المعيشة تجاوزت الحد الأدنى إلي العدم بقلم د . الصادق محمد سلمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2018, 05:13 PM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المعيشة تجاوزت الحد الأدنى إلي العدم بقلم د . الصادق محمد سلمان

    05:13 PM August, 05 2018

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    ظل المواطن منذ فترة يكابد ليحصل على الحد الأدنى من المعيشة وظل صابرا على ذلك يعيش هذه المكابدة اليومية على أمل أن تصدق تصريحات المسئولين اليومية التي تتحدث عن رفع المعاناة عن كاهل المواطن ، وتحسين الحالة المعيشية وان الدولة همها الأول ( قفة المُلاح ) وغيرها من الأحاديث التي يتبادلها التنفيذيون ونواب المجلس التشريعي التي تزعم أن الدولة تضع عيشة المواطن في مقدمة أولوياتها ، ورغم أن هذه المعيشة كانت في حدها الأدنى ، لكنه تحملها كما يتضح من تدابير لجأ إليها في مواجهة هذا الشظف في المعيشة ، فإبتدع صيغة ( قدّر ظروفك ) لشراء إحتياجاته بناء على ما يتوفر له من نقود ، ومارس على نفسه تقشفا تغير معه نظامه الغذائي إذ إختصر عدد الوجبات بعد المكابدة اليومية على وجبتين وبعضهم على وجبة واحدة ، وإمتد ذلك إلي المكونات حيث أصبحت في معظمها من ما قل ثمنه وتدنى قيمته الغذائية مثل الطعمية والفول والعدس ، والبعض كان يتحامل على نفسه ليظفر بمقدار من اللحم والعظام أُطلق عليه إسم ( مسكول ) أي ثُمن كيلو . أما في مجال الخدمات الضرورية لإستمرار الحياة اليومية ، كانت الشكوى من تدني خدمات صحة البيئة المتمثلة في تراكم النفايات ، وإنقطاع المياه ، وسوء المواصلات وغلاء الدواء وإرتفاع تكلفة التعليم وغيرها ، وكان الأمل في الإصلاح هو الروح التي تمدالمواطن بالقدرة على الصمود مما جعل دولاب الحياة اليومية يسير بذلك الإيقاع الكئيب وجعلهم يغمضون أعينهم عن كثير من النواقص ويقبلون بالحد الأدنى من متطلبات المعيشة وهو الكفاف الذي يعني أن يتوفر لديك ما يغنيك عن سؤال الناس ( تشحد ) . لكن كانت صدمتهم كبيرة عندما وجدوا كل تلك الآمال عن تحسين الظروف المعيشية تبخرت وصارت سرابا مع بداية العام 2018 مع بداية الموازنة الجديدة التي وصفها البعض بعام " الرمادة " ، وميزانية " الجوع " والتي جاءتهم بأعباء جديدة فوق تلك التي كانت تثقل كاهلهم ، وكانت البداية كارثة ماحقة هي زيادة سعر الخبز ، وإرتفاع سعر الدولار في السوق الأسود ، وإكتملت الناقصة برفع سعر الدولار الجمركي الذي ترتبت عليه زيادة أسعار كل السلع المستوردة خاصة الأساسية منها ، مثل الأدوية وغاز الطبخ ، وإرتفعت أسعار السلع المحلية بصورة غير مسبوقة مثل اللحوم والخضروات ، وترتب على ذلك أن قفزت اٍسعار الخدمات من مواصلات ورسوم المدارس حتى الحكومية ، وفي خلال النصف الأول من السنة وصل التضخم إلي أكثر من 60 % حسب التقارير رسمية ، وبالطبع قد يكون الرقم أكبر من ذلك لأن أسعار السلع تضاعف بعضها إلي أكثر من 200 % وبعضها أكثر من ذلك .
    ومع الإرتفاع الجنوني لسعر الدولار وما تبعه من زيادات في أسعار السلع الضرورية مستوردة ومحلية بوتيرة متسارعة من خبز وسكر وشاي وحليب وزيت طعام وخضروات حيث وصل سعر كيلو الطماطم إلي ثمانين جنيه واللحوم بمختلف أنواعها البيضاء والحمراء ما بين 120 إلي 240 تبدلت حياة غالبية المواطنين ، فإنضم أولئك الذين يصنفون من قبل على أنهم من أصحاب الدخول المرتفعة من العاملين في الدولة والقطاع الخاص إلي شريحة الفقراء ، فالذي كان ينفق مائة جنيه في اليوم أصبح يحتاج لمائتي جنيه والذي كان ينفق مائتا جنيه أصبح يحتاج إلي ثلاثمائة جنيه وهكذا ، وجاءت الإزمات في الخبز والوقود والغاز لتفاقم المعاناة التي سحقت الكل لدرجة أفقدتهم القدرة على إستنباط صيغ كان يلجأ إليها الناس لمواجهة هذه الأوضاع المأسوية ، وكما يقولون ( غلبتهم الحيلة ) فالبدائل التي كانت في متناول اليد أصبحت عزيزة ، وأضحت العبارة التي تعكس حالة اليأس على طرف كل لسان ( والله غلبتنا المعيشة ) ، كل هذا يجري تحت سمع وبصر من بيدهم الأمر ، والغريب أنهم إنصرفوا عن معالجة الأزمة المعيشية بأحاديث عن تحقيق السلام في الجنوب الذي سبق أن فرحوا بإنفصاله ، والتركيز على إستئناف تدفق بتروله ، وتهريب الذهب وتصدير الرمال ووعود الشركات الأمريكية التي تريد الإستثمار في البلاد ، فماذا يفيد الحديث عن إستئناف تدفق بترول الجنوب وتهريب الذهب وغيرها و قد كانت من قبل في اليد قبل أن تطير ولم تستفد منها البلاد ولا المواطن إن المعيشة اليوم وصلت حداً من السوء يمكن وصفها بحالة العدم ، مما أصاب المواطنين بالغم ، وسادت حالة من الإحباط واليأس والغضب والسخط الشارع العام الذي أصبح مذهولا مما يجري أمام عينيه اللهم إذا كان هذا يرضيك فزدنا منه .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de