هذا المقال مقتطف من كتابى – فهم القرآن عند العارفين – تحت الطبع بقلم حماد صالح

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 11:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-07-2017, 05:50 PM

حماد صالح
<aحماد صالح
تاريخ التسجيل: 04-20-2014
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا المقال مقتطف من كتابى – فهم القرآن عند العارفين – تحت الطبع بقلم حماد صالح

    04:50 PM April, 07 2017

    سودانيز اون لاين
    حماد صالح-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    (محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي ، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفية "بالشيخ الأكبر" ولذا ينسب إليه الطريقة الأكبريةالصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان الكريم عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون.
    ( ولد محيى الدين بن عربى فى مدينة مرسية ويعرف عند الصوفية بالشيخ الأكبر والكبريت الأحمر أحد كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين على مر العصور كان أبوه على بن محمد من أئمة الحديث والفقه من أعلام الزهد والتقوى والتصوف وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها فنشأ نشأة تقية ورعة نقية من جميع الشوائب الشائبة هكذا درج فى جو عامر بنور التقوى فيه سباق حر نحو الشرفات العليا للإيمان وانتقل والده إلى إشبيلية وحاكمها إذ ذاك السلطان محمد بن سعد وهى عاصمة من عواصم الحضارة والعلم فى الأندلس ما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده الى أبى بكر بن خلف عميد الفقهاء فقرأ عليه القرءان الكريم بالسبع فى كتاب الكافى فما اتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزا فى القراءات ملهما فى المعانى والإشارات ثم أسلمه والده الى طائفة من رجال الحديث والفقه تنقل بين البلاد واستقر أخيراً فى دمشق طوال حياته وكان واحداً من أعلامها حتى وفاته عام 1240م وذكر أنه مرض فى شبابه مرضاً شديداً وفى أثناء شدة الحمى رأى فى المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر مسلحين يريدون الفتك به وبغته رأى شخصاً جميلاً مشرق الوجه حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها شذر مذر ولم يبق منها أى أثر فيسأله محيى الدين من أنت ؟ فقال له : أنا سورة يس على أثر هذا إستيقظ فرأى والده جالساً الى وسادته يتلو عند راسه سورة يس ثم لم يلبس أن برئ من مرضه وألقى فى روعه أنه معد للحياة الروحية وآمن بوجوب سيره فيها الى نهايتها ففعل .وتزوج بفتاة تعتبر مثالاً فى الكمال الروحى والجمال الظاهرى وحسن الخلق فساهمت معه فى تصفية حياته الروحية بل كانت أحد دوافعه الى الإمعان فيها وفى هذه الأثناء كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس التى تعلم فيها سراً مذهب الامبينوقلية المحدثة والمفعمة بالرموز والتأويلات والموروثة عن الفيثاغورية الاورفيوسية الفطرية الهندية .
    كثير من العلماء والمفكرين والمؤرخين يعتبرون أن الشيخ أبو مدين هو استاذ إبن عربى وشيخه وهذا صحيح ولكنى أعتقد أن الإمام أبو حامد الغزالى هو صاحب الأثر الأكبر والغذاء الروحى لإبن عربى فلم يكن هناك نظرية أو قول أو فكر شذ به إبن عربى على من سبقه أو عاصره إلا كان لأبو حامد الغزالى بذر من ذلك الفكر بل حتى طريقة تناول أبو حامد لمادة كتابه (إحياء علوم الدين ) قلدها ابن عربى فى كتابه (الفتوحات المكية ) – راجع أسرار العبادات فى إحياء علوم الدين وكذلك فى كتاب الفتوحات المكية فهو نفس الاسلوب وهذا يدل على أن مدرستهم واحدة ولكن الفرق بين ابن عربى وابو حامد هو فى طريقة توضيح الأسرار الإلهية وعلوم المكاشفة فالإمام حجة الإسلام الغزالى كان شديد التكتم فى علم المكاشفة ولم يبح إلا بقدر ثقب من نور ولكنه مع ذلك كان يضع شفرة لكل علم من علوم المكاشفة لا يعرفها إلا العارفون الواصلون بنور الله فينكشف لهم مراده ويستبين لهم مفاده وحتى هؤلاء العارفون يفكون الشفرة على حسب قدراتهم المعرفية ودرجاتهم المقامية فكان هذا ذكاءً عجيباً من أبو حامد .وأما ابن عربى فقد كشف كل شئ فى مخطوطاته وكتبه ومع ذلك فقد وضع له قفلاً لا يستطيع فتحه الا العارفون الذين معهم كلمة السر فمثله كمن وضع كنوزاً قيمة ونادرة فى فناء ثم جعل له سوراً وقفلاً , ومفتاح القفل مع قلة من الناس لا يستطيع فتحه سواهم والمتطفلون هم الذين يتسلقون السور لحمل الكنوز ولكن تثقل عليهم فلا يستطيعون حملها ’ فاذا كانوا عن حملها عاجزون فهم عن وصفها أعجز فقد قال ابن عربى بعد أن صنف التصانيف وألف مئات الكتب : النظر لكتبنا حرام إلا لأهله – وقوله هذا هو القفل بعينه فأهل هذا العلم هم فقط المخول لهم قراءة كتبه وبحث ما فيها وإستخراج الكنوز منها وأما المتطفلون الذين يتسلقون السور فلا نأخذ برأيهم فى كلام ابن عربى ولا بنظرياته
    يقول أحد المحققين لكتاب الفتوحات المكية : ( الفتوحات المكية هى خلاصة المعارف الصوفية والفكرية فى الإسلام إلا أن الإنتفاع بها ليس متوفراً لغير الباحثين المتخصصين فمنهج الكتاب لا يشبه المناهج المعتادة لا من حيث خطته العامة ولا من جهة العرض والسياق بل إن عناوين الكتاب نفسه هى رمزية لا تكشف عن محتواها الحقيقى إن أى (الفتوحات المكية ) أشبه شئ بالغابة العزراء التى يضل زائرها بمسالكها اللاحبة وخراجها الكثة المنيعة ) انتهى كلامه
    فالذين يريدون أن يشرحوا كلام ابن عربى حسب عقولهم القاصرة هم واهمون وفى غيهم يترددون ويقسم ابن عربى العلوم الى ثلاث مراتب
    حيث يقول : إذا كانت العلوم على ثلاث مراتب , والعلم الأول هو
    علم العقل وهو كل علم يحصل لك ضرورة أو عقيب نظر فى دليل بشرط العثور على وجه ذلك الدليل وشبهه من جنسه فى عالم الفكر الذى يجمع ويختص بهذا الفن من العلوم ولهذا يقولون فى النظر: منه صحيح ومنه فاسد.
    العلم الثانى هو علم الأحوال ولا سبيل اليها إلا بالذوق فلا يقدر عاقل أن يحدها ولا يقيم على معرفتها دليلاً البتة كالعلم بحلاوة العسل ومرارة الصبر ولذة الجماع والعشق والوجد والشوق وما شاكل هذا النوع من العلوم فهذه علوم من المحال أن يعلمها أحد إلا أن يتصف بها ويذوقها وشبهها من جنسها فى أهل الذوق كمن يغلب على محل طعمه المرة الصفراء فيجد العسل مراً وليس كذلك فان الذى باشر محل طعم العسل إنما هو المرة الصفراء .
    والعلم الثالث هو علوم الأسرار وهو العلم الذى فوق طور العقل وهو علم نفث روح القدس فى الروع يختص به النبى والولى وهو نوعان : نوع منه يدرك بالعقل كالعلم الأول من هذه الأقسام ولكن هذا العالم به لم يحصل له عن نظر ولكن مرتبة هذا العلم أعطت ذلك , والنوع الآخر على ضربين ’ ضرب منه يلتحق بالعلم الثانى لكن حاله أشرف والضرب الآخر هو من قبيل علوم الأخبار وهو النوع الذى يدخله الصدق والكذب بذاتها الا أن يكون المخبر به أى بعلم الأخبار أى بعلم الأخبار قد ثبت صدقه عند المخبر وثبتت عصمته فيما يخبر به ويقوله كإخبار الأنبياء صلوات الله عليهم عن الله كإخبارهم بالجنة وما فيها . فقوله أى (صاحب علم الأسرار ) إن ثم جنة ’ فهو من علم الخبر وقوله فى القيامة : إن فيها حوضاً أحلى من العسل ’ من علم الأحوال وهو علم الذوق وقوله كان الله ولا شئ معه , وأمثال هذا هو من علوم العقل المدركة بالنظر. فهذا الصنف الثالث الذى هو علم الأسرار العالم به يعلم العلوم كلها ويستغرقها وليس صاحب تلك العلوم الاخرى كذلك فلا علم أشرف من هذا العلم المحيط الحاوى على جميع المعلومات .
    وأيضاً يقول رضى الله عنه : - فكل علم إذا بسطته العبارة حسن وفهم معناه أو قارب وعذب عند السامع الفهم فهو علم العقل النظرى لأنه تحت إدراكه وما يستقل به لو نظر إلا علم الأسرار فإنه إذا أخذته العبارة سمج واعتاص على الأفهام دركه وخشن وربما مجته العقول الضعيفة المتعصبة التى لم تتوفر لتصريف حقيقتها التى جعل الله فيها من النظر والبحث ولذلك صاحب هذا العلم كثيراً ما يوصله الى الأفهام بضرب الأمثلة والمخاطبات الشعرية – انتهى
    لذلك شدد ابن عربى على قراء كتبه ومخطوطاته وحرمها على فئة حتى لا يقع أحد فيه ويتهمه جوراً وجهلاً فقال (النظر لكتبنا حرام الا لأهله) اى أهل علم الأسرار والمؤمنين به
    وقد قال ابا يزيد البسطامى تأكيداً لهذا المعنى (من الناس من يزورنى ويرجع وهو فى لعنة الله ’ ربما يزورنى الانسان فتكون على غلبة الحق فيرجع عنى فيعذرنى فيرجع وهو فى رحمة الله ’ ومنهم من يزورنى فيرى على غلبة الحال فينقلب عنى ويقع فى فهو فى لعنة الله )
    فكتاب الفتوحات المكية يحتوى على غريب علم الأسرار ليس مخولاً لأى أحد أن يحاكمه عليها والفتح نفسه له مدلول صوفى عميق ألا تنظر الى قول الرضى حفيد الامام على

    يا رب جوهر علم لو أبوح به
    لقيل لى انت من يعبد الوثنا
    ولاستحل رجال مسلمون دمى
    يرون أقبح ما يأتونه حسنا

    فالمدارس الصوفية والعرفانية كثيرة ومتشعبة فمدرسة الحلاج تختلف عن مدرسة ابا يزيد البسطامى ومدرسة البسطامى تختلف عن مدرسة ابن عربى وهكذا ولكن كما قلنا فإن مدرسة ابن عربى وأبو حامد واحدة .فاختلاف المدارس العرفانية فيه رحمة للناس مثل إختلاف علماء الفقه فقد قال ابا يزيد البسطامى : اختلاف العلماء رحمة الا فى تجريد التوحيد وهو المقصود بقوله تعالى ( وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
    والصراط المستقيم هو التوحيد الخالص والذى جاء به كل الأنبياء والمرسلين أما المدارس العرفانية فهى مأخوذة من إسمه (الواسع ) جل وعلا قال تعالى (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا) فلا حدود لعلمه وكل إسم من أسمائه تعالى له خواص ومعارف تختلف عن الإسم الآخر وقد ذكر اولوا الألباب أن هذه الأسماء فيها أسرار مهولة عرفوا ذلك عن طريق الكشف وأما التوحيد الذى يجب ألا يختلف عليه أحد فسورة الإخلاص وحدها تكفى مع فهم آياتها قال تعالى (قل هو الله أحد ) أى لا يتكون من أجزاء وهذا يقودنا الى الآيات التى وردت فيها أعضاء وجوارح مثل قوله تعالى (بل يداه مبسوطتان ) وقوله تعالى ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) وقوله ( يد الله فوق أيديهم ) وما شاكله ’ وهذا كله محمول على لسان العرب , فتصرف المعانى الى الكناية والمجاز وغيرها وهذا مفهوم فى كلام العرب .
    (الله الصمد ) أى ليس بجسم ولا جرم ولا عرض وأن الذين عميت قلوبهم وقالوا أن الله خلق آدم على صورته يعنى هيئته فهم فى ضلال مبين وقد ذكرنا معنى الحديث سابقاً فكيف يستقيم ذلك وقد قال جل وعلا ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) .
    (لم يلد ) أى تنزه عن التزاوج وضل اليهود حينما قالوا أن عزير ابن الله وضل النصارى حينما قالوا أن المسيح ابن الله ’ قال تعالى (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (30)
    (ولم يولد ) أى تنزه عن التناسل .
    (ولم يكن له كفواً أحد) وهذا معنى لا اله الا الله فهو واحد لامثيل له ولا شبيه له وتنتفى هنا عقيدة أهل الحلول والاتحاد فهو جل وعلا لا نظير له حتى يحل فيه بذاته العلية ولا مماثل له حتى يتحد مع ذاته العلية .
    تعرضنا لهذا لنوضح إختلاف المدارس العرفانية من حيث العلم والمعرفة مع توافقها فى التوحيد وهو الصراط المستقيم وكان حظ ابن عربى من تلك المعرفة حظاً عظيماً مما جعله يتقلد لقب الشيخ الأكبر بجدارة .

    نظرية وحدة الوجود: يقول بن عربى:-

    - كذلك لتعلم أيضاً أن هذه الحقيقة الكلية لا تتصف بالتقدم على العالم ولا العالم يتصف بالتأخر عنها لكنها أصل الموجودات عموماً وهى أصل الجوهر وفلك الحياة والحق المخلوق به وغير ذلك وهى الفلك المحيط المعقول فإن قلت أنها العالم صدقت أو أنها الحق أو ليست الحق صدقت تقبل هذا كله تتعدد بتعدد أشخاص العالم وتتنزه بتنزيه الحق –
    قسم ابن عربى الوجود الى أربعة أقسام وجود مطلق وهو وجود الذات الإلهية الذى لا يعرف بزمان ولا مكان ووجود الحقيقة الكلية أو العقل الاول وهو النور المحمدى حيث كان أول الموجودات منه خلق الوجود كله , ثم الوجود الثالث وهو العالم أو الكون , الوجود الرابع وهو الإنسان فى صورته الآدمية أو الجسمانية .انظر الى قوله رضى الله عنه : - إعلموا أن المعلومات أربعة , الحق تعالى وهو الموصوف بالوجود المطلق لأنه سبحانه ليس معلولاً لشئ ولا علة لشئ بل هو خالق العلل وموجود بذاته من ذاته والعلم به تعالى عبارة عن العلم بوجوده ووجوده ليس غير ذاته مع أنه سبحانه غير معلوم الذات ولكن يعلم بما ينسب إليه من الصفات أعنى صفات المعانى وهى صفات الكمال وأما العلم بحقيقة الذات فممنوع إذ حقيقة الذات لا تعلم بدليل ولا ببرهان عقلى ولا يأخذها حد فإنه سبحانه لا يشبهه شئ ولا يشبه شيئاً فمعرفتك به تعالى هى أنه (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) و (يحذركم الله نفسه ) وقد ورد المنع فى الشرع فى التفكر فى ذات الله – انتهى
    إننى أتساءل هل هناك توحيد أخلص من هذا القول ؟ ثم وصف الوجود الثانى فقال : - وهناك معلوم ثان وهو الحقيقة الكلية التى هى للحق وللعالم لا تتصف بالوجود ولا بالعدم ولا بالحدوث ولا بالقدم .... الى أن قال : فلم يكن أقرب إليه تعالى قبولاً فى ذلك الهباء إلا حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم المسماة بالعقل فكان سيد العالم بأسره وأول ظاهر فى الوجود فكان وجوده من ذلك النور الإلهى –
    وقال أيضاً – وهناك معلوم ثالث وهو العالم كله الأملاك والأفلاك وما تحويه من العوالم , الهواء والأرض وما فيهما من العالم , وهو الملك الأكبر . وهناك معلوم رابع وهو الإنسان الخليفة الذى جعله الله فى هذا العالم المقهور تحت تسخيره قال تعالى (وسخر لكم مافى السموات ومافى الأرض جميعاً منه ) – الفتوحات المكية
    بعد أن قسم ابن عربى الوجود الى هذه الأربعة أقسام فقد تحدث كثيراً عن الحقيقة الكلية أو العقل الأول كما يسميه وهو نور سيد البشرية محمد صلى لله عليه وسلم وأشار إليه فى كثير من المواضع فى سفره الخالد (الفتوحات المكية ) ويرى ابن عربى أنه صلى الله عليه وسلم أصل الموجودات فقد قال صلى الله عليه وسلم (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين ) وفى رواية (كنت نبياً وآدم مجندل فى طينته ) وأيضاً فى حديث جابر حيث ورد : عن جابر بن عبد الله بلفظ قال : قلت يا رسول الله بأبى أنت وامى أخبرنى عن أول شئ خلقه الله قبل الأشياء قال (يا جابر إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك ) .
    ويرى ابن عربى إن من هذه الحقيقة المحمدية ومن هذا النور الأزلى خلق الله الكون بما يحويه من سموات وأرض وما بينهما وخلق من طينة الأرض آدم عليه السلام فكان صلى الله عليه وسلم هو حقيقة الوجود ومن هنا جاء المفهوم المبدئى لنظرية وحدة الوجود عند ابن عربى والتى غلط فى فهمها كثير من الناس حتى من أنصار ابن عربى وظن بعضهم أن ابن عربى يقصد أن الله هو هذا الكون كله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
    يقول ابن عربى إن العدد (1) ظهرت منه جميع الأعداد , وشرحاً لهذا الكلام فإننا اذا أخذنا الأعداد رسماً سنجد إرتباطها الموثق بالعدد (1) فمثلا العدد (2) باللغة العربية هو عبارة عن العدد (1) وفى رأسه الأعلى خط الى اليمين والعدد (3) هو عبارة عن العدد (1) من فوقه منحنى الى الأعلى ملصقاً به منحنى آخر الى الأعلى فى شكل نصف دائرة وهكذا كل الأعداد وهذا يعنى أن كل الأعداد مفتقرة الى العدد (1) والعدد (1) قائم بنفسه مستغن عن كل عدد قال تعالى (فإن الله غنى عن العالمين ) وقال جل وعلا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
    يقول ابن عربى – وقد ثبت عند المحققين انه ما فى الوجود الا الله ونحن وان كنا موجودين فانما كان وجودنا به ومن كان وجوده بغيره فهو فى حكم العدم ) .
    ولو فهمت كل هذا الكلام وارتباطه بنظرية العدد لوجدت ان ذلك عبارة عن ملخص لنظرية وحدة الوجود فالوجود كله مرتبط بعضه ببعض فالانسان مخلوق من الارض والجان مخلوق من النار والملائكة مخلوقة من النور وكل هذا وبما يحويه الكون مخلوق من نوره صلى الله عليه وسلم وهو العقل الأول وهو أصل الموجودات ونوره صلى الله عليه وسلم مخلوق من النور الإلهى كما ذكر ابن عربى أعلاه , وهذا ما قصده ابن عربى من وحدة الوجود .

    من اشاراته :-
    يقول بن عربى :


    “قد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي
    إذا لم يكن ديني إلى دينه داني

    لقد صار قلبي قابلاً كل صورة
    فمرعى لغزلان ودير لرهبان

    وبيت لأوثان وكعبة طائف
    وألواح توراة ومصحف قرآن

    أدين بدين الحب أني توجهت ركائبه
    فالحب ديني وإيمانى
    وهذا القول إشارة إلى قوله تعالى (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))
    وقد وقف إبن عربى طويلاً فى قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) فى كتابه الفتوحات المكية ويشير إبن عربى أن الإنسان فى بحث دائم عن ربه وذلك منذ أن كان فى عالم الذر حيث أقر بالعبودية) قال تعالى (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ ()
    فيقول فى شرحه لقوله تعالى فى الآية (23) الاسراء:
    {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ} ما نصه:".. فعلماء الرسوم يحملون لفظ قضى على الأمر ونحن نحمله على الحكم كشفاً، وهو الصحيح، فإنهم اعترفوا أنهم ما يعبدون هذه الأشياء إلا لتقربهم إلى الله زلفى، فأنزلهم منزلة النواب الظاهرة بصورة من استنابهم وما ثم صورة إلا الألوهية فنسبوها إليهم، ولهذا يقضي الحق حوائجهم إذا توسلوا بها إليه غيرة منه على المقام أن يهتضم وإن أخطئوا في النسبة فما أخطئوا في المقام، ولهذا قال: "إن هي إلا أسماء سميتموها" أي أنتم قلتم عنها آلهة.. وإلا فسموهم فلو سموهم لقالوا: هذا حجر، أو شجر، أو ما كان فتتميز عندهم بالاسمية، إذ ما كل حجر عبد ولا اتخذ إلها ولا كل شجر ولا كل جسم منير، ولا كل حيوان، فلله الحجة البالغة عليهم بقوله: "قل سموهم"1.
    ولذلك كان الانسان فى بحث دائم عن المعبود فإبن عربى يقصد فى أبياته أعلاه صحة المطلب ولا يقصد صحة الصورة كما اعتقد كثيرون فأهل الأوثان عبدوا الأوثان لأنهم يجدون فيها ما يحقق إعترافهم القديم فصح مطلبهم وضل سعيهم وكذلك أهل الديانات الأرضية فكلهم يطلبون الله لأن اقرارهم بالعبودية فى عالم الذر يحيك فى نفوسهم ويؤلب ضمائرهم فى البحث الدائم عن أى معبود ولذلك فى الحضارة الفرعونية إستغل إبليس هذه النزعة وسول للملوك أن ينصبوا أنفسهم آلهة على خلق الله فتحكموا فى رقابهم دهوراً إلى أن بعث الله نبيه موسى وقد كان من قصته مع فرعون ما كان وقد بعث الله الرسل تباعاً لتوضيح الطريق القويم فآمن من آمن وكفر من كفر ويقول ابن عربى فى تفسير قوله تعالى (وإلهكم إله واحد) فى نفس المعنى يقول الآتى (".. إن الله تعالى خاطب في هذه الآية المسلمين والذين عبدوا غير الله قربة إلى الله فما عبدوا إلا الله، فلما قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فأكدوا ذكر العلة، فقال الله لنا: إن إلهكم والإله الذي يطلب المشرك القربة إليه بعبادة هذا الذي أشرك به واحد، كأنكم ما اختلفتم في أحديته.. فقال: وإلهكم، فجمعنا وإياهم إله واحد، فما أشركوا إلا بسببه فيما أعطاهم نظرهم، ومن قصد عن أجل أمر فذلك الأمر على الحقيقة هو المقصود لا من ظهر أنه قصد، كما يقال: من صحبك لأمر، أو حبك لأمر ولى بانقضائه، ولهذا ذكر الله: أنهم يتبرءون منهم يوم القيامة وما أخذوا إلا من كونهم فعلوا ذلك من نفوسهم، لا أنهم جهلوا قدر الله في ذلك، ألا ترى الحق لما علم هذا منهم كيف قال: وإلهكم إله واحد؟ ونبههم فقال: "قل سموهم" فيذكرونهم بأسمائهم المخالفة أسماء الله، ثم وصفهم بأنهم في شركهم قد ضلوا ضلالا بعيدا أو مبينا، لأنهم أوقعوا أنفسهم في الحيرة، لكونهم عبدوا ما نحتوا بأيدهم وعلموا أنه لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنهم من الله شيئا".) وما يؤكد ما ذهبنا اليه من تحليل لأبيات ابن عربى قوله نصاً فى كتابه فصوص الحكم – (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) أى حكم فالعالم يعلم من عبد وفى أى صورة ظهر حتى عبد وأن التفريق والكثرة كالأعضاء فى الصورة المحسوسة وكالقوى المعنوية فى الصورة الروحانية فما عبد غير الله فى كل معبود-
    وإذا نظرت الى المجسمة من المسلمين خاصة وضدهم من ينزه الله عن المكان والزمان فهم فى النهاية يبحثون عن إله واحد ومعبود واحد اذاً فإن صدق التوجه واحد ولكن الإختلاف فى الصورة الذهنية فى عقل كل عبد والفهم الصوفى يقول : لا يعرف الله الا الله – فلا عارف ولا عالم ولا نبى مرسل ولا ولى مقرب يعلم حقيقة الذات الإلهية ومن هنا صح توجههم جميعاً واختلفت سبلهم فالقرب من الحقيقة والبعد عنها امر نسبى فقط .

    تحدث بن عربى كثيراً عن مجاهدة النفس وكسر شهواتها حتى تزعن لطاعة الله وتصل الى مرضاته شأنه شأن كثير من عباد المتصوفة الذين بالغوا فى كسر شهوات نفوسهم وبالغوا كذلك فى تزكيتها وطرق مجاهداتها وعندما تناولنا سيرة الحلاج فى مقال لنا سابقاً (الحلاج ..عيسى العشق الالهى ) -يمكن قوقلته – عن أن الحلاج كان يغتسل غسل الجنابة لكل صلاة فريضة , استنكر البعض هذا الفعل واعتبروه بدعة وتشدد ونسوا قوله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) وأن الصلاة من أعظم الشعائر .

    أخيراً نقول لو كان هناك اهتمام من المسلمين بأقوال هؤلاء العارفين وبكتبهم لكنا الآن فى مصاف الامم العظيمة فإن الثورة العلمية الحالية ما كانت إلا عبارة عن نظريات فكرية ونظريات علمية تم تطويرها حتى وصلت الى ما وصلت إليه من ثورة علمية هائلة فى كل المجالات فانظر الى صناعة الطائرات والبوارج والغواصات كلها نشأت عن نظريات كلامية وكذلك التطور فى علم الطب والفلك والإكتشاف يجر إلى إكتشافات أكثر بل إن خلق الكون نفسه نشأ من كلمة واحدة (كن ) بما فيه من سموات وأرض وما بينهما فأصبح كوناً ولكننا بدل أن نشجع حرية البحث العلمى وندعمها مادياً ومعنوياً رمينا علماءنا بالكفر والإلحاد وحاربناهم حرباً ضروساً وشوهنا صورتهم فى عقول أجيالنا وكله بدعوى أحتكار العقيدة وهو إحتكار كاذب من عقول مريضة وبصائر عمياء وقلوب ران عليها فكر أسود حجبها عن الحق فرجل مثل ابن عربى الذى ألف كتاب الفتوحات المكية والذى يعتبر من أروع الكتب وألف غيره من الكتب والمخطوطات بالمئات وقد تحدث في هذه الكتب عن كل العلوم من طب وكيمياء وفلك وفيزياء وفلسفة وغيرها ولو أخذنا مثالاً بسيطاً فى مجال علم الكيمياء فلقد ذكر إبن عربى فى كتابه الفتوحات المكية أن المعادن كلها كانت مثل الذهب ولكن أصابتها علة فأصبحت كالمريض فنشأ عن ذلك الحديد والنحاس وغيره فعلة النحاس تختلف عن علة الحديد وعلة القصدير تختلف عن علة النحاس وهكذا . يقول رضى الله عنه فى ذلك (وكل متكون من المعدن فإنه يطلب الغاية التى هى الكمال وهو الذهبية ولكن تطرأ عليه وهو فى المعدن علل وأمراض : من يبس مفرط أو رطوبة مفرطة أو حرارة أو برودة تخرجه عن الإعتدال فيؤثر فيه ذلك المرض صورة تسمى الحديد أو النحاس أو الرصاص أو غير ذلك من المعادن ) انتهى كلامه..
    ولو تأملنا هذا القول وشجعنا البحوث العلمية فسنحدث ثورة هائلة فى علم الكيمياء ولكن لم ينتبه أحد له ففى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا ) فاذا كان الناس معادن فأنظر إلى قوله تعالى ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6 ) أحسن تقويم يعنى فى الحالة الذهبية ثم رد إلى أسفل سافلين ثم كان الإستثناء إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فإن عنصر الحديد اذا تمت معالجته لعاد ذهباً مثل الإنسان عندما يعالج نفسه بالإستقامة والمجاهدة سيعود الى أصله فى أحسن تقويم ’ كذلك ورد فى الحديث (إن الله خلق آدم على صورته ) وفى رواية على صورة الرحمن فكان الإنسان فى بداية خلقه على أفضل صورة وهى التى تحمل صفات الرحمن فلما رد الى أسفل سافلين دخلت فيه الصفات البهيمية والسبعية والكلبية والذئبية فلا فكاك منها إلا بالمجاهدة والتقوى وهى قوله تعالى ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) وقد جاء فى الأثر عن بعض العارفين ( تخلقوا بأخلاق الله ) أى الرجوع إلى أحسن تقويم وأيضاً أوحى الله الى داؤود (تخلق بأخلاقى وأن من أخلاقى إنى أنا الصبور) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن لله ثلاثمائة خلق من تقرب إليه بواحدة منها دخل الجنة وأحبها إليه السخاء ) وكذلك المعادن يمكن أن تعود الى الحالة الذهبية ولكن هذا الأمر يحتاج الى جهود مضنية فى البحث العلمى فى علم الكيمياء والأمثلة غيره كثيرة .
    .فإننا لن تقوم لنا قائمة طالما حجرنا على مفكرينا ومنعنا حرية التعبير ومارسنا ضدهم التنكيل والتشويه ووصمناهم بالكفر والإلحاد فعلينا أن نحرر عقولنا فإذا لم نكن أصحاب ذوق فلنترك لأصحاب الذوق أن يرسموا لنا معالم الطريق خاصة وأن العالم قد سبقنا بسنوات ضوئية .



    أهم المصادر
    - الفتوحات المكية .. بن عربى
    - إحياء علوم الدين.. ابو حامد الغزالى
    - الموسوعة الحرة



    حماد صالح


    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 07 ابريل 2017

    اخبار و بيانات

  • أبرزعناوين صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم الجمعة التاريخ : 07-04-2017 - 09:36:00 صباحاً
  • استمرار انقطاع المياه بوسط الخرطوم أحياء سكنية كاملة تعاني العطش في أم درمان بسبب تعطُّل محطة المق
  • مأمون حميدة لمتعاطي التبغ : «لا عذر لمن أنذر»
  • عصابتان من الحمر والكبابيش وراء تأجيج الصراع إعلان حالة الطوارئ بشمال وغرب كردفان والنائب العام يحق
  • عودة (5) آلاف أسرة لاجئة ونازحة لمناطقها بغرب دارفور
  • أمين عام مجلس الصداقة الشعبية : سمنار جامعة سان بول الكينية كشف عن التسامح الديني والتعايش السلمي
  • البرلمان: خلافات قطاع الشمال أصبحت عنصرية
  • الدفاع المدني يحتوي حريقاً في (11 ) مخزناً بالسوق الشعبي أم درمان
  • محلل اقتصادى : الخط الناقل للكهرباء من اثيوبيا للسودان سيغطى اكبر منطقة للانتاج الزراعي والحيواني ب
  • مجلس تحرير النوبة يتمسك بتجميد المفاوضات وإعفاء عرمان
  • الخارجية السودانية: مقتل قس (الإنجيلية) حادث فردي ومعزول
  • الشرطة: المتهمون بالسطو على الصيدليات سجلوا اعترافات قضائية
  • السودان يدين تفجيرات روسيا
  • رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي يدعو لتفعيل خارطة طريق الوساطة الأفريقية
  • الخرطوم تدرس إبعاد اللاجئين من جنوب السودان خارج العاصمة
  • مامون حميدة : 30% من طلاب ولاية الخرطوم يعانون من أمراض نفسية


اراء و مقالات

  • القضاه….والانتفاضه بقلم محمد الحسن محمد عثمان
  • الطريق إلى واشنطون يمر عبر القاهرة ..!! بقلم عبدالباقي الظافر
  • حول غُلُو الشباب.. وتجربة المراجعات بقلم الطيب مصطفى
  • مجانية !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • السيد الحسن : نموذج تسلّط السلطة وإلتوائها!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • (مراتب الأولياء) عند الصوفية .. عرض ونقد بقلم د. عارف الركابي
  • من البريد بقلم عبد الله الشيخ
  • الانتفاضة الشعبية .. درس الحاضر والمستقبل بقلم نورالدين مدني
  • جبال النوبة ..عبقرية الانسان و المكان.. بقلم نور تاور

    المنبر العام

  • المعاملة بالمثل: السودان يفرض تأشيرة دخول للمصريين وإرجاع بنفس الطائرة لغير الملتزمين
  • شاهدتُّ شيئاً من حفل تكريم البــوني ..!
  • أشكر أهلي وقبيلة الرجال في سفارة السودان بالقاهرة #
  • هل توافق على ترشيح ود الباوقة حاملا لخرتاية البشير
  • من هو يوسف عبدالمنان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  • هل تساءلنا يوما عن شكل الصورة الذهنية عن السودانيين لدى الاثيوبيين كمثال؟.‏ المصدر : http://sudaneshttp://sudanes
  • الحزب الشيوعي مرق منها المرّة دي
  • البندر- الحزب الشيوعي يعاني من أنيميا فكرية وسياسية وتنظيمية حادة- حوار
  • عرض فلم فاضح بمؤتمر سياسي للحزب الحاكم
  • أمير قطر في أثيوبيا يوم الاثنين القادم
  • نوبلز -الفي رأسها ريشة - أقرأ قصة فساد
  • مناوي يؤكد أن الحركة الشعبية لتحرير السودان استقطبت ضباطا من قوات الدعم السريع ويهاجم اعلانها فتح
  • تقرير مصري: السودان “باع” مصر وهذا هو الثمن!
  • حشود للجيش المصري جنوب جبل العوينات على الحدود السودانية
  • سد النهضة .. هل تجاوز عقبة مصر بعد التوقيع؟
  • حادث الكنيسة والمدرسة الإنجيلية بامدرمان فردي ومعزول
  • (الجريدة) تكشف تفاصيل الخلاف حول الحصص في الحكومة الجديدة
  • ليست احلامنا الذهاب الي باريس بل نضالنا لنصنع من الخرطوم باريس افريقيا والعالم
  • الصواريخ الامريكية (توماهوك) تدك مطارات ومواقع سورية
  • أين كنت ايام الانتفاضة، هل تذكر (بوست قديم).
  • أمريكا تبدأ بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا الآن..
  • الجالية السودانية بنيوجيرسي تتمني الشفاء للاستاذة محاسن حسن احمد
  • الخيار النووي























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de