مدخل أول: · يا للحسرة!. · بعد أن كان الناس في بلدي يصنعون الحب، صاروا يدعونه ويتملقون الأثرياء ولو على حساب المؤهلات الأكاديمية. · أمس الأول فغر فاهي وأنا أتابع مذيع نشرة الأخبار الرئيسية على قناة الشروق. · فعند قراءة آخر الأخبار حول الرياضة سمعته يقوم " رئيس اتحاد الكرة كمال شداد". · لاحظ عزيزي القارئ كمال شداد ( حاف كده)، في حين أننا نسمع هؤلاء المذيعين يقرنون ألقاب الدكتوراة بأسماء بعض أثرياء هذا الزمن العجيب. · ولا يجروء أحدهم بذكر اسم أشرف الكاردينال دون أن يقرنه بلقب الدكتور. · كمال شداد يا حضرة المذيع المبجل - الذي عندما فتحنا على الدنيا وجدناه يحاضر الطلاب بجامعة الخرطوم- لا تمنحه لقبه العلمي الذي جلس له في مقاعد الدراسة وثابر وأجتهد من أجل نيله! · الألقاب العلمية سادتي ليست منحة كما تتوهمون حتى نلحقها بأسماء من نحبهم ونحجبها عن فقير مالِ أو شخص لا نحبه، فمتى يفهم هؤلاء القوم! · ما تقدم هو ما يجعلني أرفض بشدة الحاق لقب دكتور بأسماء إداريين مثل جمال الوالي وأشرف الكاردينال. · ليس كراهية في أي منهما كما يظن بعض أصحاب الأفق الضيف. · لكن لأن الحق حق والعلم العلم، ولا يمكن أن نحول الدرجات العلمية لمجرد أدوات لإرضاء غرور بعض أصحاب المال. · هناك من كتبوا مراراً وتكراراً في محاولة بائسة لتبرير منح درجة الدكتوارة لجمال الوالي مثلاًَ، زاعمين أنها أتت كإعتراف بمساهماته في دعم الاقتصاد الوطني، وهنا نتساءل: من الذي دعم الاقتصاد الوطني بالله عليكم، جمال الوالي أم مأمون النفيدي وعائلته؟! · فالأخير ورغم عمله في إدارات الأندية لما يربو على ثلاثين عاماً لم تمنحه أي من مؤسساتنا التعليمية دكتوراة فخرية، حتى يتلقف زملاء المهنة – غير الأوفياء لمهنتهم- ذلك ويلحقونها بإسمه في كل خبر. · لكنه عصر الهوان في كل شيء. مدخل ثانِ: · لا ننكر اطلاقاً أن رئيس الهلال أشرف الكاردينال اجتهد كثيراً في مجال المنشآت كما رددت أكثر من مرة، ومشكلتنا ليست مع شخص الرجل، بقدرما هي مع قيم وأعراف وأخلاقيات وثوابت مجتمع نراها تهتز وتتداعى. · لا نسعى لمحاربة رئيس الهلال، بل على العكس أكدت في هذه الزاوية أكثر من مرة أنه الرئيس المنتخب، وخاصة بعد الجمعية العمومية الأخيرة التي ثبتته في منصبه. · يومها قلت أن الأهلة لا يفترض أن يحزنوا على حال الهلال، إن لم يعجبهم طالما أن الكل انسحبوا عن السباق وتركوا الجمل بما حمل للكاردينال. · بالطبع لم تختف قوائم المرشحين تماماً، لكنها تضمنت منافساً لا يملك ما ينافس به نظراً لعدم معرفة الأهلة به وافتقاره للخبرات الإدارية في مجال الكرة. صدمة الإستشارية: · أعود للقفز مجدداً لنقاط محددة ضمن سلسلة مقالاتي حول ( لقاء الزعيم) الذي بثته قناة الهلال مع رئيس النادي أشرف الكاردينال. · وسبب القفزة اليوم هو صدمة قد لا يتخيل البعض حجمها وقوتها. · فقد قادتني (شلاقتي) مساء الأمس لقناة الهلال في وقت لم أكن مهيئاً فيه للمتابعة. · فوجدت أمامي جمع من الناس ولافتة كُتب عليها " الاجتماع الأول للهيئة الاستشارية لنادي الهلال". · كان لابد من متابعة ولو القليل حتى أفهم ما يجري. · وقد كان المتحدث لحظتها الأستاذ والإداري الكبير أحمد حسب الرسول. · قال حسب الرسول بوصفه رئيس الهيئة الكثير من