استراحة في حفل زواج بقلم صلاح حمزة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2018, 02:30 PM

صلاح حمزة
<aصلاح حمزة
تاريخ التسجيل: 08-11-2016
مجموع المشاركات: 6

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استراحة في حفل زواج بقلم صلاح حمزة

    02:30 PM June, 27 2018

    سودانيز اون لاين
    صلاح حمزة-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر


    طبعا بعد رمضان كثرت حفلات الزواج التي حضرناها و ربما تستمر الي حتي ايام الحج و ربما بعده ..
    من لا يشكر الناس لا يشكر الله ..
    طبعا" ينط واحد و يقول لي ديل كفار" .. فاقول المذكورون هم " الناس" و ليس هناك تفصيل عن دين أو عرق أو جنس .
    لذلك:
    شكرا هوارد ايكن الأمريكي مخترع الكمبيوتر ،
    شكرا مارتن كوبر الامريكي الذي اخترع جهاز الموبايل ،
    شكرًا مارك صاحب فيس بوك ،
    شكرًا لاري بيج اول من صمم برنامج قوقل ،
    شكرا تيم بيرنر مخترع الانترنت ،
    شكرا لكل الذين اتحفونا بنعمة الانترنت و الوسائط المختلفة ،
    شكرا سامسونج ..
    شكرا أي فون ..
    شكرا أي باد ..
    شكرا أم تي ان ..
    شكرا زين ..
    شكرا سوداني ..
    الحمد لله علي هذه النعمة :
    الانترنت ،،
    فيس بوك ،،
    واتساب ،،
    لنكد أن ،،
    تويتر ،،
    بلوق اسبوت ،،
    فايبر ،،
    انستقرام ،،
    ايمو ،،
    اسناب شوت ،،
    اسكايب ،،
    ويب سايت ،،
    قوقل ، ،
    هناك أشياء كثيرة كنا لا نحبها او لا نطيقها او كانت ثقيلة علينا لكن رغم انفنا نجد أنفسنا نتعامل معها و لا نستطيع فعل شىء غير السكوت و الرضاء و التسليم و هناك امور كثيرة كذلك كنا "نتململ" منها كالانتظار في صفوف في بنك أو في المستشفي أو في محل الحلاق او في المطارات او في السفر في البصات او القطار ،
    كذلك عندما تذهب الي حفل زواج او اي مناسبة خاصة اذا لم يكن لديك معرفة باشخاص كثر ،،
    او كنت لا تحب التعامل مع هذا الصخب او ذاك او الإزعاج او ان الفنان الفلاني او الاغنية الفلانية فإنك الان تتجه بحمد الله الي هذا الجهاز السحري و تغادر و انت جالس في مكانك..
    هذه الخدمة " الانترنت" و هذا الجهاز قد أسعدتنا كثيرا و جعلتنا نكون في غاية السعادة كوننا نجد ما يشغلنا و يروح عنا ،،
    قديما تجد من يكون ثقيلا عليك و لا تستطيع الهروب منه و لو " تثاءبت" لكن الان ما عليك الا ان تكبس علي هذه الأزرار فإذا بك تغادر و تسافر بعيدا و تتركه بجانبك يحكي كالمجنون ،،
    لقد حدث لي يوما ما ، حيث حضرت حفل زواج برفقة احد الإخوة ( لم أكن مدعوا) و كنت مضطرا للذهاب برفقته.
    و الزخم قد عم أرجاء الصالة ، ،
    والضوضاء قد انتشر هنا و هناك ، ،
    و الصالة قد تبهرجت و تزينت بالألوان المتعددة و الاضواء المتمددة ، ،
    و الاصوات الصاخبة المترددة ..
    و الملابس الساترة انزوت ، ،
    و الآخري الفاضحة اشرأبت ، ،
    و الثالثة غير المعروفة صالت و جالت ،،
    و فتياتنا ليس لهن نصيب من الحياء ..
    لا ذنب لهن ..
    يجبرونك علي الحياء ..
    يحيونك و باسمك أحيانا لكنك لا تعرفهن ، ،
    رغم أن بعضهن تربطك بهن بعض الصلات ، ، فقد غيبتهم المستحضرات الطبية و التبييض ، ، بكيميائها و أعشابها ، ،
    و الزومبا و الكيرياتون ..
    فصاروا مسخا ، ،
    و هم يظنون انهم يحسنون صنعا ،،
    ليتهم تركوا وجوههم علي حالها التي خلقها بها الخالق .. ..
    الاصوات تعلو تارة و تنخفض اخري ، ،
    و يبدأ المغني ، ،
    و الاغاني ليست كما كانت ، ،
    فقد غيبها التقليد غير الموفق ، ،
    و المغني كلاعب الجمباز .. لا تستطيع التركيز بالنظر عليه فتارة يعلو كالطائر و اخري ينخفض و يجلس كالمقعد ..
    و اخيرا و لا حول و لا قوة الا بالله من اخيرا ..
    ال دي جي .. DJ
    فالاصوات تزداد صخبا و ضجيجا تكاد معه الاذنين ان تتفجر ،،
    تزداد الاضواء توهجا و بريقا ..
    فتارة احمرارا و اخري اصفرارا و البنفسج بينها تلألأ يصيب الأعين الماً ..
    فنشعر و كان الشمس قد اقتربت منا ،،
    و تختلط الأجناس و تتداخل فلا تعرف من الأنثى و من الذكر ، ،
    حتي الجلباب و العمائم لم تسلم فتبدلت و تذركشت وتغيرت ملامحها و اختفت خصوصيتها ..
    و فجأة ،
    وقف الناس " علي حيلهم" .
    وصل موكب العريس ..
    و تغيرت الموسيقي ..
    و تنوعت ..
    تارة شرقا .. ليس شرق السودان .
    أخرى غربا .. ليس غرب السودان .
    ثم أخري عربية ..
    ثم أخري افرنجية ..
    ثم أخري آسيوية ..
    ثم أخري جنوب أمريكية ..
    لا أدري أين نحن ..
    و مقاطع مصرية "لزفة" العرسان عند نزولهم من السيارة و سيرهم الي المنصة "الكوشة" .
    أي أمة نحن ؟.
    كل أمة لها طقوس و عادات و نماذج من بيئتها و تراثها يقدمونه في افراحهم و تميز هذه الأشياء الشعوب و في المناسبة تستطيع أن تعرف من هؤلاء بارثهم و تراثهم و عاداتهم التي يقدمونها في مثل هذه المناسبات ..
    إلا أن الأمر عندنا اختلف تماما ..
    غابت العادات و الموروثات التي نستطيع أن نتفاخر بها أو قل نتميز بها و حل محلها ما يصنعه لنا أصحاب تجارة التزيين و التلميع و التبييض و الكوفير و البدكير و الكيرياتون و الزومبا .
    فصرنا مسخا .. لا "حقنا" حافظنا عليه لا "حقهم" جودناه مثل مايفعلون هم لأننا لا نشبههم .
    هل نحن أمة ما زالت تتشكل ؟
    و كان الحفل متواصلا لكني كنت موجودا بجسدي غائبا بجهازي" الموبايل" .
    و ها انا ذا قد كتبت هذه الخاطرة و الفنان اسمعه من حين الي اخر " غصبا عني" و" وغضبا عنك" .
    و اري من جوانب عدة أشخاص امثالي و بعضهم احيانا يستغل الكاميرا الخاصة بالموبايل ..
    كلما اغيب عن مكاني الذي اجلس فيه اقول الحمد لله .
    الحمد أكاد لا أشعر اذا أحدهم لمسني و كأني قد وضع علي جسدي "مخدر " بفضل هذا الجهاز و الدليل أن من حضرت معه لكزني و أشار لي بالخروج فلم اعر له اهتماما إلا بعد أن كررها و قال لي أين أنت فقلت له مع هذا الجهاز فقال لي الم تشاهد ؟ قلت ماذا ؟ : قال لي " ال slow dance " ثم .. ثم ماذا ؟
    نعم ،، كل هذا تشاهده غصبا عنك ..
    قال لي مؤانسي : أحمد الله ، ، انك في نعيم ..
    قلت : لماذا ؟
    قال لي : آخرون يشاهدون العريس يقبل العروس عيانا بيانا و الكل في سكون وحيرة .. الاب يشاهد فيتجمد دمه بالقرب من ابنته ،، و الاخ تغيب احاسيسه و هو بالقرب من اخته ..
    هي تجارة تقدمها شركات الترويج و الإعلان و الفن و الديكور ..
    تصنع الثقافة و تجربها في فتياننا و فتياتنا الهائمين . الحائمين .. الفقراء المساكين ..
    "قبلة" تامة أمام أعين الجمهور . حمدت الله ثانية أن غيبني بهذا الجهاز و ذكرت له نكتة الأعمى الذي الح علي أصدقائه أن يذهب معهم السينما فقالوا له كيف تدخل السينما و انت لا تري ؟ فقال لهم : كلما يكون هناك موقف مضحك فليلكزني أحدكم حتي اشارككم الضحك و لا أحد يشعر اني أعمي و بالفعل كانوا يلكزونه و يضحك و عند انتهاء الفيلم خرجوا جميعهم و نسوه و تركوه في مكانه و خرج الجميع من السينما و هو جالس و أغلقت الإضاءة و الأبواب و هو جالس في مكانه الي صباح اليوم التالي و فتحت أبواب السينما صباحا لعمال النظافة و جاء أحد العمال ينظف فوجد الأعمى جالسا و لا يعرفه طبعا فوكزه بمكنسة النظافة فانهمر الأعمى ضاحكا ففر عامل النظافة خائفا . الآن عندما وكزني صاحبي للخروج كدت أن اضحك .
    و إكمالا للمشهد ..
    و بالخارج عكس ما بالداخل .. فالهدوء يسود المكان ، ،
    و الذي ينذر بالعواصف التي تثور .. ربما بعد شهور تسع أو أقل ..
    هناك أمجاد تقف في زاوية بعيدة ينبعث منها ضوء خافت ..
    و ركشآت تتحرك و اخريات تنتظر ..
    و سيارات مظللة بداخلها اناس تجمدت دماءهم ،، و خشعت اصواتهم ، ، ، فلا تسمع لهم إلا همسا ، ، ، ولا تري لهم إلا ظلا ظليلا .. فقط صوت محرك السيارة، ، و يرتفع احيانا و ينخفض مع حركة تكييف العربة .. الناس بداخلها " طقسهم أوربي "..
    و صاحب الهمر يتبختر و حوله صبية مفتولي العضلات لهم رأيهم يتحدثون بلغة لا نفهم منها إلا قليلا من عملات اجنبية و تأشيرات عالمية و خطوط جوية .. تنتفخ اجفانهم من النوم الكثير و تبدو علي اشكالهم الراحة و الدعة و مع نومهم و تعطلهم لا تستطيع أن تعرف ماذا يعملون و ما هي وسيلة كسبهم ..
    الحادية عشرة تماماً ،،
    رفع صاحب الإيقاع يده ،،
    و سحب صاحب البيانو توصيلاته ، ، ،
    و عطل صاحب الساوند سيستم جهازه ،،
    بدأ آخرون في جمع الاجهزة والأسلاك ..
    فقد انتهي الحفل بامر السلطات المحلية ..
    تلك هي الحسنة الوحيدة التي صارت كخضراء الدمن بين سوءات السلطات المحلية الكثيرة .. عندها تم تخفيض الاضاءة..
    انتشر البعض إلي سياراتهم الخاصة ،،
    آخرون الي الترحيل الجماعي الذي ربما دفع حقه العريس، ،
    آخرون اتجهوا نحو المواصلات العامة ،،
    هناك فئة تجمعت و جلسوا ينتظرون ذويهم الذين انزلوهم و ذهبوا لشانهم و وعدوهم بالحضور بعد نهاية الحفل ..
    علي كل ..
    انتشر الناس ..لا آدري الي اين ذاهبون .. ربما الي بحري .. الثورة .. الكلاكلة ،،
    و و و و الي المايقوما .. الدار العامرة من نتائج و خلاصات هذه الركشات و الامجادات و العربات المظللة و ال دي جي ..
    أقول للفئة التي لا ذنب لها الفئة التي تزداد يوما بعد يوم .. الفئة التي لا يسأل عنها احد .. أقول لهم :-
    ابشروا اذا " نجيتم" من الكلاب الضالة .. فالجميعابي جزاه الله خيرا في انتظاركم بالمايقوما .. نعم ..
    اخيرا انتهينا و عدنا الي ديارنا فقد ارضينا مخلوقا و جاملناه لكنا اغضبنا الرب و عصيناه .. استغفر الله ..



    صلاح حمزة / باحث

    [email protected]

    --























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de