ضلالات الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت (3-3) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-25-2018, 10:28 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضلالات الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت (3-3) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    10:28 PM July, 25 2018

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ.. وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ، فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ"

    الله..القرآن..النبي الكريم
    من الأفكار الأساسية، والغريبة جداً، عند الأستاذ بدرالدين، تجاوز الثنائية.. فهو لا يفتأ يذكر هذه الفكرة الأساسية في العديد من كتاباته.. فهو يقول في هذا الصدد مثلاً: (الإدراك هو الطريق الوسط.. الإسلام هو الطريق الوسط، هنا لا ثنائية.. أنت تقبل الشيء القائم كما هو.. أنت تقبل إرادة الله، هذا هو الصراط المستقيم. البعد الآخر يتجاوز كلاً من الخير والشر، ولهذا هو الطريق الوسط..).. وبالطبع العقل بالضرورة يقع في منطقة الثنائية، ولذلك أصبح تجاوزه من مباديء بدرالدين الأساسية.. ويجب ملاحظة أن تجاوز الثنائية وتجاوز العقل، عند بدر الدين، أمر يتم منذ البداية، فهو المنطلق، وليست نهاية الطريق، ولا مرحلة في الطريق.. في النص أعلاه يتحدث بدرالدين عن تجاوز الخير والشر، كنموذج لتجاوز الثنائية، وهو يقول: (البعد الآخر يتجاوز كلاً من الخير والشر، ولهذا هو الطريق الوسط..).. وتجاوز الخير والشر أمر مستحيل.. المطلوب تجاوز الشر، ولكن الخير، لا يمكن تجاوزه، لأنه مطلق.. فالمطلوب دائماً التوغل أكثر في الخير، فما من خير إلا وهنالك خير أكبر منه، هكذا، إلى ما لا نهاية.. فالشر أمر عارض، ولا وجود له في أصل الوجود، أما الخير فهو أصل الوجود وهو مطلق.. فعبارات بدرالدين عن تجاوز الخير والشر مجرد كلمات مرصوصة، لا معنى لها ولا قيمة لها.. بل إذا تأملت في نصه أعلاه تجده كله بلا معنى.. ما معنى أن الإدراك هو الطريق الوسط؟ وسط بين ماذا وماذا؟ هل تَقَبُل إرادة الله هو الطريق المستقيم؟ بل هل أصلاً المطلوب أن نتقبل إرادة الله أم مرضاته تعالى؟! يقول تعالى: "إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ، وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ".. فالكفر من إرادة الله، فهل نقبله، ويكون هذا هو الصراط المستقيم؟!
    من الثنائية الماضي والمستقبل، والزمان والمكان، وبدرالدين يزعم أنه تجاوز هذه الثنائيات، وهو زعم يدل دلالة قاطعة على أنه يتحدث عن ما لا يعلم، ويدعي لنفسه ما لا يكون إلا للذات الإلهية.. فالمخلوق من المستحيل أن يكون خارج الزمان والمكان بصورة دائمة.
    يهمنا بصورة خاصة موقف بدرالدين من القرآن، ومن النبي الكريم، وذلك لأن بدر الدين جعل نشاطه كله يدور حول ما أسماه (جذوة التأويل)، والمقصود تأويل القرآن.. فما هو القرآن عنده؟ وكيف يؤلّه؟ الملاحظة الأولى والأساسية المعلومة عند جميع المسلمين، هي ان القرآن هو كلام الله الموحى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، عن طريق ملك الوحي جبريل.. ولكن بدرالدين يزعم أن القرآن بين دفتي المصحف، هو قرآن محمد صلى الله عليه وسلم.. ويزعم ان الله تعالى لم يوحي لأحد من البشر، أي وحي بالصورة المعروفة عن الوحي الملائكي.. وهو يزعم أن كتاب الله الذي كتبه بنفسه، الكتاب الأم لكل الكتب، المذكور في القرآن، هو الطبيعة!! أما الكتب الأخرى مثل القرآن والإنجيل والتوراة فهي كتب كتبت بواسطة الإنسان!! كما يزعم أن لكل إنسان قرآنه، بنفس المعنى الذي يُسمي به القرآن، بقرآن محمد!!.
    فلنذكر بعض أقوال بدر الدين في هذا الصدد.. فهو يقول مثلاً:
    (هنا لاكتب ، ولا كلمات ، ولا حروف .. نحن هنا نتلو الكتاب الاصلي الذى كتبه الله بنفسه !! الكتاب الام لكل الكتب ، المذكور في القرآن .. كتاب الطبيعة .. كل الكتب الاخرى كتبت بواسطة الانسان..).. لاحظ كل الكتب الأخرى كتبت بواسطة الإنسان!! وهو يزعم أن كتاب الله الحقيقي هو "الطبيعة"، فهي "أم الكتاب" المذكورة في القرآن.
    يقول بدر الدين: (أما الكتاب الذي يوضع موضع التنفيذ في كل لحظة، هو الكتاب غير المسطور، المكتوب بحروف الكائنات ، الكتاب المحكم، ومحمد أدنى من الكتاب المحكم لأن الله أعلى من محمد !! والكتاب المحكم هو كتاب الكون ، والكون هو ظل الله ، هو صفة الله القديمة ، القائمة بذاته ، وصفته ليست غيره .. والكتاب المتشابه هو الصورة اللفظية لكتاب الكون، كما جرت على لسان محمد. وأحب لك ان تلاحظ أن الكتاب المتشابه هو كتاب محكم بالنسبة لمحمد، او لمن ينظر بنظر محمد، أما لغيرهم، فهو كتاب متشابه كله!! لذا فان لكل انسان قرآنه..).. والآن فلنتأمل هذا النص.. الكتاب المحكم عنده هو الكتاب المكتوب بحروف الكائنات.. يعني الطبيعة وعن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ومحمد أدنى من الكتاب المحكم) ولكن عندما جاء إلى التسبيب قال (لأن الله أعلى من محمد)!! فهو هنا جعل المقارنة بين الله ومحمد ليبرر زعمه أن محمد أدنى من الكتاب المحكم _كتاب الكون.. فهو يقول أن محمد صلى الله عليه وسلم أدنى من كتاب الكون.. ولكي يدلل على ذلك استبدل الكون بالله، فقال: (لأن الله أعلى من محمد).. فكأن الله عنده هو الكون.. وهذا ما يقوله بالفعل.. ومع هذا الإلتواء، أليس محمداً جزء من هذا الكون؟!.. من المؤكد أنه جزء من الكون فهو ليس خارجه.. وحتى بمنطق بدرالدين نفسه لا يستطيع أن يزعم بحق أن محمد صلى الله عليه وسلم أدنى من الكتاب المحكم، عنده _كتاب الكون.. وبدرالدين في النص استبدل الكون بالله، لأنه يزعم أن (الله كله نزل في القرآن) والقرآن عنده هو الكون، أو الطبيعة!! اسمعه يقول: (فإن الله كله نزل فى القرآن!! "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" ولا يناقض هذا قوله "وإنه تنزيل من رب العالمين" لان "من" لا تبعض رب العالمين، وقد جاءت "من" لحاجة المخاطب وتلك حاجة مرحلية على التحقيق..)!! قول بدرالدين هذا، لا يستقيم مع العقل، ولا مع اللغة، ولا مع التوحيد.. فقول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، يعني القرآن، ولا يمكن أن يعني بأي حال من الأحوال الله نفسه.. فلغةً، الله تعالى هو المُنزِل لا النازل "وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ" فلا يمكن أن يُفهم أن الله بذاته هو الذي نزل، لأن العبارة تفيد أنه نَزَّل غيره (تنزيل).. ثم إنه من المستحيل بداهة أن ينزل المطلق في المحدود.. وبدرالدين يعني بالله، الذات المطلقة كما سبق أن أوردنا.. فالطبيعة أو الكون محدود والذات الإلهية مطلقة فلا يمكن أن يسع المحدود المطلق.. ثم إن الله تعالى ليس جسماً حتى يحل في الكون.. وهو تعالى بالضرورة خارج الزمان وخارج المكان، فكيف مع ذلك يحويه الزمان والمكان؟!.. ومن حيث التوحيد، فإن قول بدرالدين هذا هو منتهى الكفر بالله، إذ يساوي بين الله تعالى وخلقه، وإذ يجعل الله تعالى يقوم بالحوادث_ينزل، وكل هذا شرك عظيم.
    يقول بدر الدين من النص أعلاه (المحكم هو كتاب الكون، والكون هو ظل الله، هو صفة الله القديمة القائمة بذاته، وصفة الله ليست غيره).. هذا قول شديد الضلال فالكون ليس هو صفة الله القديمة القائمة بذاته!!.. الكون حادث وهو مظهر لإرادة الله.. والإرادة هي الصفة القديمة القائمة بذاته، وهي عند التناهي ليست غير الذات الإلهية، بمعنى أنها لم تكن غائبة فوجدت وألحقت بالذات كما هي الحال عند البشر، وإنما هي قديمة، وليست فيها غيرية للذات.. فزعم بدرالدين بأن الكون (هو صفة الله القديمة)، زعم باطل بداهة، وضال شديد الضلالة، لا يفوت على أقل الناس فكراً، واضعفهم ديناً.. بسبب من هذه الضلالة قال بدرالدين: (فإن الله كله نزل في القرآن) كما سبق أن أوردنا النص، والقرآن عنده هو الطبيعة، أو الكون.. وعلى ذلك عند بدرالدين الله هو الكون.. وعبارة "الله كله نزل في القرآن" تفيد أنه لا يوجد أي شيء وراء الكون أو وراء الطبيعة، التي هي القرآن، فالله كله نزل فيها.. وأصلاً بدرالدين يعني بكلمة الله الذات.. فلا عجب أن يجعل بدرالدين الطبيعة، أم الكتاب، طالما أن الله كله نزل فيها!!.
    بدر الدين يلعب على الشريعة والحقيقة، وهو في الغالب يعطل الشريعة، ويبني على الحقيقة.. مع ملاحظة أن حقيقته، خاطئة، وتنطوي على شرك عظيم.
    ورد في النص أعلاه (والكتاب المتشابه هو الصورة اللفظية لكتاب الكون، كما جرت على لسان محمد..).. يعني بهذا القرآن، فهو عنده كله متشابه، وإن بدا لمحمد واتباعه خلاف ذلك!! اسمعه يقول: (إن الكتاب المتشابه هو كتاب محكم بالنسبة لمحمد، أو لمن ينظر بنظر محمد، أما لغيرهم فهو كتاب متشابه كله!! لذا فإن لكل إنسان قرآنه).. فالقرآن بين دفتي المصحف عند بدرالدين متشابه كله، وإن بدا لمحمد بخلاف ذلك!! وهذا الزعم يجعل محمد صلى الله عليه وسلم ممن ينطبق عليهم، حسب زعم بدرالدين، قوله تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ"، وهذا بهتان عظيم، نبرأ إلى الله منه!!.
    يقول بدر الدين: (الكتاب المحكم لا يتبدل، ولا معقب عليه في كل لحظة "وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ" لا يعقب عليه الا العاقب ، لان العاقب يردد كتاب الكون ، الصورة العملية لهذا ، هو ان الله يتكلم بحوادث الزمان فكلما وقع حادث ، رضي به العارف ، اي بالموافقة .. ومن هنا سمي محمد "العاقب" لانه يعقب علي كلام الله ، في الكون، بالموافقة .. كلما سجل محمد موافقته لله بلسان عربي، كان ذلك قرانا، وكلام محمد هو كلام الله بهذا المعني..)!! زعمه أن الكتاب المحكم _وهو عنده كتاب الكون_ لا يتبدل، زعم باطل شديد البطلان.. فالكون في حالة تبدل دائمة، فقد أشار هو نفسه إلى هذا التبدل بقوله (الله يتحدث بحوادث الزمان)، وهي قطعاً حوادث متغيرة.. قول بدرالدين المذكور يؤكد أن القرآن بين دفتي المصحف، عنده، هو كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يسمى كلام الله إلا بموافقته لكلام الله في الطبيعة.. وهو لم يبين لنا كيفية هذه الموافقة!! لا بد من توكيد هذه النقطة: القرآن عند بدرالدين ليس وحياً من الله تعالى بواسطة ملك الوحي جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما يفهم جميع المسلمين، وإنما هو كلام محمد صلى الله عليه وسلم وسمي قرآناً لأنه يوافق كلام الله في الطبيعة.. قد رأينا بدرالدين يزعم أن كتاب الله الوحيد الذي كتبه بنفسه هو كتاب الطبيعة، أما الكتب الأخرى، ومن بينها القرآن، فهي كتب بشر.. وعلى ذلك فإن بدرالدين يزعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس نبياً مرسلاً من الله.. وكذا الحال بالنسبة لجميع الأنبياء والمرسلين.. فجميع هؤلاء عنده كتبهم من عند أنفسهم وليست من الله، وعلى ذلك، عند بدرالدين الله تعالى لم يوحي قط لأحد من البشر بالمعنى الذي أوحيت به الكتب السماوية عن طريق ملك الوحي جبريل.. فبدر الدين كافر بجميع النبوءات وبجميع رسالات السماء.
    وبدر الدين يزعم أن "لكل إنسان قرآنه".. وهذا باطل شنيع، والحق أنه ليس لأحد من البشر قرآن بالمعنى الذي نزل به القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم.. فالقرآن واحد، هو كتاب الله، نصه ومعناه من الله، وليس لمحمد فيه غير التبليغ.. وأنظر إلى هذا الاستدلال العجيب يقول بدر الدين: (إن الكتاب المتشابه هو كتاب محكم بالنسبة لمحمد، أو لمن ينظر بنظر محمد، أما لغيرهم فهو كتاب متشابه كله!! لذا فإن لكل إنسان قرآنه..).. ما قبل (لذا) لا علاقة له بما بعدها، ولا يمكن أن يفهم بأنه نتيجة، كما يفعل بدرالدين.. أساساً لا توجد علاقة بين ما قبل (لذا) وبين ما بعدها.
    وفي ضلال واضح وفاضح يقول بدر الدين عن الوحي: (فالله يوحي الي الارض ، والى النمل ، والى محمد ، والى الملائكة ، والى ام موسي ، والى الحواريين ، فى نفس واحد!! يعني الاعلى يتجلى علي كل مراتب الوجود بفن واحد..).. ويقصد هنا الوحي بمعنى التجلي "يعني الأعلى يتجلى على كل مراتب الوجود بفن واحد" هذا محض ضلال وتضليل.. فالوحي بالمعنى الوارد عن الوحي إلى الأرض، وإلى النحل، وإلى بقية الخلق، ليس هو الوحي بالمعنى الاصطلاحي الخاص بالقرآن، فالوحي هنا هو إرسال ملك الوحي جبريل إلى أحد من البشر، بكلام من ربه وهذا يخالف معنى كلمة وحي في قوله تعالى مثلاً: "وإذ أَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا".. فالله تعالى لم يرسل جبريل إلى النحل.. فبدرالدين يستخدم كلمتين مشتركتين في اللفظ ومختلفتين في المعنى تماماً، وكأنهما كلمة واحدة، تحمل معنى واحد من أجل التضليل.. وهذا ما يعرف في المنطق الصوري بالمغالطة المنطقية fallacy.. ويضرب له مثل، في القول: النجم جرم سماوي مضيء من ذاته... ميسي نجم.. إذاً ميسي جرم سماوي مضيء من ذاته!! تضليل بدر الدين هذا، على أي حال تضليل مكشوف ومفضوح.. وعن كون أن القرآن هو كلام الله، يقول تعالى: "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ، فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ، ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ".
    فإذا كان لكل إنسان قرآنه كما يزعم بدرالدين!! فلماذا لا يحدثنا عن قرآنه هو بدل الحديث عن قرآن محمد صلى الله عليه وسلم؟! ولماذا أصبح هو يفهم قرآن محمد أفضل من صاحبه صلى الله عليه وسلم؟!.. بدرالدين يزعم أن للنبي صلى الله عليه وسلم تفسير القرآن، أما له هو، فتأويل القرآن، والتأويل أفضل من التفسير!!.. يقول بدر الدين: (إن القرآن نفسه ينزل مرتين، مرة على محمد في التفسير، ومرة على كل مسلم في التأويل، وهذا معنى قوله "وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا" أي تنزيل بعد تنزيل!! فهذا ما عليه أنا ومنذ حين من الدهر، ولكني لا أكلف به أحداً "فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ"..).. القرآن نزل على بدرالدين بالـتأويل، وعلى محمد صلى الله عليه وسلم بالتفسير، فلما كان التأويل أكمل من التفسير، فإن صاحبه _بدر الدين_ عند نفسه أفضل من النبي الكريم، صاحب التفسير.. يقول بدر الدين عن افضلية التأويل على التفسير: (التأويل هو أحسن التفسير، التأويل هو إحسان التفسير، والإحسان هو الكمال والإتمام "أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".. التأويل هو تمديد صور المعاني، حتى تدرك المصور، حتى ترى الله، وهذا هو الإحسان!! لأن مقام رؤية الله هو مقام الإحسان، هو حيث لا مثال وإنما هو الحق: "وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا" والتاويل من الله والتفسير من الناس "وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ"..).. القول بان الإحسان هو مقام رؤية الله، قول شديد البطلان، فالإحسان يقع في منطقة الإيمان، وهو دون علوم اليقين.. ثم إن حديث جبريل لم يقل أن الإحسان هو أن ترى الله، كما يزعم بدر الدين في تزييف للحديث، وإنما قال: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه).. (كأنك تراه)!!.. وبالطبع الآيات القرآنية تخاطب النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الأول، ولكن بدرالدين جعلها في المكان الأول تخاطبه هو، ثم بعد ذلك تخاطب النبي الكريم.. القرآن، في زعم بدر الدين، نزل على محمد صلى الله عليه وسلم بالتفسير، وعلى كل مسلم، وعلى رأسهم بدر الدين، بالتأويل.. والتأويل أكمل من التفسير بكثير، وعلى ذلك، بدرالدين نفسه أكمل من المعصوم!! والصورة اسوأ من ذلك بكثير.. بدرالدين يحقر المعصوم بصورة لا تخطر على بال، اسمعه يقول: (وكأن صاحب التأويل يرى أن المعنى يحكم الكلمة، يرى أن الله حاكم "إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ" ، وكأن صاحب التفسير يرى أن الكلمة تحكم المعنى، يرى أن البشر يعلم الله وفي حقه ورد شر التقريع "قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ"..).. هذا سفه ليس عليه من مزيد.. ومعذرة يا سيدي يا رسول الله، لولا ضرورة دحض هذه الإفتراءات، والدفاع عن شرفكم الرفيع لما خضنا في هذا الظلام.
