وداعا دكتور محمد محروس بقلم د. أحمد الخميسي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2016, 04:43 AM

أحمد الخميسي
<aأحمد الخميسي
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وداعا دكتور محمد محروس بقلم د. أحمد الخميسي

    03:43 AM November, 10 2016

    سودانيز اون لاين
    أحمد الخميسي-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر


    سأقدم لك إنسانا لم يكتب عنه خبر في صحف، ولم يظهر مرة في تلفزيون، ولم ينطق اسمه مرة من منصة منبر سياسي، وقلما لفت اسمه أو شكله انتباه أحد إليه. لكن كل العائلات الفقيرة في حي الأميرية الشعبي عند نهاية شارع بورسعيد تعرفه تمام المعرفة وتحفظ الطريق إلي عيادته المتواضعة التي تصعد إليها في بيت قديم على درج تآكلت سلالمه فتجده جالسا في حجرة الكشف مبتسما وبيده سيجارة مشتعلة. إنه د. محمد محروس الذي فارق عالمنا منذ أيام قليلة، ولم يترك شيئا خلفه سوى مغزى حياته التي سكبها في حياة الآخرين بصمت الدم ينسكب في البدن دون أن تسمعه. عرفته وقيمة الفحص عنده خمسة وعشرون جنيها، وعلى امتداد عشرين عاما رفض أن يزيدها جنيها واحدا. كانت عيادته مزدحمة دوما بنسوة بملاءات لف، ورجال بجلابيب، وأفندية تشى قمصانهم بأنهم من المطحونين، وأطفال يفركون عيونهم بأياد متسخة. كنت أتردد عليه كلما ألمت بي وعكة، فقد كان وكان طبيبا عبقريا بكل معنى الكلمة. أذكر أن قريبا لي شكا ذات مرة من ورم برز في ظهره فذهبت معه إلي د. محروس- وهو طبيب عام ليس اخصائيا- فكشف عليه وقبض على الورم بين أصابعه وقال له:"هذه مجرد أكياس دهنية وليست مرضا خبيثا". لكن قريبي بسبب الخوف من السرطان راح يكشف عند الاخصائيين ويجري فحوص كلفته مع أجور الأطباء آلآف الجنيهات ثم اتضح أنها أكياس دهنية كما عرفها د. محروس بلمسة من يده. قلت له مرة مازحا:" قيمة الكشف عندك رخيصة لكن الوصول إلي عيادتك البعيدة هذه مكلف! لم لا تفتح عيادة في وسط البلد؟". أجابني:" أنا عندي فلوس أقدر أفتح عيادة في أي مكان". وصمت لحظة ثم فرد كفيه في الهواء متسائلا:" لكن لمن أترك هؤلاء الناس؟" وأومأ برأسه إلي الصالة التي ينتظره فيها المرضى! قليلون هم البشر الذين يشبهون القصائد ولهم طعم الأمل، قليلون هم البشر الذين يشبهون الضحكة في اليأس، والنبتة البازغة في الصحارى، وكان د. محروس واحدا بحياته كلها يعزز لدي اليقين بأن المشاعر الانسانية ليست قاصرة على الغيرة والطمع واللامبالاة والجحود، بل إنها تنطوي على جوهرة أخرى مشعة:التضحية من أجل الآخرين، أولئك الذين يعتصرهم الفقر في الأزقة الضيقة المعتمة. ذات يوم شكا الصديق الراحل العزيز علاء الديب من وعكة صحية فقلت له"عليك بالدكتور محروس. إنه معجزة. صدقني" فقال:" لكني لا أتحرك يا أحمد فهل يأتي إلي؟". اتصلت بمحروس فأجابني على الفور:"هات العنوان. سأنهي عملي في العيادة بعد ساعة وأكون عنده"! دهش علاء الديب فقد كان يوما ممطرا والمسافة بعيدة كما أن د. محروس رفض أن يتقاضى منه مليما! منذ ثلاثة أشهر أصيب د. محروس بالمرض الخبيث. كلمته بالهاتف عدة مرات، لكني لم أجد في نفسي شجاعة كافية لألتقي به، وأواجه نظرة عينيه الطيبة، وكلانا يعلم أنه الوداع وليس لقاء. إلا أن القدر جعل إلي جواره صديقا أكثر شجاعة هو دكتور محمد مندور الذي كان ينقله بسيارته لتلقى العلاج الكيماوي ويعاونه في كل صغيرة وكبيرة. برحيل د. محروس تهدم ركن كبير في حياتي. كان إنسانا وعالما بسيطا، ودودا، ينصت إليك وأنت تكلمه كما تشرئب حديقة إلي النور. لم أسمع منه مرة واحدة حرفا عن الشعب، أو هموم الناس، أوالتغيير، رغم أنه مثقف وقاريء نهم يتابع كل شيء. لكن ذلك الانسان الذي لم أسمع منه كلمة عن التغيير كان أقوى آمالي في التغيير. وما من قوة أو جماعة سياسية منحتني الأمل في أن الحياة ستغدو أفضل مثلما منحنى دكتور محروس ذلك الأمل بحياته المبذولة في هدوء من أجل الآخرين. يبقى العطر حتى بعد أن يحصد الموت ورد الحديقة. وتبقى النجوم المشعة حتى عندما يغيبها الضباب الكثيف. ويبقى اسم دكتور محمد محروس بطعم الأمل، ويبقى مغزى حياته البسيطة العميقة التي أسالها في أعمار الآخرين، دون انتظار لأي شيء.

    ***

    د. أحمد الخميسي. كاتب مصري






    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 09 نوفمبر 2016

    اخبار و بيانات

  • بيان من حزب الأمة القومي حول استهداف قيادات المؤتمر السوداني، واستمرار مقاومة إجراءات النظام الكارث
  • الإمام الصادق المهدي ينعى الشيخ الجيلي الخنجر
  • أميركا تحذر رعاياها في السودان من احتجاجات محتملة
  • الحزب الشيوعي السودانى: لن نتظاهر إنابةً عن الآخرين
  • نائب : البرلمان أصبح ملك للمؤتمر الوطني
  • حذروا من هجرة الرعاة لجنوب السودان نواب بالبرلمان ينتقدون ضعف تنفيذ برنامج "زيرو عطش"
  • وزارة الشباب: معظم الساحات والميادين بالخرطوم تحولت لأسواق
  • كاركاتير اليوم الموافق 09 نوفمبر 2016 للفنان ودابو عن مرة أخرى مع المبيريك ..!!


اراء و مقالات

  • لا جديد تحت شمس رفع الدعم بقلم عبد الله علي إبراهيم
  • لا للجامعة العربية، سوق عكاظ، ولا مغلّظة لأمينها العام، أبو الغيط بقلم الفاضل عباس محمد علي
  • الأمان الوظيفي وحماية الأطباء بقلم محمد علي خوجلي
  • التدخُّلُ الأجنبي ومسئوليّة انفصال جنوب السودان 4 - 6 بقلم د. سلمان محمد أحمد سلمان
  • زلزال ترامب بقلم محسن الحسن
  • تحسستُ رأسي و لم أجد ريشة!ن بقلم عثمان محمد حسن
  • الشتاء الدافىء على المسلمين بقلم عمر الشريف
  • الحزم الجديدة القديمة بقلم محسن الحسن
  • هل جاءكم حديث مايسة المغربية؟ بقلم د. فايز أبو شمالة
  • انتخاب ترامب ودهشة وذهول ومخاوف في معظم انحاء العالم بقلم محمد فضل علي ... كندا
  • يقبروكم أحياء بقلم كمال الهِدي
  • انتصار ترامب...دار الكفر....حظ البشير بقلم سهيل احمد الارباب
  • وسعادة مساعد الرئيس ،فرع حزب الامة!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • لا خيار ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • يا رئيس البرلمان ..عندما يشيخ الأسد تلحس الأغنام (مؤخرته) / بقلم جمال السراج
  • مُحاربة الفساد: التجربة الألمانية (1) بقلم فيصل محمد صالح
  • (سُودان غَير)!! بقلم عثمان ميرغني
  • العريقات والمخطط بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • يا بختهم بقلم صلاح الدين عووضة
  • جراحة القرارات الاقتصادية .. ما لها وما عليها ! بقلم الطيب مصطفى
  • أصرخي بقلم عائشة حسين شريف

    المنبر العام

  • البشير أنعدل ترامب جاك عدل احسن تحدد موقفك قبال الستار أنسدل
  • كاريكاتور معبر جداً
  • هكذا صنع أوباما دونالد ترامب.. 8 من سنوات حكمه أوصلت أميركا لهذه النتيجة
  • صاااااااااااااااااااااااااانة
  • Boney M .. التى رقصنا على انغامها ايام المراهقة .
  • ود المشرف ما اجملك...
  • الغارديان: "أميركا ترامب" لا وجود للمسلمين فيها"
  • وداعاً مُشاهِدِي بَرْنَامجِ |( فوق العادة ) ومقدم البرنامج يخطرقناة الشروق
  • أسوأ خلف لخير سلف !!
  • البشير قاعد من زمن ريغان...معقولة بس
  • البشير يتراجع عن القرارت الاقتصادية !!!! فيديو !
  • ترامب : " الولايات المتحدة تشعر "بالامتنان" لكلينتون على خدماتها"
  • قوس قزح (صور) ...
  • عاااااجل: عطـــــــــبرة ناااااااااااار حمرة
  • البشير بهناك و ترمب بهنا....موسم الهجرة لزحل
  • الأسهل تصديق الحضرة والدردشة مع الخضر!
  • خطوات عملية لإحباط الثورة السودانية
  • أمريكا تختار مايك بنس رئيساً
  • خلونا من ترامب مظاهرات هادرة في عطبرة تطالب باسقاط النظام
  • جوبا تعلن سحب جيشها من الحدود مع السودان
  • من ود الباوقة الى الرئيس ترامب..
  • روسيا تفوز بالانتخابات الامريكية وتثبت بأنها الدولة الأعظم والاقوى
  • نجاة طائرة سودانية من كارثة جوية بعد اصطدامها بـ"نسر"
  • من هو الخاسر الاكبر ..من كون دونالد ترمب هو رئيس الولايات المتحدة الامريكية؟
  • دونالد ترامب الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة .. (صور) ..!!
  • هي لله! لكن هل عرفتم إله الكيزان وعمر البشير؟
  • الجنيه في تدهور قياسي
  • جدل في مصر حول اتجاه السيسي لإنشاء جيش ثان مثل الصين
  • الدواعش والمتطرفين أحد أهم أسباب تقدم الجمهوريين
  • أشياء ترمب المثيرة للجدل، ماذا سيفعل معها؟؟؟
  • ترامب , هل سيلعب دور حاسم في ملفات دارفور و المنطقتين ؟
  • زردة العلوج!
  • ترامب أدّاكم بالحتّة الفيها الحديدة .. وحلق ليكم كمان
  • مشاركة السودان في مهرجان الموسيقي العربية كانت أبحاث موسيقية
  • أحذيةُ القصائد
  • نحن قبيل شن قلنا ما قلنا ترمب بيحكمنا
  • إختطاف رئيس المؤتمر السودانى عمر الدقير
  • ترمب رئيساً لأميركا
  • اوووووووووووووخ
  • قصة قصيرة جدا..................... (4)
  • احترامي للبشير الحرامي
  • جامعة الخرطوم من 8 نوفمبر 1902 الي 8\11\2016 صرح علمي عظيم
  • منو اللي ظلم ديل يا ود الباوقة - توجد صورة فقط
  • أسرع قطار في العالم قريباً في دبي سرعته 1200 كم
  • وزير المالية: (لو رجعناكم سنة 89 حتمشو المقابر -بالله دي ما قلة أدب
  • القرارات المالية الحكومية و”سِنَجْ” الخبير الاقتصادي
  • كسر - مقال لسهير هبدالرحيم
  • اصابة اثنين من طلاب جامعة الخرطوم باعتداء مسلح























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de