دون أدنى شك يتحسر كل من تجري الدماء الوطنية بعروقه على ما آلت إليه الأمور ببلادنا ، أخبار سالبة تتصدر عناوين محطات الأخبار ، حتى كدنا أن نكون بلاد العجائب من غير منازع سادتي ، بلادي التي يجري النيل فيها حزينآ - من غير استفادة تُذكر- وأهلها في كثير من الأقاليم وبعض العاصمة عطشى ، وكذلك ببلادنا كل ما تحتاجة الدول لتحقق الإكتفاء الذاتي لمواطنيها من الاحتياجات الضرورية ؛ وهذا ما لم نعرفه ( لم يسع أحد لتحقيقه ) ولن أعدد المزيد هنا ، دعونا نتوقف مباشرة عند الأوضاع التي تعايشها بلادنا الآن ، و التي أراد متخذو القرار فيها أن يتوقف إنتاج كل شئ ( تمامآ ) والسماح فقط بإنتاج الأزمات ! .
المتتبع لتجربة حكم هذه الحقبة يعي تمامآ أساليبهم في إدارة الصراع الداخلي ( بتنظيماتهم ) وكذلك تعاملهم مع الملفات الأخرى ذات الأبعاد الدولية ( والتي تتسم معالجاتها بقصر النظر وتغليب كل ما يحقق مصلحة البقاء في الحكم ) ، ومن المعلوم أن مسرح صراعاتهم هو َظهْر المواطن الذي إنحنى جراء بذل الجهد لدفع فواتيرهم ، وتأتي صراعاتهم - أحيانآ- على حساب سمعة البلاد ، بل حتى على العُرف والتاريخ ، ولا حرج من نسف كل شئ ( لينتصر أحدهم ) وهذا أمر مؤسف . عندما تَسلم كرم الله عباس الشيخ مقاليد الأمور بولاية القضارف في العام 2010 كأول والٍ من رحم الولاية ، الحقيقة أنه وجد دعم كبير - بالرغم من أنه مؤتمر وطني - إلا أن أسلوبه العفوي في إدارته للأمور دفع بعض أهل ولايته الى منحه الثقة ؛ بمبرر أنه معروف عنه تقديم مصلحة الولاية على الحزب ، و ظهرت بعض الخلافات بينه وتيارات أخرى مناوئة له داخل حزبه (بولايته ) ، والتي لم تكن وليدة تلك اللحظة بل بدأت بخلافات بينه وعبد الرحمن أحمد الخضر والي القضارف حينها ، وكان كرم الله عباس الشيخ يرأس المجلس التشريعي لولاية القضارف ، وأدت هذه الخلافات الى إعفاء كلٌ من الخضر وكرم الله من منصبيهما ،وامتدت حتى بعد تولية لزمام الأمور( بإعتباره صراع إمتد للمركز ) وبقي واضحآ أن بالمركز من هو غير راضِ عنه ،وهذا خلق له نوع من خميرة العكننة منعته عن مواصلة عمله بصورة طبيعية ، ومعروف أن لكرم الله اسلوب مختلف في إدارته للأمور (أسلوب زول الله وود البلد) وهذا السلوب في الغالب يتعارض مع الأجندات الحزبية وأساليب الكسب السياسي ( الرخيص ) والذي يقوم على إقصاء الآخر وتهميشه ، ولكن يظل كرم الله بن الحزب كما يؤكد هو ذلك . وتفاقمت معه الأوضاع وبلغت ذروتها عندما تحدث بصراحة عن السياسات العامة لحزبه ( على المستوى العام ) وكذلك بعض الانتقادات التي وجهها ، وأدت الى منع الولاية من ميزانيتها ( كتعبير لعدم الرضاء عنه !) ومعلوم أن القضارف تدعم الميزانية العامة للدولة بمبالغ ضخمة ، تظهر كأرقام مهولة في الايرادات العامة للدولة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة