القارئ لتاريخ عصابات المافيا، سواءا كانت في صقلية، روما، شيكاغو أو نيويورك، ربما يعرف الكثير من الغرائب عن ذلك العالم الغامض لكن بلا شك الأغرب في عالم المافيا هو تمسكها الظاهرى والقوى بالعقيدة الكاثوليكية ومواظبة زعماؤها علي الذهاب إلى الكنيسة وأداء الشعائر في كل الأوقات.
المافيوز (أو الرجال الشرفاء) كما يسمون أنفسهم لهم آراؤهم الخاصة في الدين التى تبيح لهم القتل والسرقة والابتزاز ولا يرون تعارضا بين نمط حياتهم كمجرمين وأيضا أبناء للسيد المسيح يرعاهم ويخلصهم.
إسم ياكوزا في اليابان يطلق علي كل انواع العصابات الإجرامية، لكن عصابات الياكوزا الكبري مثل ياماغوتشي غومي وسيميوشي رينغو ربما تكون أكثر تدينا من المافيا الصقلية، وأكثر تمسكا بشعائر الشنتو من عامة مواطني اليابان، وأحرص علي إقتناء التعاويذ وزيارة المعابد.
زعماء الياكوزا لهم هياكل في مكاتبهم ومنازلهم يضعون عليها بعض الأغصان وصحون صغيرة عليها أرز وملح يصلون نحوها عدة مرات في اليوم إلتماسا من الآلهة للتوفيق في أفعالهم والنجاة من عواقبها.
الياكوزا لهم اعرافهم التى لا يحيدون عنها ويعتبرونها من صلب عقيدتهم اهمها الحفاظ علي التراتبية العسكرية والولاء للقادة وتقديس الزعماء، والاستعداد الدائم للتضحية من أجلهم،
قبل إجازة الحكومة اليابانية لقانون الجريمة المنظمة عام 1992، كانت المحاكم لا تستطيع إدانة غير صغار أعضاء الياكوزا ولا يفلح القانون في الوصول إلى الزعماء لأن صغار الأعضاء يرفضون أن يشهدوا ضد من هم اعلي منهم في التنظيم ويرفضون عقد أي صفقة مع ممثلي الإدعاء مهما تضمنت من تخفيف العقوبة عنهم أو حتى تبرئتهم.
عصابات الياكوزا مثل المافيا، وإن باعدت بينهم الجغرافيا، يرون أن السماء ترعاهم وأن الله (أو الآلهة) راضية عنهم والدليل علي ذلك هو وجودهم وعدم قدرة رجال القانون والدولة والمجتمع علي إبادتهم أو إيقاف نشاطهم، ومن يقتل منهم أو يذهب إلى السجون إنما هو قدره الحتمي كفرد والذي ينتقل منه إلى حياة أفضل في السماء أو في حياة أخرى.
الياكوزا والمافيا، كغيرها من المنظمات ذات المصالح الضخمة، تواجه الصعوبات والتهديدات التى تحدق بها بالتشاور والتفاكر وعقد المؤتمرات السرية للزعماء وعقد التحالفات والصفقات.
عندما سئل أسامة بن لادن (إثر طرده من السودان والاستيلاء علي أمواله) عن نظام حكم الجبهة الاسلاموية قدم أبلغ وصف لنظام الإنقاذ:
"قليل من الدين والجريمة المنظمة."
إجتماع الشجرة الذي إقتضته الأوضاع المتردية رغم أن كل من حضوره هم خارج السلطة، واغلبهم لم يكن لهم منها نصيب يذكر في عقودها الثلاث البالية، لكنهم شربوا من النهر الذي إبتلاهم به الله، فكانوا من المصفقين، وعن الكذب والظلم راضين، وله مبررين، أملاً في ان يكونوا يوما بالسلطة موعودين، فما نالوها ولكن نالوا من غنائمها وولغوا في السحت مع الوالغين، لذلك يشاركون إخوتهم في السلطة الخوف المتنامي بقرب الطوفان. فالمصير المجهول الذى ينتظرهم جميعا والحرص علي الحفاظ علي ما في أيديهم من غنائم وما هم فيه من نعيم الدنيا البالية حتم عليه التشاور والتفاكر في الأخطار المحدقة.
🔻🔻🔻🔻🔻
ليلة الشجرة .. ليلة ولا كل الليالى .. 30/8/2018 جعفر بانقا الإسبوع الماضي وفى موكب من دعاة الحق .. عشناها ليلة ولا كل الليالى .. بدعوة كريمة من الأخ عبدالقادر محمد زين فى منزله العامر بالشجرة تجاوب معها سبعون رجلا من مؤسسى وشيوخ وقيادات الحركة الإسلامية من أبناء وقاطنى الشجرة .. الشجرة المباركة .. الشجرة .. حاكورة قبيلة الحماداب (نسبة لحماد ودعجيب المانجلك حفيد عبدالله جماع .. سليل الدوحة الشريفة) .. شجرة ماحى بيه قائد جيش الدولة التركية التى كان يرتكز عندها ويستظل بظلها .. شجرة غردون باشا قائد الجيش الإنجليزي الذى خلف الدولة التركية واتخذ الشجرة مرتكزا لعسكره .. الشجرة التى أصبحت من بعد معسكرا لاخطر وحداتنا العسكرية .. سلاح المدرعات (ألا إن القوة الرمى .. ألا إن القوة الرمى) .. الشجرة (الدائرة المقفولة) للحركة الإسلامية لعقود خلت ولا تزال (صادق عبدالله عبدالماجد .. عمر الشيخ .. عمر صبيرة .. سليمان طه .. بدر الدين طه .. عبدالجليل الكارورى .. عبدالقادر محمد زين) .. أهى الشجرة التى إتخذها المؤتمر الوطنى شعارا له .. حق له ذلك و يا له من شعار .. جاؤوا للشجرة يتقدمهم الحاج آدم .. عبدالرحمن محمد زين .. أزهرى التجانى .. خليفة الشيخ .. الخير محمد عثمان .. عبدالدائم عمر الحسن .. سمير على أحمد .. بشير ابوكساوى .. محمد أحمد عبدالرحمن .. التجانى سنين .. عبدالله محى الدين .. عبدالرحمن محى الدين .. عوض داوود .. السمؤل عبدالله الحسن .. محمد عجيب .. بشير محجوب .. عبدالله أحمد عبدالله .. خليل حسن خليل .. على حسن .. أشرف ابراهيم احمد .. عثمان عبدالرحيم عبدالماجد .. وآخرين غابوا بعذر وآخرين لما يلحقوا بهم من أبناء الحركة بالشجرة .. وجئت فى معية .. شرف الدين على مختار .. عبدالله سلمان الشمباتى .. محمد موسى عباس .. عبدالهادى محمد عبدالباسط .. وآخرين .. جلسة معايدة لله وفى الله .. كيف لا وقد طال بهم العهد فاستطالت بهم جلستهم لأربع ساعات من الحب و الصدق والشفافية وحلو الكلام حتى قال بعضهم ليتها تكون فى كل عام مرة أو مرتين .. جلسة غاب عنها الأب الروحى للمجاهدين الشيخ سليمان طه الذى أقعدته السنون بعدما كان يهز ويرتجز فى الأحراش وكأنه إبن عشرين .. بحر من الشموخ والمعنويات يتدفق حيثما كان حتى يقول قائلنا إنها لحياة طويلة إن بقينا حتى المساء .. شيخ سليمان الذى ما سلك مسلكا إلا سلك الشيطان مسلكا آخر وله أطيط .. ليلة غاب عنها أمير شعبتهم منذ جبهة الميثاق الشيخ الزاهد الربانى محمد نور أحمد .. جليبيب زمانه وخادم إخوانه .. يطعمهم القرقوش بلبن يحلبه من شاته بنفسه ويقدمه لهم هنيئا مريئا .. شيخ لايزال يمتطى العجلة ولسان حاله يقول يا دنيا غرى غيرى .. شيخ محمد نور نسخة كربونية من الصحابى الجليل أبوذر الغفارى (ما أظلت السماء ولا أقلت الغبراء من رجل ذى لهجة أصدق من أبى ذر ) .. غفار غفر الله لها .. وأهل الشجرة المباركة أسأل الله أن يجعلهم من أهل شجرة الخلد التى يسير في ظلها الراكب المجد خمسمائة عام ما بين طرفيها فى جنة عرضها السماوات والأرض .. جنة أفقر فقرائها من كان نصيبه عشرة أضعاف الدنيا والله يرزق من يشاء بغير حساب .. ليلة أمها أبناء الشهيد حسن البنا وإخوان الترابي والبشير .. تالله إنهم هم المأمونون على هذه الحركة والدولة التى بذروا بذرتها وسقوها بدم طاهر وعرق حلال وأصدقوها البيعة فى المنشط و المكره وقدموا فى سبيلها كل ما يملكون ولم يستبقوا شيئا .. مأمونون عليها بخبراتهم التراكمية وسيرتهم الناصعة وأعمارهم التى تجاوزت السبعين عاما فما عادت أنفسهم تحدثهم بمتاع الدنيا أو بهرج السلطة .. وكل يقول يا دنيا غورى لغيرى .. وقد كانوا فيها من الزاهدين .. يكفيهم أنها أثمرت دولة وشهداء و نماء غير مسبوق فى الطرق والسدود والكبارى والصحة والتعليم والصناعة والزراعة والماء والكهرباء والغاز