الذي يقرأ صحفنا يندهش من تصريحات الوزراء والمسئولين ، ولا أظن أن المسئولين في البلاد الأخرى لديهم هذه العادة التي تداري ( الفشل ) بالتصريحات ، فالذي لديه عمل واضح لا يحتاج لهذه الجعجعة الفارغة . قبل أن أرسل هذا المقال للصحيفة ، ( عترت ) بكسر العين على مقالين في صحيفتين مختلفتين ( 9 نوفمبر ) لأساتذة من كتاب الأعمدة الراتبة ( محمد وداعة )في أخيرة الجريدة و أسامة عبدالماجد في أخيرة السوداني يتحدثان عن نفس الموضوع مما يدل على أن الحكاية أصبحت ظاهرة إستحقت أن يكتب عنها . فصحفنا اليومية تجدها تمتليء بتصريحات المسئولين ، وزراء ، ولاة ، مدراء عامين ، مدراء مكاتب مسئولين ألخ .......ألخ ، فما أسهل أن تجد تصريحاتك طريقها للصحف إن كنت من هؤلاء ، لكن المشكلة ليس في التصريحات ، المشكلة في فحواها أو محتواها ، فالمرء يحتار في بعض هذه التصريحات والمقصود منها ، لكن من ناحية عامة نجد عوامل مشتركة بينها مثل الإستخفاف بعقول المواطنين والإفتراض بأنهم جهلة ، والأسوأ من كل ذلك الإزدراء والشتيمة ، فمثلا ظل وزير الصحة لولاية الخرطوم البروفسير مأمون حميدة وعلى إمتداد الأشهر الماضية يقذف في وجوهنا بإحصائيات الأشخاص المصابين بالأمراض الخطيرة ، إحصائية بمرضى القلب ، إحصائية بالمرضى النفسيين ، وأخرى عن المصابين بالسرطان ، وأخرى عن المصابين بالفشل الكلوي وخامسة للمصابين بالدرن ، .....إلخ ، ماذا يريد أن يقول لنا السيد الوزير ؟ لو كانت هذه الإحصائيات عن الذين تم علاجهم في مستشفيات ولايته لقلنا أن الأمر يدخل في إنجازات وزارته ، وإذا قدم هذه الإحصائيات في تقرير قدمه للبرلمان لقلنا إنه يريد دعم البرلمان لوزارته ، لكن بهذه الطريقة أظنه يريد أن يقول لنا ما قاله ما قاله طارق بن زياد لجيشة ( العدومن خلفكم والبحر من أمامكم ) أي أنه لا مفر لنا من الموت هم وراءنا وهذه الأمراض أمامنا . بعض هؤلاء المسئولين يمارس هواية التجهيل للعقول فيدلي بتصريحات تحتوي على معلومات مشوشة ، وكمثال على ذلك تصريح وزير الصحة الإتحادي بحر أبو قردة وكان تصريحه مانشيت لجريدة الجريدة " ( 9 / نوفمبر 2017 ) كما يلي : " مافي دولة في الدنيا بتدعم كل الأدوية " ! ! من قال ذلك يا سعادة الوزير ؟ فالدواء في كثير من بلدان العالم الثالث الفقيرة يقدم مجانا في مستشفياتها أو بسعر رمزي ، وليس الدواء فقط بل هناك دولا غنية في الخليج تعفي مواطنيها من قيمة إستهلاك الكهرباء ، ( يعني الكهرباء للمواطن بالمجان ) ونقول للسيد الوزير رسالتك وصلت ، فأنت تؤيد زيادة سعر الدواء ( وسيبك ) من حكاية الدعم فاللعبة مكشوفة . وقبل أيام أتحفنا وزير النقل المهندس مكاوي بذلك النوع من الكلام الذي أكلنا منه حتى التخمة وهو أن الوزارة وقعت إتفاقية مع مقاول المشروعات الحكومية السودانية الحصري ( الصين ) للقيام بدراسة جدوى للخط القاري من بورتسودان – تشاد ، سيدي لو كان قلت أن وزارتك باشرت العمل في " تأهيل " ( وتأهيل هذه ملكية فكرية للسكة حديد من كثر ما سمعناها تتردد في تصريحات المسئولين فيها) الخط بين بورتسودان نيالا لكنا إغتبطنا بهذا العمل لأن سكان تلك المناطق المساكين طحنهم غلاء أسعار النقل بالشاحنات ، فسعر السلعة يتضاعف مرات ومرات بسبب إرتفاع أسعار النقل بالشاحنات ، وتقول لنا الموضوع دراسة جدوى ...يا باشمهندس ! . تصريحات وزراء المعادن دائما تبيع لنا الوهم ، فلم نفق من صدمة شركة ( سبيرين ) الروسية التي قال الوزير السابق إن إنتاجها من أطنان الذهب سيرى النور بعد ستة أشهر ، لدرجة أن أحد الرؤساء الذين زاروا بلدنا أحرجنا وقال إذا كنتم تنتجون هذه الكمية من الذهب فكيف يكون عندكم مشكلة إقتصادية ؟ السيد الوزير الحالي الغى العقد وإستبدلها بشركة روسية أيضا . أما النغمة الجديدة كليا كما يقول (الفاتح جبرة ) فهي وجود الأحجار الكريمة والنحاس والفوسفات والحديد والكروم وهلم جرا ( تصرح رئيس لجنة الطاقة والبترول بالبرلمان للمركز السوداني / صحيفة التيار الجمعة 10 نوفمبر 2017 ) . الغريبة وزير السياحة سكت هذه الأيام لعل المانع خير . أيها السادة أصمتوا وإشتغلوا ، والمثل بيقول " السواى ما حداث "..وإحترموا عقول الناس هداكم الله . .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.الصادق محمد سلمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست