الدولة الاستعمارية دولة مفكسة بقلم عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 09:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2019, 01:01 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1967

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدولة الاستعمارية دولة مفكسة بقلم عبد الله علي إبراهيم

    00:01 AM December, 31 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    (هذه مذكرات عن الدولة الاستعمارية كنت أعدها للرد في ذكرى الاستقلال على من صوروا فترة الاستعمار كفترة المن والسلوى في حياتنا. وأذاعوا في السياق عن الاستعمار مفاتن إدارية لا ينهض دليل عليه. وقد تُلقي بعض أفكار هذه المذكرات الضوء على عاهة الدولة الوطنية بعد الاستقلال التي نقلناها عن دولة الاستعمار بحذافيرها. ويتم هذا خاصة في هذه الأيام الجليلة التي يحاصر الشعب إحدى هذه الدولة الوطنية، الإنقاذ، التي توالدت في مياه الدولة الاستعمارية الراكدة)

    هل يمكن إطلاق "الخدمة المدنية" على موظفي الإدارة الاستعمارية؟
    لم يسم الإنجليز أنفسهم إدارتهم في السودان "خدمة مدنية" كما تسمعها عند بعض كتابنا. فاسمها عندهم "الخدمة السياسية" (political service). وعليه فهي دولة براء من معنى الخدمة المدنية أصلاً لأن مرجعها أهالي رعايا لا مواطنين مستحقين يدلون بدلو في شأنهم. فالدولة الاستعمارية ليست حكومة في المعنى المصطلح عليه. فالحكومة تنشأ أصلاً لإدارة جماعات من السكان بينما الحكومة الاستعمارية نشأت لإدارة رقعة جغرافية تستثمر في ثروات ظاهرها وباطنها. أما سكان هذه الرقعة فهم عبء لم يسلم من الإبادة في الأمريكيتين واستراليا ونيو زيلندا وجنوب أفريقيا وغيرها لكي تخلو الأرض لمستحقها الذي جاء متأخراً نوعاً ما. وعبر سيسل رودس، الحاكم الإنجليزي لمستعمرة كيب تاون، عن شبق المستعمرين للأرض دون الناس بقوله: "إنني أفضل أرض الأهالي عليهم".
    والقول بأن ما تركه الإنجليز فينا خدمة مدنية يكذبه أن موظفي تلك الخدمة هم خدام الإمبراطورية البريطانية ولم يقتصر عمل كثير منهم على السودان. فكانوا ينقلون من موضع في تلك للخدمة إلى موقع بعده بحسب حاجة الإمبراطورية.
    فهارولد ماكميكل بدأ بالسودان في 1915 حتى بلغ درجة السكرتير الإداري في 1925 ثم نقلوه حاكماً على تنجانيقا (أكثر تنزانيا الآن) في 1933. وتركها مسرعاً في السنة التالية ليكون المندوب السامي البريطاني في فلسطين. واتهمه اليهود بمقتل نفر منهم وتربصوا به في محاولات على حياته نجا وزوجته منه. ثم صار لفترة قصيرة مندوباً سامياً في مالطة. وبنهاية الحرب العالمية في 1945 بعثوه في مهمة امبراطورية كئيبة إلى ماليزيا الحالية

    ونفس الحال مع روبرت سايمز حاكم السودان العام من 1934 إلى 1940 .فعمل في حرب البوير بجنوب أفريقيا في 1902. ونقلوه إلى داخلية ميناء عدن في 1903. ثم صار حاكماً على شمالي فلسطين من 1920-1925، وسكرتير حاكم عام فلسطين من 1925 إلى 1928. ثم صار حاكماً على تنجانيقا من 1931 إلى 1934.
    ونفس الحال مع جون مافي حاكم السودان العام من 1926 إلى 1933. فدخل الخدمة المدنية الهندية إلى 1924. واستقال ليعود حاكما على السودان في 1926 إلى 1933. ومافي هو الذي رأى في ثورة 1924 تدوير بريطانيا لخطئها في الهند وهو الاتكال على المتعلمين. وعليه شن حملة على المتعلمين شملت إغلاق بعض دور التعليم. وبحث عن بديل للأفندية بحلف مع شيوخ القبائل حيث ولدت سياسية الإدارة الأهلية وتواتر تشريعاتها في عهده. وفرض على طلاب كلية غردون نظاماً للطاعة والجلد بالسياط سماها المحجوب وحليم ب"السنوات العجاف". وولدت بخت الرضا من رحم سياسته الرجعية تلك.

    في طبيعة الدولة الاستعمارية: الدولة المفكسة
    وصفها أكاديمي لعزلتها عن المجتمع الذي تدير شأنه بأنها دولة "مفكسة" من الحاضرة الاستعمارية إلى المستعمرة. وترتب على غربة دولة المستعمرين عن رعاياها أنها تترفع عن أن تتوطن بينهم كما تريد أي حكومة حاقة الاسم لنفسها بالغاً ما بلغت من الاستبداد. فالمستعمر الأوربي يبقي في عزلة عن الأهالي غارقاً في عالمه الخاص.
    وقد تفرض عليه مقتضيات الإدارة التحالف مع قسم من الأهالي وكسب ودهم. ولكن المستعمر لا يتحالف مع هذا القسم من الأهالي ككيان حي من التاريخ والنزعات والأشواق، بل كصيغة قانونية مجردة يستثمرها لغرض تأمين إدارتها، وبسط السلم حتى لا يضطر إلى القيام بإجراءات عنيفة لها ثمن. فقد تحالف الإنجليز مع علماء المشيخة الدينية في أول عهدهم، ثم "زقلتهم" واستبدلتهم بزعماء الطوائف الدينية. وتحالفات مع الأفندية أولاً ثم ألقت بهم على قارعة الطريق حين تمردوا عليها في ثورة 1924 واصطنعت الإدارة الأهلية، ومكنت لزعماء القبائل. ثم انقلبت على السيد عبد الرحمن المهدي حين ألح على الحكم الذاتي من داخل الجمعية التشريعية وأنشأت الحزب الجمهوري الاشتراكي بزعامة ابراهيم بدري وطائفة من زعماء القبائل المحسوبين على الأنصار. فالحكومة الاستعمارية لا توقر حلفاً. وهي ناكثة للعهود. تبدل الأحلاف كما يبدل المرء أحذيته. ومن رأي مؤرخ ضليع أن ما ذهب بريح الاستعمار هو تفريطه في الحلفاء من الأهالي حتى لم يعد له وجيعاً.
    ومن أفضل من عبر عن اعتزال الإدارة الاستعمارية الناس الذين تركب من فوقهم الإداري في السودان ر إي ف بيلي (1920). فقال عن عزلة مجتمع الإنجليز عن الرعية أنهم ينفقون الليل في حفلات عشاء متلاحقة لا تكاد تنتهي تُسر لرقصها قلوب صديقات وقريبات. وتصحو الطبقة الحاكمة في الصباح وتتجه إلى مكاتبها وبها من سكرة الأمس عالقات. وأضاف أن صلتنهم بمرؤوسيهم (وسماهم "الأجانب" وشدد عليها في الأصل وهم الأهالي) ستنتهي حين يحل وقت الغداء. ولن يعاودون الكرة إلا في صباح اليوم التالي. ويذهب البريطانيون إلى دورهم الهانئة على النيل بحدائقها المترعة بالسقي ذات الأشجار الباسقة بينما يذهب مرؤوسيهم الذين "انزقلت" بيوتهم وقد تراصت بكآبة في ظهر المدينة الترابي.

    هل قامت علائق إنسانية بين الإنجليز والسودانيين؟
    قال بيلي عن لقاءات جمعتهم بصفوة مجتمع الأهالي. ورأيت أخيراً من جعل تلك الصلات حميدة وإنسانية. ولكن أمرها خلاف ذلك. فقد قال بيلي إنه يحدث أن نرتب لنجتمع بهذه الصفوة في مناسبات اجتماعية ولكنا غالباً ما جاءت ماسخة أملاها الواجب وافتقرت إلى الخيال. أما محمد أحمد المحجوب، كالطرف المُستضاف، فله رأي غاية السلبية في تلك العلائق أذاعه في كتابه مع محمد عبد الحليم "موت دنيا". ودعوات المحجوب وأقرانه في منتصف الثلاثينات كانت توجيهاً حكومياً لكسب السودانيين في خصومة حكومة السودان مع مصر بعد اتفاقية 1936 ولرفع الاضطهاد الذي تعرض له المتعلمون جزاء وفاقا لثورة 1924. وهي الاتفاقية التي مالت إلى إشراك السودانيين في الحكم بصورة بدائية. قال المحجوب وحليم إن تلك اللقاءات كانت فاترة فيها من الكلفة ما يفسد جوها. وكان الحديث باهتاً لا يتعدى الطيور والزهور وتقلبات الجو". فليس يسيراً على أنصاف الآهة، الإنجليز، أن ينزلوا إلى مصاف البشر في لمح البصر.
    وحكى "موت دنيا" في السياق فكاهة عن رجال الإدارة الإنجليز في السودان وهم أنصاف الآلهة. وروى الحكاية فني إنجليزي بخدمة حكومة السودان عن طبقة المفتشين رجال السلك السياسي. وكان بين الفيئتين الانجليزيتين ود مفقود. ومسرح الفكاهة روما التي كان امبراطورها يطلق الأسود على المسيحيين الأوائل. فأطلق الامبراطور أحد الأسود فوجده تهيب المسيحي وصد عنه. فغضب الامبراطور وتحرى في الأمر. فجاء في التحقيق أن المسيحي قال للأسد: "أنا أحد رجال السلك السياسي في حكومة السودان". فتراجع الأسد مرعوباً. فسأل الإمبراطور جلية الأمر. فقيل له إن الأسد لا يأكل إلا الآدميين. فتعجب الإمبراطور وقال: أوليس رجال ذلك السلك آدميين؟ قيل: عفوك مولاي إنهم أنصاف آلهة. وقال المحجوب وحليم إن طرفة الخواجة اضحكتهم ضحكاً ممزوجاً بشماتة.























                  

01-01-2019, 01:37 AM

فهيمة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدولة الاستعمارية دولة مفكسة بقلم عبد ال (Re: عبدالله علي إبراهيم)

    لا زلت تحارب طواحين الهواء - عندما يمارس المثقفاتي الإست####ء اللغوي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de