يصطرع بداخلي عقل السياسي وضمير الإنسان ، إذ أن الإتفاق على وقف العدائيات في مناطق النزاع وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثات العاجلة لأهلنا المنكوبين هناك ،قد تكون الحسنة الوحيدة لخارطة الطريق ، هذا بإفتراض حسن النوايا وتكذيب الشينة على حد مقولتنا السودانية .
نظرة تحليلية للقوى الموقعة على خارطة الطريق :- 1- القوى الحاملة للسلاح ، وهي الحركة الشعبية جناح الشمال وحركة العدل والمساواه وحركة تحرير السودان جناح مناوي . كما هو معلوم قد رفضت هذه القوى خارطة الطريق في وقت سابق ولابد أنهم قد إستجابو لضغوطات المجمتع الدولي أو أنهم في سباق محموم لإقتسام كعكة السلطة ، إذ لا أرى إستجابة لمطالبهم حول تهيئة أجواء التفاوض . هذه الحركات صارت الآن ضعيفة ومفككة عسكريا ولا وزن حقيقي لها على الأرض ، لذا تراهن الآن على الكسب السياسي والظهور بمظهر لائق أمام المجتمع الدولي ، ولا يبدو لي أنهم مؤمنون بجدوى الإتفاقية في إصلاح مسار الممارسة السياسية في السودان .
2-حزب الأمة القومي: قد شارك حزب الأمة زملاءه من الحركات المسلحة برفضه لخارطة الطريق هذه في وقت سابق ويشاركهم الآن بقبوله للخارطة بدون الإستجابة لمطالبه بخصوص تهيئة أجواء الديموقراطية ، وأجد في نفسي ميلا للربط بين قرار حزب الأمة الأخير القاضي بعودة الصادق المهدي من المهجر والتوقيع على الإتفاقية إذ أن الرجل يريد يصنع لنفسه إنجازا يقترن بعودته للوطن ولا يقوى أن يأتي صفر اليدين .
3- قوى المستقبل للتغيير: رغم أن هذه القوى قد رفعت شعار الإنتفاضة لإسقاط النظام إلا أنها تضم في داخلها كيانات مشبوهة بالعمالة للنظام . ومن أسباب ضعفها أيضا أنها تضم داخلها كيانات إصطراعية متأرجحة بين الإسلامية والعلمانية ولا أظن أن هذا التحالف قد يكتب له طول الأجل ، والغالب أنه قد تم إقحامه لملئ الفراغ اللذي خلفه خروج المؤتمر السوداني والبعث السوداني في عملية إحلال وإبدال مفضوحة ولا أظن أن توقيع هذه القوى للإتفاقية قد يدعم توطيد الممارسة الديموقراطية .
من ناحية اخرى: لم نسمع حديثا عن مؤتمر تحضيري في الخارج أو الداخل ، مع العلم بأن المؤتمر الوطني قد رفضه سابقا واصفا إياه بالنظر للخلف . ولا أظن أن التفاوض القادم سيفضي الى حكومة إنتقالية ، ولم نسمع شيئا عن إطلاق سراح لمعتقلين سياسيين ولا حرية الصحافه ولا شيئ يدعو للتفاؤل .
ما تم في أديس أبابا يا أعزائي هو إختطاف للمجهودات الإصلاحية ووأد لروح النضال . ما تم هو تجسيد حقيقي لأغنية الإمبراطور وردي ( مسكين البدا يأمل )
محمد المدني عضو الامانة السياسية للحزب اللليبرالي 9/8/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة