بين الأخلاق الرئاسية وعلاقة المزابنة (Patronage) بقلم د. كمال طيب الأسماء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 00:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2019, 01:08 PM

كمال طيب الأسماء
<aكمال طيب الأسماء
تاريخ التسجيل: 04-08-2007
مجموع المشاركات: 18

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين الأخلاق الرئاسية وعلاقة المزابنة (Patronage) بقلم د. كمال طيب الأسماء

    12:08 PM February, 22 2019

    سودانيز اون لاين
    كمال طيب الأسماء-
    مكتبتى
    رابط مختصر





    لا يختلف اثنان على أن الحوكمة في عالم اليوم تفتقر إلى أخلاقيات القيادة والرئاسة. ولا أشك في حاجة شعوب العالم إلى أكاديمية تدرس "أخلاقيات القيادة والرئاسة. كما أننا بحاجة إلى دستور دولي موحد يفرض على كل من يتقدم لانتخابات رئاسية أن يكون حاصلا على مؤهل علمي من هذه الأكاديمية. هذا إذا أردنا أن يعيش العالم حياة تحفظ لشعوبه حقوقهم.
    فبالنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع المتمثلة في فشل الحكومة السودانية في معالجة مشاكل البلاد من انهيار العملة إلى انعدام رغيف الخبز، ثم تعنتها في الاستماع إلى رأي وصوت الشعب، ثم تصويب بندقيتها على مواطنيها الذين من المفترض أن يحظوا هم بالحماية، دع عنك أن تصوب عليهم آلتها العسكرية في مشهد لا يوصف إلا بأنه "جرائمي"، لا يختلف اثنان على أن مبعثها، كلها برمتها، افتقار منظومة الحكم إلى الأخلاق الرئاسية والقيادية. نعم إن للحكم أخلاقا وآدابا. فأين هم منها؟ وأين كانوا منها لثلاثين عاما.
    إن الأخلاق الرئاسية تفرض علاقة المواطنة الحميمة بين الحاكم والمحكوم من أجل بناء الدولة المتقدمة، لا أن تبنى القيادة دولتها على أساس "علاقة المزابنة" (Patronage) بين المنظومة الحاكمة وحزبها، بل ثلتها، متجاهلة بقية الشعب، ضاربة به وبحقوقه وقيمه عرض الحائط.
    إن الأخلاق الرئاسية هي الوازع الذي (يغلُّ) يدَ الحاكم وتحول بينه وأموال اليتامى والمساكين، لا أن يفتح منظمات وجمعيات وهيئات ومراكز باسمهم وبهدف سرقة أموالهم وحقوقهم التي كفلها الله لهم في دولتهم ومن خيـرات أرضهم. وقـال تعالى (وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
    إن الأخلاق الرئاسية تفرض على الحاكم "كلكم راع ومسؤول عن رعيته"، فذلك الطفل الذي فارق الحياة على أرضية المستشفى ولا أحد يعلم عن وفاته، وربما حتى معاناته، حتى اليوم الثاني ما كان له أن يهمل ويرمى في أرضية المستشفى إذا كانت لدى الحاكم ذرة من أخلاق قيادية أو رئاسية. والأخلاق الرئاسية تحقق التوزيع العادل لموارد الدولة ليفيد منها إنسان السودان. وها هو كل العالم الذي سمع بثورة الجياع في السودان يستنكر أن تجوع أمة يشقها النيل وتكتنز جبالها بالذهب.
    هذا، وغيره، يحدث في عالمنا وذاكرة القيادة والرئاسة العالمية حافلة بأسماء ضربت أروع الأمثلة في القيادة والرئاسة، وتمكين الأخلاقيات من أن تكون هي نقطة الانطلاق نحو أي مشروع أو برنامج. وخاصة في دول العالم النامي أو الثالث التي تسعى إلى تغيير جلدها وتحلم بحياة تسودها حقوق الإنسان. فالرئيس الرواندي بول كاغامي لم يحقق إنقاد بلاده ونقلها من مجازر مأساوية إلى دولة تهتم بالرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد في قفزة وصفها خبراء الاقتصاد والمحللون بأنها "إعجازية" لم يحقق ذلك إلا بما حباه الله من أخلاقيات قيادية ونزاهة ونظرة إلى حقوق شعبه ومواطنيه. وما زال الشعب يذكر قولته عندما تولى رئاسة رواندا وهي خاوية على عروشها لا تشتم منها سوى رائحة الجثث، فقال (إن انعدام الضمائر هو الذي أوصل رواندا إلى أن تصبح كومة من الجثث، وإن يقظة الضمير وعودة الأخلاقيات إلى ساحة العمل والإنجاز هي التي ستحييها وتجعل منها دولة قوية). وبالفعل كان هذا ما نفذه بول كاغامي حتى وصل بدولته من أرض الجثث إلى دولة سياحية في أفريقيا يفد إليها السياح الغربيون. ليس هذا فحسب بل يأتيها القادة، وعبر وزراء خارجيتهم، للتعرف على (كيف وصل كاغامي بدولته إلى هذا المستوى).
    والرئيس السنغافوري لي كوان يو الذي ٱشتهر بصفته مؤسس الدولة وناقلها من العالم الثالث إلى الأول خلال أقل من جيل. وقتها كتبت صحف الغرب From third world to first world in one generation واتخذ من الاستحقاقراطية والتعددية العرقية مبادئ رئيسية لحكمه. وقال بالحرف الواحد (إن أخلاقنا الريادية تفرض علينا شيئين: مكافأة المخلصين ووضع التدابير التأديبية جنبا إلى جنب مع المكافأت والتحفيز، هذا  ضروري للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي).
    وبعد الإنتخابات العامة في عام 2011 أعلن كوان تركه الحكومة وإفساح المجال للدماء الشابة الجديدة قائلا (من حق الشباب أن يسهموا في قيادة سنغافورة أما أنا فيكفي أن أغذيهم بالأفكار التي من شأنها أن تقود الدولة، وسأفعل ذلك من منزلي). وودع شعبه والدموع الحرى تنسكب في مآقيهم.
    أما الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا فمثال آخر من النزاهة والأخلاقيات الرئاسية والوفاء لشعبه، حيث قدم العديد من برامج الأصلاح الاجتماعي لحل مشكلة الفقر، من خلال التشجيع على الصناعات، وتطويرعلاقات بلاده الخارجية، . حتى وصف بأنه "رجل الطموحات والإخلاص". هذا بجانب ضلوعه في حل عدد من المشكلات الدولية مثل برنامج إيران النووي والاحتباس الحراري، ومحاربة التسلح والفساد المالي.
    فمتى يتخلص عالمنا من "علاقة المزابنة" ونصبح دولة أخلاقيات؟

    كمال [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de