إجازة غير عادية ... الثورة !!بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-19-2024, 11:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-31-2019, 04:17 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إجازة غير عادية ... الثورة !!بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

    03:17 PM January, 31 2019

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر




    [email protected]

    في الحادي والثلاثين من ديسمبر قررت وزوجي السفر اإلى "القاهرة" في عطلةٍ قصيرة.عندما وصلنا مطار "القاهرة" كانت سنة 2011 تُلمْلم أطراف ثوبها متأهبة للرحيل وحزن لحظة الوداع يخيم على "القاهرة" ويلقي بظلاله على أجوائها.وإذ إتجهت بنا السيارة نحو المنزل لم يكن يدور بخلد أيّ منا أن الأيام القادمة ستأتي حبلى بمفاجآت تتقاصر دونها أكثر أنواع الخيال نزوعاً إلى اللامعقول.
    ولما كنا نقيم في ضاحية "المعادي" التي تبعد كثيراً عن وسط "القاهرة"، فقد أصبح لزاماً علينا إستعمال التاكسي في كل تحركاتنا ما أتاح لنا فرصة التعامل مع سائقي تلك السيارات والذين قد تدهش إذا علمت أن غالبيتهم من خريجي الجامعات وذوي المؤهلات العالية. وتتمدد دهشتك حين تصطدم بذلك الكم الهائل من الثقافة والإلمام بأدق تفاصيل الأحداث في السياسة العالمية، التي يتمتع بها أولئك الشباب.
    أحد أولئك السائقين شاب في بداية العقد الرابع، خريج هندسة مدنية، لم يظفر بعمل منذ تخرجه ما اضطره الى أن يعمل سائقاً بالأجرة. إتصلت به والدته.. أخبرها بأنه في طريقه لدفع "قسط" غرفة النوم..أنهى المكالمة وقال بمرارة تغلّفها روح الفكاهة التي اشتهر بها المصريون "لما أخلص قسط العفش و"الشقة" إمكن أشتري عصى "عصاية" بالتقسيط أمشي عليها".
    الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير، لم يكن شأنه شأن أيام الأسبوع العادية، فالبلد في عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة.. الشوارع خالية من المارة.. المحلات التجارية مغلقة.. السكون يغطي المكان.. "مدام ديفارج" تنسج في صمت فصول روايةٍ قد تكون الأشهر في التاريخ المعاصر.
    كنا نتجول في "خان الخليلي".. كان هناك عددٌ من السياح معظمهم من "جنوب أفريقيا".. البائعون يلاحقونهم بكلمات إنجليزية ركيكة إلتقطوها بحكم تعاملهم مع السواح الأجانب.. السواح منهم من يشتري، ومنهم من يكتفي "بالفُرجة"
    .من "خان الخليلي" توجهنا نحو مركز "سيتي ستار" والذي يقال أنه من أكبر المراكز التجارية في الشرق الأوسط ."المول" يضم بين جدرانه مختلف أنواع البضائع العالمية غالية الثمن التي لا يجرؤ على الإقتراب منها الا من ثقُلَت "موازين" جيوبه.. في المركز تنتشر مطاعم الأكل بدءاً من "البيتزا" و"الهمبورجر" وانتهاءً بالوجبات "الصينية واليابانية"

    ذلك "المول" مدينة قائمة بذاتها.. مدينة لا صلة لها بالعالم الخارجي حيث تلك البنايات القديمة المتهالكة التي تنوء بحمل شققٍ سكنية أشبه "بـعلب الكبريت"، تتدلى من شرفاتها الصغيرة ملابس غسيل مهترئة وممزقة تمزيقاً يمزق قلوب أعتى القساة. والمفارقة أن ساكني تلك الشقق التي يتكدس أطفالها في غرفة واحدة بالكاد تسع أجسامهم الصغيرة، يغبطون أنفسهم على ما هم عليه من "رفاهية" قياساً إلى نظرائهم الذين اتخذوا من المقابرمسكناً جنباً إلى جنب مع الموتى وكأني بلسان حالهم يقول: إذا كان أولئك قد ماتوا مرة فنحن نموت كل يوم.. يقتلنا الجوع والفقر والفاقة.. تقتلنا جحافل الأيام القادمة وهي لا تأتي لنا إلا بالمزيد من البؤس والمعاناة.
    في طريق عودتنا من "المول" متجهين إلى "المعادي"، أخبرنا السائق بأنه قد شاهد مظاهرات تجوب شوارع وسط البلد..مظاهرات تندد بالغلاء والبطالة وتدني الأجور وتنادي بتنحي الرئيس "مبارك".ومنذ "الأربعاء" تصاعدت وتيرة المظاهرات وبدا جلياً أن مظاهرة يوم "الثلاثاء" لم تكن إلا مقدمة لملحمة كبرى ستغير حتماً من خارطة العالم والعالم العربي على وجه الخصوص، الذي آن الأوان أن يدرك حكامه أن الإعتماد على الأجهزة الأمنية والركون إلى قوانين الطوارئ في قمع شعوبهم قد أصبح لا يجدي في وجود تقنيات الإتصالات الحديثة والإعلام المرئي..من خلال البث المباشر" لقناة الجزيرة" التي كانت تواصل عرض الأحداث، إستطعنا أن نتابع ما يجري في الخارج.
    في تلك الأيام تجمع شباب الحي يحملون الهراوات ويسدون الشوارع بالمتاريس حمايةً للسكان ممن إستغلوا الإنفلات الأمني فنهبوا المحلات التجارية والمساكن. وقد كان البعض من أولئك المعتدين من المساجين الذين فروا من سجن "طرة"عندما أطلقهم الحراس بأوامر من الشرطة والأمن ليحرقوا ويقتلوا ويعيثوا فساداً وتخريباً.
    ولما كان سفرنا مقرراً له يوم "السبت" فقد قمت منذ صباح الجمعة " جمعة الغضب" بالتخلص مما تبقى من أطعمة ومواد تموينية، لنفاجأ بعدها مباشرةً بقطع خطوط "الإنترنت" و"الهواتف"، وهما وسيلتنا الوحيدة لتأكيد حجزنا في الطائرة المتجهة "للإمارات" والتي بات مشكوكاً أصلاً في وصولها. أما الذهاب إلى المطار فقد أصبح محفوفاً بالمخاطر بعد أن علمنا أن جماعات المجرمين تعترض السيارات وتتعرض لركابها.وهكذا لم يعد أمامنا غير البقاء في مكاننا والإكتفاء بالقليل من الزاد وانتظار ما تسفر عنه المقادير.
    في يوم "الأحد" جاء الفرج على غير انتظار فقد إتصل إبني من "أبوظبي" بأحد الأصدقاء في سفارة "دولة الامارات" الذي أرسل لنا سيارة حملتنا للمطار. وهناك سجلنا أسماءنا عند مسؤول العلاقات العامة في طيران "الإتحاد" ومن ثم تسلمنا تذاكر الرحلة.
    قاعة المطار تعج بالبشر من كل جنسٍ ولون.. ليس هناك موقع لقدم.. الأصوات تعلو وتنخفض.. صراخ الأطفال يحتكر القاعة.. الكل في هرج ومرج.
    بعد كفاحٍ مرير تمكنا من إختراق تلك الجموع ومن هناك توجهنا إلى ساحة الإقتتال الثانية (مكتب الجوازات).. تلالٌ من الأجساد تملأ المكان.. الساحة أصبحت ميداناً لمعركة الكل فيها يقتتلون من أجل النجاة.. الصفوف "محلك سر"..كهلٌ يمني" قد أغمي عليه.. عملية "نزعه" من بين الأجساد كانت عملية تبدو شبه مستحيلة.. عدوى إغماءة الرجل تسللت إلى الآخرين.. الأوكسجين أصبح سيد الموقف.. أحد الشبان من الجنسية "الأوروبية" يخترق الصفوف ويزج بنفسه أمامي.. أقول له إن ذلك سلوك غير حضاري ويتسم بالأنانية.. يقول كل فرد في مثل تلك الظروف لابد أن يكون أنانياً.
    الوقفة تطول.. الحذاء يؤلمني.. أنحني وبشق الأنفس أتمكن من خلعه.. أقبض عليه بقوة وأضمه إلى صدري مع حقيبة اليد.. السيل البشري يدفعني ليرتطم جسمي بمكتب موظف الجوازات.. الموظف يأخذ الجوازات.. يلقي عليها نظرةً عجلى دون أن يدقق في وجوه أصحابها فالوقت لا يسمح .
    وأخيراً خرجنا إلى الدنيا.. أحدهم يخبرنا أن لا وقت للإنتظار.. هناك باص في طريقه للطائرة على وشك التحرك.. أهرول نحو الباص حافية القدمين ومنه إلى الطائرة.. لا تثير هيئتي إستهجان المضيفات.. إبتسامةٌ مُتفهمة ترسم نفسها على شفاههن.. الطائرة تنتظر بقية "المقاتلين" بالداخل . إقلاع الطائرة في مواعيدها قد أصبح أمراً غير وارد.
    وأخيراً حطت بنا الطائرة في مطار "أبوظبي".. قاعة المطار الفسيحة شبه الخالية.. الأرضية اللامعة.. الأوكسجين المعطر برائحة النظافة.. السير الكهربائي يحملنا برفقٍ وانسيابية..إنسيابية لم تفلح في إخراجنا من حالة الحزن والقلق التي تعصف بنفوسنا ونحن نترك أولئك الشباب في شوارع مصر وميادينها في انتظار مصيرٍ مجهول.























                  

02-20-2019, 11:18 AM

Arif Nashed
<aArif Nashed
تاريخ التسجيل: 05-12-2014
مجموع المشاركات: 12692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إجازة غير عادية ... الثورة !!بقلم بدور عبدا (Re: بدور عبدالمنعم عبداللطيف)

    اها يا قريمان علي الحضور !
    مستدعيني مالك .خليك ذكي وخلي الموضوع مايع !
    بصراحة اصلا ما كنت داير اتداخل لسببين :باعتباري قلت كلامي وانت رديت ومافي داعي اكون جزء من اللت والاصطفاف بتاع المنبر
    والسبب التاني : ياخي حاسي انو موقفي شين حكاية زول استكردوهو واحتالو عليهو .. يعني انا اجي اقول للناس يا اخوانا انا زول غشيم وبتغشا !! 

    خلاصة مداخلتي وردك ..للناس الماعارفين انا قلت ليك شلت القروش وهربت وانت قلت لي في ردك ما لقيت طريقة اتواصل معاك عشان ارجع ليك قروشك ! وانت عارف انو دا كذب منك لانو انا الكنت براسلك وانت الكنت بتماطل ولحد حسع قروشي معاك (حوالي ٧٠٠ دولار)

    عموما وباختصار وبدون اسف ما عندي حاجة اقول ليك غير انك مجرد محتال صغير !!
    وانا بالجد ما عارف لامن تستدعيني كنت متوقع شنو !!!
    انت زول غريب يا حبيب !!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de