غلاء الأسعار و حتمية الجوع بقلم د. عمر بادي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-14-2018, 11:23 AM

د. عمر بادي
<aد. عمر بادي
تاريخ التسجيل: 03-18-2015
مجموع المشاركات: 153

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غلاء الأسعار و حتمية الجوع بقلم د. عمر بادي

    11:23 AM May, 14 2018

    سودانيز اون لاين
    د. عمر بادي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر


    بقلم :
    [email protected]
    عمود : محور اللقيا
    أحد معارفي يعمل في متجر ( بقالة ) قال لي أنه في مرة قد أتى إليه في داره أحد أصدقائه بسيارته الفارهة و طلب منه أن يذهب معه ليريه مكان عزاء يعرفه فدلف إلى غرفته و تهندم كصديقه صاحب الفارهة , و في طريقهما إلي بيت العزاء توقفا لشراء قارورة ماء فزاد صاحب البقالة سعرها إلى النصف و هنا أخبره الراوي أنهما زملاء مهنة و لا يحق له بيعها لهما بزيادة النصف , فرد عليه صاحب البقالة ضاحكا : ( إفتكرتكم من لبسكم و عربيتكم فارات !! ) و تناول منه ثمن قارورة الماء بدون زيادة .
    حقا الأسعار صارت بلا ضابط ولا رابط و صار لكل متجر أسعار تختلف عما في متجر آخر , حتى البضاعة و هي على الأرفف يزداد سعرها يوما بعد يوم مع أن الأمانة تقتضي أن يتم تحديد سعر بيع السلعة بناءً على فاتورة شرائها و لكن للتجار منطق مخالف و يعللون زيادة أسعارهم بأن أسعار بضاعتهم الجديدة في تزايد و الأمر يتطلب توفر النقود لديهم و أن أسعار السوق من حولهم و المواصلات و الإيجارات في تزايد . بإختصار صار كل صاحب سلعة يزيد سعر سلعته ليزداد دخله و صار الخاسر الأكبر هو المواطن ذو الدخل المحدود الذي لا يعمل بالتجارة .
    كما بيّن أبو الإقتصاد الرأسمالي آدم سميث فإن سعر أي سلعة يتحدد بقانون العرض و الطلب إذا خلا السوق من الإحتكار و من الندرة بحيث يصبح السوق معافى لسياسة تحرير الأسعار . في الإقتصاد الإشتراكي تتولى الدولة تحديد أسعار السلع بناء على تكلفة الإنتاج أحيانا و أحيانا بناء على سياسة دعم السلع الحيوية لتقليل أعباء المعيشة على مواطنيها . بعض الدول كدولتنا السودانية كانت تأخذ بسياسة إقتصادية مشتركة ما بين الرأسمالية و الإشتراكية فكانت تدعم بعض السلع و تترك سلع أخرى للعرض و الطلب , و لكن فقد نحت دولتنا منحى الإقتصاد الرأسمالي و رفعت الدعم عن سلع كثيرة مثل الوقود و الخبز و الدواء و العلاج و الكهربا و الماء . في الإسلام يتم تحديد سعر السلعة بتحديد الربح الحلال من فاتورة شرائها أو تكلفتها بأن لا يتخطى ال 30% , فهل هذا مطبق عندنا ؟ نحن نتعايش هذه الأيام مع أزمة شح الوقود و الصفوف الطويلة أمام طلمبات البنزين و الجازولين و معاناة المواطنين من المكوث لساعات طوال من اجل التزود بالوقود و أحيانا ينفد الوقود فيضطر المواطنون إلى إنتظار حمولة من الوقود جديدة غير معروف متى تأتي أو التوجه إلى محطة أخرى و ركوب صفها من الآخر . الملاحظ أن أسعار الوقود لم تطالها زيادة جديدة لكن صعوبة الحصول عليه أدت إلى زيادات في تعريفة المواصلات و في النقل عامة مما زاد من أسعار السلع المنقولة .
    لقد شكا السيد وزير التجارة لطوب الأرض من إرتفاع الأسعار الذي أوشك أن يصل إلى مرحلة الفوضى , و من أجل محاربة هذه الفوضى فقد فتح باب الإستيراد من أجل محاربة الندرة المؤدية إلى إرتفاع الأسعار , و زاد على ذلك بأن دعا إلى تكوين آلية لرقابة السوق و تحديد الأسعار , و هذا يعني أن توضع ديباجة على كل سلعة تحدد سعرها . هذا في نظري إعلان من وزير التجارة عن فشل سياسة تحرير الأسعار و العودة إلى تحديدها بواسطة الدولة ! لكنني هنا يتراءى الدولار أمام عيني الذي عصي علي الحكومة كبح جماح إرتفاع قيمته أمام الجنيه السوداني بسبب عجز بنك السودان عن توفير غطاء نقدي منه تثبت به قيمته , فدخل الصادرات من العملة الصعبة صار لا يتعدى بضعة مليارات و لا تتراءى وديعة في الأفق قادمة من الخارج لتثبت قيمة الدولار و لو إلى حين , و لذلك فسوف يزيد إرتفاع الدولار الذي زاول إرتفاعه رغم محاولة خفضه بتجفيف السيولة إلى إرتفاع الغلاء الذي هو مرتفع أصلا مع فوضى الأسعار و الجبايات و سوف يؤدي كل ذلك إلى إرتفاع مؤشر المعاناة للمواطنين , فغلاء الأسعار طريقه يؤدي في إتجاهه الواحد إلي حتمية الجوع , و ماذا بعد تفشي الجوع غير الفوضى ..
    أخيرا أكرر و أقول : إن الحل لكل مشاكل السودان السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية يكون في العودة إلى مكون السودان القديم وهو التعايش السلمي الديموقراطي بين العروبة و الأفريقانية و التمازج بينهما في سبيل تنمية الموارد و العيش سويا دون إكراه أو تعالٍ أو عنصرية . قبل ألف عام كانت في السودان ثلاث ممالك أفريقية في قمة التحضر , و طيلة ألف عام توافد المهاجرون العرب إلى الأراضي السودانية ناشرين رسالتهم الإسلامية و متمسكين بأنبل القيم , فكان الإحترام المتبادل هو ديدن التعامل بين العنصرين العربي و الأفريقاني مما أدى لتمازجهم و كان نتاجه نحن , و أضحت هويتنا هي السودانوية . إن العودة إلى المكون السوداني العربي الأفريقي اللاعنصري تتطلب تغييرا جذريا في المفاهيم و في الرؤى المستحدثة و في الوجوه الكالحة التي ملها الناس
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de