العناصر الإيجابية في الشخصية السودانية مهددة بالإنقراض بقلم د . الصادق محمد سلمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 03:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-11-2018, 06:39 PM

د.الصادق محمد سلمان
<aد.الصادق محمد سلمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2016
مجموع المشاركات: 120

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العناصر الإيجابية في الشخصية السودانية مهددة بالإنقراض بقلم د . الصادق محمد سلمان

    06:39 PM March, 11 2018

    سودانيز اون لاين
    د.الصادق محمد سلمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    التغيير سنة الحياة فلا كائن أو شيء باق على حاله ، الناس والمجتمعات والدول تتغير ، والتغير له ميكانيزماته وعوامله التي تدفع وتحدث التغيير ، وكقاعدة فإن إي تغير يحدث في أحد هذه الأنظمة تتأثر به بالضرورة بقية الأنظمة الأخرى ، ومن الناحية الأخرى لكل مجتمع من المجتمعات وجماعة من الجماعات ثقافتة التي هي بمثابة المرجعية التي يحتكم إليها في معظم أوجه نشاطاته وممارسته لحياته ، ومع مرور الزمن يتغير المجتمع ، كما يحدث التغيير في عناصر هذه الثقافة ومكوناتها ، لكن تظل هناك منظومة من القيم والأعراف والعادات والتقاليد والمعتقدات والمُثل هي الحافظة لهوية المجتمع أو الجماعة ، وهي التي يحرص المجتمع أو الجماعة على إنتقالها من جيل لآخر .
    غرس منظومة القيم من خلال مؤسسات التربية الرسمية والمجتمعية :
    كان النظام التعليمي والتربوي الرسمي في السابق يقوم بمهامه التعليمية والتربوية على أكمل وجه ، ففي الجانب التعليمي لم يكن آباؤنا وأمهاتنا يستذكرون الدروس معنا فقد كانت المدرسة تتكفل بهذا العمل من خلال حصة العصر والمذاكرة الليلية ، الان نجد إن معظم العبء يقع على الأسرة إذ أصبحت مراجعات الدروس من شأن الأبوين ، وحل الواجبات يقوم به الأب أو الأم ، وفي الجانب التربوي نجد أن دور المدرسة قد تقلص ، كما إضمحل دور المؤسسات الإجتماعية الأخرى كأعضاء الجيرة والأسرة الممتدة بحكم بعدها عن الأسرة الصغيرة ، وتلاشى تماما دور الشارع العام وأصبح في نطاق ضيق .
    يعهد النظام الإجتماعي للأسرة القيام بدور التربية والتنشئة الإجتماعية لأطفالها حسب القيم الثقافية التي يؤمن بها المجتمع ويشاركها في ذلك بعض مؤسسات المجتمع ، فقد كانت الأسرة أحد أهم المؤسسات التي يعتمد عليها المجتمع في التربية والتنشئة الإجتماعية وغرس القيم التي يؤمن بها في النشء . معظم أجيال ما بعد الإستقلال تشربوا ثقافة المجتمع من هذه المؤسسات فكان تأثيرالتربية المجتمعية فيهم واضحا ، وأضافوا إليه ما نالوه من النظام التعليمي والتربوي الرسمي في المدارس من علم وثقافة وقيم ، وكان نتاج هذا التناغم تلك الشخصيات التي وضعت بصماتها في كل ميدان من ميادين العمل العام ، وظهر منهم النوابغ في كل المهن في الإقتصاد والهندسة والطب والأدب والتعليم والجيش وغيرها من المجالات . فالتربية في المجتمع التقليدي السوداني تشارك فيها عدد من مؤسسات المجتمع ، فإلي جانب الأسرة ، تساهم الأسرة الممتدة والمعارف والجيران وحتى الشارع العام بدور، فبإمكان أي فرد من سكان الحي أن يزجر أو يوجه أو حتى يعاقب أي طفل من أطفال الحي دون أن يُسال من قبل الأب أو الأم أو أحد أفراد الأسرة الآخرين ، فقد كان هناك تكامل بين المدرسة والأسرة والمجتمع في تربية النشء ، لذلك كانت النتائج باهرة فلا يوجد تناقض بين العقيدة التربوية في تلك المؤسسات الرسمية والمجتمعية التقليدية .
    عندما يكون التغيير سلبياً :
    تحدثت تغيرات كثيرة في كل النظم التي تكون النظام الإجتماعي ، والمجتمع السوداني مر بتغيرات إقتصادية وإجتماعية وثقافية وسياسية ، وأخلاقية خلال العقود الأخيرة ، هذه التغييرات أحدثت تحولات عميقة في المجتمع السوداني سواء في الريف أو الحضر ، ومن بين النظم التي طالتها هذه التغييرات النظام التعليمي التربوي الرسمي ، فالمدرسة كمؤسسة تعليمية تربوية لم تعد تلك المدرسة التي كانت في فترة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات صرحا تعليميا تربويا يعلم العلم ويغرس قيم المجتمع وثقافته في التلاميذ والطلاب ليصنع ملامح الشخصية السودانية المستقبلية ، تلك المهمة الرسالية أُصيبت في مقتل عندما دخل التعليم حقل الإستثمار التجاري ، في عهد الإنقاذ وأُهملت الدولة في نفس الوقت التعليم العام الذي يعتبر من واجباتها الأساسية ، كان تدمير التعليم الحكومي متعمداً من أجل أن تعمل تلك المؤسسات الإستثمارية ، وكانت المدارس الحكومية صاحبة تلك الرسالة هي الضحية . هذه التغيرات إضافة إلي أنها أسهمت بقدر كبير في تدني مستوى التعليم بصفة عامة ، فقد كانت أيضاً سببا لنشأة عدد من الظواهر السلبية التي إنتشرت في المدارس بين تلاميذ وطلاب المدارس والجامعات مثل العنف وتعاطي المخدرات وعدم إحترام المعلم ، وغيرها من الظواهر التي بدأ تعاني منها منظومة التعليم الرسمية والمجتمع . وعلى المستوى العام نتج عن تراجع دور الأسرة والمجتمع في القيام بمهامهما في الرقابة والضبط أن ظهرت العديد من الظواهر السالبة ، فقل التسامح بين الناس ، وأنتشرت سلوكيات أخلاقية لم تكن معهودة في المجتمع ، وتفشت الجريمة بأشكال مختلفة ، وضعفت العلاقات الإجتماعية ، وإنتشر النفاق والغش والكذب والإحتيال ، وقل إحترام الصغار للكبار وكثيرغيرها من الظواهر السلبية . وأحدثت هذه التغيرات شروخا عميقة في صورة الشخصية السودانية ، وصلت تداعياتها إلي الخارج .
    الثقافة التقليدية في نظر الأجيال الجديدة :
    المجتمع السوداني رغم مظاهر الحداثة التي تبدو في ممارسات وعادات سكان الحضر فلا يزال يغلب عليه الطابع التقليدي ، والثقافة في المجتمع التقليدي من سماتها المحافظة على القيم والمُثل التقاليد والعادات والقيم المجتمعية وتحرص على إنتقالها من جيل لآخر ، لكن بعض المتعلمين من الأجيال الجديدة ترى في أساليب التربية التقليدية كثير من العيوب ، وينظرون إلي ما بها من قيم ومثل وعادات وتقاليد على أنها بالية ويجب التخلص منها وفي مجملها لا تعدو كونها مظهراً من مظاهر التخلف ، و أنها تحوى كثير من القمع والكبت للطفل ، من جراء كثرة المحاذير والزجر . هذه النظرة دفعت كثيرين من قطاعات المتعلمين من الأجيال الجديدة إلي رفض الأساليب التربوية التقليدية وتبني بعضهم آراء تقول بأن يترك الطفل على حريته يفعل ما يشاء ، وان تلبى كل طلباته حتى لا ينشأ معقدا من جراء شعوره بالحرمان ، دون أن يدركوا المشكلات التي يمكن أن تنشأ من ذلك ، فتلبية كل ما يطلبه الطفل وتركه دون توجيه قد يجعل منه طفلا مدللا ، وقد يحوله إلي شخصية غير سوية بسبب التدليل ، وعدم إدراكه الصواب من الخطأ عندما يترك دون توجيه ، وأعتبروا أن الطريقة التقليدية في التربية متخلفة ، وأنها السبب في كثير من العلل التي يقولون أن الشخصية السودانية تعاني منها ، وهذا قول تكذبه صورة الشخصية السودانية التي رسًمت ملامحها من خلال النظام التعليمي التربوي الرسمي عندما كان متناغماً مع نظام التربية التقليدية في المجتمع ، وبغض النظر عن رؤيتنا لأنفسنا يكفى هنا شهادة الآخرين على إنفتاح الشخصية السودانية وصدقها وعلاقاتها الودودة مع الآخرين ، وهذه مؤشرات تعكس أن مثل هذه الشخصية تكون عادة تكون متصالحة مع نفسها ، وليس بهاعُقد ، وهذا لا يعني أن هذه الشخصية ليست لها عيوب .
    مدخل الإستلاب الثقافي :
    أحدث التغيير الإجتماعي والتحولات التي ضربت المجتمع في العقود الأخيرة فراغا نتج من الزعزعة التي حدثت لمؤسسساات التربية والتعليم االرسمية والتقليدية ، هذا الفراغ ملأته القنوات الفضائية بمواد تعليمية وثقافية غريبة عن المجتمع وثقافته ، فكيف نتوقع من شخص خلا ذهنه من مكونات وقيم ثقافه مجتمعه بحجة الحداثة أن يتعامل بقيمها ومُثلها وأعرافها ، فإي مجتمع يتخلى عن ثقافته وقيمه إلي زوال ، الثقافة التقليدية بقيمها ومثلها وعناصرها ، هي الحائط المنيع الذي يصد امواج الإستلاب الثقافي الذي نرى أثره في مجتمعنا اليوم . سابقاً كانت المدرسة فعلا مؤسسة تعليمية تربوية ،تقوم بواجبها التعليمي والتربوي ، كما كانت مؤسسات المجتمع الإجتماعية كالأسرة والمجتمع تقوم بدورها في غرس الجوانب التربوية وكان هناك تكامل بين المدرسة والمجتمع في غرس القيم المجتمعية والثقافية في النشء ، مثل إحترام كبار السن ، وإحترام العلاقات الإجتماعية كاالعلاقات القرابية وعلاقات الجيرة ، وإستقبال الضيوف وخدمتهم والمرؤة والشهامة وغيرها من القيم التي يحرص المجتمع أن تستمر في مكونه الثقافي ، هذه العناصرتشتمل على بعد حضاري وقيم إنسانية ، ويمكن القول أنها أصبحت مهددة بالإنقراض ، في السابق كانت الأسرة والمجتمع يقومان بمراقبة أفرادهما بالإلتزام بهذه القيم من خلال وسائل الضبط الإجتماعي وبذلك تمكن المجتمع من المحافظة على هويته ، أما اليوم فهذا الإرث الثقافي مهدد بالزوال بسبب تدهور المؤسسات التي كانت ترعاه .


























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de