يلعب الإعلام دوراً كبيراً في نقل الإحداث، و يضعها أمام المشاهد؛ كي يجعله يعيش الحدث أول بأول دون تلاعب بحقائقها، أو التدليس في موضوعيتها، وهذا ما يُصطلح عليه بالمهنية، و المصداقية، و الموضوعية في التعامل مع مجريات الأحداث، و الوقائع التي تجري في الساحة وعلى مدار الساعة، و لعل تلك المهنة الاحترافية تسعى ورائها مختلف وسائل الإعلام المرئي، و المسموع؛ حتى تكون الأكثر قبولاً، و رواجاً، و تحقيقاً لرسالتها المشرفة، و أيضاً لتكون القدوة، و الأنموذج الأسمى لكل وسائل الإعلام الأخرى، و تلك حقاً ميزة يترقبها المشاهد، أو المستمع، وعلى أحر من الجمر، فهو يبحث عن المصداقية، و الموضوعية، و المهنية العالية في نقل المعلومة، أو الخبر، و في الوقت نفسه ينفر عن الإعلام المسيس، و الخاضع للرغبات، و النزوات، و الدينار، و الدرهم؛ لأنه يعلم علم اليقين أنه سيكون أمام كم هائل من الأخبار الكاذبة البعيدة عن الحقيقة، وهذا ما نرى مصداقه متجذر، و متحقق في الإعلام المدلس للحقائق، و المشوش عليها خاصة عند دولة داعش الخرافية، فإعلامها يجعل من ساسة الطرب، و الرقص و الغناء، و المجون، و ليالي الأنس الحمراء، و قتلة النفس المحرمة، و منتهكي الحرمات، و سراق المال العام قادة عروبين، و سلاطين حماة للدين، و مفترضي الطاعة رغم ما فيهم من أخلاق مبتذلة، و عمالتهم الجلية للغزاة المحتلين من يهود، و مغول، و قوى الاستكبار و الاستعمار العالمي، و بعد هذا يأتي دور الإعلام المحرف للحقيقة، و المفتقر للمهنية، و المصداقية، فيعطي صور القداسة، و القدسية لهؤلاء القادة الفاسدين، و لدولهم الإلحادية و الإباحية، و خذ مثلاً دولة السلطان غياث الدين الذي يقول عنه ابن العبري : (( وكان السلطان غياث الدين مقبلاً على المجون، و شرب الشراب، غير مرضي الطريقة، و منغمساً في الشهوات الموبقة )) حقيقة لا يمكن إنكارها أو التلاعب بها فكيف يأتي الإعلام المنبطح للدينار و الدرهم و يعطي لهكذا قادة و دول صفة القداسة و القدسية ؟ فهل بريق الدينار جعله يزيف الحقائق و يتلاعب بها ؟ هل الخوف من البطش و القتل جعل الإعلام يخضع لرغبات و أوامر هؤلاء السلاطين ؟ فكلما أتصف الإعلام بهذه الصفات المبتذلة كان حقاً بأن يُوصف بأنه من أدوات الشيطان بل، ومن أفضل المقربين منه، و ساعده الأيمن في تشويه الحقيقة، و خداع المتلقين، و حجب الصورة الناصعة للحقيقة الكاملة، وقد علق المهندس الأستاذ الصرخي الحسني على دور الإعلام المدلس في محاضرته (48) من بحوث تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي في 11/8/2017 قائلاً : (( هذا الإمام، و الخليفة قائد، و قدوة، و إمام ابن تيمية، و كل هذه الأفعال، و يتحدثون عن الإسماعيلية، و الباطنية، و الحشاشة، و الملاحدة، و أي إلحاد و زندقة بعد هذه الأفعال التي يقوم بها أئمة ابن تيمية ؟ من مجون و شرب و شراب و رقص و غناء و طرب و ولدان و صبيان و شاب أمرد و رفاق الشاب الأمرد من الأرباب و لكن جرت الأمور بتوسط الإعلام المدلس على أن الإسماعيلية ملاحدة )) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة