عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة الثانية عشر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 05:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2018, 01:58 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة الثانية عشر

    01:58 PM October, 15 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
    الوجود في الإسلام
    الفصل الثاني
    وحدة الوجود
    ليس في الوجود تعدد، وإنما هو وجود واحد.. هذا الوجود، هو وجود الذات الإلهية المطلقة.. وهي كما أنها ليست مسبوقة بعدم، ولا متبوعة بعدم، ولا ملحوقة بعدم، هي كذلك ليست مسبوقة بوجود غيرها، ولا مصحوبة بوجود غيرها معها، ولا ملحوقة بوجود غيرها، وإنما كل وجود، يظهر بمظهر السوى، إنما هو عين وجودها في تجل من تجلياتها، والتجليات لا تكون أغياراً.
    ولقد سبق لنا، في القسم الأول من الكتاب، أن تناولنا وحدة الوجود عند الفلاسفة، وبصورة خاصة عند اسبينوزا، وما نتحدث عنه هنا من وحدة الوجود لا علاقة له بتلك، وقد سبق لنا أن أبدينا رأينا في وحدة الوجود الفلسفية، عندما تناولناها، ويمكن مراجعة ذلك في موضعه.
    وحدة الوجود في الإسلام هي أصل التوحيد، وهي تعني أنه ليس في الوجود إلا ذات الله، وأسماؤه وصفاته، وأفعاله.. والأسماء، والصفات والأفعال، ليست أغيارا، وإنما هي عند التناهي، هي ذات الله.. ونحب أن نؤكد أن عبارة عند التناهي، هنا، عبارة مقصودة، ولا يستقيم المعنى من دونها.. وهي تعني أن الأسماء والصفات والأفعال، عند تناهي استقصائها، كل منها يؤدي إلى حقيقة واحدة هي ذات الله.. وعبارة، عند التناهي، تعني ضمناً، أن الأسماء والصفات والأفعال، كمظاهر ليست هي الذات، عن ذلك تعالى الله علواً كبيراً.. والتنزلات كما سبق أن ذكرنا هي: إلى مقامات الأسماء والصفات والأفعال، وهي لا تعني أنه أصبح هنالك تعدد في الوجود، في حقيقته، وإنما التعدد في الظاهر فقط.. وقد جاء في الحديث: (كان الله، ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان).. عبارة (وهو الآن على ما عليه كان) تعني أنه الآن ولا شيء معه.. الحقيقة الأساسية هنا هي: الأكوان ليست موجودة مع الله، وإنما هي موجودة به، ولا وجود لها بذاتها.. وهذا هو مفهوم (القيومية) .
    الله تعالى، هو قيوم السموات والأرض ولا شيء في الوجود قائم بذاته، وإنما قيوميته بالله.. قوله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم).. (القيوم) يعني الذي تقوم به جميع الموجودات ولا شيء منها يستطيع أن يقوم بذاته، أو يتماسك بذاته، فهي جميعها، في كل لحظة، قائمة بالله، لا بذواتها، فلا وجود لها من ذاتها، وإنما وجودها، هو وجود موجدها.. فهي بظاهر وجودها، لم تضف شيئاً إلى وجوده تعالى، ولم تغير شيئاً.. يقول الشيخ عبد الغني النابلسي:
    لمعت أنوار سلمى فظهرنا كلنا*** يا خفافيش التجلي ما تبدى غيره
    وهو تعالى، في الأساس، ليس معه غيره، حتى يظهر بالتجلي.. وإنما التجلي هو إبداء ذاته لخلقه، ليعرفوه.. وإبداء الذات، هو الشأن، وهو الخلق، واليه يشير قوله تعالى: (كل يوم هو في شأن)..
    وكما أن الله تعالى في ذاته وحدة مطلقة، فكذلك الوجود الحادث، هو وحدة، لأنه صورة من خالقه الواحد وحدة مطلقة، وإنما التعدد الذي نراه نحن، ونظنه أصلاً، هو وهم من أوهام حواسنا القواصر.. وكلما تخلصنا من أوهام الحواس، كلما انفتحت أمامنا الوحدة، التي تؤلف بين المظاهر المختلفة، حتى أنه إذا اتفق لنا أن ننظر للوجود بعين الله، لم نر فيه غير الوحدة.
    الله تعالى، هو الأول، والآخر، والظاهر، والباطن، وأوليته ليست مسبوقة بشيء، وآخريته ليست ملحوقة بشيء وهو الظاهر بكل شيء وفي كل شيء، وهو الباطن وراء كل شيء.. في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).. عبارة (أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد) إشارة إلى ظهوره في كل شيء وبكل شيء.
    ومعرفة الله تعالى تقع على مستويين: معرفة (حقيقة)، ومعرفة (حق).. فأما معرفة الحقيقة، فتلك معرفة الذات.. وهي معرفة ممتنعة بالنسبة للعقل، لعدم الضدية فيها.. فإنه سبحانه وتعالى، ليس له كفء ولا ضد.. ولوجود الثنائية في عقولنا، فإنها لا تعرف إلا بالضدية.. ولكن القلوب هي قوة الإدراك الوتري، وهي بذلك أوتيت القدرة على شهود الذات الوترية _الذات التي لا ضد لها_ والشهود معنى من الإدراك يتنزه عن الإحاطة ويقع بلا كيفية.
    لأن الوجود واحد، فإن الوحدة اصل كل شيء فيه، ومجال الحديث عن الوحدة، مجال واسع جداً، ولذلك ستكون هنالك متابعة لبعض جوانب الوحدة في بقية الكتاب.. وما يعنينا هنا هو الأساسيات.. ومن جوامع الكلم، في التعبير عن الوحدة، من أقوال الأستاذ محمود محمد طه قوله: (الكون كله موجود في كل جزء منه)!!.. وقوله: (ما من شيء كان أو سيكون إلا وهو كائن الآن)!!.. والعبارتان من القمم الشواهق في المعرفة التوحيدية، وتحتاجان إلى الكثير من التأمل.
    من أهم جوانب الوحدة: وحدة الإرادة، ووحدة الفاعل، وعليهما يقوم أمر الدين كله من الناحية العملية، وبالطبع هنالك، وحدة الحياة، ووحدة المعرفة، ووحدة الحرية، كما سبق أن اشرنا.
    إذن، معرفة الله تعالى، من حيث ذاته، مجالها القلب، وليس العقل.. فالقلب هو ملكة الإدراك الوتري.. يقول تعالى، في الحديث القدسي: (ما وسعني أرضي ولا سمائي وإنما وسعني قلب عبدي المؤمن).. السعة هنا سعة معرفة.. والمعرفة المقصودة هنا، هي شهود، يجل عن الكيف.. وفي القرآن يجيء قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).. فالذكرى، في المكان الأول، للقلب (لمن كان له قلب).. فالقلب هو أداة الإدراك الأولى، والأساسية.. والذكرى، في المكان الثاني، للعقل، أداة الإدراك الشفعي، واليه الإشارة من الآية، بقوله تعالى: (أو ألقى السمع وهو شهيد)، يعني استمع وهو حاضر الذهن.. فإدراك الوحدة مجاله القلب.. أما العقل فيدرك التعدد، وفي قمته الثنائية.. فالأصل في المعرفة، في الإسلام، هو معرفة القلوب.. وما الحواس والعقول، إلا وسائل للقلوب.. فالدين يركز تركيزاً كبيراً على القلب، في المكان الأول، وعلى العقل في المكان الثاني.. يقول المعصوم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت، فسد سائره، ألا وهي القلب).. والمقصود بالصلاح والفساد، في الحديث، ليس الصلاح والفساد الحسي، فحسب، وإنما قبل ذلك الصلاح والفساد المعنوي.

    14/10/18م

























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de