات المظلومين من الثكالي والأرامل والأيتام الذين فقدوا ذويهم في حروب الإنقاذ العبثية... انما جاؤوا به هو السحر، ان الله سيبطله ولا يفلح الساحر حيث أتي.. السحرة يستخدمون ذكائهم في التلاعب بوعي الشعب خاصة في المجتمعات التي تؤمن بالأسطورة والبدع والخرافة.
    10/ مخاطر السمعة: استقلال بعض الحالات الفردية التي تصدر من الثوار وتعميمها علي كل مجتمع الاعتصام وعلي سبيل المثال، سوء تفسير شعار "الحل في البل" او الخلوة في أوساط بعض الشباب وغيرها من الحالات الفردية والمعزولة يستغلها أعداء الثورة لاشانة السمعة والتأثير علي التأييد والزخم الذي حظيت به خلال فترة الاعتصام.. لقد نجح الثوار في انتزاع النصر من أكبر نظام دكتاتوري في العالم وخلفوا صورة ذهنية ناصعة لدي الرأي العام العالمي وعليه فان مسئولية المحافظة علي سمعة الثورة تقع علي جميع الثوار في السودان حتي تمضي المسيرة الي غاياتها بذات التأييد والزخم الذي حظيت به.
    الاستجابة للمخاطر: بعد تحديد وتحليل المخاطر تبقي لنا كيفية الاستجابة لهذه المخاطر المحتلة من خلال وضع إستراتيجية تعتمد علي نوعين من المخاطر 1/ مخاطر سلبية ونعمل علي تجنبها او تحويلها لطرف آخر أو نقلل من آثارها او نقبلها اذا كانت في حدود الاستطاعة 2/ مخاطر ايجابية ونعمل علي استغلالها أو مشاركتها او تعزيزها.. لوضع أية إستراتيجية فعالة لابد من الالتزام بالاتي: 1/ ان تكون الاستجابة تتناسب وحجم واثر الخطر 2/ إدارة الخطر بتكلفة مناسبة 3/ ان تكون الخطة واقعية 4/ ان تكون مقبولة للإطراف المعنية... وعليه يمكن الاستجابة للمخاطر التي تحيط بالثورة الشعبية في السودان من خلال المحاور الآتية:
    1/ وضع إستراتيجية لإدارة مخاطر الثورة الشعبية في السودان
    2/ تعزيز الوعي الاجتماعي بالثورة السودانية
    3/ الاستعداد الأمني لمقابلة الحالات الطارئة بتصميم خطة تأمين للثورة من آية مهددات داخلية او خارجية ووضع آلية للمراقبة الفورية وإعداد التقارير الدورية وتحديد وسائل التواصل بين مكونات الثورة المختلفة عند حدوث الخطر.
    4/ معالجة الوضع الاقتصاد الحرج في السودان من خلال وضع خطة طارئة وقصيرة الأجل لمعالجة القضايا الآنية كالسيولة النقدية والخبز والوقود ووضع إستراتيجية متوسطة وطويلة ألمدي لإصلاح الاقتصاد الكلي في السودان كمراجعة التشريعات ووضع منفستو جديد للاقتصاد (يوجد لدينا تصور متكامل لإصلاح الاقتصاد السوداني) .. الحمد لله بدأت البشريات الاقتصادية تلوح في الأفق البعيد من خلال تراجع أسعار الدولار مقابل الجنيه السوداني وتوفر الوقود في بعض المحطات وتوفر الخبز بكميات محدودة في المخابز، هذا missed call من الثوار للشعب بان الأيام القادمة ستشهد تراجع في التضخم واستقرار في سعر الصرف وتوفر في السيولة لدي المصارف المفلسة في السودان.. لابد أن يأخذ الاقتصاد أهمية قصوي في أدبيات الثورة ولابد أن يكون القاطرة التي تجر قطار الثورة في المستقبل.. لدينا نموذج جاهز للتقديم يعنوان – نموذج المتغير الرائد – Pioneer Variable Model PVM – هذا النموذج عالج كثير من القضايا التي تواجه الدولة الوطنية في السودان من خلال جعل الاقتصاد كرائد لنهضة الأمة السودانية.. الاقتصاد يجمع الناس والسياسة تفرق الناس.. يا ثوار عليكم بالاقتصاد والتركيز علي الخدمات لتجنب الوقوع في دوائر الجدل والعناد السياسي التي أوصلتنا الي هذه الدرجة من الفقر والبؤس في العيش.. اذا غضب الله من قوم الزمهم الجدل ومنعهم العمل... عليكم بالاقتصاد ثم الاقتصاد ثم الاقتصاد.
    5/ الاستجابة للمخاطر السياسية من خلال إتباع الوسطية والتوازن في طرح الأفكار والابتعاد عن التشدد والتطرف في الأفكار السياسية وليعلم الثوار إنهم جاؤوا من خلفيات متباينة وهشة فليعلوا من قيم الإيثار فيما بينهم ويجعلوا مصلحة الوطن والشعب فوق كل المصالح حتي يتمكنوا من العبور بسلام لكل المضبات السياسية التي تعترض مسيرتهم .. الانتقال من الخطاب السياسي الديماغوجي إلي الخطاب التنموي الموجه للسلام والخدمات كالبني التحتية والصحة والتعليم والمياه والكهرباء هو الطريق الأمثل لتعزيز تلاحم الشعب مع الثورة والمضي قدما في اتجاه النهضة الشاملة للأمة... توجد بعض الأحزاب السياسية لها عدد قليل من العضوية في السودان ولكنها فعالة في النشاط السياسي ولديها آلة إعلامية كبيرة جدا، هذه الأحزاب تمتاز بالتشدد في الأفكار وعدم المرونة السياسية مما يعود بنا مرة إلي أجواء التطرف التي أودت بحياة الإنقاذ في السودان.. نأمل من الثوار وهم من الشباب وتنقصهم الخبرة الكافية بتاريخ بعض الأحزاب المؤدلجة في السودان ولها مبادي لا تتنازل عنها لأي سبب من الأسباب!.. فانتبهوا الي تلك الاجزاب حينما تقرروا المشاركة في المواكب الشعبية او اختيار قادتكم الجدد.
    6/ الاستجابة للمخاطر الاجتماعية تركز علي محاربة العنصرية في السودان من خلال سن وتفعيل تشريعات تجرم العنصرية وتحد من انتشارها في المجتمع.. يجب اتخاذ حزمة من الإجراءات للحد من العنصرية في السودان في مقدمتها تقليص دور الإدارات الأهلية كحاضنة للقبلية والتعصب ألاثني في السودان، علما بأن هذه الإدارات غالبيتها أعضاء في المؤتمر الوطني المنحل وشاركوا في جرائم النظام بشكل أو آخر، تفكيك الإدارات الأهلية مدخل قوي لإنهاء العنصرية القبلية وخطوة أولي في اتجاه بناء دولة الأمة السودانية ... مراجعة وضع الطرق الصوفوسياسية كحاضنة لتفريخ المشايخ السياسيين الذين يشرعون القداسة الدينية للحاكم، هم خطر علي الأمة ولابد من تصحيح مسار هذه الطرق الدينية حتي تكون دور للعبادة وتربية النشء علي الأخلاق الفاضلة.. أحزاب الطاتفوسياسية تخلط الدين بالسياسية من أجل الوصول والبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة هذه الأحزاب يجب ان تراجع مواقفها وتتجرد لخدمة الوطن وبناء الدولة المدنية التي تسع جميع أبناء الشعب السوداني.. كل هذه الكيانات خصما علي وحدة الأمة السودانية التي عبر عنها الثوار بعفوية وتلقائية غير مسبوقة تجلت في أبهي صورها إبان فترة الاعتصام في الميادين المختلفة .. هذه رسالة أخري missed call من الثوار والشباب إلي مؤسسات "السودان القديم" ليعلنوا فيها تمردهم عن واقع لم يجلب لهم إلا الحروب والفقر والعطالة والعزوبية والعنوسة ... علي الثوار بناء دولة الأمة السودانية وتفكيك كل مؤسسات "فرق تسد" التي خلفها الاستعمار لتقوم مقامه بعد رحيله.
    7/ الاستجابة الي مخاطر صحة البيئة من خلال حملات نظافة الشوارع وإزالة مخلفات معارك الكرامة وتقنية أجواء البلاد من التلوث وتوفير مياه صالحة للشرب للعطشى الذين يسكنون علي مرمي حجر من مصادر المياه بجانب تطوير إستراتيجية متوسطة وطويلة الأجل لمعالجة كافة قضايا البيئة واستدامة التنمية في البلاد.
    8/ الاستجابة للمخاطر الخارجية وتعتمد علي مراقبة التدخلات في الشأن الوطني من دول الا قليم والعالم حتي نجنب الثورة الوقوع في أحضان المصالح الخارجية والتي تكون خصما علي مصالح المواطن السوداني .. وعليه لابد من وضع إستراتيجية للعلاقات الخارجية تستند علي المصالح المشتركة والاحترام المتبادل لكي نحمي الثورة من اي اختراق خارجي أو سرقة دولية لمجهودات شعبنا، وعلي الثوار متابعة العلاقات الخارجية والتأكد من صدقتيها وخدمتها لمصالح الشعب السوداني.
    9/ الاستجابة لمخاطر الشعوذة والدجل تكون بتجفيف مصادر هذه الخزعبلات والتوجه بالدعاء الصادق والابتهال إلي الله سبحانه وتعالي ان يأخذ بيد الوطن والشعب وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن نخلص النوايا لخدمة الشعب ونبتعد عن الظلم ونتذكر دائما قول سيدنا عمر الفاروق (رضي الله عنه) ان العدل أساس الملك.. هذا النوع من الخطر احتمال حدوثه ضعيف وآثاره محدودة طالما الثورة محروسة بدعوات المظلومين من الأيتام والثكالي والأرامل والشيوخ فلا خوف عليها بإذن الله ستمضي قافلتها إلي المستقبل بكل ثبات ويقين .. اللهم أحفظ شعب السودان من كل شر وأجعل الخير كله في ما أخترته له من حكومة رشيدة تحقق مقاصد ثورته التي قدم من أجلها الغالي والنفيس .
    10/ المحافظة علي سمعة الثورة وصونها من خلال تعزيز الوعي بأهداف الثورة و تعزيز السلوك الحميد والتمسك بالأخلاق السودانية الأصيلة التي تمنع الانحراف في السلوك والمجاهرة بارتكاب الإثم.
    الرقابة والتحكم :بعد إكمال إستراتيجية إدارة المخاطر يتم تطوير آليات وادوات فعالة يشارك فيها كل مكونات الثورة من القوات المسلحة والدعم السريع والالكنداكات والشفاتة وكل إفراد الشعب الذين شاركوا في صناعة الثورة الشعبية من أجل تقييم مشروع الثورة ورقابة تنفيذ ما اتفق عليه للتأكد من مضي الثورة في الاتجاه الصحيح وحسب ما يتطلع اليه الشعب السوداني من حرية وسلام وعدالة... الإدارة الفعالة للمخاطر تزيد من كفاءة الثورة وتسرع وتيرة تحقيق الأهداف الإستراتيجية للثورة وتقلل المدي الزمني لانجاز تلك الأهداف... إدارة المخاطر تعمل علي تجميع المخاطر المتوقعة علي هيئة حزم يسهل إدارتها وتراقب عن كثب تلك المخاطر التي لا يمكن التنبؤ بها ... لأنه من المستحيل معرفة الخطر 100% وبالتالي هنالك نسبة من الخطر تظل باقية ولابد من مراقبتها والاستجابة إليها عند الطلب ... إدارة المخاطر تنمي مهارات وضع الخطط التصحيحية لمسار الثورة والتأكد من ان الثورة تمضي حسب ما هو مخطط لها.
    أختم هذا المقال بتمنياتي الصادقة للثورة بالنجاح في مشروعها الوطني الكبير لبناء السودان الجميل الذي يسع الجميع ويعتز ويفتحر به كل من ينتمي إليه... وأتمنى ان تنجح الثورة في إحياء الأمل المفقود وان تنجح في استعادة الكرامة المهدرة للمواطن السوداني وأن تنجح في معالجة الفقر والبطالة والعزوبية والعنوسة وان تنجح في اجثاث العنصرية والمحسوبية والواسطة في كافة أوجه الحياة السودانية.. وأتمنى أن أري السودان العظيم مودعا للحروب للآبد وأن يكون واحة للسلام والمحبة بدلا من الاستثمار في الكراهية والحقد والانتقام... وأتمنى للسودان العظيم في ظل الثورة الشعبية الظافرة أن يحقق شعار الثورة حرية – سلام –عدالة... وأختم هذا المقال بأبيات لأعرابي هجر قومه ثم عاد إليهم بعد غيبة (كعودة الثورة الشعبية للحكم في السودان)، وحينما بلغ مضارب قومه أنشد قائلا:
    اذا ما طلعنا من ثنية لفلف +++ فخبر رجالا يكرهون إيابي
    خبرهم إني رجعت بقبطة +++ احدد أظفاري ويصرف نابي
    واني ابن حرب ما تزال تهرني ++ كلاب عدوي او تهر كلابي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de