الوجه الآخر للتوتر تأملات في سايكلوجيا الثورة بقلم محمد كمال الدين (أبو كمال)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2018, 09:15 AM

محمد كمال الدين
<aمحمد كمال الدين
تاريخ التسجيل: 06-13-2018
مجموع المشاركات: 23

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوجه الآخر للتوتر تأملات في سايكلوجيا الثورة بقلم محمد كمال الدين (أبو كمال)

    09:15 AM June, 20 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد كمال الدين-UK-لندن
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كلنا نبغض التوتر.. نكره لحظات الشد العصبي التي يزجنا فيها. من منا يود حياة متوترة؟ صباحها قلق و مساءها قلق أعظم. ما أجمل الإستكانة و هدوء الأعصاب! هذه الحياة قصيرة جداً، مالنا لا نحفها بهجة و سروراً؟ هذا المنلوج يدور في خلد كل الناس من شتى الملل و النِحل و السوداني ليس إستثناءا. كلنا ننظر للتوتر على أنه آفة لابد من إستئصالها أو على الأقل تجنبها. يقول الضابط حافظ بأن التوتر يؤثر سلباً على صحته و حيويته؛ تؤكد الصحفية مروة أن التوتر يضعف من أدائها و إنتاجيتها؛ أما الطالب الجامعي مرتضى فيجزم أن التوتر يعيق نموه الفكري و تعلمه.
    و لكن دعونا اليوم نفكر في التوتر بشكل مختلف. دعونا ننظر للنصف الممتلئ من كوبه لا الفارغ منه. هل يمكن للتوترأن يساعد في تحسين الصحة و بث الحيوية؟ هل يمكنه أن يرفع من الأداء و الإنتاجية؟ هل يمكنه أن يساعد على التركيز و التعلم من التجارب السابقة؟
    ترقى حافظ إلى رتبة نقيب بعد العمل البطولي الذي قام به للقبض على عصابة المخدرات الشهيرة بالخرطوم. كانت المهمة محفوفة بالأخطار و المفاجآت.. و كان حافظ مشدوداً متوتراً على طول الخط إلى أن إنتهت المهمة بسلام.
    أعدت مروة سبقها الصحفي الذي هز الوسط الإعلامي بعد أشهر طويلة من التقصي و التحري. كانت لا تهجع من الليل إلا قليلاً و تعمل طوال النهار. أما التصبب عرقاً و الخوف و القلق فهذه أحاسيس يومية عايشتها ببسالة أثناء تلك الفترة.
    حين توج مرتضى "أولاً" لدفعته، إعترف له زملاؤه بأحقيته لنيل اللقب. الجميع يعلم بأنه "ضب مكتبة" و أنه حين يخرج من الإمتحان و يقول " الشغل كعب" فهذا يعني أنه أحرز الدرجة الكاملة. لكن الجميع يعلم أيضاً أنه أكثرهم توتراً و قلقاً على مدار العام الدراسي.
    يبدو أن حافظ و مروة و مرتضى لا يعلمون بأن هذا التوتر الذي يلعنونه كان عاملاً فعالاً في النجاحات التي حققوها. ويبدو أننا كذلك مثلهم، ننكر على التوتر جمائله و فضائله. فلنفكر سوياً في أكبر الإنجازات التي حققناها في حياتنا... في أكبر التحديات التي جابهناها و تمكنا من قهرها.. هل حققناها في لحظات توتر؟ ام في لحظات إستكانة و هدوء؟
    أثبتت دراسة علمية قامت بها الدكتورة الأمريكية كيلي ماك قونيقال بأن الأشخاص الذين يفكرون في التوتر بشكل إيجابي يعمرون في الأرض أطول من أولئك الذين يعتقدون أن التوتر شر مستطير واجب التخلص منه. تدعو الدكتورة كيلي للتعايش مع التوتر بإعتباره شرطاً من شروط الإنجاز في الحياة. و تحث على تركيز الجهود في التعامل مع مسببات التوتر و جذوره؛ لا لإهدار الوقت و المال و الصحة في مراوغته و التخلص منه، لأن ذلك يكون مستحيلاً أحيانا.
    بعد يوم من قراءتي هذه الدراسة، دخل علي المكتب زميل أردني. تحدثنا قليلاً عن الثورة الشعبية التي عمت شوارع عمان قبل أيام و عن بواعثها و سبل إخمادها. و فجأة سألني زميلي الأردني : "السودان أسوأ حالاً من الأردن بكثير، ما الذي يمنع السودانين من الثورة؟". حينها تذكرت دراسة الدكتورة كيلي و تبسمت في وجهه ثم قلت : إننا شعب يخشى التوتر!

    لن تقوم للسودان ثورة إلا بتصالح الشعب السوداني مع التوتر الذي يصاحب الثورات...
    لا يكون التوتر عبئاً ثقيلاً على حامله إلا حين يحاول هذا الأخير تفاديه.. و يصبح التوتر رفيقا طيباً حين يعتبره المرء عاملاً مصاحباً للإنجاز و العطاء و حين يسخره لخدمة البشر كافة غير مقتصر على مصالحه الفردية.
    **
    تنبيه:
    أثبتت دراسات علمية حديثة بأن أكثر دول العالم توتراً هي الدول الإسكدنافية و أقلها توتراً هي موريتانيا. فماذا نريد للسودان أن يكون: إسكدنافيا أم موريتانيا؟

    والله أعلم
    محمد كمال الدين (أبوكمال)

    Email: [email protected]
    Twitter: Mohamed Kamal (@jabaruky269)





























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de