والذهب والبترول والتصنيع الخفيف والثقيل والمدنى والعسكري والمواصلات والاتصالات رغم تكالب الأعداء وتربص الدهماء والحرب والحصار والتخذيل .. تساءلوا عن الحركة الإسلامية أحاكمة هى أم محكومة .. وهل تحكم بأفرادها أم بمؤسساتها .. وهل تقوم مؤسساتها بما هو مطلوب منها .. تذاكروا العهد والميثاق وبيض الليالى الخوالى والإيثار وأريج الإيمان الذى يزكم الأنوف .. تذكروا نعمة الله عليهم يوم كانوا مستضعفين فى الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس فآواهم وأيدهم بنصره و وفقهم فى تدمير بيوت الدعارة ونوادى الميسر ودلق الخمور وتحريم الربا وإقامة الحدود .. لكن هذا لا يعفيهم الآن من محاربة الظواهر السالبة التى بدأت تطل من جديد .. تذكروا نعمة الله عليهم حين كانت العربات تصطف للوقود الأيام و الليالى ذات العدد للحصول على ثلاثة جالونات فقط وقد أكرمهم الله باستخراج البترول كفاية وتصديرا .. لكن هذا لا يعفيهم الآن من تعقب الوقود الذى تضاعف ضخه للطلمبات لكنه يتسرب بفعل فاعل وعمل مخطط ومدروس .. تذكروا نعمة الله عليهم حين كانوا يضعون حجارة على أكياسهم عشاء كل يوم ثم يعودوا ليصطفوا عليها قبل الفجر لينالوا بضعة أرغفة .. لكن هذا لا يعفيهم الآن من معالجة صفوف الخبز الحالية ذوات الساعات خاصة وأن الدقيق ينساب يوميا وفق الحصص السابقة بلا نقص ولا تأخير .. إنها مافيا السوق الأسود وتجار الأزمات وبائعى الضمائر ومصاصى الدماء .. لسان حالهم يقول نعم لتجفيف السيولة لوقف المضاربات .. السيولة التى لا توجد إلا عند القطط السمان لا المواطنين محدودى الدخل المتراصين أمام البنوك بالمئات لصرف تحويلات و مرتبات لا تغنى ولا تسمن من جوع .. ثم أكثرهم لا يجدونها .. هنالك أياد تعبث بمصالح البلاد والعباد فى الداخل والخارج .. هنالك مخططات عالمية لضرب الحركة الإسلامية وإدخال البلاد فى النفق الليبي .. العراقى .. اليمنى .. السورى .. الصومالى .. هنالك ماسونية تنشط وفق خطط مدروسة عبر الميديا العالمية والمحلية لتدمير البلاد والإقتصاد وضرب النسيج الإجتماعى وبث روح اليأس والإحباط بين المواطنين .. ماسونية تجد لها أبواق غلمان تطلعاتهم أكبر من قدراتهم .. إن أعطوا رضوا وإن لم يعطوا إذا هم يسخطون يسلقوننا بألسنة حداد أشحة على الخير مواسير للغير .. كالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث .. قرأت فى عيونهم حسرة على ضعف إدارى وغفلة طالت وإستطالت زمانا ومكانا .. خير توصيف لها (عجز القادرين على التمام) .. لئن لم يتم تداركها عاجلا فإن سنن الله الكونية فى الإبدال والإحلال باقية وماضية .. قرأت فى عيونهم أن الحل يكمن فى تسريع خطوات الإصلاح والضبط الإدارى ومحاسبة الفاسدين وتفعيل الواجهات لحراسة وحماية المشروع .. قرأت فى عيونهم أن الحل يكمن فى إسناد الدولة عبر واجهاتها المختلفة من خلال تفعيل كتائب الإسناد فى الخدمة المدنية واللجان الشعبية والمجتمعية والشرطة الشعبية والخدمة الوطنية والدفاع الشعبى والطلاب والمهنيين والمرأة والشباب .. مع تفعيل غرف الطوارئ وخطط الإسناد .. قرأت فى عيونهم أن الحل يكمن فى دعم الإنتاج وإعفاء مدخلاته وتقنين الضرورى من الواردات وتشجيع الإستثمار الصادرات والسيطرة على الذهب والصمغ والثروة الحيوانية وتقليل الصرف الإدارى وتقليص الحكومة الإتحادية ودمج الولايات وإلغاء جل المحليات ومحاربة الشلليات والجهويات .. وانفض سامرهم بعد أن أجمعوا علي (توحيد الكيان تحت أى مسمى كان وتجاوز المرارات وإسناد الدولة فى كل المفاصل والمستويات) .. ليلة الشجرة .. ليلة ولا كل الليالى .. ليلة أشرقت بوجوه مضيئة وأجساد متوضئة وأرواح متآلفة .. ومضيت أردد .. يا ليلى ليلك جن .. معشوقك أوه وحن ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مقالات سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست