نساء قهرن الزمان والمكان بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2018, 08:38 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نساء قهرن الزمان والمكان بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

    08:38 PM June, 30 2018

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-UAE
    مكتبتى
    رابط مختصر



    [email protected]

    أتيحت لي فرصة الاطلاع على كتاب بعنوان - SUDAN TALES - أو حكايات من السودان. والكتاب في مجمله عبارة عن ذكريات لزوجات بريطانيات عشن في السودان بحكم عمل أزواجهن في الفترة ما بين 1926م وحتى استقلال السودان عام 1956م، ومؤلفة الكتاب "روز ماري كنرك" أمضت عدة سنوات في غرب السودان حتى استقر بها المقام في الخرطوم بعد أن تقلد زوجها وظيفة مساعد المستشار للحاكم العام للشؤون الدستورية والخارجية.
    بذلت الكاتبة "روز ماري كنرك" جهداً كبيراً في جمع هذه الذكريات وتسجيلها في هذا الكتاب، وعلى الرغم مما يزخر به الكتاب من مفارقات ومواقف ساخرة، إلا أن أكثر ما شد انتباهي وتوقفت عنده طويلاً، الكيفية التي استطاعت بها بعض أولئك الزوجات البريطانيات التأقلم والصمود في ظل ظروف مناخية وحضارية غاية في الصعوبة والقسوة وهن ربيبات الإمبراطورية العظمى التي لا تغرب عنها الشمس - آنذاك - وكيف استطعن تطويع الوقت لصالحهن بطريقة أثارت إعجابي واحترامي في آنٍ واحد.
    تقول زوجة: "في عام 1928م كان عليّ أن ألحق بزوجي في بلدة أبونج شرق ملكال بمديرية أعالي النيل، ولكن عند وصولي فوجئت بأن زوجي في مهمة مع زميل له آخر وأن عليّ أن أواصل رحلتي جنوباً حتى قرية بور لأشارك زوجة الزميل - وهي روسية الأصل - السكن في منزل صغير متواضع ترتع فيه الفئران في وضح النهار.. كان من المألوف أن أرفع الوسادة فينطلق منها فأر كالقذيفة صوب أحد أركان المنزل.. كان ذلك بمثابة صدمة قاسية لي، وأنا التي نشأت في "ماي فير" أرقى أحياء لندن.
    "كانت الطبيعة جميلة ولكنني أحسست باليأس يعتصرني في ذلك المكان المعزول تماماً عن العالم الخارجي.. تراءى لي الفراغ وحشاً كاسراً فاغراً فاه ليلقي بي في جوفه.. كيف لي أن أقضي هذه الساعات الطوال في مكان تعتبر فيه الصحيفة اليومية رفاهية والمذياع حلماً بعيد المنال؟

    "نظرت خارج المنزل.. كانت هناك مجموعة من ملاك الماشية من قبيلتي الدينكا والنوير.. كانت للواحد منهم مقدرة فريدة على الوقوف على قدمٍ واحدة لفترات طويلة.. كانت أشعة الشمس تسقط على أجسادهم الطويلة السوداء بلون الأبنوس وشعورهم الممشطة والمزينة بطريقة فولكلورية جميلة، فتخلق من كل هذه الأشياء مجتمعة جواً أسطورياً رائعاً.. وإذا بطاقات الفن الكامنة في داخلي تتفجر، فأخرجت علبة ألواني وأطلقت العنان لفرشاتي .. لم يكن الرسم بالشيء اليسير، فقد أحسست للوهلة الأولى أنهم لا يرحبون بنظراتي تجاههم فكان عليّ أن أنظر إليهم خلسة وأن أتظاهر بغير ذلك".
    انتهى كلام الزوجة. ولا أظنني بحاجة إلى القول إنه لا بد من أن تكون حصيلة تلك التجربة لوحات قمة في الفن والإبداع وقد صورت لنا الأحاسيس والبواعث القوية التي دفعتها لذلك.
    زوجة أخرى تقول: «كان مقر عمل زوجي في القطينة جنوب الخرطوم.. لا أذكر بالضبط ماذا كنت أفعل في الأيام الأولى.. أذكر أنني قد إستفدت من خشب الحاويات التي أحضرنا فيها متاعنا من إنجلترا لصنع بعض الأرفف والخزانات الصغيرة للملابس.
    "كذلك كنت قد أحضرت معي قماشاً لصنع الستائر، وكان عليّ أن أقوم بحياكتها بيدي لعدم توفر ماكينة خياطة.. أذكر محاولاتي الجادة للتدرب على التحدث باللغة العربية. وكنت قد تعلمت بعض القواعد العربية، في جامعة "مانشستر بإنجلترا" واستعنت بكتاب القواعد العربية ولكن لسوء الحظ لم يكن هناك من يتكلم الإنجليزية ليصحح لي أو من أمارس معه التحدث بالعربية.. كان المنزل شديد الحرارة ولا بد أنني كنت أروح في إغفاءات كثيرة خلال النهار كما يفعل معظم أمثالي في السنة الأولى قبل أن تتعود أجسادهم على المناخ".
    وتضيف: "في الصباح الباكر كنت أرافق زوجي في نزهة على شاطئ النيل، وعندما اعتدل الجو كنت أعاود السير بعد الإفطار وحدي.. استحوذت الزهور البرية المنتشرة على طول الشاطئ على جل اهتمامي".
    تلك الزوجة أعدت فيما بعد كتاباً عن الزهور البرية في شمال وأواسط السودان وأنواعها المختلفة.
    في عام 1928م قامت زوجة أخرى في "خشم القربة" بمديرية كسلا برسم كل أشكال الوسم، وهي العلامات التي تُخْتم على أجسام الجمال بواسطة آلة حديدية محمّاة في النار وذلك لإثبات ملكية صاحبها. كذلك رسمت الأنواع المختلفة للسروج التي توضع على ظهور الجمال عند ركوبها، وذلك ليستعين بها زوجها في بحث كتبه حول هذا الموضوع.
    بعد الحرب استطاعت إحدى الزوجات في التونج بجنوب السودان عمل دراسة تفصيلية - رغم أنها ليست متخصصة في علم الآثار - للشواهد الشديدة التعقيد والتداخل والتي يضعها أفراد قبيلة البونجو على قبور موتاهم، وقد استعانت بدليل في المنطقة لمعرفة مكان كل قبر في الغابة.
    وقالت: "هذه الشواهد تعتبر نماذج رائعة لفن النحت الذي يقوم به الأهالي، وكل شاهد يختلف عن الآخر تبعاً لمكانة الراحل وتاريخه".
    هذه المقتطفات التي نقلتها وترجمتها من كتاب SUDAN TALES قد لا تكون ترجمتها مثالية أو دقيقة بمعناها الحرفي ولكنها خلاصة إحساسي وردة فعلي تجاه تجارب شخصية لزوجات هن الآن - إن كن على قيد الحياة - في العقد الثامن من العمر، حفرن الصخر ليجعلن من حياتهن شيئاً ذا معنى وقيمة.
    هذه الذكريات التلقائية البسيطة جعلتني أنظر في حال الزوجة العربية، والوافدة على وجه الخصوص، ماذا فعلت بوقتها باستثناء القلة الضئيلة التي ساعدها الحظ وولجت ميدان العمل الوظيفي.
    الغالبية، بتخصصاتهن المختلفة، قبعن في دورهن يهدرن الساعات الطويلة في ما لا طائل من ورائه وتتسرب سنوات العمر تباعاً مُخلّفة وراءها الكثير من المرارة والحسرة، ومن ثم ينشآ ويتضاعف الشعور بالإحباط وعدم الأهمية، وقد تُعلّق الواحدة نكوصها واستسلامها على ظروف الاغتراب باعتباره عنصراً أساسياً في وأد طموحاتها الوظيفية. ومن ثمّ يسيطر عليها بمرور الأيام اعتقاد جازم بأن وجودها خارج الوطن تضحية كبيرة يجب على الزوج والأبناء تذكرها دائماً.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    *نُشر هذا المقال في صحيفة الاتحاد الإماراتية في أكتوبر 1988.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de