الكلام. · ومع كل جملة أو عبارة كان فاهي يفغر أكثر. · فقد تحدث رئيس الهيئة عن مجلس الهلال وكأنه مجلس عبد الله رابح أو الطيب عبد الله رحمهما الله. · وردد أكثر من مرة أن الهلال هو هلال الديمقراطية مع أنني بعد أول خمس دقائق من المتابعة شعرت بأن ذلك الجمع الكبير ربما يُراد توظيفه بالدرجة الأساس لترسيخ ديكتاتورية الكاردينال. · وإلا فكيف يحدثنا أحمد حسب الرسول عن الشفافية وضرورة المشورة وإصغاء مجلس الهلال لهيئتهم واستشارتها في كل شيء ويضيف الكثير عن شفافية اللجان الفنية! · فأين هي اللجان الفنية حتى تكون شفافة أم غير شفافة في عملها يا عزيزي الكريم؟ ! · ألا تقتضي الشفافية بدءاً وانتهاءً أن يعلن المجلس – الذي يشاوركم في كل شيء - عن هذه اللجان الفنية وأسماء أعضائها، ثم بعد ذلك نقرر ما إذا كانت تقوم بعمل أصلاً أم لا، وما إذا كانت شفافة أم لا؟! · أسفت جداً لحقيقة أنه حتى كبارنا صاروا يرددون العبارات الهلامية التي لا نجد لا حضوراً في واقع حياتنا. · الكثير مما قاله الأستاذ أحمد لا صلة له إطلاقاً بما جرى في الهلال خلال السنوات الماضية، التي يفترض أن هيئتهم كان تقدم فيها المشورة للمجلس حسبما يزعمون. · وما يحزن أن لقاء الأمس الكبير حشدوا له رجالاً يسدون قرص الشمس. · هذا بإعتبار أن المكان غير المكان والزمان غير الزمان. · فبعد أن أنهى حسب الرسول كلمته طلب من الجميع أن يعرفوا أنفسهم. · ورغم عدم جودة الصوت وقتها سمعنا الكثير من الأسماء الكبيرة والمعروفة، مثل الدكتور قاقرين، ونايل إيدام، ودكتور التهامي وآخرين. · واستغرب كيف يقولون لنا أن الهيئة تجد الدعم الكامل من مجلس الهلال وتُستشار في كل صغيرة وكبيرة، رغم علمنا التام بأن دكتور قاقرين على سبيل المثال بعد أن كان عضواً في أول وآخر لجنة فنية معلنة يشكلها الكاردينال أصبح مهمشاً تماماً في الهلال، ولم يكونوا يدعونه حتى لأصغر مناسبة تجمع الأهلة ! · فكيف يُهمش دكتور وسفير ولاعب سابق كبير في الهلال والمنتخب الوطني، ثم يأتون به مجدداً الآن ضمن هيئة ضمت الكثير من الأسماء الأخرى التي لا يعرف الناس عنها شيئاً؟! · وكيف تضم الهيئة شباب صغار في العمر، بزعم تمثيل المدرجات الهلالية! · ما علاقة المدرجات الهلالية بهيئة استشارية بالله عليكم، إن لم يكن في الأمر شيء من حتى؟! · هيئة استشارية تعنى رجالاً عركتهم الحياة وخبروها وخبرتهم.. رجالاً يحفظون تاريخ الهلال عن ظهر قلب ولا يعملون إلا من أجله حتى يكونوا عوناً ومراقباً حقيقياً للمجلس. · هذا لو كان مجلس الهلال يبحث عن مشاركة حقيقية للأهلة كما يقولون. · لكن ما يجري الآن أمر محير حقيقة. · محير فيما يتصل بهؤلاء الرجال الكبار جداً الذين حضروا اجتماع الأمس. · أما ما يريده المجلس ورئيسه الكاردينال فواضح جداً وليس فيه ما يحير. · العجيب والغريب أن حسب الرسول قال أنهم قدموا الدعوة لسبعة من رؤساء الهلال السابقين، لكنهم لم يحضروا! · ألا يضع ذلك أكثر من علامة استفهام؟ ! · إذ كيف يكون العمل خالصاً من أجل الهلال ودعم مجلس (يحاولون إيهامنا بأنه يسمع ويصغي لأبناء الهلال) ويرفض سبعة رؤساء سابقين المشاركة في اجتماعات الهيئة؟! · قلت سبعة رؤساء، ولم أقل واحد أو اثنين، حتى لا يشير البعض إلى الرئيس الأسبق صلاح إدريس ويقولون أنه يعادي الهلال. · وكيف تجتمع هيئة استشارية تقول أن المجلس خولها بتشكيل لجان مساعدة دون أن تنظر في أسباب عدم رغبة هؤلاء الرؤساء السبعة السابقين في المشاركة وتجد طريقة لاستقطابهم وحل الخلافات مع المجلس، إن وجدت! · ألم أقل لكم أن في الأمر شيء من حتى! · الصدمات لم تنته، بل لم تبدأ بشكلها الجاد بعد . · والآن أحدثكم عن ذلك الشخص الذي نسيت اسمه.. وهو ممثل المدرجات الهلالية في اجتماع الهيئة ! · بمجرد صعوده منصة الحديث ومع أول كلمات له انتابني شعور بعدم الراحة لما سيقوله. · فقد كان متحفزاً وتشعر من وقفته وطريقته وكأنه بصدد الحديث عن أمر جلل، ولم أتوقع مطلقاً ن أن يأتي منه خير. · المهم بدأ ممثل المدرجات الهلالية بتقديم شكر كثير للكاردينال على ما يقوم به من أعمال، إلى هنا والأمر عادي ومفهوم. · ثم حدثنا كثيراً عن هلال التربية والأخلاق والقيم والمثل. · وقال أن الهلال لا يمكن أن يظلم أحداً من أبنائه اطلاقاً. · ثم رمى بالقنبلة. · أتدرون ما هي القنبلة التي لم أصدقها حتى بعد أن تفوه ببعض عباراته حولها! · قال أنهم كمشجعين للنادي يطلبون من الهيئة الاستشارية ومن مجلس الهلال إعادة قائد لاعبي الهلال لكشف فريق الكرة. · حتى تلك اللحظة كنت أظنه يعني بكلامه بشة. · قلت ربما أنه خلط في الأمر بين بشة وكاريكا. · لكنه كان يعني هيثم مصطفى لا سواه! · قال أن عودة ( سيدا) للملعب سوى تساهم في تثبيت اللاعبين على أرضيته وسوف تدعم الهلال كثيراً. · وأكد للحضور والمجلس أن عودة القائد (السابق) – وهو على فكرة الأسبق وليس السابق- سوف تعيد الجمهور للملاعب. · وقال بالحرف " بعودته لن تجدوا كرسياً واحداً خالياً". · لا نختلف حول أن هيثم قد سنوات زاهرة من عمره بشعار الهلال وشارة قيادة لاعبيه. · لكن وبعيداً عن الكلام اللغة العاطفية علينا أن نسأل هذا الممثل للمدرجات الهلالية سؤالاً مُحدداً هو: أنت رددت أكثر من مرة أن الهلال لم يكن في يوم فريق كرة فقط، بل هو هلال التربية والقيم والأخلاق، أليس كذلك؟! · وقبل أن نجيب على السؤال أعلاه، نقدم لك سؤالاً ثانياً هو: هل تعلم لماذا شطب رئيس الهلال وقتها الأمين البرير هيثم من الهلال؟! · لقد تم شطبه بعد أن أساء لرئيس الهلال على رؤوس الأشهاد. · وبغض النظر عما جرى قبل ذلك حتى لا يخرج علينا البعض بالأسطوانة المشروخة عن الاستفزازات التي تعرض لها هيثم وخلافه، فالنتيجة واحدة هي أن لاعباً قد اساء لرئيس ناديه، وهذا لم يفعله أي لاعب قبل أو بعد هيثم. · قد تم ذلك عبر لقاء طويل على صفحات جريدة حبيب البلد. · وكان ذلك اللقاء برعاية كاملة من الزميلين الرشيد على عمر وفاطمة الصادق، مع العلم بأنهما أكثر من دعيا في الآونة الأخيرة لعودة هيثم للهلال! · والآن نريدك أن تفسر لنا يا ممثل المدرجات الهلالية في اجتماع الهيئة الاستشارية: كيف يمكن لشخص أن يحدث الناس عن هلال التربية والأخلاق والقيم، وفي ذات الوقت يطالب نفس الشخص بعودة لاعب أساء لرئيس النادي إساءة بالغة! · وعلى ذكر الرشيد وفاطمة، يعرف الكثير من الأهلة أنهما من يلعبا الدور الأكبر في قرارات رئيس الهلال الحالي، حتى إن أنكر هو ذلك. · وهذا كان أحد أسباب صدمتي من تظاهرة الأمس وتجمع رجالها الكبار وزعم بعضهم بأن المجلس يستشيرهم في كل شيء، في حين أن الكثير جداً من الأهلة يرون أن ما يقوله الرشيد فاطمة هو يتم تنفيذه وفي التو واللحظة. · وأرجو ألا يُفهم كلامي على أنه ضد هذا الثنائي، فالرشيد بالتحديد لديه تجارب كثيرة وقد عاصر العديد من مجالس الهلال، لكنه يظل فرداً في نهاية الأمر. · وللفرد فينا دائماً نفس أمارة بالسوء، لهذا لا يمكن أن يعتمد أي مجلس نادِ كبير على رأي فرد. · والمقصود دائماً هو عدم الإذعان التام لرأي أي فرد مهما كان شأنه. · وما جدوى وجود هيئة استشارية من كبار الهلال مع وجود مثل هذا الواقع! · ألا يتفق معي البعض في أنه ترسيخ لدكتاتورية الكاردينال وإضفاء المزيد من الشرعية لاتخاذ قرارات أخطر! · أقول ذلك وفي البال حديث الكاردينال خلال لقائه في قناة الهلال وما قاله رئيس الهيئة بالأمس عن عزمهم تنقيح النظام الأساسي لنادي الهلال! · هذا كلام كبير وخطير للغاية، لكنكم ما زلتم في سباتكم أعزائي الأهلة. · ولما تقدم أعود وأقول يا حسرتي على أهلنا الذين كانوا حتى وقت قريب لا يبالون بالمال كثيراً، وكان جل اهتمامهم ينصب حول تاريخ وقيم وشهامة ونقاء سريرة الرجال قبل أن يسيروا خلفهم. · أما الآن فقد أصبح المال هو كل شيء. · لديك منه الكثير فأنت سيد الكل، ولا أحد يسأل عن مؤهلاتك ولا أساليب إدارتك أو طريقة تعاملك، المهم فقط أن تملك المال. · ومع كل خطوة أو ( كفوة) جديدة تجد دائماً التبريرات جاهزة. · أعود لممثل المدرجات الذي يريد عودة هيثم. · ومن يظن أنها رغبته الخاصة أستطيع أن أطلق عليه وصف (مسطح) بامتياز. · ده شغل مدروس ومُخطط له بعناية، وممثل المدرجات الذي خاطب الهيئة بالأمس، ليس أكثر من أداة تنفيذ. · بعد أن قدم طلبه الغريب، صمت الجميع لكي نسمع فاصلاً من الهتافات المؤيدة لعودة ( سيدا). · وبمناسبة الهتافات أذكركم بأن مقدم فقرات الاجتماع كان قد هيأ الأجواء لتلك الهتافات مسبقاً وفي فقرة آخرى حين قال لأهل المدرجات الحاضرين " ليس ممنوعاً أن تمارسوا ذات الهتافات التي تعودتم عليها في المدرجات هنا داخل القاعة"! · شايفين كيف الشغل المُرتب! · بعد تلك الهتافات شعر الرجل بأنه أكمل مهمته بنجاح فشكر الحضور وانسحب. · أعود لحديثه لأكذب بصراحة ما قاله حول أن الهلال لا يمكن أن يظلم أياً ممن سكبوا العرق ونزفت دماؤهم وتكسرت عظامهم من أجله. · وأقول للممثل أن المجلس الحالي ظلم الكثير من لاعبي الهلال السابقين. · ولأنني لم أتعود أن أطلق الكلام على عواهنه، سأقدم بعض الأمثلة على ذلك. · محمد عبد الرحمن الذي تحدث رئيس الهلال خلال لقائه الأخير عن إصابته المزمنة و( المسطرة) الموجودة داخل قدمه، ظلمه الهلال عندما تركه لقمة سائغة للمريخ، رغم أنه ما كان يرغب في التحول إليه. · ولم يسب اللاعب رئيس الهلال أو يسيء له في الصحف، بل كل ذنبه أنه طالب بحقوقه في زمن أصبح الكل يتحدث فيه عن احترافية اللاعبين. · الشاذلي كإداري ظلمه الهلال ورئيسه ظلماً شديداً حين أرادنا أن نصدق أنه خان الهلال وباعه بثمن بخث وقام بتحويل وجهة محمد عبد الرحمن للمريخ. · سيف مساوي ظلمه هذا المجلس وتخلوا عنه بطريقة غير كريمة رغم أنه لم يسيء لأحد طوال فترة وجوده بكشف الأزرق. · الدكتور كسلا بكل تاريخه وإمكانياته وخبراته ظلمه المجلس حين تخلوا عنه مع بقية زملائه في اللجنة الفنية دون أي مخاطبة رسمية أو شكر على ما قدموه في ذلك الوقت الضيق، قبل أن يُفتح المجال واسعاً بعد ذلك لـ ( إعلام) رئيس المجلس لكي يتهمونه بالخيانة وبالكثير مما ليس فيه. · بقية أعضاء اللجنة كلاعبين سابقين في الهلال، بما فيهم الدكتور علي قاقرين الذي كان حاضراً بالأمس ظلمهم المجلس عندما تخلوا عنهم بذات الطريقة رغم أن رئيس الهلال عندما استعان بهم في البداية قال لهم أنهم أهل الخبرة والمعرفة الفنية التي يفتقدها هو، لذلك فسوف يستشيرهم في كل شيء. · فما الذي حدث بعد ذلك؟! · تم تجاهل اللجنة وحُلت دون إعلان، وفي ذلك عدم احترام شديد لرجال يملكون من المؤهلات ما لا يملك رئيس المجلس ولا واحد على الألف منه، حتى يعاملهم بتلك الطريقة المهينة. · فعن أي تربية وأخلاق وقيم كنت تتحدث يا رجل؟ ! مع العلم بأن هذه أمثلة محدودة للغاية وبإمكاني أن أقدم لك المزيد عن ظلم الهلال، خاصة المجلس الحالي للاعبيه السابقين. · وحتى في اللاعبين الحاليين، ألا تعتبر تهافت رئيس المجلس وشلته على اللاعبين الجدد قبل تجديد عقد لاعب مثل بشة أو إبلاغه بشكل واضح أنهم لا يريدون استمراره ، ألا تعتبر ذلك ظلماً وعدم احترام لتقاليد وأخلاقيات وقيم الهلال ! · ما لكم كيف تحكمون يا ممثلي المدرجات الجدد!! · وبعيداً عن الشغل الإداري والكلام العاطفي أسألك: لماذا لم تطالب المجلس بإعادة قيد الدكتور علي قاقرين وقد كان يجلس في الصف الأمامي وقت حديثك؟! · فما دمت تريد عودة هيثم بعد كل هذه السنوات الطويلة كلاعب ليقود لاعبي الهلال من داخل الملعب، لا أرى غضاضة في أن تطالب بعودة الدكتور قاقرين أيضاً. · بعد ذلك تحدث المهندس عبد اللطيف هارون بصفة ممثل رئيس نادي الهلال الغائب. · وبعد أن شكر الحضور قال جملة وقفت عندها طويلاً. · قال هارون " أنه يشعر بأنه دون قامة تمثيل رئيس الهلال، لأن هذا المنصب كبير وعظيم الشأن." · فهمي لما وراء تلك الكلمات هو أنه شعر بأنه دون قامة تمثيل الكاردينال تحديداً وليس منصب رئيس الهلال، فهذا ما يفهم من السياق. · ولك الحق يا هارون في أن تشعر بالدونية أمام الكاردينال، فأنت أعلم منا جميعاً بالطريقة التي أتيت بها لمنصبك في القطاع الرياضي. · وأستحلفك بالله أن تصدق مع نفسك ولو مرة وتسألها عن تلك الطريقة، قبل أن تعتمر عمامة ناصعة البياض لتحضر اجتماعاً يضم بعضاً من خيرة الرجال وتلعب دوراً مرسوماً في التغبيش وتوظف العبارات المعسولة. · قلت يا هارون أن مجلسكم راضِ تماماً عما قدمه رجال الهيئة الاستشارية في السنوات الأولى من عمر المجلس، وأن دليل ذلك الرضا هو أن مجلسكم في دورته الحالية ضم بعضاً من أعضاء الهيئة. · والمرء ليستغرب تمام الاستغراب من مثل هذا الحديث. · من أنتم حتى ترضوا أو لا ترضوا عن هيئة تضم رجالاً مثل أحمد حسب الرسول ودكتور قاقرين والباشمهندس عبد الله السماني! · غالبية الأهلة لا يعرفونكم يا عزيزي، لذلك أفترض أن تسحب مثل هذه العبارة، لأن من يعبر عن رضاه بمجموعة محددة لابد أن يكون أوسع منها خبرة وأكثر معرفة. · فالصغير لا يقُيم من هم أكبر منه، او هكذا عملتنا قيم وأخلاق السودانيين، قبل أن تكون قيم وأخلاقيات الهلال، أليس كذلك؟! · فهمت من كلمتك أن الحضور تضمن عبد الله السماني، والسيدة الفضلى الدرة زوجة الراحل الطيب عبد الله ( طيب الله ثراه). · وحينها قلت لنفسي: فعلاً عندما يقول أهلنا أن المولى عز وجل يأخذ أخيارنا إلى جانبه أسرع مما يأخذ الآخرين، فهم يصدقون. · فقد غيب الموت عنا رجالاً مثل المرحوم مصطفى سيد أحمد والطيب عبد الله وآخرين، ربما رحمة من المولى عظم شأنه، حتى لا يعيشوا زمناً كالح السواد تضطرهم فيه ظروف الحياة للقفز إلى مواقع خلفية وراء من هم دونهم في كل شيء. · وضمن سياق تسجلات اللاعبين أعود لـما انقطع في سلسلة الحلقات حول ( لقاء الزعيم) لأذكر بأن الكاردينال قال كلاماً مرتبكاً وغير مرتب يومها حول عودة هيثم، وأكتفى في النهاية بالقول أنهم سيكرمونه بشكل لائق يوم افتتاح الجوهرة. · لكن لم يفت على أصحاب العقول وقتها أن الأمر قد يكون أبعد من ذلك. · وحين نربط ذلك بما كتبه الأخ الرشيد في اليوم التالي ومناشدته للكاردينال بضرورة عودة هيثم لملعب الهلال كلاعب لا للتكريم فقط، نصل إلى نتيجة مفادها أن ثمة ترتيبات محددة يحاولون أن يمهدوا لها الأجواء حتى ( يبلعها) الأهلة كما ( بلعوا) أموراً كثيرة من قبل. · وهنا تنتفي عن المجلس ورئيسه الشفافية التي يحدثوننا عنها. · ده شغل ( دردقة) كما نقول في دارجيتنا. · وهو لا يفوت على أي صاحب عقل. · لهذا أكتب هذه السلسلة عن لقاء الكاردينال، لا لشيء سوى أن يحترم الرجل فهمنا كأهلة، وأن يكفوا عن استصغار عقولنا بهذا الشكل وألا يفترض فينا السذاجة إلى هذا الحد المزعج. · في حديثه عن احتمال خروج المحترف العاجي أوتارا من الكشف لم يكن الكاردينال واضحاً أيضاً. · أوتارا الذي عندما كتبت أكثر من مرة قبل أشهر من الآن عن ضرورة أن يعامله الجهاز الفني كلاعب عادي ولا يتأثروا بما تكتبه صحافة ( الاستهبال) وإثارة العواطف، لكونه لاعب كثير الأخطاء ا التي لا تشبه محترفاً تُثار حوله كل هذه الضجة.. هذا الأوتارا الذي كان البعض يسخر من حديثي السلبي حوله ويصفونني بالجهل بأمور الكرة، الآن ضمن قائمة من سيغادرون كشف الأزرق !! · خلال ( لقاء الزعيم) قال الكاردينال أن الأمر بيد اللجنة الفنية، قبل أن يعود ويقول لو وجدنا فيه أي دولار ( زيادة) سنبيعه لأننا نستثمر في محترفينا. · وقتها أطلقت ضحكة من القلب، وقلت لنفسي مجدداً " متى يحترم هذا الرئيس عقولنا". · وعن أي دولارات يتحدث الكاردينال! · لا يمكن بالطبع لمحترف أجنبي يأتي لنادي مثل الهلال ويؤدي معه موسماً لم يحقق فيه أي انجاز قاري يذكر أن يعود على ناديه بربح وفير، كما حاول الكاردينال أن يوهمنا. · كل ما في الأمر أنهم شعروا بأن اللاعب لن يفيد الهلال، كما أن مصلحة بعض السمسارة تقتضي أن يذهب ليأتي آخر يكون مصيره أيضاً الشطب في العام المقبل.. لأنهم شعروا بذلك يحاولون أن يجدوا مبررات لخروج أوتارا الذي طبلوا وهللوا له وصنعوا منه نجماً ترغب فيه أندية بعظمة برشلونة. · أوتارا الذي أعنيه هو نفس اللاعب الذي طرب الكثير من العاطفيين لمقالات تمجده وتكايد أهل المريخ بأنه ليس لديهم لاعباً تتهافت عليه أندية عالمية في حجم برشلونة. · أذكر بل لأنني أعرف أن قلناه حول أوتارا وقتها ومع آخرين قبله ما حدث سوف يتكرر مرات ومرات مع لاعبين آخرين · في كل مرة تنبه إلى ضعف مردود نجم تسجيلات محدد فيصفونك بالجهل بالأمور الفنية، بل يطالبك البعض بأن تتوقف عن الكتابة حول الكرة، وبعد حين تظهر صحة ما أشرت له ويتأكد كذب وتضليل البعض، لكن الساقية برضو مدورة والعواطف دائماً مسيطرة. · فحين تم التعاقد مع أوتارا كثر الحديث حول مشاركته مع منتخب شباب ساحل العاج كمحاولة لاقناع الأهلة بنجوميته الكبيرة. · وللأسف يتكرر ذات الشيء مع اللاعب الغاني الذي ينوي المجلس التعاقد معه الآن. · فصحافتنا المتهافتة كتبت الكثير حتى اليوم عن قدراته الدفاعية الكبيرة ونجوميته ولمعانه مع منتخب غانا. · لكنني واثق مثلما كنت واثقاً في المرة السابقة أن الهلال موعود بـ ( ماسورة جديدة) ولا تسألوني لماذا. · على الصعيد المحلي سجل الهلال عدداً كبيراً من اللاعبين. · ويوم لقاء قناة الهلال، قال رئيس النادي أنه لم يبق له سوى لاعب أو اثنين من المحليين قبل أن يغلقوا هذا الملف ويفتحوا ملف المحترفين الأجانب الذين سوف يتولى أمرهم بنفسه هذه المرة بمساعدة مستشارين فقط. · وكأن الرجل في المرات السابقة كان يستشير أكثر من هذين المستشارين. · وها هو الغيث يبدأ بالمدافع الغاني ! · ليس لدي رأي سلبي في اللاعبين المحليين الذين سجلهم الهلال. · والحقيقة أنني لم أتابع أغلبيهم بصورة دقيقة تمكنني من قول رأي فني حولهم – بإستثناء الحريف الموهوب محمد المعتصم. · لكن أكد الكثيرون أن من ضمهم الهلال في الأيام الفائتة هم الأفضل على الساحة المحلية. · إلا أن البعض عندنا يبالغون كثيراًَ ويحاولون أن يعطوا الجماهير الزرقاء انطباعاً بأن هؤلاء اللاعبين سيأتوا بما عجز عنه من سبقوهم. · هذا أمر يتكرر في كل فترة تسجيلات. · ففي العام الماضي احتفلوا بأب ستة وآخرين. · فأين أب ستة الآن؟! · التهويل الذي نتابعه اليوم يرفع من سقف توقعات الجماهير كثيراً. · فيما الواقع يقول أن هؤلاء اللاعبين المحليين يلعبون في دوريات محلية ليس بذلك المستوى القياسي الذي نستطيع أن نراهن عليه. · حتى محمد المعتصم الحريف عندما أشدت بتسجيله كان رأيي أنه يصلح الآن كبديل لبعض مدافعي الهلال مثل اوتارا الذي ينقصه موهبة، وإلى حين التعاقد مع مدافع أجنبي ثقيل عليه القيمة. · قلت ذلك ليس تقليلاً من المعتصم، بل لأننا لم نجربه وسط مهاجمين أخطر وأمهر وأشد قوة من مهاجمينا، لذلك رأيت أنه يحتاج لبعض الوقت قبل أن نقول حوله كلمة أخيرة فيما يتصل بالتنافس القاري. · أما أن نسجل لاعباً ونهلل له بهذا الطريقة وكأنه سيكون عامل الحسم في البطولات الأفريقية، قبل أن نجربه على صعيد غير صعيد دورينا المحلي، فهذا كلام عاطفي مقصود منه دغدغة المشاعر وتسخين مانشيتات الصحف لا أكثر. · والسؤال الأهم دائماً هو لماذا يصر المجلس على تسجيل خمسة إلى ستة لاعبين محليين كل ستة أشهر، ليتم الاستغناء عن بعض من تم تسجيلهم في فترة التسجيلات السابقة؟! · إلى متى سيستمر الهلال في تدمير المواهب بهذا الشكل وما زلنا نفرح ونهلل لتسجيل أي لاعب جديد، ونزعم أن الهلال هلال التربية والأخلاق والقيم! · ألا يتفرض أن نقف للحظة عندما نقرأ خبراً عن أن عدداً من الأندية تفكر في التعاقد مع وليد علاء الدين ! · كيف يفرط الهلال في مواهبه الصغير بهذا الشكل، ليبحث عن آخرين ليسوا أعلى منهم موهبة ليسدوا مكانهم! · ألا تذكركم مثل هذه الممارسة بساقية جحا! · وحتى على صعيد اللاعبين الأكبر عمراً، أعاروا الشغيل