الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الثانية والعشرون بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 09:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-13-2019, 01:10 AM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإنسان في الحضارة الغربية الحلقة الثانية والعشرون بقلم محمد الفاتح عبدالرزاق عبدالله

    00:10 AM February, 12 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ، وَالْمَلآئِكَةُ، وَقُضِيَ الأَمْرُ، وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمور)
    الإنسان بين الإسلام والحضارة الغربية

    الإنسان في الإسلام
    الباب الثاني
    مراحل الإنسانية
    الفصل الأول
    إنسان الأرض

    لقد خُلق الإنسان، في أقرب صورة للكمال المطلق.. يقول تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ".. و"أحسن تقويم" تعني، صورة من الكمال، لا يوجد أكمل منها في الخلق، فهي بين جميع الخلق، وبين الذات الإلهية مطلقة الكمال _هي أول تنزل من الذات وأقربه إليها.. وبهذا التنزل بدأ الوجود الحادث، وبرز المخلوق من الخالق.. وكانت بداية الزمن.. وهو زمن يكاد يلحق بالمطلق، ولذلك يجل عن تصور العقول، إذ أنه بداية بروز العقل الكلي، من الإطلاق إلى المحدودية.. وتصور الإسلام هذا، للزمن، يختلف بصورة جذرية عن تصور الحضارة الغربية، ذلك التصور الذي يرى أن بداية الزمن كانت بعد الانفجار العظيم، كما سبق أن بينا.
    الإنسان في أحسن تقويم، هو (الذات المحمدية) المعبر عنها بقول المعصوم: "أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر".. فإذا كان العلم الحديث يعتبر بداية الكون الحادث، هي (المفردة )، التي كانت قبل الإنفجار العظيم، والذي يقدر لحدوثه بـ 13.7 بليون سنة، فإن الإسلام، في طرح الأستاذ محمود محمد طه، يعتبر "المفردة"، التي نشأ منها الكون الحادث هي الإنسان _الذات المحمدية_، فالكون حسب الإسلام نشأ من حالة كمال.. وهذا الكمال هو في المكان الأول، الذات الإلهية مطلقة الكمال.. وفي المكان الثاني، ذات الإنسان الكامل، التي هي أكمل صورة في الوجود الحادث _الخلق، وأقربها للكمال المطلق.. ومن هذا الخلق الأول، جاءت جميع أكوان الوجود الحادث، وإليه تعود.
    وهذا هو معنى التنزل.. فمن المطلق جاء التنزل إلى مقام الإسم "الله"، وهذا هو مقام الإنسان، الذي هو بين ذات الله المطلقة وبين جميع الخلق.. وليس للإنسان نصيب من الإطلاق، إلا بمعنى الصيرورة.. فهو سائر وصائر إلى ذات الله، صيرورة لا إنتهاء لها، لأن المطلق، لا يدرك كله، وإلا أصبح محدوداً.. وقد تم التنزل، من الإنسان، إلى الأكوان بالفتق.. من "أحسن تقويم"، رُدّ الإنسان إلى أسفل سافلين.. يقول تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ* ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ".. وبذلك رُدّ الإنسان من أقرب مقام إلى ربه، إلى أبعد مقام _"أسفل سافلين".. وهي تعنى أبسط صور المادة.. ونظرية (الإنفجار العظيم) العلمية، الحديثة، تعطي تصوراً، معقولاً، لا يتعارض، من حيث المبدأ، مع الدين.. وكثيراً ما يعبر الأستاذ محمود، عن أسفل سافلين هذه بذرة غاز الهايدروجين، وهي ليست مقصودة لذاتها، وإنما لتقريب الصورة، وذلك لحجم الهايدروجين في الكون، وأهميته.. والمقصود هو، أبسط صور المادة "الكوارك"، أو ما دون ذلك إن وجد.
    لقد كان هذا هو هبوط الإنسان الأول.. وهو أكبر هبوط.. هو هبوط من جنة المعاني، في أعلى عليين، إلى جنة المباني، في أسفل سافلين (النار).
    ولقد هبط الإنسان، إلى أسفل سافلين، وفي ذاكرته "أحسن تقويم" حيث موطنه الأول، والأصلي.. ومن أجل ذلك، ظل يحلم بالكمال دائماً، ويسعى إليه، وكلما حقق قدراً منه، شعر أن هذا ليس هو المطلوب، وإنما هنالك مطلوب أكبر منه، وهكذا دواليك!! هذا الحنين إلى "أحسن تقويم"، هو أصل الحنين إلى الماضي، الذي لاحظه كثيرٌ من البشر.. فالحنين إلى الماضي، هو في الحقيقة حنين إلى الأصل، حيث الكمال الأول.. فالإنسان اغترب عن وطنه الأصلي، وإليه يعود.
    الهبوط إلى أسفل سافلين هو أكبر صور الفتق بعد الرتق.. وهذه الردة أنست الإنسان أصله، ووطنه الأول، أو كادت، فظل في التيه يتخبط على غير هدى، يطلب العودة إلى وطنه.. وقد أمده الله تعالى بنور العقل، كما أمده بالوحي لييسر له سبيل عودته.. وهذا الإهباط من أعلى الجنان، ككل شيء في الوجود، جرى بإرادة الله.. والله تعالى له من وراء إرادته حكمة.. فلقد خلق الله تعالى، الإنسان في عالم الملكوت، كاملاً، حراً، ولكن كماله وحريته، كانا منحة، لم يدفع ثمنها.. فرده الله تعالى إلى أسفل سافلين، في عالم الملك ليستعيد كماله وحريته، عن طريق التجربة في الخطأ والصواب، حتى يدفع ثمن هذا الكمال، وهذه الحرية، فينالهما بحقهما، فلا يفرط فيهما.
    لقد أخذ التطور مساره من أسفل سافلين، إلى أن تم ظهور كوكب الأرض، زمناً طويلاً.. وقد كان هذا الزمن، منذ بداية الإنفجار العظيم، وتكونت المادة في مراحل تعقيداتها المختلفة، وظهرت المجرات والنجوم والكواكب، إلى أن اكتمل الكون بصورته التي هي الآن معروفة.. وفي الأرض ظهرت المادة العضوية، من المادة غير العضوية، وبذلك ظهرت الحياة، التي نسميها اصطلاحاً حياة.. ثم تطورت الحياة إلى أن وصلت في قمتها إلى ظهور الإنسان المعاصر _ونحن لنا عودة إلى ذلك.
    كل المراحل السابقة، في نشأة الكون المادي، وحتى ظهور الأرض، إنما هي إعداد للأرض لتستقبل نشأة الإنسان.. كما أن الأرض، منذ أن انفتقت من أمها الشمس، أعدت بخلق الظروف الضرورية، لنشأة الحياة، وتطورها، حتى ظهور الإنسان.. وهذا الإعداد الطويل، في جميع مراحله، وأطواره، المقصود به تهيئة البيئة المناسبة لظهور الإنسان، وتطوره في الأرض.. وهذا ما أصبح يعرف في العلم الحديث: بالمبدأ الإنساني.. أما في الدين، فالأمر المحسوم تماماً، بصورة لا لبس فيها هو أن الكون، في كل تفاصيله، وأحداثه، مسخر للإنسان.. يقول تعالى: "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، جَمِيعًا مِّنْهُ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".. فالإنسان هو غاية الوجود.. ونحن لنا إلى موضوع الغائية عودة، فهو من أهم قضايا الوجود الأساسية.
    فتق العبودية من الربوبية:
    قلنا إن الفتق الأول من الربوبية إلى العبودية.. أما الفتق الثاني فهو من روح الإنسان إلى نفس الإنسان.. وداخل هذا الفتق تقع كل العوالم، ما نرى منها، وما لا نرى، وما نعلم منها وما لا نعلم.. فكل الأكوان هي الإنسان، في طور من أطواره.. وهذا معنى يختلف اختلافاً جذرياً، عن تصور الحضارة الغربية للإنسان، بل هو يختلف، اختلافاً جذرياً عن الكثير من تصورات المسلمين للإنسان.. وعلى هذا التصور يقوم الكثير جداً، والهام جداً، من قضايا الوجود الحادث، وقضايا الإنسان.
    الصورة بإختصار هي أن الله تعالى خلق الإنسان على صورته، وخلق الأكوان على صورة الإنسان.. ونفخ تعالى روحه في الإنسان، ونفخ روح الإنسان في الأكوان.. فالإنسان لم يوجد في عالم مغاير له، وإنما وجد في عالم هو من طبيعته، وبذلك أصبح مهيأ منذ البداية، وفي جميع أحواله، وأطواره للتواؤم مع هذا العالم.. فالإنسان والأكوان، من أصل واحد، خلقا من مادة واحدة، هي الفكر كما سبق أن بينا.
    12/2/2019م























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de