من قلب مونديال روسيا الرائع بقلم كمال الهِدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-04-2018, 03:00 PM

كمال الهدي
<aكمال الهدي
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 1339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من قلب مونديال روسيا الرائع بقلم كمال الهِدي

    03:00 PM July, 04 2018

    سودانيز اون لاين
    كمال الهدي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر







    تأمُلات


    [email protected]
    أتاحت لي الظروف القيام برحلة خاطفة للعاصمة الروسية موسكو.
    لم تتجاوز الزيارة التي استهدفت منها عدة أمورستة أيام فقط، إلا أنها كانت حافلة بالمشاهدات الممتعة والتجربة الثرة.
    سأبدأ هنا بتناول أمر لم يكن مستهدفاً بزيارتي، لكنه غطى في رأيي على أهداف أخرى عديدة لكونه يرتبط بمعرفة معادن الرجال.
    فقد لحقت في رحلتي القصيرة تلك بالأخوة المقيمين معي هنا في مسقط ياسر عبد المنعم والباشمهندس حسين سيد والباشمهندس ميرغني يحى ( ترتيب الأسماء حسب العمر).
    قبل الرحلة كنت أعرف الكثير عن خصال ومرؤة وشهامة العزيز باشمهندس ميرغني يحى، إلا أن الأيام الستة أثبتت لي أن كل ما عرفته عن هذا الشاب الودود لم يكن سوى قطرة في بحر صفات الرجال التي يتمتع بها.
    وبالرغم من أن ميرغني أصغرنا عمراً، لكنه كان لنا بمثابة الأب الحنون الذي لا يهدأ له بال إلا بعد أن يتأكد من أن جميع أمور صغاره في السليم.
    واحتكاماً لمبدأ ومقولة أن شكر الناس من شكر الخالق عز وجل على نعمه علينا أردت أن أبدأ مقالي بهذه الجزئية الهامة في نظري.
    حين هممت بزيارة روسيا كان في البال بروباغاندا الإعلام الغربي الذي صور لنا هذا البلد كبقعة ما زالت منغلقة على نفسها رغم الانفتاح الكبير الذي يعيشه العالم اليوم.
    لكنني تفاجأت كغيري ببلد وشعب منفتح على الآخرين وراغباً في التواصل معهم رغم حواجز اللغة.
    فاللغة شكلت أحد عوائق رحلتنا نعم، ومفهوم لدي أن عدم إلمام شعب ما باللغات العالمية الأكثر انتشاراً ربما يعود لحالة انغلاق عانى منها.
    لكن ذلك كان في عهود مضت.
    وقد بدا واضحاً أن الروس انفتحوا على العالم الخارجي تماماً وبدأوا في تعلم اللغات التي تسمح لهم بتعميق تواصلهم مع الآخرين.
    ومن شدة رغبتهم في التعامل مع كل وافد لبلادهم غض النظر عن عرقه، لونه أو ديانته، كنا نلاحظ إصرار الكثيرين منهم على تجاوز حاجز اللغة باخراج هواتفهم من جيوبهم لحظة وقوع نظرهم علينا كضيوف لبلادهم للاستعانة بترجمة غوغل حتى يتعرفوا علينا، ويسألوننا من أي بلاد أتينا، وما هي انطباعاتنا عن بلدهم.
    سبق أن زرت بلداناً عديدة، وللحق أقول أنني لم أر شعباً ودوداً وطيباً مثل الروس.
    أما حبهم لبلدهم وشدة انتمائهم له فتلك قصة أخرى.
    وقد بدت لنا فصول هذه القصة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء يوم أن أقصى منتخبهم أسبانيا المتقدمة عليهم كروياً وحاملة اللقب قبل الأخير الذي استضافته جنوب أفريقيا.
    وبسبب حفاوتهم البالغة وترحيبهم بنا كزوار لبلدهم كان من الطبيعي أن نفرح لفرحهم في ذلك اليوم.
    أثناء متابعة المباراة لم تتوقف الأعلام عن الرفرفة عالياً، ولا جفت الحناجر التي تهتف (روسيياا روسيياا).
    وبعد أن ساعدتهم ضربات الحظ في تجاوز عقبة الأسبان الكؤود جنوا فرحاً وطرباً وسروراً بذلك الإنجاز غير المسبوق.
    تقاطرت الجموع الروسية الهائلة بعد انتهاء المباراة باتجاه الميدان الأحمر.
    وقد كنا ضمن تلك الجموع لنقف على ذلك الدرس البليغ حول حب الأوطان.
    وبالرغم من فرحتنا لهم، كنا في الدواخل نتقطر ألماً حين نقارن أنفسنا بهم ونتذكر كيف أن حكوماتنا لا تألوا جهداً لقطع ارتباط إنسان السودان ببلده عبر الظلم والتدمير الممنهج لكل جميل فينا.
    وقد ذكرني ذلك الإحساس المرير يومها بأمسية أخرى اجتمع فيها غالبية شعوب العالم في أحد الشوارع المكتظة بالقرب من الميدان الأحمر.
    في تلك الأمسية رأينا شابين سودانيين أبت نفسيهما إلا أن يكون علم السودان حاضراً وسط أعلام بلدان أخرى كثيرة.
    وفي ذلك المساء انتابنا الشعور المرير الناجم عن غيابنا الدائم عن مثل هذه الاحتفاليات العالمية والقارية.
    ففي الوقت الذي تمكنت فيه بلدان كنا نتفوق عليها في كل شيء من الوصول لهذا المونديال كمشاركين فعليين، ظلننا نلعب دور المتفرجين على مدى العقود والسنوات الماضية.
    ومن تابع ما شهدناه يدرك تماماً أسباب غيابنا المستمر عن مثل هذه المناسبات.
    ففي الوقت الذي يهتم فيه الآخرون ببناء الإنسان ووضع البنى التحتية اللازمة لتطوره وتسهيل حياته، لا هم لحكومتنا نحن سوى تدمير هذا الإنسان وإفقاره وتحطيم الموجود من بنى تحتية على قلتها.
    في الوقت الذي يشيد فيه غيرنا الملاعب على أعلى المستويات دون منِ ولا أذى، نحتفي نحن بلمعب ربما يشبه ملاعب الأحياء عند الآخرين ونسميه بالجوهرة، ونبالغ في الاحتفاء بمن يستثمر إسم نادينا الكبير ( الهلال) ويشيد هذا الملعب كجزء من خطته المحكمة للسيطرة على نادي الملايين وتحويله إلى ضيعة تخصه.
    في الوقت الذي يفهم فيه الآخرون أن مثل هذه المرافق تخص الجميع، لا نخجل نحن في أن ننسبها لفلان أو علان.
    وفي الوقت الذي تساهم الدولة عند غيرنا في مثل هذه المشاريع الكبيرة، يكتفي رئيس دولتنا نحن بحضور حفلات تدشين لمرافق ومشاريع يشيدها الأفراد بأساليب ملتوية يعلمها رئيس الدولة قبل أن نعلمها نحن.
    كنا كل يوم، بل كل ساعة نسأل أنفسنا الأسئلة الصعبة من شاكلة " أين نحن من كل ما نشاهده، ومتى سنلحق بركب الأمم؟"
    وقد بدا لنا جلياً أن ما بيننا والآخرين مئات، بل ربما آلاف السنوات الضوئية.
    في روسيا ( المتخلفة حسب توصيف الغرب) يسير كل شيء بدقة متناهية.
    وقد شيدوا أنفاقاً بمئات الأمتار داخل الأرض لمحطات المترو، ليسير كل شيء فيها بذات الدقة المتناهية.
    هناك لا يتوقف الروس عن تنظيف وغسيل شوارعهم.
    وبالرغم من الملايين الكثيرة التي تقطن عاصمتهم والعدد الهائل من الزوار الذين حضروا لمتابعة المونديال، ما كنا نشعر بتلك الزحمة لأن الخدمات متوفرة ( على قفا من يشيل).
    كان من السهل جداً أن تحصل على الخدمة التي تريدها رغم تلك الجموع الهائلة.
    وهذه الجزئية بالذات جعلتنا نتساءل عن قدرة قطر على استضافة مونديال 2022.
    وثمة مفارقة كبرى هنا.
    فموسكو التي يزيد عدد سكانها عن عشرين مليون نسمة استضافت خلال الأيام الماضية من المونديال ما يقارب المليونين زائر.
    بينما نجد أن عدد سكان قطر كاملة لا يتخطى المليونين، علماً بأن مونديال روسيا تم تقسيم مجموعاته على 11 من المدن الكبيرة القادرة تماماً على استضافة الحدث وجمهوره.
    وتم تشيد مناطق خاصة بالمشجعين لمتابعة المباريات بمختلف المدن الروسية تسع لنحو خمسة ملايين مشجع.
    عموماً دعونا من التطاول بالحديث عن شئون الآخرين ولنعود للسؤال الصعب: " أين نحن من كل هذا؟"
    وهو سؤال أتمنى أن يجد يوماً صداه عند القائمين على أمر هذا البلد الذي تعذب حكومته مواطنه المغلوب على أمره.
    وحتى المواطن نفسه لابد أن يسأل نفسه لماذا ظللنا على تخلفنا وعدم قدرتنا على مواكبة الآخرين إبان فترات الحكومات المتعاقبة التي حكمت السودان منذ إستقلاله.
    فنحن كمواطنيين نتصف بالكثير من السمات الجيدة نعم، لكن العاطفة تسير الكثير من أمورنا أيضاً.
    وعلى صعيد الكرة مثلاً لو وضعنا أنفسنا في مكان الروس وتأهل منتخبنا على حساب منتخب مثل أسبانيا ستجد مشجع الكرة المتعصب قد رفع سقف توقعاته إلى عنان السماء.
    سيحدثك في التو واللحظة عن قدرتنا على حصد اللقب، أو بلوغ المباراة النهائية على أقل تقدير.
    لكن هل تعلموا كيف كانت آراء الكثير من الروس بعد ذلك الفوز الكبير؟
    في غمرة احتفالاتهم كانوا يسألوننا في محطات المترو وداخله عن توقعتنا حول المنتخبين الذين يمكن أن يبلغا المباراة النهائية.
    وحين كنا نبلغهم بتوقعاتنا بكل الوضوح ما كانوا يغضبون، بل العكس ظلوا على اتفاق معنا في معظم التوقعات، ولم نسمع من أحدهم توقعاَ ببلوغ منتخبهم المباراة النهائية رغم إقصائهم لحامل النسخة قبل الأخيرة من هذا المونديال.
    هنا كان علينا أن نتعلم من طريقة التفكير الواقعية وإبعاد العاطفة.
    أشرت لهذه الجزئية لأن العاطفة أحد أكبر مصائب جمهور الكرة في السودان.
    إن فاز الهلال أوالمريخ على فريق أفريقي مغمور وضع الجمهور ناديه في الحال ضمن المرشحين للقلب القاريء.
    وإن جلب رئيس نادِ محترفاً أجنبيا ( مضروبا) قامت الدنيا ولم تقعد وتوهم الكثيرون أنه سوف يجلب اللقب القاريء القادم للهلال أو المريخ.
    وإن صدرت إحدى صحفنا الرياضية بمانشيت جاذب يحرض جمهور أحد الناديين الكبيرين على الآخر، صدق الكثيرون الكذبة المتعمدة وبدأوا في إشعال معركة من غير معترك.
    أما هناك فلا أحد يغلب العاطفة في تشجيعه للكرة، بل يعرف كل مشجع أين يقف ناديه أومنتخبه في اختلاف واضح عنا.


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de