ليتم تسجيل أب ستة بمبلغ كبير. · ففرح البعض وهللوا أسهبوا في الحديث عن انجازات الكاردينال في مجال التسجيلات وضرباته القاسية للند المريخ. · وفي العام التالي يحاولون استعادة الشغيل والاستغناء عن أب ستة؟! · ما دور الهيئات الاستشارية واللجان الفنية ( المزعومة) في مثل هذا العبث! · هل نسي أعضاء الهيئة الاستشارية الأكبر منا عمراً تاريخ ناديينا الكبيرين الذي كان خلاله يعيد بعض رؤسائهما لاعباً لناديه ولا يسعون لتضخيم انجازاتهم من خلال تسجيلات مضروبة! · تحدث رئيس الهلال في اللقاء أيضاً عن عودة مهند الطاهر! · ويوم أن تم الاستغناء عن الرباعي الذي تضمن مهند قبل سنوات عديدة من الآن كتبت منتقداً القرار وقلت أنه قرار إداري معيب وغير مدروس. · وقتها أكد العديد من أعضاء المجلس بما فيهم رئيس النادي ان القرار تم بتوصية من أعضاء اللجنة الفنية. · وحينها كان اللجنة الفنية المقصودة هي لجنة كسلا وقاقرين والتعايشة وأمين زكي. · وقد أكدت أكثر من مرة أنه لا يمكن لعاقل أن يصدق أن لجنة فنية بهذا الثقل يمكن أن تقدم توصية من هذا النوع. · وأوضحت أن الشطب تم ربما لسوء علاقة الرباعي بالبعض. · وقد اتضح بعد ذلك أن اللجنة فعلاً لم تقترح الاستغناء عن أي واحد من ذلك الرباعي. · المدهش في الموضوع أنه بعد مرور كل هذه السنوات وبعد تأكيد المجلس أنهم لم يجددوا للرباعي لأن اللجنة الفنية رأت ذلك.. بعد كل هذه السنوات وحين أرادوا إعادة مهند للكشف نسى رئيس الهلال كل ذلك وجاء ليحدثنا في اللقاء عن أن مهند لم يُشطب أو يتم الاستغناء عنه، لكنه جاءه وطلب أن يسافر للاحتراف في اسبانيا. · رئيس الهلال يظن دائماً أن ذاكرتنا مثقوبة بل، ( مقددة عديل). · فمهند لجأ لخيار السفر لأسبانيا بعد أن رفض الهلال التجديد له، وليس قبل ذلك. · وخلونا من ده كله وركزوا معي في حديثهم المتكرر عن عدم جدوى التجديد للرباعي فنياً، وفكرة إعادة قيد مهند الآن! · قطعاً ليس لدينا مشكلة مع مهند، خاصة بعد موقفه الجميل والمشرف ورفضه القاطع التسجيل للغريم. · لكن بعيداً عن العاطفة نسأل كم عدد السنوات التي قضاها مهند في هلال الأبيض بعد الاستغناء عنه؟! · وهل زاد عمر اللاعب منذ ذلك التاريخ أم نقص؟! · فكيف يفكر هؤلاء القوم الذين يحدثوننا عن قرارات ولجان فنية غير موجودة على أرض الواقع؟ ! · الرغبة في إعادة مهند تؤكد أن الاستغناء عنه تم إرضاء لأهواء ورغبات البعض. · ولهذا نعيد ونكرر أن القرارات الفردية دائماً مشكلة. · فمن حرضوا هيثم للإساءة لرئيس ناديه وتسببوا في شطبه هاجموه بعد ذلك على مدى أشهر طويلة وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر. · لكنهم انقلبوا بعد ذلك للاتجاه المعاكس وصارت الأمور بينهما وبينه ( صافية لبن) فأرادوا أن يعيدونه للهلال. · ومن أرادوا مغادرة مهند قبل عدد من السنوات، يرغبون في عودته الآن. · وهذا يؤكد أن الأهواء والرغبات والأمزجة الشخصية لا يمكن أن تدير أندية بحجم الهلال. · ولهذا ننتقد ونشير للسلبيات والنواقص والأخطاء الجسيمة حتى يتعلم القوم من أخطائهم ويتبعوا نهجاً مؤسسياً في كل ما يتصل بالنادي الكبير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
كمال الهدي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست