يوم هرب المُغني وفرقته وتركوا آلالات الموسيقية! بقلم أحمد الملك

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 04:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2017, 02:49 PM

أحمد الملك
<aأحمد الملك
تاريخ التسجيل: 11-09-2014
مجموع المشاركات: 267

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
يوم هرب المُغني وفرقته وتركوا آلالات الموسيقية! بقلم أحمد الملك

    01:49 PM December, 13 2017

    سودانيز اون لاين
    أحمد الملك-هولندا
    مكتبتى
    رابط مختصر


    احسن حاجة عملتو الجوكر هارت!
    قال عبدالله بعد أن رفع ورقه، يبدو أنه وجد الورق رديئا جدا، لكنه وجد
    ورقتي آس الهارت ضمن ورقه، فقرر أن يخم الجماعة، مراهنا على ذاكرة الشعب
    الضعيفة.
    قال السر: الجوكر أصلي! اللف والدوران بتاع الكيزان حتى في اللعب كمان
    لازم تستعملوه، ما تريحونا شوية اقصد ما ترتاحوا شوية، اليوم كله ما
    بتتعبوا من السرقة! .
    ضحك الطاهروقال: اللعب واللبع! الكوز لو ما سرق ما بيلقى نفسه!
    أصر عبدالله: يا أخوان أنا سمعت بإضنيني ديل واحد قال سمينا الجوكر هارت!
    إنتهره الزين الأحمر: إضنينك انشاء الله تصبح الصبح ما تلقاهن، أرمي
    البايظ! فسكت على الفور وتوقف عن المحاججة وبدأ يلعب وهو ينظر الى الزين
    الأحمر ليتأكد انه لم يكن غاضبا، فقد كان عبدالله ضعيف الجسم لا يقوى على
    منازلة الزين الأحمر المشهور بقوته الخارقة.
    وجدت ورقتي الجوكر ضمن ورقي! يا للحظ السعيد! ورقي جاهز، حين يصلني الدور
    سأضع ورقي أرضا والكارت الذي سأسحبه سيكون البايظ! هذه المرة الثالثة على
    التوالي التي اتسلم فيها ورقا جاهزا لا يحتاج لأية جهد حتى لتنظيمه، كل
    شئ في مكانه! هل تكون هذه هي الإشارة التي أنتظرها؟ قررت الا أفتح ورقي
    مباشرة حتى لا يلفت حظي العجيب إنتباه أحد. حتى الكارت الذي سحبته له
    مكان في ورقي! ورغم ذلك ألقيته أرضا وتركت اللعب يمر. لم ألاحظ أن الزين
    الأحمر الذي كان يجلس في الخارج بإنتظار دوره يسترق النظر من الخلف الى
    ورقي، كان يظن أنني لم ألاحظ ورقي جيدا، فبدأ يغمز لي، وضعت ورقي ارضا
    حين جاء دوري. فقد شعرت بالنور الأحمر على شوك أن يخطف ورقي ويفتحه على
    الأرض!
    كنا نسير في طريق طويل، لا نعرف عنه شيئا سوى أنه طريق بلا نهاية. أمامنا
    في المتاهة كان يربض جبل ضخم، كنا كلما إقتربنا منه، في مسيرنا أثناء
    الليل، نراه إقترب منا كثيرا، وحين تشرق شمس الصباح كنا نراه إبتعد
    مجددا، فنبدأ من جديد مسيرتنا نحوه. كانت القافلة مثل سفينة نوح، فيها
    نساء وأطفال ورجال وحيوانات. هدفنا كان واضحا أمامنا، وهو الوصول الى
    الجبل، لكن لو سألت أي منا أين يقصد، لن يعرف بماذا يجيبك. كنا جميعا
    ننظر بخوف الى السماء! كأن طائرا مجهولا سينقض علينا في أي لحظة. ربما
    خوفنا من ذلك الطائر هو الذي جعلنا نسير ليلا ونتوقف أثناء النهار، نخبئ
    أجسادنا في كل مكان، بجانب جذوع الأشجار، أسفل أشجار الطندب. في قيعان
    الأودية والخيران الجافة. كان أكثرنا خوفا يدفنون انفسهم في الرمال. حتى
    الحمير والكلاب كانت تجهد في إخفاء أجسادها. تمارس كلها سلوكا وقائيا
    حربائيا، تدفن أجسادها داخل كومة صخور أو بقايا أعشاب تشبه ألوان
    أجسادها.

    مددت لشيخ النور بقرص بنادول، كان يشكو من الصداع، كان يعاني من الصداع
    بسبب توقفه من التدخين بناء على نصيحة الطبيب. وضعه في فمه ونادى على
    أحدهم ليعطيه كوب ماء. قلت له: كويس انك سمعت كلام الدكتور أخيرا وبطلت
    السجائر.
    ضحك وقال: الحقيقة انا سمعت كلام الدكتور الوحيد البقدر أقابله بدون أدفع
    قروش: الفقر!، ما سمعت حكاية الزول التعبان وما قادر يمشي بسبب آلام
    الظهر ، الظهر إنحنى حتى لامس وجهه الارض، الناس وقت يشوفوه ماشي
    بيعتقدوا انه عميان وبيفتش حاجة ضاعت منه في الأرض! وفجأة بعد زمن بقى
    كويس، الناس كلها تسأله استعملت شنو، قال ليهم الفقر، قعدت ساكت كدة لا
    مشيت دكتور لا بلعت حباية وقت ضهري زهج استعدل براه! الانقاذ دى عالجت
    الناس من السمنة وضغط الدم بالجوع، لكن جابت لينا وجع القلب بالمغسة
    ساكت. السجاير ما بتعمل شئ، هسع حاج سعيد العجوز تراه يدخن وماشي زي
    الكومر القديم، ولده بيرسل ليه شوية قروش وسجائر من السعودية، أنا
    أولادي مساكين الاشتغل مدرس والشغال مزارع، نعيد إنتاج الأزمة زي ما
    بيقولو في الرادي! قلت لي الطيب ولدي زمان، سيبك من شغل التدريس وسافر
    امشي السعودية، هناك ذاته ممكن تشتغل مدرس. تعمل ليك قرشين وتبني ليك بيت
    بعدين البلد دي ملحوقة. قال لي يا أبوي أنا ما عندي زول يساعدني أسافر لو
    بعرف زول شغال هناك ممكن يرسل لي دعوة. قلت ليه الناس يتمشي العمرة
    وبتلقى الشغل وترجع تعمل الاقامة، قال لي: في مخاطرة ممكن يقبضوني
    وأترحل. قلت ليه لو رحلوك حيودوك الاخرة؟ ما حيجيبوك هنا! وتكون جيت
    بالمجان. أصلا هو من زمان ما بيحب يسافر، لو قلت ليه أمشي الدكان اشتري
    لينا سكر، تلقاه قاعد يفكر في المشوار تقول مسافر بلد تانية. وكمان بعد
    اتزوج بقى اليوم كله قاعد في مكان واحد، ولده الصغير قال لي أبوي يكون
    راقد في حوش البيت تحت شجرة النيم جنب زير الماء، وكت يعطش يناديني أجي
    جاري من بعيد أقول يمكن أبوي محتاج حاجة من الدكان، وكت أوصل نفسي مقطوع،
    يقول لي: عليك الله ناولني كباية موية!
    ثم صمت قليلا وقال: هسع سعيد لو جه بشيل منه سيجارة، هو ذاته من ما عرف
    انا قطّعت فاتورة السجائر، قطع كراعه من المسيد، بقى يجي بسرعة يصلي وقبل
    يسلّم كويس وأحيانا يسابق الامام في السلام، يلملم مراكيبه وجري على
    البيت! بالاستعجال مرات يلبس المركوب بالقلبة، الشمال في الرجل اليمين
    واليمين في الرجل الشمال، والسجائر كله هدية مرسل من السعودية، يعني لو
    كان مشتريه كان قاطعنا بدري! سلام الله ما كان حيدينا وكان بطّل الصلاة
    ذاتها عشان ما يجي المسيد.
    وبعد دة السجائر البنسون في جيبه، وقت يلقى في زول في المسيد قاعد يلف
    سيجارة قمشة، يقول ليه عليك الله لف لي معاك سيجارة، تسمع صوته وهو يشحد
    القمشة تقول عليه زول مسكين ما عنده حاجة. والجيب ملان قروش وسجائر، انا
    متأكد عنده سجائر وحلاوة وحاجات كتيرة رسلوها ليه من السعودية، مدتها
    منتهية وهو محتفظ بيها. وقت يدخن سيجارة، يطلع برة لو في شجر يختبئ خلفه
    ويدخن، قلت ليه طيب لو إنت عاوز تدخن سيجارة بنقو حتعمل شنو. تدفن نفسك
    في الرمال؟ ولو لقى ليه سيجارة قمشة او شحد سيجارة من مغترب زائر، تلقاه
    يمرق من صدره دخان، تقول في حريقة. أنا قلت ليه بكترة الدخان يوم حتدور!
    قلت له: الأكبر إنت ولا حاج سعيد!
    قال: انا جنب حاج سعيد، زيك جنبي! حاج سعيد حارب في شمال أفريقيا في
    الحرب التانية ضد ألمانيا وكان شاب، يعني لو أديته الوكت داك عشرين سنة.
    معناها هسع عمره فوق الخمس وتمانين سنة! زول يصل السن دي في زمن الجوع
    بتاع الانقاذ دة مفروض يدوه وسام ابن الوطن البار حتى لو ما عمل حاجة من
    ما ولدوه!
    قلت : لكن ما شاء الله يظهر أصغر منك!
    ضحك النور وقال: قلبه ميت من زمان، ما كان شايل هم الدنيا، الخمسين سنة
    الاولى من عمره قضاها سكر وحفلات، يسكر ويدق الناس. وباقي عمره مشى عرّس
    بت عمه، العرس ما دفع فيه شئ، عمه قال ليه ما دايرين منك حاجة، ما صدّق
    مشى ليهم بجلابيته، ودون أن يلتفت حاج النور حواليه أو ينتبه لجلوسنا في
    المسيد، قال مكررا: شايل جلابيته، وعضوه الذكري! ضحك وقال: في الحقيقة مش
    شايله، جاريه في الواطة! كان مشهور أن العضو بتاعه طويل طول ما عادي، كنا
    نلعب شليل في ضوء القمر زمان، كانت الدنيا بخيرها، المصائب جات مع
    الكيزان ديل، هسع عظم تلعب بيه شليل مافي، لو لقيت عظم الكلاب تخطفها منك
    بالجوع، كنا نلعب مرات حوض البول، في زمنكم ما أظن لعبتوها، تقعد في
    الرملة وتبول وتشيل محل بولك، الطين، والفائز البيجيب أكبر وأجمل حوض
    بول! أها وكت نقعد نبول سعيد دة يمرق ليه مصيبة في الأول كنا قايلين دي
    كراع تالتة! ما شاءالله جاب خمس بنات، قلنا ليه خلاص كفاية كدة، تربي
    البنات ديل تدخل بيهن الجنة، قال لأ داير الولد، لامن نصل الجنة نموت
    بالجوع يعني! قلنا ليه الزمن إتغير ومافيش فرق بين ولد وبت، البت كمان
    حنينة، وبتقرأ وتشتغل أحسن من الولد، قال وين شفتو ليكم بت إغتربت؟ تقول
    كان شاعر ان الدنيا حتتغير ، قال الدينا ما معروفة والبلد دي ما حتمشي لي
    قدام، لو ما عندك زول برة البلد حتكون المعيشة صعبة. جاب الولد، الولد
    دخل المدرسة، وما شاء الله كبرو إمتحن وكان شاطر جاب نتيجة كويسة قلنا
    ليه خلي الولد يمشي الجامعة، قال لأ درب القراية دة طويل والرزق داير
    السرعة، ولده اتوفق مشى السعودية. كل المجهود العمله في حياته عرّس وجاب
    الولد دة، ورسله السعودية، وبعد داك من ضل لي ضل. في شبابه مافي عرس في
    البلد دي لي حلفا القديمة ما حضره، بعدين كان نصيح ولو مزاجه ما تمام كان
    يفرتق الحفلة، كان زي فارس دة مع شوية اخلاق ، عشان كدة كان دايما ناس
    الأعراس يخلوه ياكل مع العريس ويشرب احسن عرقي عشان يآمنوا شره! لأن لو
    مزاجه كويس ما بيسمح لي أي زول يعمل مشكلة في الحفلة. قبل كدة شيخ علي
    بتاع اللجنة الشعبية كان سكران وحاول يعمل مشكلة يفرتق الحفلة. حاج سعيد
    ساقه برة براحة، أداه كفين ووداه رقده، وشيخ علي كمان كان فتوة لكن ما
    بيقدر على سعيد. رقد في السرير بالخوف ساكت لكن داير يرجع الحفلة. سعيد
    قال ليه الحفلة إنتهت خلاص! وعلي يقول: لكن أنا سامع لي زغرودة! سعيد جاب
    واحد من الاولاد يراقب علي عشان ما يرجع الحفلة وكت هو يمشي. الولد خاف
    لو الزول قام ما حيقدر يمسكه، قال لي سعيد: ولو الزول دة قام، أعمل شنو؟.
    سعيد فكّر شوية وقال ليه: أجري!
    قلت : بالله شيخ علي الكوز بتاع اللجنة الشعبية كان بيسكر ويدق الناس!
    ضحك شيخ النور وقال: ولي هسع يسكر ويدق الناس! بس هسع بقى يسكر بالدس،
    ويدق الناس بالعلن، في السوق بالقانون العامله براه بتاع النظام العام!
    والحكمة بيجلد ناس عشان لقوهم سكرانين!
    تذكر شيخ النور شيئا وضحك، فسألته لماذا ضحك، قال: شيخ علي كان زول
    شفقان، كنا مرات نمشي نشرب معاه انا وسعيد. يشرب ليه كاس واحد وينادي على
    الاولاد يجيبوا العشا، سعيد ما بيسكر، داير يشرب على مهله، ويتعشى آخر
    الليل. قال لي أنا تاني لو الزول دة عزمنا ما بمشي. أها بعد أيام رسل
    ولده وأصر قال لازم تجوا تتعشوا. أها وكت مشيت لسعيد عشان نمشي سوا،
    لقيته سكران طينة. قلت ليه الحاصل شنو. قال لي وكت الزول اصر نجي نشرب
    معاه، بديت شراب من العصر، عشان وكت نمشي ليه أكون جاهز للعشاء! بقينا
    بعد داك كلما يرسل لينا، نبدأ السكر بدري ونمشي نختم معاه بكاس واحد
    والعشاء!
    قلت: ولده سر الختم كمان طالع مجنون زي أبوه، يفتش المشاكل مع الناس! مرة
    كنت بصور في عرس بكاميرا الفيديو. ومعاي زول ماسك لمبة الاضاءة، وبعدين
    لقيته واقف قدامي يصور بكاميرا صغيرة. وهمه كله يصور البنات، طويل وعريض
    واقف قدامنا ما قدرنا نصور، وبعدين وكت يصور بيكون بيرقص. قلت ليه لو
    ممكن تطلع من قدام كاميرا الفيديو عشان نقدر نصور! الزول زعل زعل شديد!
    قال لي إنت قاصدني! قلت ليه اقصدك في شنو؟ انا ما عندي مشكلة معاك انا بس
    داير اصور عشان ما بقدر احرك الكاميرا من مكانها لأنها موصلة بالكهرباء
    وانت واقف قدامنا هنا.
    قام طلع من قدامنا وبعد شوية جاني بضهري وانا قاعد اصور، خبط ضهري بيده
    زي الباب . قلت ليه في حاجة!
    قال لي داير اقابلك برة!
    قلت ليه : في شنو!
    قال لي عندي كلام معاك. عيونه حمراء الشرر طالع منها، عرفته داير يضربني،
    ولأن الزول مانع وفتوة، قلت ما اساوي نفسي بعقل السكران! قلت ليه أنا ما
    فاضي! لو بترجاني لغاية الحفلة تخلص بمشي معاك. قلت لغاية الحفل ينتهي،
    يا السكران نام، يا نسى الموضوع يا أنا قدرت هربت!
    يظهر ما كان مهتم يسمع أنا قلت شنو، قبل أكمّل كلامي قال بصوت عالي: المهم!
    ما فهمت المهم شنو. لحسن الحظ جة الزين الأحمر، براحة حكيت ليه الحصل،
    قال لي أنا بكون قريب منك لو جة جنبك بخليه يندم.
    بعد شوية رجع ووقف قريب مني، ونادى لي، ما شاف الزين الأحمر، الزين مشى
    عليه وسأله: داير حاجة من الزول دة؟ وكت شاف الزين الأحمر اتخلع، لامن
    السكرة طارت، وقف يعاين للزين تقول نزل من القمر، في النهاية بصوت خائف
    قال: لأ مافي حاجة أنا بس كنت داير أشوفه عشان لو ما إتعشى نجيب ليه
    العشاء! ومن اللحظة ديك تاني ما شفته لليلة! .
    ضحك النور وقال: عالم تخاف ما تختشي، في الحفلات زمان قالوا الفنان
    وكانوا معظمهم بتاعين طنبور، لسة ناس الموسيقى ما ظهروا، الفنان لو مشى
    ليه زول من حلتنا لي حفلة كان بيرفض وقت يعرف دي بلد سعيد، لأن سعيد ما
    كان بيخلي الفنان يقيف من الغنا لغاية تاني يوم، مرة قالوا الفنان وقف
    يغني يوم الخميس ، والحفلة استمرت كلما الفنان يقول انا فترت وداير امشي،
    سعيد يقول ليه واصل، الفنان يخاف من الضرب ويواصل، أها الفنان يغني تلاتة
    يوم، الغنا في بلد والموسيقى في بلد، فرقة الموسيقى نصهم نايم ونصهم ما
    قادرين بالتعب، بقوا شغالين بالوردية واحدين ينوموا وواحدين يكونوا
    شغالين، وواحد منهم يمشي يساعد الفنان في الغناء، الناس سكارى ما جايبة
    خبر الزول قاعد يغني ولا قاعد يبكي ولا قاعد يشتم الناس واليوم الجابه
    البلد دي، المهم بس الفنان يكون واقف في مكانه والعازفين ماسكين
    عاصاياتهم وساندين الكمنجات بذقنهم! الفنان في الآخر بقى واقف ويشخرتمشي
    تبشر فوقه تلقاه يسند جسمه فوقك ويشخر، وفي النهاية انتهز فرصة سعيد مشى
    يشتري عرقي ساق العازفين وشردوا، بالخوف نسوا يأخذوا معاهم عدة الشغل،
    الاكورديون والكمنجات والطبلة، قعدت الالات في الحوش سنة كاملة لغاية
    الأرضة قامت فيها، في الآخر شالهم سعيد باعهم في السوق! وقالوا الفنان
    عشان خايف سعيد يلحقه في بلدهم، سافر الخرطوم ما رجع تاني الا بعد سنة!
    ضحكت وحكيت ما حدث في عرس شقيق الطاهر المغترب، فارس كان ماسك عكاز
    وواقف فوق الفنان عشان ما يمشي بعد ما نهار اليوم التاني طلع! والفنان
    بالتعب بقى يهضرب، مرة يغني ومرة يبكي، وفي داخل الاغنية يقول: يا أخوان
    خلوني أمشي، أنا زول موظف ناس الحكومة بيرفدوني من الشغل. فارس قال ليه:
    أنا بشغلك لو رفدوك، رد على فارس في الأغنية: أنت ما تشتغل لو بتقدر تلقى
    شغل للناس!
    ضحك شيخ النور، بدت لي ضحكته غريبة، كأنه ضحك لسبب آخر وليس بسبب حكاية
    الفنان الذي يغني بالقوة التي حكيتها له، كان لا يزال مبتسما في ضوء
    القمر الشاحب، فيما رياح ليلية خفيفة كانت تحرّك أوراق الشجر في فناء
    المسيد، فجأة ذابت إبتسامته في الظلام، و قال كأنه تذكر شيئا: شيخ علي
    وجماعته نهبوا البلد ما خلو حاجة لمسكين، الظلم زاد، والصبر خلاص غلب
    الناس.

    الآن يبدو الجبل قريبا جدا حتى أننى جزمت أننا ربما نقضي بقية الليل في
    أحد كهوفه. ولن نحتاج لندفن أنفسنا بعد ذلك أثناء النهار. كانت يدي تبحث
    في جيبي عن حبة تمر، شعرت فجأة بالجوع حين إقترب مشهد الجبل. لكنني وجدت
    ورقة صغيرة سميكة، لم إتذكر مناسبة وجودها في جيبي، لابد أنها ورقة
    كوتشينة، رفعتها أمام عيني بدافع الفضول في ضوء القمر، يا للحظ السعيد!
    إنها ورقة الجوكر الديناري! هل حان اوان الاشارة التي انتظرتها طويلا؟
    من رواية الزمن قبل غارة الأنتينوف.
    لزيارة صفحتي
    https://www.facebook.com/ortoot/























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de