    في مغالطة فجة، يحتج بدرالدين بالحقيقة على الشريعة، كشأنه دائماً في ضلالاته (التي نحن بصددها)، فيقول: (بسبب وجود النفس، فإن النبي على سموه، وعلى محبته لنا، لا يستطيع أن يهدينا "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ"..).. أنظر هذا النفاق!! هو يصف النبي صلى الله عليه وسلم بأحط الأوصاف، وإمعاناً في التضليل يقول عنه "على سموه"!! حيلة بدر الدين هذه، حيلة ضعيفة، فيها يقوم باللعب على الحقيقة والشريعة.. ففي الحقيقة لا هادي إلا الله، ولكن في الشريعة الله تعالى يهدي بواسطة رسله، وهذه هي الحكمة الأساسية من إرسال الرسل.. فالرسول يهدي بأمر ربه، يقول تعالى: "وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ".. وهم يهدون بأمر ربهم عن طريق الوحي المتنزل عليهم بفعل الخيرات.. بل في الحقيقة لا سبيل إلى الهداية بغير النبي الكريم.. أكثر من ذلك لا سبيل للإيمان، دون التسليم للمعصوم والأدب الرفيع معه.. يقول تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ، حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ، وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".. وسوء الأدب مع النبي الكريم، وفي أدنى المستويات، يحبط العمل.. يقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ".. ويكفي، في بيان مكانة النبي، وقيمته لنا، أنه أولى بنا من أنفسنا!! وهذه ليست لأحد غيره يقول تعالى: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ".. فموقف بدر الدين من المعصوم هو نهاية الحرمان، وقمة السلب، وهو السبب الأساسي في الطرد.
    أسوأ ما قاله بدر الدين، في الإساءة للمعصوم، هو زعمه أنه صلى الله عليه وسلم، وفي دعوته لأساس التوحيد، يدعو لقول الزور!! ولكن لنسمع بدر الدين، في اسوأ تشنيعاته عن المعصوم، فهو يقول: (الحجة هى أن تشهد أنت، نفس ما شهد محمد، وأن أشهد أنا نفس ما شهد محمد!! وإلا فإن البعيد، يقول على الله ما لا يعلم، وذلك أكبر الكبائر: "وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" وغنى عن البيان، أن الشاهد الذى لا يعلم الوقائع ليست بشهادته عبرة فى محاكم الدنيا، دع عنك موازين الحق والعرفان، وكل من لم يعلم أنه لا إله إلا الله ثم يقول لا إله إلا الله فقد زور الشهادة، لأنه يقول ما لايعلم، وقد ورد ذلك صراحة فى قوله: " فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ* حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ" حنفاء يعنى مائلين نحو الله كل لحظة، هؤلاء هم الشهود، وإلا فلا!!).. بدر الدين يزعم أن قول كلمة التوحيد دون علم بها هو تزوير للشهادة، ويعتبر أن هذا ورد صراحة في قوله تعالى: "فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ".. الآية قالت (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) ولكنها لم تقل أن قول لا إله إلا الله، هو قول زور كما زعم بدر الدين.. والبداهة أن الإيمان يكون أولاً ثم يأتي العلم.. وكل من قال (لا إله إلا الله) هو قالها عن علم في مستوى من المستويات، أدناه العلم بأن الإله واحد وليس 360 كما كان الأمر في الجاهلية.. والقول بسيط جداً، وكل العرب فهموه أول ما قيل لهم، واستعجبوا منه، وجاء عن ذلك في القرآن: "أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ"!!، ولكن بدر الدين يزعم (الحجة هي أن تشهد أنت، نفس ما شهد محمد، وأن أشهد انا نفس ماشهد محمد!! وإلا فإن البعيد، يقول على الله ما لا يعلم، وذلك أكبر الكبائر)!! هذا تمحك لا معنى له ولا قيمة له.. مستحيل أن يشهد كل فرد منذ البداية نفس ما شهد محمد، ولكن شهادته في أدنى مستوى هي شهادة الحق.. وقد أمر المعصوم بها فقال: (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا..).. قال: (قولوا)، ولم يقل أعلموا، فأعلموا هذه لا يمكن أن تأتي منذ البداية.. فبدرالدين بزعمه هذا يتهم المعصوم بأنه يوجه بقول الزور، وبالقول على الله ما لا يعلم، وهذا من أكبر الكبائر وهو التزوير الحقيقي.. المعصوم عند بدرالدين يوجه بممارسة أكبر الكبائر!! والأمر الذي عليه الحق، أنه حتى بعد الممارسة، لا يكون عند عامة المسلمين بلا إله إلا الله علم مثل علم النبي صلى الله عليه وسلم.. من المستحيل أن تكون البداية في مستوى علم النبي.. وبالطبع بدر الدين بزعمه هذا، يرى لنفسه أن شهادته هو، ومنذ البداية، في مستوى شهادة النبي!! وهذا إدعاء كاذب وقد رأينا مستوى توحيده لله.
    الأستاذ بدرالدين جاهل بلا إله إلا الله، وهي تعني: لا فاعل لكبير الأشياء ولا صغيرها إلا الله، ويظهر جهله هذا من قوله: (الا ترى أن كل ما فى الوجود يقوم على طبيعته، فطبيعة النار الإحراق، فهى لا تملك إلا أن تحرق وقل مثل ذلك فى سائر الأشياء..).. الطبيعة التي يقوم عليها كل ما في الوجود هي الإسلام.. فلا يوجد شيء في الوجود غير مسلم لله.. تفكير بدر الدين هذا، حتى الماديون لم يعودوا يقولون به!! فليس من طبيعة النار الإحراق كما زعم.. فإذا كان الأمر كذلك، والنار لا تملك إلا أن تحرق، لأحرقت سيدنا إبراهيم.. لا شيء في الوجود يفعل من ذاته.. لا شيء مطلقاً يمكن أن يفعل دون الإذن الإلهي.. والأسباب الظاهرية هي استعداد المحل لتلقي الإذن الإلهي، فإذا توفر الأذن فعلت، وإذا لم يتوفر لم تفعل.. والنار اوضح مثال لهذا.. بعد هذه الجهالة الجاهلة يزعم بدر الدين أنه يشهد لا إله إلا الله كما شهدها محمد صلى الله عليه وسلم!! وهو زعم باطل، شديد البطلان، فهو يقصر عن الحد الأدنى من شهادة التوحيد.. في الواقع جميع مزاعم بدر الدين باطلة، ومزاعم جوفاء، تقوم على الإدعاء.. فصاحب هذا التصور الذي يقصر عن بداية التوحيد، في وحدة الفاعل، يدعي لنفسه الأصالة، والمقامات العليا، ويزعم أنه أفضل من النبي الكريم، وجميع الأنبياء!! إنك لا تعدو قدرك!!
    يزعم بدر الدين أن تأويل القرآن يقوم على الظاهر، لا الباطن، اسمعه يقول: (ومن عجائب القرآن ان التأويل موجود في ظاهر النص ، وليس باطنه وسبب ذلك ان محمد لم ينطق بالقرآن ، الا بعد ان امتلأ عقله بالله ، حتي الحواشي والمشاش ، ومن هنا كان كلامه كلام الله: "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى"..).. الله تعالى يقول عن نفسه: "هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ" فلماذا أبعد بدر الدين الباطن ليقول أن القرآن (موجود في ظاهر النص، وليس باطنه)!! في الواقع لا يوجد سبب موضوعي، وإنما هي طريقة بدر الدين، فهو ينقل عن القرآن ما يريده هو، لا ما يقول به القرآن فعلاً.. والاستدلال على الزعم هو أعجب من الزعم نفسه.. فهو يقول في هذا الاستدلال (وسبب ذلك أن محمد لم ينطق بالقرآن، إلا بعد أن امتلأ عقله بالله، حتى الحواشي والمشاش)!! هذا قول ليس فيه أي دلالة على أن القرآن في تأويله موجود في ظاهر النص وليس باطنه.. والكلام أساساً لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بظاهر النص وباطنه.. ثم هو قول خطأ.. القول بأن (محمد لم ينطق بالقرآن، إلا بعد ان امتلاء عقله بالله..).. قول لا علاقة له بالواقع، فهو تزييف للتاريخ.. فالنبي صلى الله عليه وسلم كان ينطق بالقرآن مباشرة بعد مجيء الوحي.. وهو في بداية الوحي حتى كان لا يعرف أن هذا هو الوحي، وقد ساقته السيدة خديجة لورقة بن نوفل ليطمئنه.. فقول بدرالدين (إلا بعد أن امتلاء عقله بالله، حتى الحواشي والمشاش، ومن هنا كان كلامه كلام الله..)، قول خاطيء، وليس فيه أي استدلال منطقي، القرآن ليس هو كلام الله لأن عقل النبي امتلأ به!! وامتلاء العقل بأي كلام لا يجعله كلام الله.. والأمر الواضح أن القرآن هو كلام الله، لأن الله تعالى اوحى به إلى نبيه عن طريق ملك الوحي جبريل.. أما استخدام الآية "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى" للتدليل بها على أن القرآن هو كلام الله، هو استخدام خاطيء ومضلل لأنه يقوم على الحقيقة دون الشريعة، فالقرآن هو كلام الله حقيقة وشريعة.. فإذا كان التأويل موجود في ظاهر النص لا باطنه، فأين يكون التفسير؟! وما هو الاختلاف بين التفسير والتأويل؟! الأمر الواضح، والمعروف جداً، أن التفسير يقوم على ظاهر النص أما التأويل فيقوم على ما وراء الظاهر، بصورة لا تناقض الظاهر.. وهذا تعطيه مجرد كلمة "تأويل"، فهي تعني رد الشيء إلى مصدره _إلى ما يؤول إليه_ وهو في حالة القرآن رده إلى الله، إذ أنه كلام الله، ولذلك فهمه لا يقوم على اللغة وحدها وإنما يقوم على اللغة والتوحيد في آن معاً.. ففي قوله تعالى مثلاً "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" اليد تأول بأنها قدرة الله وتأييده مثلاً، وليست يداً حسية تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.. وما حدد معنى اليد هنا هو التوحيد وليس مجرد اللغة.. ثم إن اللغة تعطي المعنى الذي يعطيه التوحيد كمعنى مجازي.. وتأويل يوسف الصديق لرؤيا الملك، نموذج للتأويل.. وهو بالطبع لا يقوم على ظاهر النص دون باطنه.
    تصور بدر الدين للتأويل بأنه يقوم على الظاهر دون الباطن، تصور شنيع يجعل تصوره لكل ما يتعلق بالله تصور خاطيء، ومنحرف.. وعبارة (إمتلأ عقله بالقرآن)، عبارة خاطئة!! العقل منطقة ثنائية والقرآن يقوم على التوحيد، فهو لا يسعه إلا القلب _منطقة الادراك الوتري.
    وزعم بدر الدين بأن القرآن يقوم على الظاهر، انبنى عليه زعمه أن الله هو الكون، وهذا يعني أن الله عنده محدود وله بداية، لأن للكون بداية.. هذه تصورات يمكن أن يكون بدرالدين أخذها من وحدة الوجود عند الهنود، لكن لا علاقة لها بالإسلام، وهي كفر غليظ.. وفي هذا الإطار يجيء تخلف بدر الدين عن معرفة بداية التوحيد، وأساسه_ وحدة الفاعل.. فكما رأينا هو يرى أن الأشياء في الكون تعمل بحكم طبيعتها!! وضرب لذلك مثلاً بالنار.. فمن طبيعة النار أن تحرق، وهو يزعم أنها لا تستطيع إلا أن تحرق!!
    ماهي الغاية من التأويل عند بدرالدين؟ لماذا "جذوة التأويل"؟ هو يؤول ليصل إلى ماذا؟.. هذا أعجب الأمور في تأويل بدر الدين.. الإنسان يتصور أنه يقوم بالتأويل، للوصول إلى حلول لمشاكل الإنسانية في مختلف مجالاتها.. هذا هو الأمر الطبيعي.. ولكن بدرالدين يزعم أن الكتاب المسطور، الذي يقوم بتأويله _القرآن _ يوضع جانباً!! يترك!! وهو يؤول القرآن في سبيل ترك العمل به!! اسمعه يقول: (الذي يوضع جانبا، هو الكتاب المسطور، في الكلمات العربية، اي الكتاب المتشابه ، ومحمد اعلي من الكتاب المسطور، لان العارف فوق ما يقول !! اما الكتاب الذي يوضع موضع التنفيذ في كل لحظة، هو الكتاب غير المسطور، المكتوب بحروف الكائنات، المحكم، ومحمد ادني من الكتاب المحكم).!! هو يشير إلى قوله تعالى: "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ.. ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ*وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا، وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ، وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".. قال الأستاذ محمود عن عبارة (وُضِعَ الْكِتَابُ)، يعني وضع القرآن موضع التطبيق، وهذا ما ينسجم مع بقية الآية، وما ينسجم مع طبيعة الدعوة للإسلام.. ولكن بدرالدين لكي يعارض الأستاذ محمود، ويقول بخلاف قوله، زعم أن عبارة (وُضِعَ الْكِتَابُ) أي أنه ترك ووضع جانباً!!.. وهذا زعم لا يستقيم مع ما تتحدث عنه الآية.. والكتاب أساساً لم يكن موضوعاً في موضع التطبيق حتى يقال أنه يترك ويوضع جانباً.. فقوله تعالى "أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا" يعني بنور المعرفة بالله، تلك المعرفة التي تفضي إلى تطبيق الكتاب، وقوله "وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ"، يعني الكُمل من العارفين بالله الذين يضعون الكتاب موضع التطبيق.. المهم أن كل الهوس الذي يقول به بدر الدين حول التأويل، و"جذوة التأويل" الغرض منه ترك الكتاب ووضعه جانباً!! هذه هي خلاصة دعوة بدرالدين، والغاية من كل ما يدعو له!!
    هذا الأصيل بزعمه، لا يقدم أي شيء ايجابي، فهو يعتمد على الهدم والإبعاد: أبعد العقل، ووصمه بأنه شيطان، ودعا إلى التخلص منه، وزعم أن الإنسانية ستتوحد عندما تتخلص من العقل.. وأبعد الإيمان، وزعم أن البداية ينبغي أن تكون بالعلم بالله، وأن طريق الإيمان، طريق الأديان السماوية، هو طريق معكوس، وإتيان للبيوت من ظهورها.. وأبعد القرآن.. أبعده أولاً عندما زعم أنه قرآن محمد، وليس موحى به عن طريق ملك الوحي جبريل.. وأبعده ثانياً عندما زعم أنه سيوضع جانباً، ويترك.. وأبعد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر في حقه العديد من النقائص التي أوردناها، وأبعد طريقه الذي زعم أنه معكوس، وأبعد جميع الأنبياء والمرسلين عندما زعم أن طريقهم معكوس، وأن كتبهم من أنفسهم وليست من الله.. وأبعد العمل والعقيدة ووصمهما بأنهما أصنام معنوية، ووصم شهادة التوحيد بأنها قول زور، وأن من يقولها دون العلم بها في مستوى النبي، هو مزور ويقول على الله ما لا يعلم.. وأبعد القانون، كما أبعد الأخلاق بإبعاده الشرائع المحددة لها والمؤدية إليها.. وهو لا يقدم أي شيء لتنظيم المجتمع، ولا يقدم أي شيء كمنهاج عملي، كبديل لطريق محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أبعده.. وتصور أن أصالته تقتضي أن يخالف كل ما جاء به الأستاذ محمود، وأن يخالف النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذا هو السبب الأساسي لتورطه في الأمور المهلكة.

    أمران مقترنان:
    يقول الأستاذ محمود محمد طه: (أمران مقترنان، ليس وراءهما مبتغى لمبتغٍ، وليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن، حياة محمد.. أما القرآن فهو مفتاح الخلود.. وأما حياة محمد فهي مفتاح القرآن.. فمن قلد محمداً، تقليداً واعياً، فهم مغاليق القرآن.. ومن فهم مغاليق القرآن حرر عقله، وقلبه، من أسر الأوهام .. ومن كان حر العقل، والقلب، دخل الخلود من أبوابه السبعة..).. قد كان بدر الدين على طريق محمد، وعجز عملياً عن التزام الطريق، فأخذته العزة بالإثم، وجعل من عجزه هذا سبباً لرفض الطريق، ورفض صاحبه محمد صلى الله عليه وسلم، والإساءة إليه بالصورة التي رأينا طرفاً منها.. وقد زعم بدرالدين أن التقليد للنبي صلى الله عليه وسلم غير مطلوب، وإن المطلوب التأسي به في الجوهر.. وقد استدل بنفس آية التقليد، ولكن اخرجها من معناها تماماً، بصورة لا تقوم على أي منطق.. اسمعه يقول: (لذا فإن محمدا قد كان متبعا لابراهيم، دون ان يكون مقلدا لابرهيم!! بل هذا هو عين ما امر به الوحي "ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" يعني اتباعه في الجوهر، وتأسيا في الكمال، وليس محاكاة وتقليدا في صورة العبادات والمراسم، تأسيا بهذا وسيرا في هذه المراقي، فإن المسلمين القادمين، سيتبعون محمدا بيد انهم لا يقلدونه.. ان الله يحب كل من اتبع محمدا، اتباعا في جوهر الأمر، من دون تقليد، بالسير خلف الله كل لحظة: "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، ومن احب الله، واحبه الله، لا يفرق بين الله ورسله، اعني بين المحبوب وكل ما يأتي من المحبوب..).. القول بأن سيدنا محمد لم يكن متبعاً لسيدنا إبراهيم، قول متهافت، ولا قيمة له، ولا يصلح للاستدلال هنا.. فالنبي صاحب شريعة فردية يأخذها من الله وليس مطلوب منه أن يقلد نبي آخر.. والآية تتحدث عن اتباع ملة إبراهيم، وليس إبراهيم نفسه، فلا معنى للاستدلال بها هنا.. وملة إبراهيم هي الإسلام.. أما الآية الثانية فهي تأمر باتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بصورة واضحة لا مجال فيها للمغالطة (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي).. (فَاتَّبِعُونِي)، يعني اتباع للشخص.. والآية قد بينها المعصوم بالأحاديث الكثيرة التي تدعو إلى التقليد، وأخذ هيئة العمل وروح العمل معاً.. فهو يقول مثلاً: (صلو كما رأيتموني أصلي) وكان يعلم الأصحاب بالهيئة، كيف يصلون وكيف يتوضؤون قال: (خذوا مناسككم عني).. والزعم بأن المسلمين القادمون يتبعون محمداً بيد انهم لا يقلدونه، زعم باطل شديد البطلان.. فهم يبدؤون من الإسلام الأول ولا يمكن أن يبدءوا من الإسلام الأخير، فالإسلام الأخير ثمرة لتجويد تقليد المعصوم في مراحل الإسلام المختلفة.. ومنذ بعث محمد صلى الله عليه وسلم، وإلى قيام الساعة الصغرى والكبرى، هو الوسيلة الوحيدة لله الموسلة والموصلة إليه، ولا وسيلة غيره.. وهذا يتوكد كلما نضجت البشرية وزاد وعيها، وأصبحت تتطلع إلى القيم الإنسانية الرفيعة، ويتطلع أفرادها إلى تحقيق فردياتهم.. فلا مجال لتحقيق الفردية، دون اتباع المعصوم في عباداته، وما نطيق من عاداته، اتباعاً مجوداً.. فإذا كان فشلك الشخصي في التزام التقليد، يدفعك إلى زعم التخلي عن التقليد، وادعاء ما تدعي، هذه ظاهره سيكلوجية عليك أن تواجهها بنفسك، ولا أحد يستطيع أن يواجهها بديلاً عنك.. اعانك الله على نفسك، بما يخرجك مما أنت فيه من ضلالات وتيه.
    ادعى بدر الدين لنفسه أصالة وأصبح يتحدث عن مقامات عالية، في الواقع لا وجود لها إلا في وهمه.. هو يتحدث عن تجاوز الأديان بما فيها الإسلام، وتجاوز الخير والشر والزمان والمكان!! واضح جداً أنها مجرد كلمات يقولها، ليس لها أي مقابل في الواقع.. ما هي الأصالة عند بدرالدين؟! الأصالة التي نتحدث عنها نحن هي: تحقيق الإسلام الأخير، وتحقيق الشريعة الفردية، وكما ذكرنا بالنسبة للأستاذ محمود هذا لا يتم للأفراد إلا بعد مجيء المأذون، ومجيء إذن التطبيق، وقيام أمة المسلمين.. وحتى عند قيام هذه الأمة الأفراد يبدؤون من الإسلام الأول، ويتطورون في المراقي مستهدفين الإسلام الأخير.. أما بدر الدين فعنده، كما رأينا أن البداية لكل فرد هي برؤية الله (اما أنك رايت الله ورأيت الوعد، فكنت على الحق.. واما أنك لم تر الله ولم تر الوعد وكنت على الباطل..).. فالأصالة بالنسبة لبدرالدين هي البداية للجميع، وهو في أصالته هذه يتحدث عن ترك العمل، ترك أصنام العقائد والعبادات ...الخ، ولا يتحدث عن شريعة فردية يأخذها العبد من ربه، كما هو معنى الأصالة.. وفي تعريفه للأصالة من كتابه (وذكرهم بأيام الله).. يقول مثلاً: (الأصالة ليست فكرة اخترعها الاستاذ، ولو كانت كذلك لكانت أمرا محدثا طارئا!! الأصالة هى الوجود!! هى الحقيقة!! ولا يوجد شخص ما يخترع الحقيقة، أو يخترع الوجود، ولو فعل، فانه يكون واهما!! الأصالة موجودة قبل ميلاد المسيح، بل قبل ميلاد ابراهيم، وقد كتبت حولها مئات المجلدات، واسمها "موكشا" و "النيرفانا" و "الافتارا" واسمها ال "الهنا والآن" وإسمها "اللحظة الحاضرة" وإسمها "تحقيق الذات" وإسمها "الفردية"، بل اسمها "الأصالة"!!).. ص24.. هكذا حول بدر الدين الأصالة من معنى محدد مرتبط بالإسلام، والسلوك وفق منهاجه، إلى معنى مبهم ومائع.. واضح جداً من النص تأثر بدرالدين الكبير بالأديان الهندوسية، فهي عنده مقدمة على الإسلام.. وكريشنا عنده تجاوز الأديان بما فيها الإسلام.. وفي نص آخر يقول: (ومن غرائب حقائق الدين، أن الأصيل لا يُطالَب ببرهان!! لأن الأصالة هي الفطرة، هي طبيعتنا التي خلقنا الله عليها.. فأنت لا تُطالَب ببرهان على الطبيعة الماثلة للعيان..).. ص32.. وبدرالدين في "جذوة التأويل" هو يتحدث عن الإسلام، ورغم ذلك يقول من كتابه المذكور اعلاه: (لست صاحب دعوة!! إذن ما هذا الذى نقول به؟! هذا الذى نقول به ، هو الاسلام عائد من جديد.. هذا الذى نقول به هو ثورة الاسلام الصامتة الجذرية التى تغير العالم..).. ص96.. الإسلام عائد من جديد وثورة الإسلام التي تغير العالم. هذا حديث عن دعوة، ودعوة هائلة جداً، فكيف تكون (لست صاحب دعوة!!)؟! ثم انه لا توجد ثورة صامتة، وإذا كانت الثورة لتغير العالم فكيف تكون صامتة؟!.. وعندما يتحدث الأصيل بزعمه عن ثورة تغير العالم لا بد أن يُسأل عن أصالته، وعن ثورته.. فلا معنى لقول بدرالدين (من غرائب حقائق الدين، أن الأصيل لا يُطالَب ببرهان).. تحدث بدر الدين مرات عديدة، عن موت الأستاذ محمود، وهذا أمر ليس بغريب، ولكن الغريب، والمجافي لأي معقولية قوله: (لأن الأستاذ من حيث هو ولي، قد اختصه الله برحمته، فإنه لا يولد، ولا يمرض، ولا يفقر، ولا يجهل، ولا ينسى، ولا يموت موتاً حسياً..).. ص89.. هذا محض كذب ونفاق، يدل على صغار شديد.. وقد ذكر بدرالدين مرات عديدات أن الأستاذ محمود مات، وهو في الواقع يبني على هذا زعمه بمواصلة المشوار.. ومن اخبر بدرالدين أن الأولياء، بصفتهم أولياء ينطبق عليهم ما ذكر؟! من أين اتى بهذه التخرصات؟!
    كيف اصبح بدرالدين أصيلاً؟! يقول بدرالدين من كتابه (علامات على طريق غير مطروق): (لا يوجد أحد يكلفك بالأصالة، لأن الأصالة هي حالة عقلية، هي حالة شعورك بالحرية والفردية والاستقلال، شعوراً قوياً عارماً، يستولي على كيانك، وتجده في دمك ولحمك واعصابك ومن جميع اقطارك: "وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ")!! ص 79.. أصالة بدر الدين لم يكلفه بها أحد (لا يوجد أحد يكلفك بالأصالة)، فهي من عند نفسه.. أما الأصلاء في اطار الإسلام، فأصالتهم هي شريعة فردية يكلفهم بها الله.. وهذا التكليف يكون في حالة الشهود الذاتي، وهذا يختلف اختلافاً جذرياً عن أصالة بدرالدين التي يقول عنها: (الأصالة هي حالة عقلية)!! والمعلوم أن العقل لا يشاهد الذات، وقد قال المعصوم: (ليلة عرج بي انتسخ بصري في بصيرتي فرأيت الله)، وجاء التعبير عن حالته هذه بأنه أصبح: وحدة ذاتية في وحدة زمانية في وحدة مكانية، فشاهد من لا يحويه الزمان والمكان بلا كيف.. والعقل منطقة ثنائية، فمن المستحيل أن يشاهد الواحد.. لا يشاهد الواحد إلا من توحد!! لكن بدرالدين في أصالته موزع أشد التوزع، فالاصالة عنده: حالة عقلية حالة شعور تجده في دمك ولحمك واعصابك ومن جميع اقطارك!! هذا ليس له علاقة بالأصالة، ولا حتى بتجويد التقليد.. أصالة بدرالدين مهما قال عنها بعد ذلك هي مجرد كلام انشائي، ليس له مقابل في الواقع، ولا معنى له.. ولما كان بدرالدين يزعم أن العقل شيطان، وان أصالته حالة عقلية، فلا يستبعد أن تكون من شيطان العقل الذي قال عنه بدرالدين: (وقد تمكن شيطان العقل من فعل ذلك بخطوات ماكرات حتى أصابنا الصمم الروحي)!! وأكبر ما يوضح ذلك موقفه من الله تعالى، ومن النبي الكريم.. فقد رأينا أنه زعم أن الله نزل في الطبيعة وأن الله هو الطبيعة، وهو الكون.. وعلى ذلك الله تعالى داخل الزمان والمكان _عن ذلك تعالى الله علواً كبيراً.. أما عن كريشنا فقد زعم بدرالدين أنه تجاوز الأديان وتجاوز الزمان والمكان، وهذا قول يجعل كريشنا فوق الله تعالى.. أما بدرالدين عند نفسه، فهو فوقهم جميعاً، حسب زعمه، فهو قد قال: (لقد شعر صاحب هذا القلم، بمحض الفضل والمنة، أن التأويل حركة نحو الله، تبدأ من حيث انتهت حركات العارفين السابقين، وهي مفتوحة العينين..).. هذه هي بداية بدرالدين بزعمه، هي (تبدأ من حيث انتهت حركات العارفين السابقين) وحركات العارفين السابقين انتهت عند الذات، أما عند بدرالدين، وفيما يتعلق بكريشنا، فهي قد انتهت عند تجاوز الزمان والمكان وتجاوز الأديان.. وقد انزل بدرالدين الله تعالى ليحويه الزمان والمكان، وجعل كريشنا فوق الله تعالى، خارج الزمان والمكان، وجعل نفسه فوقهما معاً، فهو يبدأ من حيث انتهت حركات العارفين السابقين في التأويل.. يبدأ من خارج الزمان والماكن!! لا اعتقد أن بدرالدين يفهم هذا الذي يقوله، فهو أساساً لا يفكر فيما يقول، وإنما يلقي كلمات لاعتبار موسيقاها، ولاعتبار ما تضفي من عظمة، ولاعتبار ما فيها من وهم وغموض.. لا يقدم شيء ليفهم، كما أنه لا يفهم ما يقدمه!!
    لقد تحدث الأخ أحمد محمد أحمد البشير عن أصالة بدر الدين ومقامه، حديثاً وافياً، رجع فيه إلى كتبه.. وأنا لا تعنيني أصالة بدر الدين، بقدر ما تعنيني ثمرة أصالته.. والاصالة لا تدعى، ولا تطلب، ثم هي ليست مجالاً للمزايدة، كما يفعل بدر الدين.. من أجل ذلك المهم ماهي الثمرة لأصالة بدرالدين؟ وهذا هو المعيار الذي يدل على أنه اصيل او غير اصيل.. يقول السيد المسيح: (احذروا الأنبياء الكذبة!!) قالوا: (كيف نعرفهم!!).. قال: (بثمارهم تعرفونهم.. فإن الشجرة الطيبة لا تثمر ثمراً خبيثاً.. والشجرة الخبيثة لا تستطيع أن تثمر ثمراً طيباً.. إذاً فبثمارهم تعرفونهم..).. وقد رأينا ثمار بدرالدين.. وعرفناه بثماره، هذا خلاف ما كنا أصلاً نعرفه عنه!! فلم نجد إلا الادعاء الأجوف، والتخبط في ظلمات الجهل، والتعالي على أصحاب المقامات الرفيعة، وعلى رأسهم سيد الأنبياء والمرسلين.. ثم لا شيء ايجابي.. لا شيء على الاطلاق.. الأمر كله أمر هدم، وحديث نفس اعمتها مراراتها عن حقائق الوجود، فلم تر إلا الهدم، وإلا الجحود.. قال أحد الأخوان لبدر الدين، وهو يعرض عليه دعوته، قولاً موجزاً وشافياً.. قال له: الأنبياء والأولياء وأصحاب المقامات الرفيعة، يكونون محفوظين في جميع اطوار حياتهم!! فهم بدر الدين المقصود، وصمت.
    خاتمة:
    لقد بلغني أن د. ياسر الشريف لم ينقل في الصالون كل مقابلة الصحفي صلاح شعيب مع بدرالدين.. ولقد اطلعت على الجزء الذي لم ينقله، وأنا لست بصدد التعليق عليه كله، ولكن لفت نظري استمرار بدر الدين في الكذب، والأنبياء وأصحاب المقامات الرفيعة لا يكذبون، ولا يخونون.. فقد ذكر بدر الدين أن وقت الرسالة الثانية هو القرن العشرين، أما وقته هو فالقرن الواحد وعشرين، فقال: (الأستاذ محمود نصص على انو دا بس للقرن العشرين، فالفكرة الجمهورية، اللي يعني، لأنو كان عندو الحدود، والعبادات، والأشياء دي كلها، دي مربوطة بالقرن العشرين، ومكتوب في الرسالة الثانية أنو وقت الرسالة الثانية القرن العشرين..).. لو كانت هنالك كتابة واضحة بهذا المعنى لحرص بدرالدين على ايرادها، ولكنه الكذب الغير مبرر، جاء في كتاب الرسالة الثانية من الإسلام، في أول صفحة، وقد أخذت الرقم 3 ما نصه: (قد وقع التفصيل على الرسالة الأولى.. ولا تزال الرسالة الثانية تنتظر التفصيل.. وسيتفق لها ذلك حين يجيء رجلها، حين تجيء أمتها، وذلك مجيء ليس منه بد.. "كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا"..).. ونفس النص ورد في أول نقطة من نقاط الغلاف الخلفي.
    لقد تاه الأستاذ بدرالدين طويلاً، في متاهات نفسه، وتخبط بصورة محزنة.. وهو لم يفكر في أن يقف لحظة لمراجعة أمره، إلى أن ادركه ما ادركه من ويلات السلب.. ومهما طال به الزمن، فلا مجال أمامه إلا أن يخفض رأسه وينظر إلى الداخل بصدق ومسؤلية، وبثبات لا تزلزله بشاعة ما يجد.. ثم يرجع إلى ربه، لعله يقبله، فإن الله لا يتعاظمه شيء.. هذا سبيل بدرالدين الوحيد للخلاص، اما أن يأخذ به، أو يضيعه!!
    هذا، وعلى الله قصد السبيل، ومنها جائر، ولو شاء ربك لهداهم اجمعين.
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة
    الخميس 26/7/2018


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de