خطاب الانقاذ : من بذل الوعود ألي الوعيد بقطع الرؤوس بقلم د. الصادق محمد سلمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2019, 05:07 PM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خطاب الانقاذ : من بذل الوعود ألي الوعيد بقطع الرؤوس بقلم د. الصادق محمد سلمان

    04:07 PM January, 18 2019

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    لم يشذ خطاب قادة المؤتمر الوطني عن اسلوبه المألوف الذي يحتشد بكثير من الوعود الوهمية والسخرية واللغة المسيئة والتهديد والوعيد في تعاطيه مع الشعب وهذا
    يعكس الشعور بعدم الاحترام والاحتقار للشعب، فخلال الأزمات التي افرختها الأزمة الإقتصادية والتي جاءت دفعة واحدة أزمة الوقود والخبز والسيولة النقدية وأحداث الإنتفاضة فيما بعد التي بدأت في التاسع عشر من ديسمبر ولم تتوقف حتى اليوم برز هذا الخطاب بكل أشكاله. فعندما بدأت الأزمة التي تمخضت عن السياسة الاقتصادية التي اتبعتها الحكومة في موازنة العام ٢٠١٨ وكانت افرازاتها أن ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني إلى مدى لم يصل له من قبل، وتبع ذلك عدد من الأزمات تسببت في الضائقة المعيشية التي فجرت الانتفاضة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم ، خرج علينا مسئولو الحكومة مستخدمين أسلوب الإنكار، والتهرب من الحقائق والكذب والسخرية، والإساءة ، والاستخفاف ،و الإستعلاء، والتهديد وكأن المواطنين الذين خرجوا يعبرون عن سخطهم على هذا النظام ليسوا من سكان هذه البلاد .
    لن نعيد ما قاله العديد من المسئولين في السابق من شاكلة لحس الكوع والشحدة ورغم أن الفقر ليس عيبا لكنهم عيرونا به، وسنكتفي بتتبع ذلك في التعاطي مع الأحداث الجارية . فعندما تفجر الغضب الشعبي في التاسع عشر من ديسمبر الذي انتظم في شكل مظاهرات هادرة ذعر منها النظام وأعوانه، قابلها النظام في البداية بالانكار و الإساءات (عملاء، خونة، مندسين الخ.) ثم عندما زادت حدة الاحتجاجات لجأ إلى المهادنة وبذل الوعود، ثم عندما لم يجدي ذلك في تهدئة ثورة المحتجين تحول إلى لغة التهديد، ثم بعد ذلك تحول الأمر لوعيد بقطع الرؤوس. ولكن كل تلك الأساليب مضافا إليها الضرب والقتل والإعتقالات لم تنجح في اسكات هذا الغضب إذ كان واضحا أن من خرجوا إلي الشارع ذلك اليوم كانوا عازمين على نيل مبتغاهم مهما كان الثمن والاستمرار في ملازمة الشارع كل يوم حتى بلوغهم الهدف الذي من أجله خرجوا فالموت أصبح ارحم لهم من الحياة التي يعيشونها .
    قبل ذلك وعندما كانت الأجواء كلها تشير إلى قرب وقوع الانفجار الذي كانت كل مقوماته حاضرة تم استخدام اسلوب التدليس، فكل من إعتلى منبرا متحدثا من المؤتمر الوطني أو الأحزاب التابعة يكرر عبارة أصبحت مبتذلة عن صبر المواطنين وإن الرخاء آت من مشاريع وهمية، مرة عن إستثمارات عربية وتركية وامريكية ومرة الأطنان من الذهب ومرة عن الرمال التي أغلى من البترول، ثم قالوا أن الشعب تحمل وصبر على المعاناة لأنه لا يريد الدمار والتشتت لوطنهم مثل الذي حدث في ليبيا وسوريا من قتل وخراب ودمار، وان المعاناة التي يعيشها الشعب أمر طارئ وأنها بسبيلها للحل. وان ما تمر به البلاد هو ابتلاء من الله لأن الناس ابتعدوا عن الدين .
    الدكتور نافع على نافع ابى إلا أن يمارس هوايته في السخرية من الشعب عندما قال لن تخرج الجماهير في مظاهرات وإذا حدثت فلن تتعدى بضعة صبيان يحرقون بعض إطارات السيارات وينتهي الأمر. وما كان للنائب الأول السابق علي عثمان محمد طه أن يفوت هذه الفرصة ليؤكد انهم من أتوا بهذا النظام وأنهم مكنوا له بوسائل ، تجعل من العسير إقتلاعه .. فقال وهو يخاطب احد مؤتمرات الحزب إن الذين يظنون أنهم يستطيعون اقتلاع شجرة المؤتمر فإنهم لن يستطيعوا حتي هزها لأنها ثابته في الأرض.
    في الأيام الأولى للانتفاضة ولصرف الانظار عن العنف الذي استخدمته قوات الأمن مع المحتجين حيث بلغ عدد الشهداء في المدن التي شهدت الحراك ما يقارب العشرين شهيدا وفي محاولة تبرير هذا العنف قال رئيس جهاز الأمن أن الذين قاموا بالتخريب والقتل عناصر يتبعون لعبد الواحد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان تم تدريبها في إسرائيل، وعرضوا عددا من أبناء دافور من طلاب الجامعات زعموا انهم ألقوا القبض عليهم ومعهم اسلحة، وقد وجد هذا الحديث استهجانا من كل السودانيين، واعتبروه عملا عنصريا غير مقبول، وأوجدت تلك الإتهامات تعاطفا مع أهل دافور لم يحدث حتى في ايام الحرب، ليس ذلك فحسب، بل صك الثوار منه هتافا ردده المتظاهرون ( كلنا دارفور يا عنصري يا مغرور) ، كما امتد التعاطف لعبد الواحد نفسه.
    في بداية الإنتفاضة قالوا إن هؤلاء مندسين ومخربين من أحزاب اليسار في محاولة لإبعاد الجماهير عن المشاركة في المظاهرات، وهم يعلمون تماما أن الذين خرجوا للشارع كانوا من كل الشعب الذين تفجر الغضب المتراكم لديهم من الظلم والذل و التمكين والإهمال والفساد وخراب الوطن ، وكانوا مواطنون سودانيون ، ومن الطبيعي أن يكون بينهم منتمون للأحزاب المختلفة والقوى السياسية المعارضة لأنهم جزء من الشعب.
    مع استمرار الانتفاضة في أقاليم السودان من شمالها لغربها ومن جنوبها لشرقها، تبارى قادة المؤتمر الوطني في الحديث في أجهزة الإعلام والقنوات الفضائية بوصف الاحتجاجات بالتخريب، وان مطالب المحتجين تم الإيفاء بها، وبعض المشاكل ستحل خلال فترة وجيزة. وان قيمة الدولار ستنخفض بعد اسبوع وان أسعار الأدوية ستنخفض بنسبة أربعون في المائة وان الخبر متوفر في المخابز ولا يجد من يشتريه وانه يوجد احتياطي من الوقود يكفي لمدة ثلاثة أشهر وان الصرافات في البنوك تم تزويدها بالنقد وان...... وأن..... ، وكل ذلك كان أكاذيب اختبرها الناس ، فالصرافات ظلت خاوية من النقد والدولار يتصاعد كل يوم والأدوية تضاعفت أسعارها و صفوف الخبز والوقود تختفي ليوم أو يومين ثم تعود، وأن استخدام قوات الأمن العنف مع المحتجين رغم سلمية الاحتجاجات كان بسبب وجود خونة ومندسين قاموا بالتخريب.
    ثم كانت المفاجأة المدوية، ذلك التهديد الذي أطلقه النائب الأول السابق في حديثه لقناة سودانية٢٤،. بأن هناك َكتائب ظل كاملة يعرفونها موجودة وراء مؤسسات الدولة تدافع عن النظام إذا احتاج الأمر لتسيير دولاب العمل وتدافع عنه إذا احتاج الأمر أن تقوم بالعمل المدني وتدافع عن النظام حتى إذا اقتضى الأمر التضحية بالنفس، ويدخل ذلك في باب التهديد المباشر.
    لكن رغم ذلك ظل لهيب الثورة يتمدد يوما بعد يوم إلى المدن والبلدات وحتى القرى وكان حراك تلقائي يعبر عن حالة اليأس التي وصل إليها الشعب من هذا النظام الذي ظل قادته يكيلون الشتائم له في كل مناسبة، ويمارسون الكذب عليه كل يوم دون حياء استخفافا به واستعباطا، فكان خروج الناس بهذه الصورة يعبر عن السخط والكراهية لهذا النظام الذي لم يرحم كبيرهم ولا صغيرهم، ولا مريضهم ولا فقيرهم، فلم تتخلف مدينة من المدن السودانية واحدة تلو الأخرى عطبرة القضارف الدمازين بورتسودان الخرطوم بربر الأبيض الفاشر مدني الرهد أم روابة ام درمان كسلا كوستي الخ..... الخ......
    أما الفاتح عز الدين فهذا موضوع آخر، فقد وصل استصغاره واستضعافه وتطاوله على الشعب حدا بعيدا، فتوعد كل من يخرج بقطع رأسه، وللحقيقة والتاريخ فقد كانت عبارة قطع الرؤوس قد سجلت من قبل لنائب رئيس الجمهورية السابق حسبو عبد الرحمن، ووعيد الفاتح عز الدين رئيس المجلس الوطني السابق الذي توعد بكل بساطة بقطع رأس كل من يخرج في المظاهرات، لم يأت من فراغ فقادة حزبه الكبار يشهد لهم التاريخ بأنهم أسسوا لهذا الخطاب الذي ينضح كراهية وحقدا لهذا الشعب الأبي، كما أنه يستند إلى سوابق مارسها النظام من قبل على أفراد وفئات وجماعات ومجموعات من هذا الشعب . نقول للفاتح عز الدين البرلمان عندما كان برلمانا بحق وحقيق كان رؤساؤه من أمثال مبارك الفاضل شداد ومحمد صالح الشنقيطي والبروفسير محمد إبراهيم خليل عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم.
    والشئ بالشيء يذكر فإذ جاز لنا المقارنة مع حالة فرنسا التي بدأت المظاهرات فيها قبل ما يزيد على الشهر نجد أن خطاب الرئيس ماكرون ووزير الداخلية المسئول عن الأمن، لم يتهم المتظاهرين بأنهم عملاء وخونة، بل اعتذر لهم وأيد مطالبهم ولم يظهر في الصورة اي مسئول من حزب ماكرون ليسخر أو يسئ للمتظاهرين وهذا هو الفرق بين الأنظمة الديموقراطية والأنظمة الشمولية الديكتاتورية، فالأول يحترم الشعب لأنه يعتبر نفسه خادم له لأن الشعب هو الذي أتى به، في حين يعتبر الديكتاتور أن الشعب ليس لهم فضل عليه لأنه أتى رغم إرادتهم . ٠
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de