إخترت هذا العنوان من باب لفت الانظار وشد الانتباه وسيتضح الهدف الحقيقي من المقال في الأسطر القادمة فصبرا أيها القارئ.
أعضاء نظام الانقاذ ورفقائهم من الجبهة القومية الاسلامية وحزبيها المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي ظلوا في سدة الحكم طوال 30 عاما، حاولوا فيها بحسب وجهة نظرهم تطبيق ما يعتقدون أنه البرنامج الامثل والأصلح لحكم السودان وسياسة الشعب. لست هنا لمناقشة صحة وجهة نظرهم من عدمها ولا لمناقشة صلاحية برنامجهم من عدمه. بل أريد أن اخاطب كل من كان او انضم للإنقاذ ومؤتمريها الوطني والشعبي وعمل معهم لاي سبب كان وبغض النظر عن نوعية ذلك السبب، أخاطبهم لأقول لهم. ان عمر كل فرد منا ورحلته في هذه الحياة قصيرة جداً فهي لن تتجاوز المائة عام في أغلب الاحوال ومن بعدها يأتي الموت والحساب والعقاب.
أخوتي في الوطن بغض النظر عن قناعاتكم السياسية السابقة او الحالية، تبقى الحقيقة هي أن الموت قادم لا محالة وبعده حساب وعقاب ولا يمكن لأحد أن يعود بعد الموت ليصحح ما أخطأ فيه في الدنيا.
فدعونا أخوتي في الوطن نحاول جميعا التكفير عما مضى بأن نساهم جميعا في تجنيب البلاد مزيد من الفتن والدمار وذلك يكمن في عدم التعنت على المواقف السابقة كما حدث في الاشهر الاربعة الماضية والتي أدت الى إزهاق عشرات الارواح وسيلان كثير من الدماء الزكية، والتعذيب والسجن للمئات من الشباب السوداني الذين خرجوا بسبب ضيق المعيشة والافقار يحملون الامنيات ويحلمون في سلمية بمزيد من الحرية والسلام والعدالة.
أدعوكم اخوتي في الوطن لعدم التعنت والاصرار على قتل تلك الآمال العراض لغالبية الشعب السوداني الذي شكى لله ظلمكم واستبدادكم و دعى عليكم في صلواته وسكناته وحركاته.
أعتقد ان كل منكم على قناعة بان نظامكم في الحكم قد طال وأنه إن كان قد أصاب في مرات فإن ذلك لم يمنع وقوع الكثير من الأخطاء الجسام بسوء نية والتي أصبحت جرائم في حق الشعب السوداني، ومن المؤكد انكم تعلمون أنكم ما بقيتم هذه ال30 سنة إلا بالإستبداد و قوة الحديد والنار!!! وأنه لو كانت هناك حريات كافية وتداول سلمي للسلطة لكنتم قد هزمتم مرات ولربما فزتم مرات أخر في الانتخابات خلال هذه ال30 عاما كما هو الحال في أغلب الدول التي تتمتع بالحرية.
من المؤكد أنكم على دراية بأن الشعب السوداني أصابه الضنى والعوز والفقر بسبب وجود نظام الانقاذ والحركة الاسلامية في الحكم، في حين ان كل منتمي لنظام الانقاذ او للحركة الاسلامية قد اصابه من الخيرات والمغانم الشيء الكثير بصورة شرعية او لاشرعية. و لنبدأ بهذه الأموال، بما انكم قد أتيتم بوسيلة سميتموها التحلل فيمكنكم ان تطبقوها على انفسكم بصورة فردية فيرجع كل منكم ما يظن انه غير حلال الى خزينة الدولة بصورة يتفق عليها.
إخوتي في الوطن في نظام الانقاذ والحركة الاسلامية تعالوا نتفق على أن يكون الوطن أولا، وأن تكونوا شهود لاتكتموا الشهادة بإعتبار الشهادة لله والوطن، لا يخضع للمحاسبة والمحاكمة العادلة منكم الا من أصاب جرما ودما في حقوق الشعب السوداني. ومقابل ذلك تقومون بشهامة السوداني الاصيل وبروح وطنية صادقة بتسليم موارد البلاد ومفاصل الدولة ومفاتيح إداراتها وأسرارها لشعب السودان ممثل في حكومته المدنية القادمة بدلا عن التشبث بالسلطة وكرسي الحكم بأساليب ملتوية والقيام بمؤامرات كيدية تضر بالشعب والسودان وقد تتسبب في تأخير عملية الإصلاح بل قد تجر البلاد الى مزيد من الخراب.
إخوتي في الوطن في نظام الانقاذ إن حساب الاخرة أمر فردي ولن ينفع أحد منا ان يقول بانه نفذ أؤامر رؤسائه او انه عمل لمصلحة الحزب او الجماعة خاصته. "فكل شاة معلقة من عرقوبها" ، " وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ".
إن الظلم ظلمات يوم القيامة. وهذه الاموال او الانتصارات للحزب او الجماعة على حساب الشعب لن تزيد الفرد الا خسارة "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا". إخوتي في الوطن من منظومة الانقاذ السابقة أتركوا للشعب حريته دون وصاية وسيشب الشعب عن الطوق ويمكنكم أن تعودوا مجددا وتطرحوا برامجكم في حرية بجانب الاحزاب الاخرى وعندها يحدث تنافس شريف وللشعب أن يختار من يحكمه لدورة انتخابية محددة، ويتم تداول السلطة في عملية سلمية كاملة تسمح بتجديد الدماء وإعادة تحسين برنامج كل حزب وبذلك يتعافى الوطن. لأن الحكم ليس غاية في حد ذاته بل وسيلة لتقديم الافضل للشعب وللسودان.
أنشد الشاعر هاشم صديق
"سألتك يا وطن إرتاح فديتك يا وطن أسلم متين تلمس صوابعك قيف؟ متين تعرف خلاصك كيف؟ متين تفرح؟ متين تنجم؟" [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة