في الخطبة الأولى للإمام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي يوم الجمعة الموافق 25 يناير 2019م أكد على أن رفض الظلم والتصدي له واجب ديني مستشهداً بقوله تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)، و قول نبيه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا, فَلْيُغَيِّرْهُ".
مشيراً إلى أن الظلم والفساد والإستبداد هي أسباب إندلاع الثورات و وقودها على مر السنين، و طول تاريخ الإنسانية، مؤكداً على ذلك بقول ابْنِ سِيرِينَ:("إنك إن كلفتني ما لم أطق***ساءك ما سرك مني من خلق).
و ذكر أمام الأنصار بأنه عندما كانت الأمة كلها ترزح تحت ظلم وفرقة وتتطلع للخلاص، كانت الدعوة المهديه السودانية التي جسدت كل تطلعات أهل القبلة في زمانها، مستشهداً بمقولة الكاتب المصري دكتور عبد الودود شلبي و واصفاً إياه بالكاتب النابه.
و أردف قائلًا : أن الدعوة المهدية بنيت على أركان روحية، وأشواق إصلاح إسلامية، و ساهم في نجاحها إنتشار الظلم والفساد والإستبداد ، مستشهداً على ذلك بالمقولة الشعبية : (" عشرة في تربة ولا ريال في طلبة").
و شبه رئيس حزب الأمه القومي أحداث اليوم بالبارحه مذكراً جماهير الشعب السوداني أن دولة الثورة المهدية السودانية تكالب عليها الغزاة وقوضوها، ولكنها بقيت مغروسةً في أرض السودان مستنبتة في أرضه، واصفاً إياها بالخالدة في معانٍ باقية، هي: _ إحياء الملة بصورة متبعة للشعائر مجددة في المعاملات متحررة من الإجتهادات الماضية. _ ملتزمة بقطيعة معرفية من إجتهادات التراث على أساس "لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال".
مضيفاً أن ثمار غرسها هي مولد الكيان الوطني السوداني النافي لفرقة الإثنيات والجهويات، المنادي بالعدالة الإجتماعية، ونافٍ كذلك للتفاوت الطبقي وسحق المستضعفين.
و الجدير بالذكر أن السيد الصادق المهدي ينظر إلى خصوصية التنوع في السودان على أنها قوة، و أن الحضارة السودانية الكوشية أطول الحضارات الإنسانية عمراً، أطول من الفرعونية والرومانية، ممتدة من القرن الثامن قبل ميلاد المسيح إلى 543 م.
كما أن رئيس نداء السودان و صاحب المؤلف الفكري المعروف تحت عنوان «الهوية السودانية بين التسبيك والتفكيك» السيد الصادق المهدي كان دائماً عند ذكره لإخفاقات الحكم الوطني في إدارة التنوع في السودان و المكايدات الخارجية يشدّد على أن سبيل الإستقرار في السودان هو إدارة هذا التنوع بحكمة، و عدالة، و مساواة. مؤكداً أن الإخفاق في إدارة هذا التنوع و الظلم تجسد في معاناة السودان الحالية و حاضره الدموي. كما أنه يصف السودان بأنه طوال تاريخه كان ماعون تمازج بشري ناجح مستشهداً بأبيات شعر روضه الحاج : هنا انزرعنا على هذا الترابِ معاً منوَّعين كأزهارِ البساتينِ
و يستشهد كذلك بأبياتها للتأكيد على التنوع السوداني و أهمية تحقيق سياسية التسبيك : "أنا الغريبة كل الأرض تسألني من أنت ؟"
أنا العروبة في عرق الزنوجة*** في فرادة حملت كل الأفانين.
و وأصل المهدي خطبته واصفاً أحداث الليلة بالبارحه قائلاً : أن الثورة المهدية كانت قد غرست ثورية سودانية أصيلة في مواجهة الظلم والفساد، مشبعة بالبسالة والصمود ، والتضحية في سبيل المباديء بصورة أدهشت العالمين، ما يبرر ويفسر النزعة الثورية السودانية في وجه الظلم و الإستبداد .
و شدد الصادق المهدي على ضرورة الجهاد لإعلاء كلمة الحق، و رفض الظلم والتصدي له، واصفاً ذلك بالواجب الديني، و مستشهداً بقوله تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)، و قول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا, فَلْيُغَيِّرْهُ".
و ختم الخطبة الأولى مذكراً بمعاني هامه و أهمية الإقتداء بها قائلاً :لقد عيب على بني إسرائيل أنهم (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[3]، وقال نبي الرحمة: "أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر"[4].
و أضاف مذكراً بأبيات الشاعر التونسي أبى القاسم الشابى واصفاً إياه بالشاعر الحكيم :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة