عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة الثانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-17-2018, 04:22 PM

محمد الفاتح عبدالرزاق
<aمحمد الفاتح عبدالرزاق
تاريخ التسجيل: 09-14-2018
مجموع المشاركات: 59

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية للأستاذ خالد الحاج عبدالمحمود الحلقة الثانية

    04:22 PM September, 17 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد الفاتح عبدالرزاق-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
    في هذه الحلقة نواصل المقدمة:
    ولما كانت الحضارة الغربية، هي الحضارة السائدة، وهي حضارة كوكبية، فلا يمكن لأي فكر بشري، يدعو للتغيير، أن يكون، دون مستوى هذه الحضارة.. بل لابد أن يتفوق عليها، في الاستجابة للتحديات، والمقدرة على حل المشكلات، وإلا فلا حاجة إليه!! هذا هو المستوى الذي ينبغي أن يرتفع إليه الحوار.
    ونحن في هذا الكتاب (الوجود.. بين الإسلام والحضارة الغربية)، نعمل على توكيد الحوار، في هذا المستوى الذي يقتضيه الواقع، برد الأمور إلى أصولها.. فالأصل الأصيل، لكل شيء هو (الوجود)، وعلى هذا الأصل ينبني كل شيء دونه.. وهذا ما جعلنا نفترع هذا الحوار بين الإسلام _كما تمثله دعوة الأستاذ محمود محمد طه_ وبين الحضارة الغربية، بهذا الموضوع بالذات، لأن كل ما عداه ينبني عليه.. وعلى الرغم من أن هذا الكتاب، هو أول كتاب، يحمل في عنوانه مقارنة مباشرة بين الإسلام والحضارة الغربية، إلا أنه، بالنسبة للكتب التي أصدرتُها قبله، ليس هو الكتاب الوحيد، في هذا المجال.. فجميع كتاباتي، تنطلق من الواقع الذي تمثله الحضارة الغربية.. ولكن من أهم الكتب التي قامت على مقارنة واضحة ومحددة، بين الإسلام والحضارة الغربية، كتاب: (الإسلام، والسلام عند الأستاذ محمود محمد طه).. وكتاب: (الإسلام ديمقراطي اشتراكي).. فالكتاب الأول يناقش قضية السلام، من منطلق أنها التحدي الأساسي الذي يواجه البشرية اليوم: السلام داخل كل نفس بشرية، والسلام الاجتماعي.. أما الكتاب الثاني، فالمقارنة فيه، تنزلت إلى الواقع الفعلي، في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع، مع رد هذه القضايا إلى أصولها.. فموضوع المقارنة، إذن، ليس جديداً في طرحنا، من حيث المحتوى، وإنما الجديد، الآن، هو أن تكون المقارنة، موضوع عنوان الكتاب نفسه.
    أما افتراع هذا الخط، بقضية (الوجود)، فأمر ستتضح أبعاده من متن الكتاب.. على أنّ ما نحب أن نؤكده، هنا، هو أن صحة أي مذهبية أو خطأها، ينبنيان على نظرتها المبدئية للوجود، وطبيعته.. وهذا هو المجال الذي يظهر فيه الفرق الشاسع جداً، بين تصور الإسلام، وتصور الحضارة الغربية لكل القضايا الأساسية، خصوصاً، تصور: الوجود، والإنسان، والحياة، والفكر، والحرية، والأخلاق، فلا يمكن مناقشة أي قضية من هذه القضايا الأساسية، نقاشاً مجدياً، دون ردها إلى أصلها في الوجود، بما يحدد طبيعتها الأصلية، وموقعها من الوجود، والحقيقة التي يقوم عليها هذا الوجود.. ودون هذا المستوى، يكون تحديد المفاهيم، بالنسبة لهذه القضايا، وغيرها، أمراً مبهماً، ولا يقوم على أرض ثابتة، وإنما يخضع للمتغيرات الزمانية المكانية.. مثلاً، لا يمكن الحديث عن الطبيعة الإنسانية، دون ردها إلى أصل وجودي ثابت، وإذا تحدثنا عنها دون ذلك، نكون قد تحدثنا عن الإنسان في حقبة تاريخية معينة، وهذا لا يعطينا المعرفة بما هو ثابت وأصيل في الطبيعة الإنسانية، وما هو طاريء، ومتغير، منها..
    فالجميع يسلّم بأن الكون الحادث في حركة وتغيّر دائبين، وبناء على هذه الحقيقة لا يمكن تحديد المفاهيم بصورة أساسية _لا تخضع للتغيير وإنما تجعل التغيير نفسه في إطارها_ إلا إذا استطعنا أن نرد المتغيرات في الكون، إلى ثابت وجودي تأخذ منه دلالاتها، في إطار المفهوم الأساسي، بالصورة التي يمكن معها تحديد ما هو ثابت، وأصيل فيها، وما هو متغيّر، منها.
    هنالك اختلاف جذري، بين أن يكون الوجود في جوهره، وجوداً واحداً، والحقيقة فيه واحدة، وبين أن يكون الوجود متعدداً، وليس فيه أي ثابت وجودي، وبالتالي ليس فيه حقيقة واحدة ثابتة.. وهذا الاختلاف بين التصورين، هو الاختلاف الأساسي بين الإسلام والحضارة الغربية، وجميع الاختلافات الأخرى تتبع.. فإذا قلنا: إنسان أو حياة أو حرية..الخ، ونحن نتحدث من منطلق إسلامي، فإن هذه القضايا، ليس لها نفس المفاهيم التي تعطيها لها الحضارة الغربية.. وليس الاختلاف اختلافاً محدوداً وهيناً، وإنما هو اختلاف جوهري، وواسع جداً.. وهذا ما سيتضح من متن هذا الكتاب.
    القضايا الأساسية المتعلقة بقضية الوجود هي: الإطلاق والمحدودية.. الوحدة والتعدد.. الثبات والتغير، بالمعنى الوجودي، أو البقاء والفناء، والموت والحياة.
    عندما نتحدث عن الوجود بين الإسلام والحضارة الغربية، فنحن إنما نتحدث عن إطار التوجيه، في الإسلام والحضارة الغربية وما يقوم عليه من تصور للوجود.. وهذا، يجعل الاختلاف، من حيث الأساس، اختلافاً في إطار التوجيه، في المجالين، وتحديد ما هو أقدر من الآخر، على إعطاء التصور الأصح، والأكمل للوجود.. وإطار التوجيه في الحضارة الغربية، هو العلمانية، وما تقوم عليه من فلسفة، ومن علوم طبيعية، ومن منهج.. وإطار التوجيه في الإسلام هو (التوحيد)، وما يقوم عليه من قرآن، ومن منهاج.. والعقل أمر مشترك في المجالين: مجال الإسلام ومجال الحضارة الغربية، ولكن هنالك اختلاف جذري، بالنسبة لتصور العقل، والتعامل معه.. وهذا بدوره يقوم على تصور الوجود، وما ينبني عليه من تصورٍ للطبيعة البشرية، وعلاقتها بالوجود العام.. والقضية الأساسية، بالنسبة للعقل هي: هل العقل يملك الكفاية التي تؤهله لإدراك طبيعة الوجود، دون الحاجة إلى توجيه يأتيه من خارجه، يقوّمه، وينميه.. أم أنه في حاجة لهذا التوجيه، ولا يمكن الاعتماد عليه وحده بصورة تامة؟! وتظهر مشكلة إدراك العقل للوجود، في حقيقته، عندما يتم تناول قضية المطلق، وهي القضية الأساسية، كما سنرى، عندما نتحدث عن الوجود.. فهل يمكن للعقل، أن يدرك المطلق، والعقل بطبيعته محدود؟ وإذا كان من غير الممكن إدراك المطلق، في إطلاقه، عن طريق العقل، فما هو الحل إذن؟!
    من أهم ما ينبني على تصور الوجود، إلى جانب الحقيقة، قضية المعنى، والغاية من الوجود الإنساني.. فالإنسان، بحكم دخول العقل في وجوده، لا تستقيم حياته إلا إذا عرف معنى وجوده، والغاية الكلية التي من أجلها وجد.. فأزمة المعنى، والغاية النهائية للوجود الإنساني، أكبر أزمات الحضارة.. وتقديم تصور للوجود بالصورة التي تمكّن من معالجة الأزمة، هو التحدي الأساسي.. يقول اريك فروم، من كتابه (الخوف من الحرية): (بسبب وعي الإنسان بذاته ككائن متميز عن الطبيعة وعن الآخرين.. وبسبب وعيه، ولو بصورة غامضة، بالموت والمرض والشيخوخة، بالضرورة يشعر الإنسان بعدم أهميته وضآلته، بالمقارنة مع الكون الفسيح، وكل الآخرين غيره، ولذلك إذا لم يجد انتماء إلى جهة ما، وإذا لم يجد معنى واتجاهاً لحياته، سيشعر كأنه ذرة غبار، وسيجتاحه الشعور بعدم الأهمية ولا يستطيع أن ينتمي إلى أي نظام يعطي لحياته معنى واتجاهاً، وعندها تملؤه الشكوك، وتشل فاعليته، أو مقدرته على الحياة).. أما كولن ويلسون فيقول: (إنما يجب على الإنسان أن يفعله هو أن يحاول أن يفهم العالم، وليس العالم ما يحيط به من كون فقط، وإنما هنالك كون آخر.. خلف عينيه أيضاً.. وكل ما يحتاج إليه الإنسان هو أن يفترض شيئاً ليعمل على ضوئه.. أن يؤمن بشيء ليمنحه ذلك هدفاً، والمحك الأخير لقيمة هذا الإيمان هو إلى أي حد يستطيع على ضوء هذا الإيمان أن يعمل؟ لقد كان الأسكندر الأكبر يؤمن بشيء منحه قوة هادفة، إذ آمن بأنه سيحكم العالم كله، ولما حكم العالم، جلس يتساءل يائساً: ماذا أفعل الآن؟ أجل.. هذا هو محك كل إيمان.. فإذا انتهى مفهوم الهدف عند حد معين فإنه ليس هدفاً حقيقياً إذن، ليس هدفاً نهائياً.. ولكن الدين يمنح هذا الهدف النهائي، الهدف الذي لا ينتهي حتى لو عاش مليون من السنين)..
    إذن، الهدف النهائي الكلي ضروري جداً، ولا معدى عنه، لتحقيق الأمن والسلام الداخلي، عند كل فرد، ولا يمكن أن يتم اختيار هذا الهدف النهائي بصورة عشوائية، فلابد أن يقوم على قناعة عقلية، فالعقل بطبيعته لا يقبل إلا ما هو مقنع له.. وهو لن يقوم على قناعة عقلية، إلا إذا قام على تصور واضح لأصل الوجود، وطبيعته، التي يقوم عليها.. وليس كل تصور للوجود، يعطي هدفاً نهائياً للحياة.. كما أن المعنى والهدف ضروريان لتحديد الوسائل والغايات، في حياة الفرد، وحياة الجماعة.. فغياب المعنى الكلي والهدف النهائي، يجعل حياة الإنسان، كلها، سير في التيه، بلا معنى ولا هدف.. ولذلك هذا مجال من أهم مجالات المقارنة، بين تصور الإسلام للوجود، وتصور الحضارة الغربية له، وهذا ما سنراه في متن الكتاب.
    هذا الكتاب يتكون من جزأين: الجزء الأول يتحدث عن تصور الحضارة الغربية للوجود، والجزء الثاني يتحدث عن تصور الإسلام له.. وقد اخترنا أن نبدأ بالحضارة الغربية، لأنها تمثل الواقع وتحدّد تحدياته، ومشكلاته.. وقبل ذلك رأينا أن نقدم توطئة توضح أبعاد قضية "الوجود" بوصفها القضية الأساسية والمحورية، التي عليها ينبني كل ما دونها..























                  

09-17-2018, 04:24 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عرض كتاب الوجود بين الإسلام والحضارة الغ� (Re: محمد الفاتح عبدالرزاق)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de