هل أتباعُ سيدنا محمد (ص) وَحْدَهم المُسلِمُون ؟! بقلم: عبد العزيز عثمان سام- 2 يناير 2018م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 11:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2018, 11:22 AM

عبد العزيز عثمان سام
<aعبد العزيز عثمان سام
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل أتباعُ سيدنا محمد (ص) وَحْدَهم المُسلِمُون ؟! بقلم: عبد العزيز عثمان سام- 2 يناير 2018م

    10:22 AM January, 02 2018

    سودانيز اون لاين
    عبد العزيز عثمان سام-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    كل عام والجميع بخير، وصحَّة ورآحة بال.
    يقْلِقُنِى تصنيف أصحاب الأديان السماوية الإبراهيمة إلى مسلمين ويهود ومسيحيين، ثُمَّ أنَّ أتباعَ سيدنا محمد (ص) خاتم رُسل الإسلام، أقاموا موَآزِين الكُفر والإيمان تأسيساً على تصنيفٍ مُضلِّل لأصحاب الديانات السماوية الإبراهيمة بينما هُمْ جميعهم مُسلمون كما سنُبيِّنُ بنصُوصِ القرآن الكريم. وتبِعهم فى ذلك الخطأ، كردَّةِ فِعل، المسلمون الآخرون من أتباعِ الأديان السماوية فكرَّسُوا للفصلِ بين أتباع الديانات السماوية وتصنيف بعضهم لبعضٍ بما يُخالفُ كلامُ الله وأيات القرآن الكريم المُحْكَمَة فى تعريفِ وتوصِيفِ "المُسلِمين"، ثُمَّ شبَّ ذلك الغلْوَاء كالنَّارِ فى الهشِيمِ فسبَّبَ الخِلاف والتوتُّر والصراع والشقاء الماثِلِ، وسفْكِ الدِمَاء بحُجَّةِ نُصرَةِ الإسلام والدفاع عنه بلا تمعُّنٍ فى آياتِ القرآن الكريم.
    فأنظرُوا كيف يُعَرِّفُ القرآنُ الكريم المُسلمين بسِعَةٍ لا يُخرِجُ من ظِلِّه أحد، بينما يضيِّق أتباعُ محمد (ص) دين الإسلام ويجعلُونه حِكْرَاً لهم ثُمَّ يُأسِّسُونَ على ذلك الإثْمِ كُلِّ الأخطاء والصراعات وشلَّالات الدَمِ الهَادِرة.
    . "الإسلام" فى الأساسِ هو دينُ سيدنا إبراهيم الخليل أبو الأنبياء والمُرسلين وهو من سَمَّانا المُسلِمين: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شهداء على الناس..) (78) الحَج. "من قبلُ" يعنِى من قبلِ هذا القرآن. وفى سورة البقرةِ يدعو سيِّدِنا إبراهيم الخليل وإبنه إسماعيل ربهم: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)128البقرة. قال ابن جرير: يعنيان بذلك، وأجعلنا مُستَسِلِمين لأمْرِك، خاضِعين لطَاعتِك، لا نشرِكُ معك فى الطاعَةِ أحداً سِوَاك، ولا فى العِبَادةِ غيرك. وهذا هو الإسلام ويسبقه الإيمان بالله وكُتبِه وملائكتِه ورُسلِه واليومِ الآخر وبالقضَاءِ والقدَرِ. والإسلام هو غاية المُسلم وخاتِمة مَطَافهِ الذى جاء لأجلِه (إلا ونحنُ مُسلِمُون). وفى قولهِ (وَمِنْ ذُرِّيَّتنَا أُمَّة مُسْلِمَة لَك) إِنَّهُمَا خَصَّا بِذَلِكَ بَعْض الذُّرِّيَّة، لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى شأنه كَانَ قد أَعْلَم خَلِيله إبْرَاهِيم أَنَّ مِنْ ذُرِّيَّته مَنْ لَا يَنَال عَهْده لِظُلْمِهِ وَفُجُوره فى قوله تعالى (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 124 البقرة.
    . ومن ذرِّية إبراهيم "المُسلِمين العدُول" سيِّدنا يعقوب وأبناءه، ويعقوب بن سيِّدنا إسحق أخو سيدنا إسماعيل أبناء سيِّدنا إبراهيم الخليل عليهم جميعاً السلام، وسيدنا يعقوب هو (إسرائيل) أبو سيِّدنا يوسف عليه السلام وإخوته الأسْبَاط، وهَاك الدليل على إسْلامِهم من القرآنِ الكريم: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) 133 البقرة. أبناء سيدنا يعقوب هم الأسْبَاط آباء وأجْداد اليهود الحاليين فى دولةِ إسرائيل وعاصِمتها القُدس. ماذا قالوا لأبِيهم؟ قالوا (إِلَٰهًا وَاحِدًا ونحنُ له مُسلِمُون)! فمن ذا الذى يُكذِّب القرآن الكريم المُبِين ليُكفِّرَ الإسرائيليِّين أبناء سيِّدنا يعقوب وهُم مُسلِمون بنَصِّ القُرآن؟.
    . وقد أمرَ اللهُ بالإيمانِ بجميع أنبياءه وكُتُبِهِ ورُسله، وحرَّم التفريق بينهم لأنَّ الدينَ وآحِد وكلَّهم مُسلِمُون يُبْلِغُون رِسالاتِ رَبِّهم: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) 136 البقرة. وسِرْ هذه الآية الجامِعَة فى قولِ رَبِّنَا جَلَّ وعَلَا: (قُولُوا آمَنَّاِ..)، الأمرُ وآضِح ومُلزِم، وغير مسموح بأىِّ تحفَّظُات. والإسلام الذى يدَّعِيه، حَصْرِياً، أتباعُ سيدنا محمد(ص) لا يتحقَّقُ لأحدٍ إلَّا بالإيمان الكامل بما جاء فى الآية أعلاه، فالإيمَان هو الطريق المُؤدِّى إلى الإسلام فى خاتِمَةِ المَطَاف (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)102 آل عُمرَان. لذلك، الإيمان الحقّ هو الذى يقُودُ إلى الإسلام، ربَّنَا أمِتنَا مُسلمِين.
    . وسيدنا يوسف بن يعقوب (إسرائيل) لمَّا تحققت رؤيته بعد رِحلة عَنَاءٍ شاقَّة كيف دَعَا رَبُّه؟ دعاهُ أن يتوَفَّاه مُسلِماً ويلْحِقه بالصالحين: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) 101 يُوسف. أنظُر "توَفَّنِى مُسْلِمَاً".
    . الإسلامُ دينٌ قدِيم وأتبَاعُ سيِّدنا محمد (ص) آخر من إلتحَقُوا به، فأنظُر كيف أرسَلَ سيِّدنا سُليمان الهُدْهُد يحْمِلُ خطاب وعِيدِه إلى ملكةِ سَبَأ، فدخلَ من كُوّةٍ فألقَى الصحيفة عليها، فقرأته ثُمَّ أعلنَت (يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم) جاء فيه: (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ(30) أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)) النمل. إذاً، الملك سليمان كان نبِيَّاً مُسلِماً يدعُو للإسلامِ. ولمَّا تأكّدَ لملكةِ سَبَأ جِدِّية الأمر وقد سبقَها عرْشها للملك سليمان إسْتسْلمَت وأسْلَمت ووَثَّق لها القرآن الكريم ذلك الموقف: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)44 النمل.
    ودَلَالةُ هذه النصوص من سورة النمل أنَّ سيِّدنا سليمان الذى ورَثَ سيِّدنا داؤود كان مُسلِمَاً يدعو للإسلامِ وأنَّ مَلِكةَ سبَأ قد أسلمت على يديه ودخلت الإسلام ودخلت صرْحَ سليمان المُمَرَّد مُسلِمَة. فتعالُوا نسقِطُ هذه الآيات الكريمة الوآضحة على وآقِعنا وثقافتنا السَائِدَة التى أورَدَتنا المَهَالِك وقادت إلى الفِتنةِ وسَفْكِ الدِمَاء:
    . الإسلام دين قديم تحقَّق لسيدنا إبراهيم الخليل(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) 260 البقرة.
    . والإسلامُ لا يتحقق بمجرَّد إتباع دين سيِّدنا محمدٍ (ص)، بل يتحقق بالتَسْلِيمِ الكامل للهِ الوآحد الأحد وعبادته وعدم الشرك به. وأنَّ هناكَ فرقٌ شَاسِع بين الإيمان والإسلام، والإيمان الحقيقى والطمأنينة الكاملة تقودُ إلى الإسلام، والإيمان الحقيقى يكتَمِلُ بالطُمأنينة وهو الطريق المُوصِل للإسلام كغاية نِهائية. وللوصولِ إلى مرْتبَة الإسلام والموتُ عليه لا بُدَّ من الإيمانِ بالله وكُتبه ورُسلِه وملائكته واليوم الآخر والقضاء والقدَر خيرَهُ وشَرِّهِ، ومُقتضَى ذلك إلَّا نتنكَّر للمُسلِمين الذين سبقُونَا ووَرَدَ ذِكرِ وقصَصِهم فى القرآنِ الكريم، وأن نكُفَّ عن مُعَادآتِهم والحقدِ والدُعاء عليهم، وعن أنْ نُسَمِّيهم كُفَّاراً ونُعُوتٍ يومية نرْمِيهم بِها بِلا وَعِى.
    . لا يكونُ المُسلمُ مُسلماً بمُجرَّدِ الإيمان بالله وإتِّباع رسالة سيدنا محمد (ص) والصلاة والصوم والحجِّ والقيام بكُلِّ ما وَرَدَ فى سُورةِ المُؤمنين. لا، الإيمان هو بداية الطريق إلى الإسلام الذى يتطَّلب الوصول إليه الإيمان بالله ورسوله (ص) وبما أُنْزِلَ على رُسُلِ الله سادَتِنا المُسلمين الأوَآئل إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط، وما أُوتِى موسى وعيسى وأوتى النبِيُّون من رَبِّهم لا نُفرِّقُ بين أحدٍ منهم ونحنُ له مُسلمون. فهل عَلِمَ النَّاسُ ما الإسلام؟.
    . لا يجوز إيذاء أنبياء الله المُسلمون وأتباعِهم الذين وَرَدَ ذِكرهم فى الآياتِ السابقة ولا يجوزً الدعاءَ عليهم بُهتاناً كما يحدثُ من أتبَاعِ سيدنا محمد (ص) ليلَ نَهَار، وأنَّ أعلمُوا أفادَكم اللهُ أنَّ اللهَ لا يقبل دُعَاء الظالمين (لا ينالُ عَهْدِى الظالِمُون).
    . والفهمُ الصحيح للدينِ يقتضِى التدَبُّرِ فى خلقِ السماوات الأرض، ومناطُ ذلك إعْمَالُ العقل والبحوث العِلمية المُضْنِية وهو ما لم يلتزِمْهُ أتبَاعُ سيدنا محمد (ص) ومكثوا فى الأرضِ على جهْلِهم وتخلُّفِهم وصَدَّرُوا بدَاوتِهم للآخرين قسراً وزرعُوا الكرَاهية والبغضَاء وأطلقُوا العنَانَ للغِلِّ الذى فى صُدُورِهم.
    . لماذا يعَادِى العرَبُ أبناء عُمُومَتهم اليهود ولد يعقوب (إسرائيل) وهُم ذُرِّيَّة بعضها من بعضٍ؟ هُمْ جمِيعاً أحْفادُ أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم بن آزر العِراقى/ التركى وهو خليلُ الرحمن، فيما الخِلاف والنِزَاع؟، الرِآجِحُ أنَّ الأمرَ سببه الغيرة والحقدِ التأريخى من الأعرابِ على ولدِ إسحاق الذى خصَّهُ الله بـ"العِلمِ" (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ (30)) الذَّآريات.
    . لذلك، يحتاجُ "المُسلِمُون" أتباعُ سيدنا محمد (ص) إلى العملِ الجَادِّ لإنقاذِ دينِ الإسلامِ وتُراثِه من قبضَةِ هؤلاء الأعْرَاب وأذنابِهم وتقدِيمه على حقيقتِه كدينِ سلام وعدل ومَحبَّة وعِلم، دينٌ للعَالَمِين فيه خيرُ الدُنيا والآخِرة، ويقتَضِى ذلك إعْمَالُ العقل والبحث وإعادة القِيمة لنسقِ العُلوم العقْلِيَّة وإستِنبَاطِها من القرآنِ الكريم المُعِينُ الذى لا ينضَب، وأن يتركُوا الأعْرَاب فى ضَلَالتِهم يعْمَهُون.
    . هذا، وحقيقة الإختلاف بين المسيحيِّين والمُسلِمين أتباع سيدنا محمد (ص) حول ميلاد المسيح عيسى بن مريم، وهل هو عبدُ الله ورسوله وأنَّ اللهَ خلقَهُ كما خلقَ آدم، إنَّمَا أمرُهُ إذا أرادَ شيئاً أن يقولَ له كُنْ، فيكُون؟ أم قول المسيحِيُّون أنَّ عيسى إبنُ الله وإنَّه يشاركُ الله الرُبوبِيَّة؟! وتعالى الله عن ذلك عُلُوَّاً كبِيرَاً. نؤمِنُ نحنُ المسلِمُون أنَّ اللهَ تعالى شأنُه هو أحدٌ صمَدُ، لمْ يلِد ولم يُولَدُ، ليس له شريكٌ فى المُلكِ، وليس كمِثلِه شئ. هذه هى عُقدَة العلاقَةِ بين أتباعِ الدِيَانتَيّن، ولكنَّ بنُصُوصِ القرآنِ الكريم أتباعُ عيسى مُسلمُون، وإزالة هذا اللبس يكون بتوضِيحِه بالتِّى هى أحْسَن لا بالتكفِيرِ والإساءَة وهَدْرِ الدِمَاء ثُمَّ سَفْكِها.
    . وأنْ نعلمَ جميعاً، أنَّ الكُفرَ بالمَشِيئَةِ بنَصِّ القرآن (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) 29 الكَهْف. ويؤخذُ على المُسلمين اتباعِ سيدنا محمد (ص) أنَّهم يغضبُونَ لكُفرِ هذا أو إلْحَادِ ذَاك، وينسون أنَّ الله أتاحَ الكُفرَ وجعله بالمَشِيئَةِ وعَاقَبَ الكُفَّار بنَارِ جهَنَّم كمَا بَشَّرَ الذين آمنُوا بجَنَّةٍ عرْضُها السمَاواتِ والأرْضِ. ورَبُّنَا سُبحَانُه وتعَالى قادِرٌ على جَعْلِ كُلَّ النَّاسُ يُؤمِنُون به، لكِنَّه خيَّرَهم بين الكُفرِ والإيْمَان، فلماذا أتبَاعُ سيدِنا محمد (ص) مَلِكِيُّونَ أكثرَ من المَلِكِ(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)99 يُونس.
    . لذلك نقولُ لإخوتِنا المُسلمين على رِسْلِكم، خُذُوا الأمُورَ بسُهولَة Take it easy فالله وآحد، أحَدٌ صمَدُ، لمْ يلِد ولمْ يُولدُ، والإسلامُ دينٌ وآحِد. والله هو اللهُ، ليس يهُودِيَّاً ولا نصْرَانِيَّاً ولا مُسلِمَاً، واللهُ خلقَ الإنسَ والجِنَّ ليعبُدُوه حَصْرِيَّاً، وأنَّ الله سَمَحَ بالكُفرِ به لمن يشاء، وأنَّ اللهَ لا يغضَبُ أنْ يُكفرَ به لأنَّه أعَدَّ للكُفَّارِ نارَ جهَنَّم يصلُونَها سَعِيراً. فلماذا يضيقُ النَّاسُ بكُفرِ بعضِهم، والله لا يضِيقُ بالكُفرِ به؟.
    . هذا، والله يقبلُ بمُعارَضَةِ أوآمِرهِ ومشروعاته وبرآمِجِه من مخلُوقاتِه، لكنَّ الإنسان خليفته فى الأرض لا يقبلُ المعارضة ويعتبرُها كُفرَاً بالله فيقْمعُ الحُكَّامُ مُعارِضِيهم فى الرأى ويقتلُونهم، ويغشُّون ويزَوِّرُونَ الإنتخابات ثُمَّ يُهلِّلُونَ ويُكَبِّرُون. بينما الله قبِلَ معارضة إبليس أنْ عَصَا أمْرَهُ وعارَضه فى مشروعه الكبير أن جعلَ فى الأرضِ خليفة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)30 البقرة. هكذا كان إعتراضُ الملائكة خفِيفاً يُعبِّرُ عن قَلقِهم ومَخَاوفِهم من الخليفَةِ القَادِم، ولم يغضبَ اللهُ منهم بل جَاوَبَهم مُطمْئِناً لهم (إنِّى أعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ). وجَاءت المُعَارضةُ الكُبْرَى والخرُوج عندمَا أمرَ اللهُ الملائكة أن يسجُدوا لآدم مُبَايعِين له خليفة فى الأرضِ فسجَدُوا إلَّا إبليس لم يكن من السَاجِدِين، هُنَا جاءت المُعَارضة الكبرى لمشرُوعِ خِلافة الله فى الأرض من إبليس، أبَى أنْ يسجُدَ لآدم وإستكْبر وكفر (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اُسْجُدُوا لِآدَم فَسَجَدُوا إلَّا إبْلِيس أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ)34 البقرة. وفى سُورَةِ الأعراف(وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11) قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ (13) قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15)) الأعراف.
    والدرسُ المُفيد فى هذا المَوقِف هو أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى لم يَكْتَفِ بقبولِ مُعَارضَةِ ومُقَاومَةِ إبليس الرَجِيم لمشرُوعِهِ الكبِير خِلافَةِ الأرض فحَسْب، ولم يُنكِر على إبليس هذا المَوقِف المُصادِم لإرادة الله سبحانه وتعالى، ولم يقْمَعه أو يقتله فورَاً على خروجِه وعُصيَانِه الصَارِخ لأمْرِه فى مَلَأٍ عَظِيم، لكنَّ الله القادِرُ على كلِّ شئ زادَ على قُبولِ مُعَارضة إبليس لأمْرِه إلى قُبولِ طلبِ إضافى لإبليس(قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ (15))!. ولكِنَّ الإنسان خليفة الله فى الأرضِ لا يقبَلُ المُعارَضَة من أخِيه ويحْسَبُ معارضتِه كُفْرَاً باللهِ فيقمَعُه ويُعَذِّبُه ويقتُلُه ويبِيدُ عِرقِه، وكلُّ ذلك بإسمِ الله ونصرةً لدِينِ "الإسْلامِ"، فأنْظُر.
    . وأخْتِمُ بمُلاحظَةٍ حول فرِيضَةِ الحَجِّ رُكن الإسلام الخَامِس:
    الحَجُّ إلى بيتِ اللهِ الحرَام قديم، وقد وَرَدَ فى الأسْفَارِ أنَّ أبُونَا آدم قد حَجَّ البيت أربعين مَرَّة، كان يأتِى من الهِند مَشْيَاً على الأقدَامِ. وبَوَّأ اللهُ لإبراهيم مكان البيت "ببَكَةِ"، فأقَامَ وإبنه إسماعيل قوَآعِده وطَهَّرُوه للحَجِيج، ثُمَّ كلَّفَ الله سيدنا إبراهيم بدعوةِ النَّاسِ بالحَجِّ إلى بيتِه الحَرَام:(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ(26) وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ(28)) الحَجّ.
    وقولِه وأذّنْ فى النَّاسِ بالحَجِّ، أى نَادِ فى الناس دآعِياً لهم إلى الحَجِّ إلى هذا البيت الذى أمرْنَاك ببِنائه. وهُنَا يجِبُ تذكِير أتباع النبى الخاتم (ص) أنَّ هذه العِبَادَة قدِيمة ولم يُكلَّف بها نبِيِّهم بل كُلِّف بها جَدَّه إبراهيم الخليل، والحَجُّ فريضة لكلِّ النَّاس وليس للمُسلِمِين أو لأتباع سيدنا محمد (ص)آخِر المُسلِمِين. فما جَوَابُهم لو أنَّ اللهَ سَألهم يوم القيامة، لماذا حجَبْتُم النَّاسَ من الحجِّ إلى بَيتِى؟.
    ويجِبُ مُلاحظة أنَّ سيدنا إسماعيل بن إبراهيم بن آزَر جدَّ الرسول الخاتم محمد (ص) ليس عربياً وأمَّه السيِّدة هَاجِر مصْرِيَّة من القِبطِ، وأنَّ زواجَ إسماعيل بنِساءٍ عربِيَّات من قَبَائِل "جُرْهُم" وإنْجَابه مِنهُنَّ الذُرِّية لا يقْلِبُهم عرَبَاً، فخُذُوا عِلْمَاً وأحْذَرُوا.
    . كُلّ هذا الهوَس الدِينى الذى نعيشه ونتأذَّى منه، والفصلُ بين المُسلمين، وسَفْكِ الدماء، وحِرْمَان "النَّاس" وأصحابُ الأدْيَان الإبراهيمية الأخرى من الحَجِّ إلى بيتِ اللهِ الحرام، كلَّ هذه الأخطاء لا أصْلَ ولا أسَاسَ فى القرآنِ الكريم الذى نزل على سيِّدِنا محمدٍ (ص)، ولا فى دِينِ الإسلامِ الإبرَاهِيمى العَرِيض.























                  

01-02-2018, 03:00 PM

محمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أتباعُ سيدنا محمد (ص) وَحْدَهم المُسلِم (Re: عبد العزيز عثمان سام)

    تسلم وتشكر كثيرا الاخ المتعلم عبد العزيز , مقال يحمل في طياته الكثير من الحقائق الغائبة عن المسلمين للاسف الشديد وكل كلمة فيه تحتاج للدراسة بعمق وتأني لتكون بداية لقبول الرأي والرأي الاخر والتعايش لمختلف الديانات مع بعضها البعض .
                  

01-02-2018, 05:16 PM

عاطف عمر محمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أتباعُ سيدنا محمد (ص) وَحْدَهم المُسلِم (Re: محمد)

    Quote: فما جَوَابُهم لو أنَّ اللهَ سَألهم يوم القيامة، لماذا حجَبْتُم النَّاسُ من الحجِّ إلى بَيتِى

    ....
    جَوَابُهم:
    أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67)
                  

01-02-2018, 06:11 PM

عاطف عمر محمد


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أتباعُ سيدنا محمد (ص) وَحْدَهم المُسلِم (Re: عاطف عمر محمد)

    الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)
    .....
    اها..يا عبد العزيز..ياتوا..ناس..البحجوا..من الناس الفوق ديل؟؟
    وكيف..نفرق بينهم؟؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de