هل أنت مُخيَّرٌ أم مُسَيَّرٌ ؟!! بقلم د. عارف الركابي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 10:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-20-2017, 03:51 PM

عارف عوض الركابي
<aعارف عوض الركابي
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 461

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل أنت مُخيَّرٌ أم مُسَيَّرٌ ؟!! بقلم د. عارف الركابي

    02:51 PM October, 20 2017

    سودانيز اون لاين
    عارف عوض الركابي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    كثر السؤال عن هذه المسألة المهمة، ويعلم أهميتها من وقع في الشكوك بسبب عدم معرفة الحق فيها، كما يعلم أهميتها من وقف على استغلال بعض المشككين في دين الإسلام لهذه المسألة، لهذه الأسباب وغيرها يتحتّم نشر العلم الصحيح والحكم الحق الصريح في ذلك،

    وقد طلب بعض الإخوة القراء بيان الحق في ذلك عندما وقف على مقال نشرته في الأسبوع الماضي بعنوان : الغناء (الأكثر هبوطاً) وقصدت بذلك الغناء الذي يناقض المعتقد الصحيح، ويقع من يردده في خطورة كبيرة متوعّد بها، ومن ذلك قول القائل (يا المسيّر وماك مخيّر) !! ، وإجابة لطلبهم انتقي في هذا اليوم يوم الجمعة المبارك إجابة عالم فقيه على سؤال مهم، أنتقيه من كتابي : إجابات العلامة الشيخ ابن عثيمين عن أسئلة السودانيين، والذي جمعتُ فيه حوالى مائتين وخمسين فتوى رتّبتها على الأبواب الفقهية، والقضية المسؤول عنها من القضايا المهمة التي زلّت فيها أقدام وعسُر فهمها على بعض الناس، ولمّا كانت في إجابة الشيخ الفقيه محمد العثيمين رحمه الله إجابة شافية أردت أن أتحف بها إسهاماً في نشر العلم في هذه القضية الحسّاسة.
    (السؤال): هذا السائل من السودان يقول: فضيلة الشيخ ورد لفظ الهدى في القرآن الكريم كثيراً، مثلاً في قوله تعالى: «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً». والأسئلة: هل الإنسان مخير أم مسير؟ وهل للإنسان إرادة أن يكون طيباً أو خبيثا؟ً أرجو بهذا توجيهاً مأجورين.
    )الجواب) فأجاب الشيخ رحمه الله تعالى بقوله:
    هذا السؤال مهم جداً، وذلك لأنه سأل عن الهداية المذكورة في قوله تعالى: «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً». وسأل: هل الإنسان مخير أو مسير؟ وهل له إرادة أن يفعل؟ أو لا يفعل. والإجابة على الأول: أن الهداية المذكورة في القرآن تنقسم إلى قسمين: هداية دلالة وبيان، وهداية توفيق وإرشاد. فأما الهداية الأولى فهي مثل الآية التي ساقها السائل، وهي قوله تعالى: «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً». يعني: إنا بينا للإنسان السبيل والطريق، سواء أكان شاكراً أو كان كفوراً، فالكل بين له الحق، لكن من الناس من منّ الله عليه فشكر والتزم بالحق، ومن الناس من كان على خلاف ذلك. ومن أمثلة الهداية التي يراد بها الدلالة قوله تبارك وتعالى عن نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»، أي: لتدل إلى الصراط المستقيم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيَّن وعلَّم أمته الصراط المستقيم، وترك أمته على محجةٍ بيضاء ليلها كنهارها. أما النوع الثاني من الهداية فهو هداية التوفيق والإرشاد، ومن أمثلتها قوله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ» فالمراد بهذه الهداية هداية التوفيق، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يملك أن يهدي أحداً هداية توفيق يوفقه بها إلى الإيمان والعمل الصالح. وهذه الآية نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الهدى، ولكن لم يوفق لذلك، فأنزل الله هذه الآية تسليةً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: « إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ».
    وقد يراد بالهداية الهدايتان جميعاً، أي: هداية العلم والبيان، وهداية التوفيق والإرشاد، ومن ذلك قوله تبارك وتعالى في سورة الفاتحة: « اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» فإن هذه الآية تشمل هداية العلم والبيان، وهداية التوفيق والإرشاد. والقارئ إذا قال: « اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ». يريد بذلك المعنيين جميعاً: يريد أن يعلمه الله عز وجل، ويريد أن يوفقه الله تعالى لسلوك الحق. هذه هي الإجابة عن الجزء الأول في سؤاله . أما الجزء الثاني، وهو: هل الإنسان مسير أو مخير؟ وهل له إرادة أو ليست له إرادة؟ فنقول: الإنسان مخير إن شاء آمن وإن شاء كفر، بمعنى: أن له الاختيار وإن كان ليس سواء: لا يستوي الكفر والإيمان، لكن له اختيار أن يختار الإيمان أو أن يختار الكفر، وهذا أمرٌ مشاهدٌ معلوم: فليس أحدٌ أجبر الكافر على أن يكفر، وليس أحدٌ أجبر المؤمن على أن يؤمن، بل الكافر كفر باختياره، والمؤمن آمن باختياره. كما أن الإنسان يخرج من بيته باختياره، ويرجع إليه باختياره، وكما أن الإنسان يدخل المدرسة الفلانية باختياره، ويدخل الجامعة الفلانية باختياره، وكما أن الإنسان يسافر باختياره إلى مكة أو إلى المدينة أو ما أشبه ذلك، وهذا أمرٌ لا إشكال فيه ولا جدال فيه، ولا يمكن أن يجادل فيه إلا مكابر. نعم هناك أشياء لا يمكن أن تكون باختيار الإنسان: كحوادث تحدث للإنسان: من انقلاب سيارة، أو صدام، أو سقوط بيتٍ عليه، أو احتراق، أو ما أشبه هذا، هذا لا شك أن لا اختيار للإنسان فيه، بل هو قضاءٌ وقدر ممن له الأمر.
    ولهذا عاقب الله سبحانه وتعالى الكافرين على كفرهم؛ لأنهم كفروا باختيارهم، ولو كان بغير اختيارٍ منهم ما عوقبوا. ألا ترى أن الإنسان إذا أكره على الفعل ولو كان كفراً، أو على القول ولو كان كفراً فإنه لا يعاقب عليه، لأنه بغير اختيارٍ منه؟ ألا ترى أن النائم قد يتكلم وهو نائم بالكفر، وقد يرى نفسه ساجداً لصنم وهو نائم ولا يؤاخذ بهذا؛ لأن ذلك بغير اختياره؟ فالشيء الذي لا اختيار للإنسان فيه لا يعاقب عليه، فإذا عاقب الله الإنسان على فعله السيئ دل ذلك على أنه عوقب بحقٍ وعدل، لأنه فعل السيئ باختياره. وأما توهم بعض الناس أن الإنسان مسير لا مخير من كون الله سبحانه وتعالى قد قضى ما أراد في علمه الأزلي بأن هذا الإنسان من أهل الشقاء وهذا الإنسان من أهل السعادة؛ فإن هذا لا حجة فيه، وذلك لأن الإنسان ليس عنده علمٌ بما قدر الله سبحانه وتعالى، إذ إن هذا سرٌ مكتوم لا يعلمه الخلق، فلا تعلم نفسٌ ماذا تكسب غداً، وهو حين يقدم على المخالفة بترك الواجب أو فعل المحرم يقدم على غير أساس وعلى غير علم؛ لأنه لا يعلم ماذا كتب عليه إلا إذا وقع منه فعلاً، فالإنسان الذي يصلى لا يعلم أن الله كتب له أن يصلى إلا إذا صلى، والإنسان السارق لا يعلم أن الله كتب عليه أن يسرق إلا إذا سرق وهو لم يجبر على السرقة، ولم يجبر المصلي على الصلاة بل صلى باختياره، والسارق سرق باختياره.
    ولما حدث النبي أصحابه بأنه «ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا: يا رسول الله ألا ندع العمل ونتكل؟ قال لا، اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له». فأمر بالعمل، والعمل اختياري وليس اضطرارياً ولا إجبارياً، فإذا كان يقول عليه الصلاة والسلام: «اعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له» نقول للإنسان: اعمل يا أخي صالحاً حتى يتبين أنك ميسر لعمل أهل السعادة، وكلٌ بلا شك إن شاء عمل عملاً صالحاً وإن شاء عمل عملاً سيئاً. ولا يجوز للإنسان أن يحتج بالقدر على الشرع فيعصي الله ويقول: هذا أمرٌ مكتوب علي، يترك الصلاة مع الجماعة ويقول: هذا أمر مكتوب علي، يشرب الخمر ويقول: هذا أمر كتب علي، يطلق نظره في النساء الأجنبيات ويقول: هذا أمرٌ مكتوبٌ علي. ما الذي أعلمك أنه مكتوبٌ عليك فعملته أنت؟ لم تعلم أنه كتب إلا بعد أن تعمل، لماذا لم تقدر أن الله كتبك من أهل السعادة فتعمل بعمل أهل السعادة؟
    وأما قول السائل: هل للإنسان إرادة؟ نقول: نعم له إرادة بلا شك، قال الله تبارك وتعالى: «مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ»، وقال تعالى: «وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ»، وقال تعالى: « مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ». والآيات في هذا معروفة، وكذلك الأحاديث معروفة في أن الإنسان يعمل باختيار وإرادة. ولهذا إذا وقع العمل الذي فيه المخالفة من غير إرادة ولا اختيار عفي عنه، قال الله تعالى: «رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا» فقال الله: قد فعلت. وقال تعالى: «وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ». وهذا أمرٌ ولله الحمد ظاهر ولا إشكال فيه إلا على سبيل المنازعة والمخاصمة، والمنازعة والمخاصمة منهيٌ عنهما إذا لم يكن المقصود بذلك الوصول إلى الحق. وقد خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم على أصحابه وهم يتنازعون في القدر، فتأثر من ذلك عليه الصلاة والسلام، لأن هذا النزاع لا يؤدي إلى شيء إلا إلى خصومة وتطاول كلام وغير ذلك، وإلا فالأمر واضح ولله الحمد).
    انتهت إجابة الشيخ على هذا السؤال المهم، أسأل الله أن ينفع بإجابته، وأن يرحمه ويغفر له ويوفق علماء المسلمين لكل خير. وأرجو من جميع من يجد أمراً خفي عليه الحق فيه أو التبس عليه أن يرده لأهل العلم الراسخين كما أمرنا بذلك رب العالمين فإنه يجد لديهم الحق المبين ويبيت منشرح الصدر من المطمئنين .



