موقف مهين في مطار الخرطوم !!! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2017, 03:28 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موقف مهين في مطار الخرطوم !!! بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

    03:28 PM November, 02 2017

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في التاسع من أغسطس من عام 1994 والعاصمة الخرطوم تعوم فى بحرٍ من مياه الأمطار ومدينة الطائف حيث أقطن محاصرة بالمياه من كل جانب، كان عليّ أن أجازف بصحبة الوالد وأنقل أحد أبنائي بالسيارة إلى "مطار الخرطوم" بعد أن تأخر السائق وهو خبير فى تفادي دروب الطائف الموحلة، عن الحضور في الميعاد المحدد.
    من داخل قاعة المطار التى تعج بالمودعين، كان من اليسير علينا أن نراقب إبني و هو يمر عبر الإجراءات الروتينية العادية.. و ما لبث أن جاء يخبرنا من وراء "السياج الحديدي" أنه عرف أن رحلة طيران الخليج ليس بها درجة أولى- حسب تذكرته الحكومية- و من ثم يسأل هل من الممكن أن يأخذ مقعده فى الدرجة السياحية.. فأجبناه بنعم لأن إقامته فى الجواز كانت قد أوشكت على الانتهاء، كما أن مكتب طيران الخليج "بأبوظبي" يمكن أن يسوي فرق ثمن التذكرة، ثم ودعناه متمنين له رحلة سعيدة.
    ونحن نأخذ مقاعدنا فى القاعة فى انتظار إقلاع الطائرة، إذا بي ألمح إبني يقتفي أثر شخص يحمل في ما يبدو أنه جواز سفره، و يأمر بصوتٍ عالٍ بإحضار متاعه. سقط قلبي بين ضلوعي فيما راح فكري يجرد بسرعة محتويات الحقيبة.. كانت الحصيلة كتاب "فيزياء" و ملابس.. إذن ماعساه يكون الأمر يا ربي!!
    أنا ووالدي نهرول خلفهما و عيون من فى القاعة تتابعنا حتى وصلنا إلى غرفة خارج المطار مكتوب عليها "مكتب مدير أمن المطار".. جلس الرجل و فتح "درجاً" رمى بداخله جواز السفر و قال مخاطباً إبني : "ما حتطلع من البلد دى شبِّر وأغطسك فى مكان أهلك القدامك ديل ما يعرفوا مكانك ".. كانت تلك العبارة كافية لتنهار بعدها كل أشرعة مقاومتي فيما أشار الرجل لإثنين من معاونيه أن يأخذوه خارجاً.
    الى تلك اللحظة كان ضباب الحيرة يُغلّف مسام عقلي بينما كان الوالد يوجه سؤاله بهدوء إلى الجالس أمامه.. وذلك دأبه فى حالة الغضب الشديد: " ممكن أعرف الموضوع شنو؟ رد الرجل بعنجهية و هو يتأرجح بكرسيه إلى الخلف " الموضوع.. قلة أدب.. أقول ليهومشكلتك شنو؟ إقول ليّ "إتحلّت".. يعني بالمختصر كده معناها ما ليك دعوة ". هنا فقط إنبثق شعاعٌ من الضوء فى عتمة الحيرة و تذكرت تلك المحادثة القصيرة التي أجراها إبني معنا من وراء "السياج الحديدي" فشرعت أشرح للرجل موضوع التذكرة و إقامته فى "أبو ظبي" التي شارفت على الإنتهاء وأعتذر فى نفس الوقت عن إبني إن كان قد أخطأ فى حقه، بكافة الوسائل.. و الكلمات.. و العبارات.. التى وصلت الى درجة إراقة ماء الوجه مما أغضب مني الوالد كثيراً فلاذ بالصمت.
    ولكن ماذا كان في وسعي أن افعل وعبارة الرجل ترن فى أذني وتقودني رغماً عني إلى تلك "البيوت".. فقد طاش صوابي لحظتها وأنا اتخيل ما قد يتعرض له ذلك الصغير من أذى جسدي وما ينجم عن ذلك الأذى من شروخ نفسية ليس من السهل برؤها في تلك السن الحرجة.. "14" سنة.
    ونحن في ذلك الموقف الذى لا نحسد عليه، أشار لنا أحد زملائه و الذي يبدو أنه قد "صَعُب عليه حالنا"، أن ننتظر بالخارج ريثما يهدئ من ثائرة زميله و يسوي الموقف..فى الخارج كان يقف إبني في حر الظهيرة وقد أمسك به اثنان من رجال الأمن فيماعلامات الدهشة.. و الحيرة.. ترتسم على و جهه.
    بعد قليل حضر "الوسيط" وطلب من إبني أن يذهب معه الى المكتب ويعتذر...رجعنا معه إلى المكتب وبدأ إبني فى الإعتذار فيما الرجل يسبه و ينعته بأبشع النعوت و الصفات.. و زميله يستعجله حتى لا تفوته الطائرة . و.. أخيراً جداً جاء الفرج.. أعطاه الجواز وأشفعه بعبارة "برضه مش حتطلع" ومن ثم هرعنا جميعا للحاق بالطائرة.
    اما رجل الامن فقد عاد إلى مكانه الأول يزرع القاعة جيئةً وذهاباً فيما عيناه ترمقنا بسادية يغبطه عليها سالف الذكر "المركيز دي ساد". رجعنا إلى المنزل وأنا فى حالةٍ يرثى لها تتناوبنى أفكارٌ شتى.. تارةً أحمد الله أن السائق لم يحضر و ذهبت أنا لأنقذ الموقف باستجدائي المهين و إلا كان والدي و إبني في مكان مجهول فى و ضعٍ لا مجال فيه لرحمة صغير أو توقير كبير.. و تارةً أخرى تنهشني الهواجس .. كيف لي أن أضمن أن إبنى قد أخذ مقعده فى الطائرة ولم يأخذوه من أحد الأبواب الخلفية كما "ألمح" الرجل و "هدد"..
    حاولت القراءة فاستعصت عليّ.. أخذت أقلب في إحدى المجلات.. وقعت عينايّ على الكلمات المتقاطعة.. لن يخرجني مما أنا فيه إلا هي، فحل الكلمات المتقاطعة -حسب تجربتي - هو أقوى ترياق ضد القلق.. و الغضب ، خاصة ما كان منها صعباً مستعصياً على الحل حيث تمتص إنفعالاتك و تخفف من توترك.. أخذت القلم و شرعت فى حلها إلا أن القلم عصاني و أبى أن يتحرك تلك المرة.. وأنّى له أن يتحرك.. والفكرُ فى سقمٍ.. والقلبُ فى وجعٍ.. و النفسُ فى كربٍ.. و الطرفُ مكسورٌ و.... غناءٌ أشبه بالعويل ينبعث من منزل عرسٍ مجاور.
    كانت أطول ليلة قضيتها فى حياتي عند ما رن جرس الباب فى الصباح الباكر..كان الطارق من الجيران يخبرنا أن زوجي يطلبنا على الهاتف اذ أن تلفون المنزل كان معطلٌ وقتها.. فى التلفون جاءني صوت إبني عبر الأسلاك : " والله انا ما عارف غلطت فى شنو"سألني قال ليّ مشكلتك شنو قلت ليهومشكلتي إتحلت وبس.. ما قلت أكتر من كده"!!






























                  

11-02-2017, 06:32 PM

ابو علي


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: موقف مهين في مطار الخرطوم !!! بقلم بدور عبد� (Re: بدور عبدالمنعم عبداللطيف)

    هم هكذا الامنجية بلا عقل وبلا قلب وعديمي التربية والادب
    وكلهم لديهم عقد نفسية اعتقد منشاها الاسرة ...من كبيرهم القادم من
    دار مالي الى اصغر نفر فيهم ..
    لكن بصراحة موقفك جبان يا اختي ...وعلمتي ولدك الانكسار،كيف يعتذر على لا شيء ؟كيف يعتذر وهو ما غلطان ؟ ايوة صح الوقت حرج لكن كمان الانكسار مذل بدليل انك ما نسيتي الموقف منذ عام 1994
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de