ضلالات الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت (2-3) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 07:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2018, 02:52 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 158

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ضلالات الأستاذ بدرالدين يوسف السيمت (2-3) بقلم خالد الحاج عبدالمحمود

    02:52 PM July, 23 2018

    سودانيز اون لاين
    خالد الحاج عبدالمحمود-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ"
    صدق الله العظيم

    الإيمان
    كما أبعد الأستاذ بدرالدين السيمت العقل، وعاداه، ووصفه بأنه الشيطان، كذلك أبعد الإيمان!! والإيمان لازمة ضرورية للمعرفة، في جميع مجالاتها، وفي كل مستوياتها، فلا توجد معرفة دينية ولا دنيوية دون أن يكون الإيمان مقدمة لها.. والإيمان هو المقدمة الطبيعية لكل معرفة، ولن ينفك، فكل ما وصلت المعرفة إلى منطقة طار الإيمان أمامها لاستكشاف منطقة جديدة، وهذا يكون سرمداً بالنسبة للدين.. أما بالنسبة للعلم المادي التجريبي فالمنهج كله يقوم على الإيمان، المتمثل في فرض الفرضيات.. فالفرضية معرفة أولية، أو معرفة احتمالية، تقول أن العلة أو السبب ربما يكون بالصورة التي تعرضها الفرضية، وعلى ذلك تتم التجربة، فإذا وكدت التجربة الفرضية تعتمد، أو إذا ثبت من التجربة خطأ الفرضية فإنها تستبعد ويبدأ العمل في فرضية أخرى.. والعلم المادي التجريبي يقوم على مسلمات أولية، أساسية، لم تخضع للتجربة، ولن تخضع للتجربة، ومع ذلك لا يمكن أن يقوم العلم من غيرها.. من هذه المسلمات مثلاً: التسليم بأن الطبيعة في كل الأمكنة والأزمنة متسقة بالصورة التي تجعل النظرية العلمية بعد إثباتها، ورغم أنها تمت في مجال محدود، تعمم على كل الحالات المتشابهة.. فمثلاً نظرية الجاذبية، ثبتت في التجربة بالأرض، ولكن يفترض فيها أنها نظرية عامة صالحة للاستخدام في جميع أنحاء الكون وفي كل الأزمنة وهذا مجرد إيمان، فنحن لم نر أنحاء الكون المختلفة ولا يمكن أن نراها كلها.. تم تفصيل هذا الموضوع في كتابنا (الفكر بين الإسلام والحضارة الغربية).
    بالنسبة للدين الناس عادة يصدقون النبي المعين، لما عرفوه عنه من صدق، أو لما يجري على يديه من معجزات.. فالعرب في الجاهلية كانت لهم أصنام عديدة يعبدونها، فلما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإله واحد، كان هذا أمر عجيب استنكروه، وقد قبل الأمر من المسلمين الأوائل من كانت لهم معرفة بصدق النبي صلى الله عليه وسلم.. ثم لما انتشر الإسلام أصبح هنالك اعتقاد عام بأن الإله واحد.. الاختلاف بين الإيمان والعلم ليس اختلاف نوع، وإنما هو اختلاف درجة فقط.. والدين كله يقوم على الإيمان والعمل (التجربة) "الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ".. هذا هو المنهج الذي يتناسب مع طبائع الأشياء _طبيعة العقل وطبيعة الوجود_ ولا يمكن أن يكون هنالك منهج خلافه.. وفي الإسلام النبي صلى الله عليه وسلم نفسه لم يبدأ بالعلم وإنما بدأ بالإيمان "آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ، وَالْمُؤْمِنُونَ، كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ".. هذا بالطبع من الأمور البديهية، ولكننا نذكره لأن بدرالدين يقول بخلافه!! وهو يستبعد الإيمان، ويزعم أنه يبدأ من العلم بالله، وهو يزعم أن هذا هو الطريق الصحيح، أما طريق الإيمان، والذي عليه جميع الأديان السماوية، فهو يعتبره طريق معكوس.. وفي الإسلام الهداية إنما تكون بالإيمان الصحيح "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ".. والعكس صحيح، الضلال إنما يكون بعدم الإيمان، فالله لا يهدي لمعرفته من يكفر به "وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
    والآن لنرى ما يزعمه بدرالدين.. بدرالدين يزعم أن العقائد والعبادات أصنام يعذب أصحابها بسببها وهو يقول: (فكل صاحب صنم حسى معذب، وكل صاحب صنم معنوى معذب، أصنام العقائد والمراسم هو معذب أيضاً)!!.. وفي موقع آخر يقول: (الناس يبدأون بالنبى فيتصورون النبى تصورا ً، ولو كانوا معاصريه ، ثم يتصورون الكتاب، والملائكة، واليوم الآخر، والله، بتصورات فى عقولهم .. هذا هو الطريق العكسى، فمن فهمه وأتقنه فإنه يتركه ويبدأ الطريق الطردى وهو الطريق الصحيح المذكور فى قوله: "ولكن البر من آمن بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب والنبيين" وهو طريق يبدأ بالله كما هو ظاهر النص، ثم ينظر العارف الى اليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، من وجهة نظر الله، والصورة هذه تختلف تماما، بل هى عكس ما يظن اهل الظاهر، فإن الظن لا يغنى عن الحق شيئاً ان الطريق العكسي هو اتيان البيوت من ظهورها لانه معكوس وليس هذا برا "وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا، وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى"!!).
    بهذا يدين بدرالدين جميع الأديان السماوية، ويجعل طريقها _طريق الإيمان_ طريق معكوس.. وهو عنده إتيان للبيوت من ظهورها، وهو ليس براً.. وبدرالدين يتهم جميع أصحاب الأديان السماوية بأن إيمانهم مجرد تصورات في العقول، وهي تصورات معكوسة تبدأ بالنبي الرسول أولاً، وهو ظن لا يغني من الحق شيئاً.. والآن لننظر في استدلال بدرالدين، إنه استدلال خاطيء، يستخدم فيه الآية القرآنية بخلاف ما تقوله، فهو قد أورد قوله تعالى: "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ، وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ، وَالْمَلَائِكَةِ، وَالْكِتَابِ، وَالنَّبِيِّينَ"، ليبني على هذه الآية قوله (وهو طريق يبدأ بالله كما هو ظاهر النص..).. ظاهر النص على خلاف ما يزعم تماماً فهو لا يبدأ بالله، وإنما يبدأ بالإيمان، فهو يقول (وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ).. (آَمَنَ بِاللَّهِ)، فالآية تتحدث عن الإيمان على عكس ما يزعم بدرالدين.. ويقول بدرالدين (ثم ينظر العارف إلى اليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، من وجهة نظر الله)!!.. الإنسان عنده يبدأ بأن يكون عارفاً بالله وليس بالإيمان بالله، وهذا أمر مستحيل، ولا يستقيم عقلاً.. من المستحيل أن تكون البداية هي المعرفة بالله، فالمعرفة إنما هي ثمرة للتقوى _الإيمان والعمل الصالح.. يقول بدرالدين عن هذا العارف بزعمه (ثم ينظر العارف إلى اليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، من وجهة نظر الله..)!! هذا تبسيط مخل، وادعاء اجوف، لا معنى ولا قيمة له، فمن المستحيل أن يبدأ الإنسان بالنظر للأمور المذكورة (من وجهة نظر الله).
    إن ادعاء بدرالدين هذا، يعني أن جميع رسالات السماء هي اتيان للبيوت من ظهورها، وتقوم على طريق معكوس، ولم تتدخل السماء منذ البداية، وحتى الرسالة المحمدية لتصحح هذا الوضع المعكوس.. فلا الرسل، ولا اتباعهم اكتشفوا هذا الخطأ الشنيع، الذي يقوم على الطريق المعكوس، إلى أن جاء عبقري زمانه، بدرالدين وكشف عن هذا الأمر الخطير!!.
    إن زعم بدرالدين بأن تكون البداية بمعرفة الله، بالصورة التي تجعل العارف ينظر لأركان الإيمان من وجهة نظر الله، هو مجرد كلام، لم يبين له أي منهج، وهو يناقض الحقيقة البديهية، وهي أنه من المستحيل أن تتطابق رؤية العارف مع رؤية الله، طالما أن هنالك الله والعارف، يقول تعالى: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ".. فشهادة الله لذاته بذاته تختلف تماماً عن شهادة الملائكة وأولوا العلم.. والمطلوب أن يشهد الملائكة وأولوا العلم كما يشهد الله تعالى لذاته بذاته، وهيهات، فإن هذا سير سرمدي لا إنتهاء له.. الله تعالى في ذاته مطلق، وعلمه مطلق والخلق محدودون، فمن المستحيل أن يطابق علم المحدود علم المطلق، وإلا فقد اصبح المحدود مطلقاً.
    لبدر الدين أقوال أخرى يوكد فيها نظرته هذه الخاطئة شنيعة الخطأ.. فقد سبق أن أوردنا له في الحلقة الأولى زعمه أنه عبر بحر المعرفة، وهو يسير في شواطئ الأبدية، يقول بدرالدين أن ج. كريشنا تجاوز كل الأديان!! فهو قد قال:
    (The first freedom is the least freedom as was stated again and again by the renowned spiritual master of our age J Krishna murti who was a light into himself, a light that never goes out, a light that transcended, not only his native religion ``Hinduism`` but also all religions .. even transcend time and space .This transcendental point is the essence of the teaching of the Ustaz .He pointed to that very often and so many time, especially in his master piece the `alien` where he specifically mentioned that from this point, the point of the merger of all religions, humanity will become human for the first time in history !! it is beyond all religions including Islam itself .This point alone will be our focus .In fact our center will start from this point)

    زعم بدرالدين عن الأستاذ محمود أنه يبدأ من نقطة تتجاوز الأديان، محض كذب، فبدرالدين نفسه يقول ان الأستاذ محمود يدعو إلى طريق محمد.. يعنينا زعم بدرالدين عن نفسه، وهو يزعم أنه يبدأ تأويله للقرآن من نقطة تتجاوز الإسلام، وهذا يعني أنه ياؤل القرآن من خارجه.
    بدرالدين بعد أن تحول، في الظاهر، إلى الأديان الهندية، جعل عمله الأساسي تأويل القرآن "جذوة التأويل"، والقرآن الذي يأوله بدرالدين، ليس هو القرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، من الله تعالى، عن طريق ملك الوحي جبريل، كما يؤمن بهذا جميع المسلمين.. بدرالدين لا يؤمن بأن القرآن موحى من الله تعالى.. أكثر من ذلك بدرالدين يزعم ان عهد الأديان الجماعية، وعهد الأيدلوجيات قد انتهى بنهاية القرن العشرين!! اسمعه يقول:
    (Now the age of collectivism ideologies i.e. the 20th century passed away. The 20th century was the age of masses, the cults, the crowds the herds, and all the (isms), Nazism, Communism, Fascism, Islamism, etc now we are walking on a quite new day, it is the day of the individual)

    (الآن قد إنتهى عصر التجمعات والآيدلوجيات اي القرن العشرين .. لقد كان القرن العشرين عصر الكتل والجماعات والطوائف والتجمهرات والقطعان.. النازية ، والشيوعية، الفاشية، الإسلامية .. الخ..)..
    ويواصل بدرالدين فيقول عن منهجه انه ليس طريقاً جديداً، وإنما هو مقاربة جديدة تماماً..
    (It is not a new path; it is a fundamentally different approach).
    والآن لننظر في تصور صاحب هذا الطريق الجديد الذي تجاوز الأديان، والذي عنده المعرفة تبدأ من معرفة الله، لنرى ماذا يقول بدرالدين عن الله.. اسمعه يقول: (اما انك قد رايت الله ، ورايت الوعد ، فكنت على الحق ، واما انك لم تر الله ، ولم تر الوعد ، فكنت علي الباطل ، ولا يغير في هذا قولك انك مسلم ، او مسيحي ، او يهودي ، او اي دين شئت !!) .. فالحق عند بدرالدين هو رؤية الله، وليست معرفته، وعنده من لم ير الله هو على باطل، وقوله هذا في زعمه ينطبق على المسلمين، والمسيحيين، واليهود، أو أي أصحاب أديان أخرى!! وعلى ذلك فبدرالدين قد رأى الله، وهو على الحق، وكل من سواه على باطل.. وهو يقصد بالله، الذات الإلهية المطلقة.. هو رأى المطلق!! يقول عن الله: (لقد عرف العارفون ، ان الثابت هو ذات الله، والله خارج الزمان وخارج المكان، وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك ، كما قال رسول الله قولاً جامعاً مانعاً، ومن الخير أن نذكر دائماً وابداً، أن الله خارج الزمان وخارج المكان، هذا هو الإله الحقيقى، الذى لا إله غيره..).. اذن بدرالدين قد رأى الله الذي لا إله غيره، والذي هو خارج الزمان والمكان!! وهذه الرؤية هي البداية، ولا يتم التدرج لها بمواقع سابقة.. وهي عنده تتم مرة واحدة، وبضربة واحدة!! ويقول: (ولو أنك عرفت الله، ولو للحظة واحدة، فقد عرفت الله، ابد الآبدين، ولو أنك عرفت قطرة ماء واحدة، فقد عرفت المحيط، وما منعنا من معرفة ذلك، إلا اعتبار الماضى فى عيوننا..).. هذه المعرفة الواحدة ولابد الآبدين، التي يزعمها بدرالدين هي معرفة احاطة بالذات الإلهية!! وهذا بداهة من المستحيل ان يتم لأي مخلوق.. من المستحيل ان يحيط المحدود بالمطلق!! ومن المستحيل ان يحيط العبد بجميع علم الرب.. هذا مستحيل سرمداً.. فمهما حصلت من العلم، فإن ما لا تعلمه أكثر بكثير مما علمته.. والنصوص في ذلك عديدة.. يقول المعصوم: (يظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم، فقد جهل..).. فعلى هذا المقياس الدقيق، بدرالدين من أجهل الجهلاء، ومن أكثر خلق الله تطاولاً على ربه.. وفي حديث آخر يقول المعصوم: (لو توكلتم على الله ، حق توكله ، لرزقكم كما يرزق الطير ، ولعلمتم العلم الذي لا جهل بعده.. وما علم ذلك أحد !! قالوا: ولا أنت ؟؟ قال : ولا أنا !! قالوا : ما كنا نظن الأنبياء تقصر عن شيء !! قال : إن الله أجلُ ، وأخطرُ ، من أن يحيط بما عنده أحد !!)..
    ويقول بدرالدين عن الله، أشنع القول، وأبعده عن الأدب الذي يليق بكمال الربوبية.. فهو يقول:
    (Death is the present moment, the present moment is the God. Death is love! Death is God.)
    (الموت هو اللحظة الحاضرة .. اللحظة الحاضرة هى الله .. الموت هو الحب! الموت هو الله..).. هذا منتهى سوء الأدب مع الله لا يمكن لإنسان تحصل على الحد الأدنى من الأدب ان يصف الله تعالى بانه الموت!! فالموت عجز _غفلة_ تعالى الله عنها علواً كبيراً.. الله تعالى هو الحي الذي لا يموت.. وهو تعالى يقول: (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ).. ويقول: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).. هذا التصور لله لا علاقة له بالدين، وهو تصور يحد من إطلاق المطلق، وينسبه لأكبر صور الغفلة _الموت.. يقول بدرالدين عن موقفه هذا من الله: (كلما اقبل الناس على التأويل ، ارتفع مستوي الحوار، وتغيرت نظرتهم لكثير من المسائل الدينية ، لاننا سننظر بعيون جديدة ، وهكذا ستموت كل المفاهيم السلفية بصوره تلقائية وطبيعية: سوف يتغير مفهومنا لمعنى كل كلمة في القرآن ، ابتداء من الاسم الشريف (الله) وانتهاء بـ(ابليس) وما بينهما من مراتب عديدة يتم كل هذا في لمحة واحدة، ينظر اليها كل فرد حر ، نظرة جديدة ، كل لحظة جديدة..).. هذا قول متهافت شديد التناقض، فأنت تزعم انك عرفت الله إلى أبد الآبدين، معرفة إحاطة، فمن أين يأتي الجديد بعد ذلك؟! ان الجديد في المعرفة هو تسامي في معرفة الله، عبر تجلياته، فهو تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ).. وشأنه إبداء ذاته لخلقه ليعرفوه.. ولكن بدرالدين لا يبدأ معرفة الله بمعرفة خلقه، وإنما يزعم انه يعرف ذات الله مباشرة لمرة واحدة لا مرتين، وبضربة واحدة لا ضربتين، معرفة إحاطة.. وأسوأ من ذلك بدرالدين لا يفرق بين ذات الله وبين خلقه في أي صورة لهذا الخلق!! فهو يقول: (والكتاب المحكم هو كتاب الكون، والكون هو ظل الله، هو صفة الله القديمة، القائمة بذاته، وصفته ليست غيره..).. فالكون عند بدرالدين هو صفة الله القديمة القائمة بذات الله، وهذه الصفة ليست غير الله!! هذا قول باطل شديد البطلان، وهو شرك غليظ.. فالكون ليس صفة الله، وإنما هو مخلوق بالإرادة.. والإرادة هي الصفة القديمة.. اما الكون فهو حديث وحادث، وبالطبع هو مخلوق، ومن المستحيل ان يكون الخالق قديم، والكون الحادث قديم أيضاً.. هذا لا يستقيم عقلاً.. وتتضح المفارقة بصورة أكبر عندما نعلم ان التأويل عند بدرالدين يقوم على الظاهر.. فهو يقول: (التأويل موجود في ظاهر النص، وليس باطنه..).. وعلى ذلك، الكون، هذا الظاهر، والذي أرخت نظرية الانفجار العظيم لبدايته، وهي حوالي 13.7 مليار سنة، هذا الكون وبصفته هذه، عند بدرالدين هو الله!! نحن سنتابع الموضوع في الحلقة التالية.
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة
    الأثنين 22/7/2018



























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de