:: قبل أربع سنوات تقريباً، داعياً الحكومة إلى الإستفادة من مشروع سد مروي كما يجب، خاطب النائب البرلماني صلاح عبد الله نواب البرلمان قائلاً بالنص : ( سد مروي لم يحقق الفائدة المرجوة منه.. أي لم يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بالشمالية، ولم يقلل الصرف على القطاع الصناعي، ولايزال ينصب جهد سد مروي فقط على توصيل الكهرباء للمواطنين، ولم يهتم بأولويات القطاعات الإنتاجية.. ويجب ترتيب الأولويات)..!! :: وبعد تلك الإفادة، طرح صلاح أسئلة مُرة، ومنها : ( كم أنفقنا في سد مروي؟ وكم شغّلنا من الخريجين؟).. وللأسف، بدلاً عن تحليل تلك الإفادة بلغة الأرقام، تم إختزالها في تناول فطير من شاكلة ( صلاح قال سد مروي ما منو فايدة)، ثم شرعوا في الهجوم عليه.. وكما تعلمون، فان الفهم قسمة ونصيب..فالرجل لم يقل : (سد مروي بلا جدوى، فاهدموه)، ولكنه قال : (سد مروي لم يحقق جدواه، ويجب أن يُحقق)..ولن يًحقق سد مروي جدواه ما لم تنتج الأرض والمصانع بكهرباء السد..!! :: وصباح الجمعة الفائتة، مع بعض زملاء المهنة، كنا بموقع سدي أعالي عطبرة وستيت ، وهناك تذكرت خطاب صلاح عبد الله، وسالت نفسي ومن حولي : هل حقق هذا السد جدواه، بحيث يتجاوز الطموح إنارة البيوت والشوارع وتشغيل أندية المشاهدة إلى حيث مواقع الإنتاج الزراعي والصناعي والمشاريع الاستراتيجية التي تستحق الإستدانة والتضحية بأرض البحيرة؟.. ولله الحمد، لقد كانت الإجابة (نعماً)..لقد شرع مشروع سدي أعالي عطبرة وستيت في تحقيق الجدوى الاقتصادية والاستراتيجية المطلوبة ..!! :: فالقضارف تكاد تودع العطش .. بفضل الله ثم بجهد الحكومتين المركزية والولائية، فان نهاية هذا العام هي موعد أهل القضارف مع إستقبال مياه نهر عطبرة، ليودعوا العطش للأبد.. فالحلم بعمر بلادنا، وصار واقعاً.. (75.000 متر مكعب يومياً)، هي طاقة المحطة، أي بزيادة (30.000 متر مكعب) عن حاجة المدينة وأريافها (27 قرية)..أنابيب الخط الناقل للمياه وصلت وتراصت على طول المسار ما بين القضارف و المحطة الواقعة على شاطئ بحيرة السد (75 كلم).. وإن لم يكن لهذا السد جدوى غير هذا المشروع الاستراتيجي، فيكفي ..!! :: وقد وثقت أحوال أهلها قبل سنوات، إذ كانت هناك قرى متناثرة - وفقيرة للغاية - بموقع البحيرة وما حولها ..ولم يكن هناك إستقراراً لأهالي تلك لعدم توفر الخدمات.. ولكن اليوم، بدأت تلك القرى مرحلة جديدة في حياتها بعد أن تم تجميعها في قرى نموذجية تنعم بالمدارس والمشافي والكهرباء والمياه و مناخ الإنتاج ..(30.000 أسرة)، تتوسط منازلها تلالاً وسهولاً خضراء على مد البصر.. وكما سًكان الريف الانجليزي، جمعوا ما بين السياحة والإنتاج ..وإن لم يكن للسد جدوى غير تحويل الأسر المتناثرة بلاخدمات إلى مجتمعات مستقرة اقتصادياً وخدمياً، فيكفي ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة