حكاية من مايو..!! بقلم عبدالباقي الظافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2018, 04:17 PM

عبدالباقي الظافر
<aعبدالباقي الظافر
تاريخ التسجيل: 03-30-2015
مجموع المشاركات: 856

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكاية من مايو..!! بقلم عبدالباقي الظافر

    03:17 PM February, 10 2018

    سودانيز اون لاين
    عبدالباقي الظافر-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حضرت صينية الغداء في الشتاء الأخير لحكومة مايو.. مائدة الرائد خدر بسيطة لكنها متنوعة.. رغم أن المجاعة ضربت بعض من غرب السودان إلا أن الخرطوم مازالت ندية.. الضيف الذي حل من الشمالية لم يكن يدرك جيداً قواعد الضبط والربط في البيت الذي يتوسط قشلاق الشرطة بكوبر.. يخرج السؤال بذات الوضوح المحرج:" انتو يا خدر أخوي رأيكم شنو في كلام الريس نميري؟".. لم يكن جنابو خدر راغباً في الاسترسال في حديث السياسة.. لكن المزارع البسيط يستمر في الثرثرة:" كيف الريس يقول ما في راجل يقدر يشيلني؟".. يكتفي جنابو خدر بإرسال نظرة عميقة وذات دلالات نحو ابنه محمود.. والابن ينقل الحديث عن الهلال والمريخ.. والضيف يبدأ يسرد معاناة المزارعين بسبب شح الجازولين وحرامية التعاون.. عندها يترك خدر المائدة ثم يمضي إلى الغرفة الأخرى من المنزل الصغير.

    كان الطالب بجامعة السودان محمود خضر يستحضر ذاك المشهد وهو وسط زملائه يحضر لانتفاضة مارس.. أبريل.. حاول أن يثني الرفاق عن مواجهة مفتوحة مع نميري المحروس بالسلطة والمال والنفوذ.. ملاحظة من رفيقه صديق مضوي عن البرجوازية الصغيرة المرتبطة بالنظام جعلته أكثر حماساً ليوم المواجهة.. بعد رسم السيناريو تم اختيار الرفيق محمود لقيادة المجموعة التي من المفترض أن تصل مجلس الوزراء على رأس مظاهرة شعبية وتحتله مهما كان الثمن.. كان الكادر السياسي أحمد المادح يوصيهم أن يحاولوا تحييد القوة العسكرية التي ستواجههم بشعارات براقة ذات رنين عاطفي.. هضم محمود الخطة وبات في انتظار ساعة الصفر.

    قبل يوم من المواجهة المحتملة كان اللواء أحمد عبدالكريم يستعرض الخطة بناءاً على المعلومات المتوافرة.. الجديد أن الإسلاميين الذين كانوا جزءاً من النظام سينخرطون في المظاهرات الشعبية.. كانت الخطة تتركز على منع المتظاهرين من الوصول إلى قلب الخرطوم.. وأن يكون ميدان المواجهة مع طلاب الجامعات خارج الحرم الجامعي مباشرة.. الموجهات كانت تشير إلى تجنب العنف المثير لغضب الشارع وفي ذات الوقت الحسم السريع للموقف.. توقف اللواء عبدالكريم في العناصر التي تستطيع أن تحقق تلك المعادلة الصعبة.. اختار العقيد مبارك أمين لقيادة القوة باعتباره دارس للقانون وممارس لرياضة كرة القدم.. المقدم الطاهر أبو متخصص في فض الشغب.. الرائد خضر التوم يجب أن يكون في واجهة الأحداث باعتباره كادر قديم ترقى من الصف وأثبت جدارة ثبتته في الخدمة حتى وصل رتبة الرائد.

    في صباح السبت المعلوم كان كل من الأب والابن يستعد للخروج.. كلاهما لا يدرك تفاصيل المشهد القادم.. توقف الابن أمام والده الذي كان متأهباً للخروج طالباً مبلغ نصف جنيه لأن لديه مشوار مهم.. تفرس المحارب العجوز في وجه ابنه محاولاً اثنائه عن الخروج دون أن يكشف أسرار العمل.. انتهت المواجهة الصامتة أن يخرج الضابط ربع جنيه ويدسه في كف ابنه الأيمن ثم يتوجه نحو (اللانروفر) القديم.. بعد نصف ساعة خرج الابن.. بالقرب من سجن كوبر كان هنالك من ينتظره ويمنحه تفاصيل إضافية.. مركزية الطلاب قررت أن تبدأ المظاهرة من زنك الخضار بالخرطوم.. أمام القضائية ستلتقي جموع الطلاب القادمة من جامعات أخرى.

    خرج الرائد خضر التوم مع قوته التي قرر لها أن تتمركز أمام القضائية وعلى طول شارع الجامعة.. كان رجال الشرطة في غاية الحماس لكن الرائد خدر كان يطلب منهم الحكمة والحزم والصبر على المواجهة.. عند التاسعة التقى الجمعان.. الطلاب في ترتفع عقيرتهم بالهتاف.. والشرطة تتأهب بإطلاق صرخات الاستعداد.. تضخم الموكب بعد أن تمت تغذيته بروافد شعبية.. اقترب التجمع من الشرطة التي تسد الطريق.

    حينما رفع الرائد خضر يده ليشير للالتحام كان هنالك متظاهر يقفز من بين الجموع.. المتظاهر يصرخ " لا يا أبوي".. تعود اليد إلى وضعها الأول.. تتعلق الأعين بذلك المشهد.. يحتضن الأب الابن الثائر ثم يبكي الاثنان.. حالة من الوجوم تشل الحراك الثوري الغاضب.. دخل رجال القوة العسكرية في حيرة.. انتهى المشهد بشكل درامي. الرائد خلع بزته العسكرية.. طوي صقر الجديان داخل البزة برفق.. ثم استدار إلى الخلف.. سلم كل ما في يده للضابط الذي يليه.. حاول الانسحاب لكن الجماهير لم تتركه.. حملته على الأعناق وهو كاره التكريم.. كان فقط يرفض أن يواجه ابنه الثائر.

    في نشرة الساعة الثالثة ظهراً صدر بيان رسمي بإحالة الضابط المتمرد إلى المحاكمة مع تجريده من رتبته العسكرية.


    assayha























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de