    alintibaha























                  

10-20-2017, 05:21 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أنت مُخيَّرٌ أم مُسَيَّرٌ ؟!! بقلم د. عا� (Re: عارف عوض الركابي)

    هذا ما كان من الامر الجبر و الإختيار و التسيير في القرأن عند الأستاذ محمود محمد طه كما ورد في كتاب الرسالة الثانية:
    الجبر والاختيار

    ومسألة الجبر والاختيار ، أو التسيير والتخيير ، تمثل جماع العلاقة بين الفرد والكون ، وهي مشكلة أعيت دقائقها الفكر البشري في جميع عصوره ، وقد أنى لها أن تبرز من جديد ، وأن تستحوذ على كل اهتمام المفكرين ، ذلك بأن ضرورة فهمها ، فهما دقيقا ، لا تجئ من قبيل الترف الذهني ، كما قد يتبادر إلى بعض العقول ، ولا هي مسألة لا تعنينا في أمر معيشتنا اليومية ، أثناء الكسب والصرف ، كما قد يتبادر إلى بعض العقول الأخرى ، وإنما ضرورة فهمها تجئ من الحاجة إلى المنهاج العملي لتحقيق الحريـة الفرديـة المطلقة ، والحرية الفردية المطلقة هي منـذ اليـوم المركز الذي منـه تتفـرع ، وتشـع الحرية الجماعيـة ، بجميع صورها ، وفي كافـة مستوياتهـا ، تدخل في ذلك معيشتنا اليومية ، أثناء الكسب وأثناء الصرف .
    والسؤال المزمن هو ، هل الإنسان مسير إلى مصير مبرم ؟ أم هل هو مفوض إليه ليختار في أمر مستأنف ؟
    لقد قـرر المعصوم في هـذا تقريرا فيـه لحاجـة المؤمن غناء ، كل الغناء ، وذلك حين قال : (( من آمن فقد آمن بقضاء وقدر ، ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف )) ولما قال بعض الأصحاب (( ففيم التعب إذن يا رسول الله؟ )) قال (( أعملوا فكل ميسر لما خلق له ! )) فانصرف الأصحاب لعملهم ، واعتصموا بإيمانهم ، فعصمهم ووسعهم . (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم ، تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم )) .
    فحاجة المؤمن مكفية بالإيمان نفسه ، ولكن حاجة المسلم هي التي تحتاج إلى مزيد من العلم يدخل بها مداخل اليقين ، ويحرز لها طمأنينة القلب . ألم تر إلى إبراهيم الخليل (( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ، قال أولم تؤمن ؟ قال بلى ! ولكن ليطمئن قلبي ! قال فخذ أربعة من الطير ، فصرهن اليك ، ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ، ثم ادعهن ، يأتينك سعيا ، واعلم أن الله عزيز حكيم . ))
    ولقد خلف من بعد الأصحاب ، خلف لم يسعهم في هذا الأمر ما وسع الأصحاب ، فبدا لبعضهم ، وهم أصحاب الرأي ، أن التسيير المطلق مع العقاب على الخطيئة يشبه قول من قال :
    ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
    وهذا ظلم ، ولما كان الله تبارك وتعالى منزها عن الظلم ، ولما كان العقاب على الخطيئة ثابتا ، في الشريعة وفي الدين ، فلم يبق إلا أن يكون الإنسان متمتعا بشئ من الاختيار ، به يستحق العقاب ، حين يخطئ ، ويستأهل الثواب ، حين يصيب . وكذلك اعتقدوا ، فتورطـوا في الشرك من حيـث أرادوا التنزيه .. ومد لهؤلاء في غيهم أمران : أولهما أن البداهة ، وظاهر الأمر ، توحي بأن للإنسان اختيارا يبدو في حركاته الاختيارية ، فهو يستطيع أن يمشي ، إن شاء ، أو أن يجلس ، أو أن يقف ، هذا إلى جملة حركات أخرى ، وسكنات ، كلها تقع تحت اختياره وإرادته . وثانيهما أن ظواهر القرآن تقر الإنسان على ما أعطته إياه هذه البداهة المعاشة .
    وهناك أصحابنا الصوفيـة ، وهـم ، في عمـومهم ، قـد حاولوا أن يكتفـوا ، من هـذا الأمـر ، بما اكتفى به الأصحاب ، ولكـن حكم الوقت ، وإلحاح الفـرق الأخرى ، قد اضطـر بعضهم أن يقـرر أن الإنسان مسير ، في كل صغيـرة وكبيـرة من أمـوره ، وانه مـع ذلك ، معاقـب بالإساءة ، مجـازى بالإحسان . وليس الله ، في كل أولئـك ، بظالم ، لأنـه لم يتصـرف في ملك غيـره . واضطر البعـض الآخر أن يقـرر التسيير المطلق مع العقوبة ، ثم خرج عن مسألة الظلم هذه بقول الله تعالى ، (( لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون . ))
    وأجمع كبار عارفيهم على أن التوفيق بين التسيير المطلق ، وهو أمر يوجبه التوحيد ، والعقاب ، والعدل الإلهي ، إنما يلتمس في حكمة العقاب . وذهبوا في البيان مذاهب كانت وافية بحاجة عصرهم ، والعصور التي تلته إلى يومنا هذا ، ولكننا ما نرى أنها تكفي حاجة الفكر الحديث ، منذ اليوم .


    القرآن والجبر والإختيار

    ولقد بنى أصحاب الرأي رأيهم على القرآن ، وساقوا منه آيات بينات للتدليل على صدقهم ، ولقد بنى الصوفية ، وهم يقفون من أصحاب الرأي موقف النقيض من النقيض ، مذهبهم على القرآن أيضا ، وساقوا منه آيات بينات للتدليل على صدقهم . ولقد ورطت هذه الظاهرة الغريبة كثيرا من المستشرقين ، ممن عنوا بدراسة القرآن ، في خطأ جسيم ، فظنوا أن بعض القرآن يناقض بعضا ، وأسرفوا في ذلك على أنفسهم ، وعلى مواطنيهم ، والحق ، في هذا الأمر ، أن للقرآن ظاهرا وباطنا ، فظاهره عني بظواهر الأشياء ، وباطنه قام على الحقائق المركوزة وراء الظواهر ، ثم اتخذ ، في نهجه التعليمي ، الظواهر مجازا يعبر منها العارف إلى البواطن ، وهو في ذلك يقول (( سنريهم آياتنا ، في الآفاق ، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق ، أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ؟ )) والظـواهر هنا آيات الآفاق ، والبواطن آيات النفوس . وأبواب العقل على آيات الآفاق هي الحواس ، والحواس قد جاءت كلها مثاني ، من يمين وشمال ، على تفاوت في القوة بينهما ، فينتج عن هذا أن ما تؤديه العين اليمنى ، إلى العقل ، من الشئ المرئي ، يختلف عما تؤديه العين اليسرى منه إليه . وليست صحة الأمر بينهما . وهذا يعني أن تجري غربلة في العقل ، بها يتخلص مما يسمى خداع الحواس ، ويخلص إلى الأمر على ما هو عليه في الحق .
    وكثير من العقول الساذجة لا تملك القدرة على الإنعتاق من أسر الحواس ، والعقول ، على إطلاقها ، شديدة الاعتماد على معطيات الحواس ، ولما كان القرآن كتاب عقيدة ، وشريعة ، وحقيقة ، ولما لم تكن إلى حقيقته من سبيل إلا عن طريق عقيدته ، فشريعته ، ولما لم يكن من مصلحة العقيدة أن تصادم دعوتها ما تعطيه البداهة المشاهدة بالعين ، فإنه جاءنا بظاهر يجاري الوهم الذي أعطتنا إياه الحواس عن عالم الظاهر ، وبباطن يرتكز على الحق الصراح . وهـو ، بمجاراتنا في وهمنا ، إنما أراد أن يدفع عنا المشقة ، حيث لم يكن موجب للمشقة ، ريثما ينقلنا ، على مكث ، إلى الحق . ولنسق على ذلك مثلين : مثلا في مستوى مجاراة وهم الحواس ، وهو وهم غليظ ، ومثلا في مجاراة وهم العقل ، وهو وهم دقيق : فأما المثل الأول ، فإن القرآن عندما جاء يدعو إلى العقيدة قوما يرون بأعينهم أن الأرض مسطحة ، لم يشأ أن يجمع عليهم ، إلى مشقة الدعوة إلى عقيدة في الإله جديدة ، مشقة الدعوة إلى فكرة جديدة، عن الأرض ، تناقض البديهة المرئية بالعين ، فجاء في سياقه بآيات عن الأرض لم تزعج المدعوين عما ألفوا من أمرها ، فقال (( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون * والأرض فرشناها فنعم الماهدون )) وقال(( ألم نجعل الأرض مهادا * والجبال أوتادا؟ )) وقال (( والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها )) وقال (( والأرض مددناها ، وألقينا فيها رواسي ، وأنبتنا فيها من كل شئ موزون )) ، فإذا دخلوا في العقيدة ، وعملوا بالشريعة ، تبين لهم أن الأرض ليست مسطحة إلا فيما ترى العين ، وليس إلى الحقيقة من سبيل إذا أسقطنا ما تـرى العين ، كل الإسقاط ، من حسابنا ، كما أنه ليـس إلى الحقيقـة وصـول إذا ظللنا أسـرى أوهـام الحواس ، وإنما الـرشد أن نجعـل ما ترى الأبصار مجـازا إلى ما تـرى العقـول ، وما ترى العقـول مجازا إلى ما تـرى القلـوب ، وهو الحـق ، ثم هو الحقيقـة ، في الفينة بعد الفينة .
    والمثل الذي يجاري وهم العقل تعطيه هاتان الآيتان ، (( لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) فإن السالك المجود ، وهو في أول الطريق ، إذا قرأهما فهم من أولاهما أن له مشيئة مستقلة تملك أن تستقيم ، كما تملك أن تلتوي ، ولم يفهم من ثانيتهما إلا ما تعطيه اللغة ، فيجتهد في سبيل الاستقامة في تشمير وجد . حتى إذا نضجت تجربته بالمجاهدة ، ومصابرة النفس ، علم يقينا أنه لا يملك مع الله مشيئة ، وأصبح الخطاب في حقه ، ساعتئذ ، قوله تعالى (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )) ويعرف أن قوله تعالى(( لمن شاء منكم أن يستقيم )) قد أصبح في حقه منسوخا ، بعد أن تخلص من وهم عقله . هذا مع الفهم الأكيد للحكمة التي من أجلها جاءت هذه الآية الكريمة .
    فالقرآن ساق معانيه مثاني .. معنى قريبا في مستوى الظاهر ، ومعنى بعيدا في دقائق الباطن ، ولكن أصحاب الرأي لم يفطنوا إلى ذلك ، فجعلوا الآيات التي تجاري أوهام الحواس ، والتي تجاري أوهام العقول ، سندهم ، وبنوا عليها علمهم ، فضلوا كثيرا وأضلوا .
    وأما الصوفية فقد تفطنوا إلى ذلك ، وعلموا أن أوهام الحواس ، وأوهام العقول ، يجب التخلص منها بأساليب العبادة المجودة ، التي تبلغ بهم منازل اليقين المحجبة بحجب الظلمات ، وحجب الأنوار .
    القرآن والتسيير

    (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ، ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )) ومن الظالمين من يعتمد على العقل ، في فهم حقائق الدين ، كل الاعتماد .
    والقرآن قد جعل وكده تركيز فهم التسيير في العقول ، بالطائفة المستفيضة من آياته ، فإذا استقرت مدركات العقول في طـوايا الصدور ، ظهـر أن ليـس في القـرآن حـرف لا يـدعو إلى وحدة الفاعل .. فوحدة الفاعل هي أصل التوحيد ، وقاعدته ، وبتجويد وحدة الفاعل تتبع كل مستويات التوحيد الأخرى . وأمر التسيير هو وحدة الفاعل هذه . فلنستمع إلى طائفة من هذه الآيات (( هو الذي يسيركم في البر ، والبحر ، حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة ، وفرحوا بها ، جاءتها ريح عاصف ، وجاءهم الموج من كل مكان ، وظنوا أنهم أحيط بهم ، دعوا الله ، مخلصين له الدين ، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين * فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ، يأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ، متاع الحياة الدنيا ، ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون . ))
    هذا أوضح كلام في التسيير الإلهي للناس ، وقد أشار إشارة لطيفة إلى علة الغفلة ، وهي سعة الحيلة ، فإننا إذا احتلنا في أمورنا ، ونجعت حيلتنا في حل مشاكلنا ، مد لنا هذا النجاح في أسباب الغفلة ، فتوهمنا أنا أصحاب إرادة مختارة . والحيلة في البر أوسع منها في البحر ، ولذلك قال (( هو الذي يسيركم في البر ، والبحر ))ثم ذهب يفصل أهوال البحر التي تظهر أمامها قلة حيلتنا وعندها (( دعوا الله ، مخلصين له الدين ، لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين )) فلما جاءت دعوتهم بلسان حالهم أنجاهم ، تبارك وتعالى ، ثم قـص علينـا ما كان من أمـرهم فقال (( فلمـا أنجاهـم إذا هـم يبغـون في الأرض بغير الحق )) يعني لما خرجوا من أهوال البحر ، ووطئوا البر ، واستشعروا القدرة على الحيلة ، رجعت إليهم غفلتهم ، وادعوا إرادة واختيارا . وهو هنا يذكرنا بأن الذي يسيرنا في البر هو الذي يسيرنا في البحر ، فيجب ألا نكون من الغافلين .
    وقوله تعالى (( إني توكلت على الله ، ربي وربكم ، ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على سراط مستقيم )) وقوله تعالى (( أفغير دين الله يبغون ، وله أسلم من في السموات والأرض ، طوعا وكرها ، وإليه يرجعون ؟ )) وقوله تعالى (( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم ؟ قل الله خالق كل شئ ، وهو الواحد القهار )) وقوله تعالى (( تسبح له السموات السبع ، والأرض ، ومن فيهن ، وإن من شئ إلا يسبـح بحمـده ولكن لا تفقهـون تسبيحهـم ، إنه كان حليمـا غفورا)) وقولـه تعالى (( والله خلقكم وما تعملون )) أي خلقكم وخلق أعمالكم . وقوله تعالى (( ما أصاب من مصيبـة في الأرض ، ولا في أنفسكم ، إلا في كتاب ، من قبل أن نبرأها ، إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكـم ، ولا تفرحوا بما آتاكم ، والله لا يحب كل مختال فخور * الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخـل ، ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد )) وفي جميع هذه الآيات حكمة تربوية بالغة ، يستفيد منها من يستيقن أمر التسيير .


    التسيير ما هو؟

    أول ما يجب توكيده هو أن الله لا يسير الناس إلى الخطيئة ، وإنما يسيرهم إلى الصواب ، قال تعالى عن لسان هود (( إني توكلت على الله ، ربي وربكم ، ما من دابة الا هو آخذ بناصيتها ، ان ربي على سراط مستقيم . )) ومعنى هذا أن الله مسير كل دابة على السراط المستقيم ، وكل دابـة مهتدية ، حالا ، ومآلا، ما دامت في طاعة الله ، وليس شئ في الوجود بمفلت عن هذه الطاعة ، ولكن الله تبارك وتعالى يريد أن يكون المطيع مدركا لهذه الطاعة ، وبهذا وضع خطا فاصلا بين الهدى والضلال ، ما دونه ضال ، ومن فوقه مهتد ، وهنا دخل اعتبار الإيمان والكفر . وليس الاختلاف بين الإيمان والكفر اختلاف نوع ، وإنما هو اختلاف مقدار ، فالمؤمن علمه أكثر من الكافر .. أو قل أن المؤمن يطيع الله وهو عالم بذلك ، والكافر يطيع الله وهو جاهل بذلك ، والله تعالى يقول (( إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شئ، وهو العزيز الحكيم )) هو يعلم ذلك ولكنهم لا يعلمون ، وهو يريد لهم أن يعلموا . و (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟ )) .
    إن إرادة الله لا تعصى ، ولكن الله يريد أن ينقل الخلائق من طاعة ما يـريد ، إلى طاعة ما يرضى ، فإنه سبحانه وتعالى أراد شيئا لم يرضه . فهو تعالى يقول (( إن تكفروا فإن الله غني عنكم ، ولا يرضى لعباده الكفر ، وإن تشكروا يرضه لكم . )) فكأنه يقول ، إن تكفروا فإنكم لم تكفروا مغالبة لله ، وإنما كفرتم بإرادته ، ولكنه لا يرضى منكم ما أراده لكم . والرضا هو الطرف الرفيع من الإرادة . أو هو قمة هرم قاعدته الإرادة ، فالإرادة في مرتبة (( الثنائية )) ، والرضا في مرتبة ((الفردانية )) ، ففي الإرادة يدخل الكفر والإيمان ، ولكن بالرضا لا يدخل إلا الإيمان .
    والأمر التكويني أعلى من الإرادة . فقمته رضا وقاعدته إرادة فهو هرم مكتمل ، وتفصيل ذلك يجيء في آخر يس حيث يقول جل من قائل (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) . والأمر التشريعي يمثل قمة هرم الأمر التكويني ، حين تكون قاعدته إرادة ، والله تعالى حين قال (( وإذا أردنا أن نهلك قرية، أمرنا مترفيها ، ففسقوا فيها ، فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )) إنما أراد بالأمر هنا الأمر التكويني في مستوى قاعدة هرمه ، وهو إرادة . وحين قال (( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا ، والله أمرنا بها ، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء ، أتقولون على الله ما لا تعلمون ؟ )) إنما أراد الأمر التشريعي ومعنى (( إن الله لا يأمر بالفحشاء )) إن الله لا يرسل رسلا ، ويؤيدهم بالمعجزات ، ثم تكون شرائعهم داعية إلى الفحشاء (( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم ، والنبوة ، ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ، ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب ، وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ، أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ؟ )) .
    فالأمر التشريعي دعوة لإخراج الناس من إرادة الله إلى رضاه تعالى ، ومن اجل ذلك أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، وقال فيها (( ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون )) ..
    ومع أن الأمر التشريعي وحدة ، إذا ما قورن بالإرادة ، فإنه ، لدى النظر الدقيق ، ذو شكل هرمي أيضا ، قاعدته الشريعة الجماعية ، وقمته الشريعة الفردية ، وقمة هرم الأمر التشريعي هذه ، تكون لقمة هرم الأمر التكويني قاعدة ، وهذا الأخير قمته عند الله ، حيث لا حيث . وإلى هذه القمة الدقيقة ، الممعنة في الدقة ، الإشارة بقوله تعالى (( إنا كل شئ خلقناه بقدر ، وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر )) وهكذا يظهر بوضوح هرم الكائنات ، قمته التنزل الأول إلى مرتبة الاسم ، وهو مرتبة الشريعة الفردية وقاعدته التنزل الأخير إلى مرتبة الفعل ، وهو مرتبة التعدد ، في الأحياء والعناصر ، وأسفل السافلين فيها هو الدخان ، وهو بخار الماء ومنه خلقت الأشياء ، والأحياء . قال تعالى: (( ثم استـوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض إئتيا طوعا أو كرها ، قالتا أتينا طائعين * فقضاهن سبع سموات في يومين ، وأوحى في كل سماء أمرها ، وزينا السماء الدنيا بمصابيح ، وحفظا ، ذلك تقدير العزيز العليم )) وأدنى من ذلك إلى قاعدة هرم الخليقة قوله تعالى عن هذا الدخان (( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، وجعلنا من الماء كل شئ حي ، أفلا يؤمنون ؟ )) وحين كانت قمة هذا الهرم عند الله فقد كانت القاعدة بعيدة عنه ، وليس البعد هنا بعد مسافة ، وإنما هو بعد درجة . فقمة هرم الخليقة ، وهي مرتبة الشريعة الفردية ، في عالم الملكوت . وقاعدة الهرم في عالم الملك ، وعالم الملكوت مهيمن على عالم الملك ، حتى أن عالم الملك بمثابة الظلال لعالم الملكوت ، فعالم الملك هو عالم الظاهر ، وعالم الملكوت هو عالم الباطن ، أو قل عالم الملك هو العالم المحسوس ، حيث التعدد ، وعالم الملكوت هو عالم المعاني ، حيث الوحدة ، وليس معنى هذا أن ليس في عالم الملكوت محسوس ، ولكن معناه أن محسوسه هو من اللطف بحيث لا يحس إلا بالحاسة السابعة .. وسلطان العاشقين ، ابن الفارض إنما عنى هذا اللطف اللطيف حين قال :
    ولطف الأواني في الحقيقة تابع للطف المعاني والمعاني بها تنمو
    ذلك بأن لكل معنى حسا ، ولكل حقيقة شريعة ، فكل معنى من المعاني ، أو حقيقة من الحقائق هي ذات شكل هرمي ، له قمة وله قاعدة ، وكلما دقت القمة دقت القاعدة تبعا لذلك ، أو قل ، إن شئت ، كلما دق المعنى دق الحس .
    قال تبارك وتعالى (( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ، وإليه ترجعون )) فملكوت كل شئ هو فرديته . وإليه ترجعون توكيد لهذا الفهم ، لأن الرجوع إلى الله إنما يكون بتقريب صفات العبد من صفات الرب . فكأن الخلائق مسيرة إلى فردياتها بجمعيتها ، من التعدد في الوحدة ، بفضل التوحيد .
    قوله تعالى (( والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون * فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين )) .. لقد ذكرنا أن ظاهر القرآن عنى بآيات الآفاق ، وباطنه عنى بآيات النفس البشرية . والكرامة عند الله للبشر ، وليست للسموات ولا للأرض ، بل إن النملة عند الله أكرم من الشمس ، لأن النملة دخلت في سلسلة من الحياة والموت ، لم تتشرف بها الشمس ، وهي تتطلع إليها ، وترجوها بشق النفس . ومن أجل ذلك فإنا لن نتحدث عن تفسير الظاهر في هذه الآيات ، ومن أراده فليلتمسه في أي من كتب التفاسير ، فهو مبذول .
    أقسم الله بنفسه حين أقسم بقوى النفس البشرية (( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ، واتقوا الله الذي تساءلون به ، والأرحام ، إن الله كان عليكم رقيبا )) وهذه النفس الواحدة التي خلقنا منها إنما هي نفسه تبارك وتعالى . و (( التين )) النفس ، و (( الزيتون ))الروح ، و (( طور سينين )) العقل ، و (( هذا البلد الأمين )) القلب ، . وقد أسلفنا القول بأن العقل هو نتيجة لقاح النفس والروح ، ونقول هنا أن العقل هو طليعة القلب ، ورائده إلى المعرفة ، وهو له بمثابة عكاز الأعمى ، يتحسس به الطريق ، أو قل ، إن شئت ، أن العقل يقوم من القلب مقام الحواس منه هو . وهو حين يقوى ، ويستحصد ، ويصبح يتلقى مداركه عن الحواس جميعها في كل لحظة ، يصير الحاسة السادسة المرتقبة ، ذلك بأن الحياة إنما بدأت بحاسة واحدة ثم تقدمت ، في سحيق الآماد ، إلى الحاسة الثانية ، فالثالثة ، فالرابعة ، فالخامسة ، وهي منطلقة في طريقها إلى الحاسة السادسة ، ثم الحاسة السابعة ، وتلك نهاية المطاف . ولا يكون الترقي بعدها إلا بتطوير هذه الحواس السبع نفسها ، لا بزيادة في العدد عليها. فالحاسة السادسة إذن هي العقل ، حين يستحصد ، ويصبح قادرا على أن يذوق ،ويشم ، ويلمس ، ويرى ، ويسمع ، كل شئ ، وفي لحظة واحدة . فإذا بلـغ العقل هذا المبلغ ، فإنه يعرف قدر نفسه ، ويعلم أن مكانه خلف القلب لا أمامه ، ويسمع ، ويحاول أن يطيع ، قول العارف الجنيد : (( وقدم إماما كنت أنت أمامه )) . ولكن طاعة هذا الأمر هي أشق الأشياء عليه ، وهي لا تتحقق إلا الفينة بعد الفينة ، وفي قمة السلوك المجود . ولا يطول المكث فيها ، إذ فيها يرد الخطاب من خضر القلب ، على موسى العقل (( إنك لن تستطيع معي صبرا )) ولكن هذه اللحظة القصيرة ، التي يطيقها موسى كل فرد مع خضره هي زنة الدهر الدهير ، لأنها خارج الدهر .. وهي مقام (( ما زاغ البصر، وما طغى )) وعندها يشاهد السالك من ليس يحويه الدهر .. هذا مقام الشهود الذاتي بسقوط كل الوسائط ، في تلك اللحظة يبلغ القلب مبلغ الحاسة السابعة وفيها يكون السالك وترا .
    ثم لن يلبث العقل أن يدركه ضعفه ، فيجهل قدر نفسه ، ويتقدم على القلب ، وعندها يصبح العابد شفعا ، ويحجب بأنوار العقل عن شهود الذات ، ولا يشهد إلا تجلياتها في مرتبة الاسم ، أو في مرتبة الصفة ، أو في مرتبة الفعل ، وأدناها مرتبة وحدة الفاعل ، والسالك في مراتب حجب النور صاحب شرك خفي ، وهو صاحب شريعة فردية ، ومن ثم فهو في ملكوته .
    قوله تعالى من الآيات السوالف (( لقد خلقنا الإنسان في احسن تقويم )) إشارة إلى خلقه في عالم الملكوت ، وهو قمة هرم الخليقة ، وذلك في عالم الأمر ، وقوله ((ثم رددناه أسفل سافلين )) إشارة إلى خلقه في عالم الملك ، وهو قاعدة هرم الخليقة ، وذلك عالم الخلق (( ألا له الخلق والأمر )) وعالم الخلق هو أيضا الذي أشار إليه بقوله (( إنا كل شئ خلقناه بقدر * وما أمرنا الا واحدة كلمح بالبصر )) وقصة الخلق في أحسن تقويم ، ثم الرد إلى أسفل سافلين ، تحكيها هذه الآيات (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ، ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ، ونقدس لك ؟ قال إني أعلم ما لا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ، ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالـوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ، انك انت العليم الحكيم * قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ، فلما أنبأهم بأسمائهم قال ، ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات ، والأرض وأعلم ما تبدون ، وما كنتم تكتمون ؟ * وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، فسجدوا إلا إبليس ، أبى واستكبر، وكان من الكافرين * وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ، ولا تقربا هذه الشجرة ، فتكونا من الظالمين * فأزلهما الشيطان عنها ، فأخرجهما مما كانا فيه ، وقلنا اهبطوا ، بعضكم لبعض عدو ، ولكم في الأرض مستقر ، ومتاع إلى حين * فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ، إنه هو التواب الرحيم * قلنا اهبطوا منها جميعا ، فإما يأتينكم مني هدى ، فمن تبع هداي ، فلا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون * والذين كفروا ، وكذبوا بآياتنا ، أولئك أصحاب النار ، هم فيها خالدون )) .
    خلق آدم في عالم الأمر كاملا ، وعالما ، وحرا ، وكانت حريته منحة لم يدفع ثمنها ، فامتحنه الله ليرى كيف يصنع فيها ، فقال (( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ، وكلا منها رغدا حيث شئتما ، ولا تقربا هذه الشجرة ، فتكونا من الظالمين )) وكانت الشجرة التي نهي عنها هي نفسه ، في الباطن ، وزوجه في الظاهر ، فلم يحسن التصرف في حريته فيؤثر أمر الله على أمر نفسه ، وإنما اختار نفسه عن ربه ، وفسق عن أمره ، واتصل بزوجه ، فصودرت حريته ، إذ عجز عن حسن التصرف فيها ، وهبط إلى حيث يلقى عقوبة المخالفة ، وحيث يبدأ باسترداد حريته بدفع ثمنها ، حتى تكون عزيزة عنده ، فلا يفرط فيها مرة أخرى ، لأن الحرية التي لا يدفع ثمنها لا تعرف قيمتها ، ولا يدافع عنها . قال تبارك وتعالى يحذر حبيبه محمدا من حالة آدم (( فتعالى الله الملك الحق ، ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ، وقل رب زدني علما * ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ، ولم نجد له عزما )) .. (( ولقد عهدنا إلى آدم )) يعني أخذنا عليه عهداً بأن يحسن التصرف في حريته فيختار الله دائما . (( فنسي ولم نجد له عزما )) نسي عهدنا ، وضعف عزمه عن التزام واجب الحرية ، فتهالك أمام إغـراء زوجه ، ورغبة نفسه ، فأساء استعمال حريته فصادرناها . و (( كذلك نفعل بالمجرمين )) .
    وحين عصى آدم ربه عن نسيان ، وعن ضعف عن مراغمة النفس ، عصاه إبليس عن قصد مبيت ، وعن استكبار ، ولقد قص الله علينا من خبره فقال (( إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ، ونفخت فيه من روحي ، فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم ، أجمعون * إلا إبليس ، استكبر ، وكان من الكافرين * قال يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ، استكبرت أم كنت من العالين ؟ قال أنا خير منه ، خلقتني من نار ، وخلقته من طين ! * قال فاخرج منها ، فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك ، وممن تبعك منهم أجمعين )) وقد كان إبليس عابدا ، ولكنـه كان متكبرا، فحجب بنفسه ، عن ربه ، ولم تنفعه عبادته ، وكان إبليس عالما ، ولكن علمه كان علم ظاهر ، ولم يصحب بعلم باطن ، ولذلك لم يكن تقيا ، ولا كان ذكيا ، فهو يقسم بعـزة الله ، (( قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين )) ثم يستكبر عن طاعة الله .. وهو اذ فاتته التقوى لم يفكر في الاستغفار ، عند المعصية ، وإنما فكر في الإصرار عليها ، وطلب الإمهال ليجد الفرصة الى الإغراء بها ، (( قال ربي فانظرني الى يوم يبعثون )) ولما قال تعالى (( فانك من المنظرين* الى يوم الوقت المعلوم )) قال هو (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين )) والآية الأخيرة من دلائل علمه ، إذ علم أن عباد الله المخلصين لا طاقة له بهم ، ولكن علمه كما قلنا علم ظاهر بلا تقوى في الباطن . وأما آدم وحواء فقد قالا (( ربنا ظلما أنفسنا ، وإن لم تغفر لنا وترحمنا ، لنكونن من الخاسرين )) .
    ومهما يكن من الأمر فإنهم جميعا قد عصوا أمر ربهم ، وصاروا بالمعصية غلاظا ، كثافا غير منسجمين مع تلك البيئة اللطيفة ، فهبط بهم وزنهم الكثيف ، من سلم الترقي إلى الدرك ، وهو ما سمي في آيات (( والتين )) أسفل سافلين ، وكان ترتيبهم في الهبوط إبليس أولا ، متبوعا بحواء ، ثم آدم ، وفي بيئتهم الجديدة احتوشتهم الشرور ، من كل جانب ، ولكنهم ما لبثوا أن تأقلموا ، ونسوا ما كانوا فيه من كمال إلا قليلا ، واستجاب الله دعاء إبليس ، فأنظره إلى يوم يبعثون ، فلبث في أسفل سافلين ، من غير ترق منه ، لأنه لم يطلب الترقي ، وإنما طلب الإنظار . واستجاب الله دعاء آدم وحواء ، فلم يلبثا في أسفل سافلين إلا ريثما أدركتهما المغفرة والرحمة التي طلباها في ساعة مخالفتهما أمر ربهما (( إن رحمة الله قريب من المحسنين .))
    وقد يظن ظان حين يقرأ في الآيات السوالف من سورة (( والتين )) قوله تعالى (( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فلهم أجر غير ممنون )) أن الاستثناء هنا يعني أنهم لم يردوا إلى أسفل سافلين ، وهذا خطأ . والحق أن هذه الآية وسابقتها تؤديان المعنى المؤدى بقوله تعالى (( وإن منكم إلا واردها ، كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ، ونذر الظالمين فيها جثيا )) فنجى ، من أسفل سافلين ، آدم وحواء وبدأ ترقيهما ، بفعل المغفرة والرحمة ، وترك إبليس ، حيث لم يفكر في التغيير .
    قوله (( فما يكذبك بعد بالدين ؟ )) الدين الجزاء ، وهو المعاوضة ، وهو القصاص ، وفيه إشارة إلى قانون القصاص ، الذي قلنا أن الإسلام بني عليه حقيقتـه ، وشريعتـه ، والإشارة تـرمي إلى إرشادنا إلى أن الإنسان ، إنمـا رد مـن مقـام أحسـن تقـويم ، إلى درك أسفـل سافلين ، بحكـم قانـون المعاوضة ، جزاء وفاقا .
    قوله (( أليس الله بأحكم الحاكمين )) تزكية لقانون المعاوضة ، وتذكير لنا بالحكمة المودعة فيه .

                  

10-21-2017, 09:37 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أنت مُخيَّرٌ أم مُسَيَّرٌ ؟!! بقلم د. عا� (Re: Omer Abdalla Omer)

    التسيير والاختيار بالمشيئة من المسائل التى اختلف فيها المسلمون اختلافا كبيرا :
    والانسان حر حرية كاملة ومطلقة غير منقوصة فى منـــاط التــكــلــيـف .
    ومنــاط التكليف فى الاسلام هو : الــعــقــل بالاختيار بين البدائل - وغيـــاب العقبل يحجب التكليف .
    والتكليف فى الاسلام دائما بافعل هذا ولا تفعل ذاك .
    بعد ان يدخل العبد الاسلام فان العناية الالهية تحفظه مادام فى معية الله فان ابتعد ابتعدت عنه العناية كالمضروب مثلا فى القران
    (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الاعراف 175

    المشيئة في القرآن نوعان :-
    - مشيئة من الله في الجوانب الجبرية مثال :- (انك لاتهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاءوهو اعلم بالمهتدين)56القصص
    هنا : المشيئة الربانية فى الهداية باقبال العبد عليه وليس بهدايته وهو غارق مثلا فى كفره او فى شهواته وملذاته .

    - مشيئة من العبد فى الجوانب الاختيارية :

    (ولو شاء ربك مافعلوه فذرهم ومايفترون ) 137 الانعام (ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها) 13 السجدة
    ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) 99 يونس
    ( واتل عليهم نبأ الذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنالرفعناه بها)175 - 176 الاعراف
    ( اذهبا الي فرعون انه طغي فقولا له قولا لينـــا لعله يتذكر اويخشي ) 43 - 44 طه
    (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)29 الكهف

    هداية الله لخلقه : بمعني تذليل العقبات والحمل علي طريق الخير بعونه وتوفيقه لمن استمع وآمن وأقبل علي منهج الله والذى لايستمع ولا يؤمن ولا يقبل علي المنهج كيف يعينه الله ؟ وهذا مثاله فرعون ومن نحا نحوه .

    وهناك بعض الناس هداهم الله يعتقدون اعتقادا خاطئا بان الله قد كتب عليهم كل شئ ومنذ الازل وماعليهم سوى الرضوخ لهذا الامر ولعمرى فان هذا من اسخف الاعتقادات
    مثلا هل ربنا كتب عليك ان تزنى او تسرق او تقتل ؟؟؟ ماهذا الهراء يقول تعالى :

    (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ۖ ۖ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الاعراف 28

    واذا كان كل شئ مكتوب ومنتهى فما الفائدة اذاً من الكرام الكاتبين ؟؟
    ما الفائدة من قوله تعالى : يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ 39 الرعد
    لان الله تعالى يمحو الخطايا بالقربات والصدقات وصالح الاعمال ويرفع الدرجات
    والتقوى اعلى درجات الايمان وهى : الابتعاد عن رذائل الاعمال والاقبال على الطاعات .

    الانسان مخير فى جوانب الاختيار ومسير فى جوانب الجبر .




                  

10-21-2017, 09:44 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أنت مُخيَّرٌ أم مُسَيَّرٌ ؟!! بقلم د. عا� (Re: علاء سيداحمد)

    ومن ابسط امثلة الجبر :

    الابتلاءات
    القضاء والقدر
    مراحل نمو الانسان من الطفولة وحتى العجز والشيخوخة .
                  

10-21-2017, 08:52 PM

سوداني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل أنت مُخيَّرٌ أم مُسَيَّرٌ ؟!! بقلم د. عا� (Re: Omer Abdalla Omer)

    ســـــــلام علـى الأســــتاذ محمــود فـي
    الخــــــالديـن
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de