طفلة السماء تكشف عن إستمرارية قهر المرأة بإسم العيب و الحرام و المفاهيم الخاطئة و العادات والتقاليد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 09:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2017, 08:50 PM

عبير سويكت
<aعبير سويكت
تاريخ التسجيل: 08-07-2016
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
طفلة السماء تكشف عن إستمرارية قهر المرأة بإسم العيب و الحرام و المفاهيم الخاطئة و العادات والتقاليد

    08:50 PM October, 29 2017

    سودانيز اون لاين
    عبير سويكت-France
    مكتبتى
    رابط مختصر

    عبير المجمر (سويكت)

    عبير المجمر (سويكت)

    نص منقول عن رواية "طفلة السماء"، للكاتبة السورية سمر يزبك ، مع العلم أنه تم منع طبع الرواية من الرقابة السورية تحججاً بأنها تطرقت لسرد الممنوع ،بينما أتاحت لها بيروت فرصة النشر فصدرت عن دار الكنوز الأدبية بلبنان .

    ("وجدت الأنوار مضاءة في البيت علي غير العادة ،توقف قلبي، و شعرت به يتهاوي الي ركبتي ،أسرعت الخطي ،انتصب أبي واقفاً أمامي، جبلاً من نار، و زوبعة تبتلع وجودي ،توقفت أمامه و لم أعرف ما الذي علي فعله.
    سأقول له بجرأة أنني كنت مع سالم وراء بساتين الليمون، سأخرج عن صمتي ،هكذا فكرت و أنا أحاول رفع عيني إلى وجهه، لكني لم أنبس ببنت شفة، و ابتلعت ريقا مريرا من الدهشة.
    الخوف الذي شعرت به كان فوق تصوراتي ،الخوف الذي دمر روحي، منذ تلك اللحظة التي انقض فيها أبي على جسدي، هوى به، امسكني من شعري و صار يلوح به مثل مزقة في إعصار، تلك هي المرة الأولى التي يضربني فيها، لم يكن ضرباً، بل محاولة قتل، تخيلت دائماً أن أول تماس لي مع جسد ابي المخيف سيحصل عندما يلفني بين ذراعيه ،و يمسح جبهتي مغنيا لي أغاني حفظها عن أمي، اعتقدت أن أمي كفيل بأن يجعل منه بديلاً لها، ولكن التماس الأول كان نار كفه و هي تهوى على وجهي، و بصاقه الذي ملأ جسدي، مترافقا مع اللعن و الركل.
    كنت اتطاير في الهواء و هو يرفعني بيديه ثم يرميني على الأرض تاركاً لنفسه فرصة للراحة، ثم يعود ليعلو بي من جديد، أرجوحته دوختني.
    في الصباح وجدت نفسي في المستشفى ،تحيط بوجهي الضمادات، ظهري، أضلعي، كتفي ،و كل ما في جسدي يوجعني، يدي اليمني ملفوفة بجبس، تذكرت أن أبي عندما ضربنى امسكني منها ،و لوح بي يمينا ويسارا.
    الوجوه تحيط بي:زوجة عمي ، عمي، بناتها ،عمي و أولاده ،فتحت عيني واجهتنى نظرات شزراء من كل صوب.")

    رواية "طفلة السماء" طويلة و شيقة، و لكن تركيزنا على هذا الفصل بالتحديد من الرواية الطويلة لما يحمل في طياته من مظاهر عنف لفظي و جسدي صادر من أب عنيف، شرس لا يعرف معنى الرحمة، و لا يعير اهتماماً ولا احتراماً لمشاعر إبنته و عواطفها، يستمتع باستعمال لغة العنف معها، و يعجز عن إستخدام لغة الحوار و المرونة، لغة العقل و الإنسانية .

    و من ناحية أخرى يبين لنا هذا الفصل من الرواية ردود فعل المجتمع المحيط بالراوية من قرب المتمثل في زوجة عمها و بناتها و عمه ذات نفسه، و كيف كان موقفهم منحازا لموقف الأب، ناظرين لها بنظرات شرزاء،نظرات غضب و لوم و اشمئزاز فهم ينظرون لها على أنها جالبة العار للأسرة، في حين أن "طفلة السماء" لم تفعل شئ سواء أنها عادت إلى البيت في وقت متأخر من الليل حيث كانت مع سالم وراء بساتين الليمون، و من جانب آخر نرى كيف أن النساء المحيطات بها كانت ردت فعلهن تؤكد على قبولهن لما تتعرض له النساء من عنف بل و يساندن المجتمع في قهر المرأة .

    و من خلال تطرقنا للمحورين السابقين يتضح لنا مدى المأساة التي تعيشها المرأة في المجتمع العربي و الإسلامي على وجه التحديد ، فما زالت هذه المجتمعات تقهر المرأة و تكبتها و تمارس معها شتى أنواع العنف و الإرهاب النفسي و المعنوي بإسم الإسلام تارة (الحرام)، و بإسم العادات والتقاليد الموروثة (العيب) ،و بإسم المفاهيم الخاطئة المتوارثة، و حال المجتمع الشرقي و الإسلامي في حيرة كبيرة جعلته يخلط بين العيب و الحرام، و بين تعاليم الإسلام و العادات والتقاليد الموروثة و المفاهيم الخاطئة، و للأسف مجتمعاتنا تصر على التقوقع في هذا المستنقع اللاإنساني، الذي لا ينظر للمرأة على أنها إنسان بداخلها مجموعة من الاحاسيس و المشاعر ،و تستحق أن تتمتع بحقوقها كاملة لأن الإنسانية لا تتجزأ، و هذه العادات والتقاليد الموروثة و المفاهيم الخاطئة التي تظلم شريحة معينة من البشر لا بد لها من أن تتلاشى و تنتهي، و يحل محلها صوت الإنسانية و عدالتها الذي لا يفرق بين البشر ذكر و أنثى.

    تلك التفرقة التي أفرط في إستعمالها ذوي العقلية الذكورية شر استعمال، فاضعفوا بها المرأة و أرهبوها و استلبوها جميع حقوقها حتى الإنسانية، فحكموا عليها أن تعيش جسد بلا روح تحت شعار "الرجال قوامون علي النساء" ،بحيث يحق لهم أن يديروا حياة المرأة بالرموت كنترول منذ المهد إلى اللحد، و هكذا شكلت هذه المجتمعات نساء ضعيفات مسلوبات الإرادة، و تناست هذه المجتمعات أن المرأة هي قلب المجتمع، هي التي تلد و تربى الآخر، هي التي تشكل الرجل، فإذا تم أضعاف المرأة ضعفت، فأخرجت أجيال ضعيفة للمجتمع ،لأن من لا يملك قراره و حريته لا يمكنه أن يخرج أجيال صالحة، قوية، نافعه للمجتمع قادرين على زرع مفاهيم الإنسانية و العدالة و الحرية.

    فقد ان الأوان كي تترفع الأصوات المؤمنة بحقوق المرأة الإنسان لمناهضة شتى أنواع العنف والإرهاب و التعزيب ضدها ،و تنطلق رسالة تحرير المرأة عالية ، حتى تعيش إنسانيتها من غير قيود ،و تتمتع بكامل حقوقها.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de