رسالة إلي عرمان ومن معه ....... بقلم هاشم محمد علي احمد

سودانيز اون لاين
هاشم محمد علي احمد-
مكتبتى
رابط مختصر

عمر الإنقاذ تعدي الآن ربع القرن من الزمان ، هذا التوقيت أعادني إلي أكثر من العقدين من الزمان عندما تشتت كل المعارضة خارج السودان وكان هنالك أحد أقطاب المعارضة من الحزبين المعروفين يعتكف في إحدي الدول العربية وكان يزورنا أحد أقرباء ذلك المعارض وكانت علاقة من كان معي في السكن أكثر قوة وصراحة معه وكان يقول لضيفنا لماذا لا تنصح قريبك هذا بالعودة إلي السودان والمعارضة من الداخل ، يقول ضيفنا كانت حول تلك الشخصية مجموعة كبيرة نفعية تقول له أن الإنقاذ ( خلاص علي وشك السقوط وما تستعجل ) هذا الحديث في عز حرب الخليج وموقف السودان المعروف للعامة والضغط الدولي والحروب والحصار والتجويع ، وصمدت الإنقاذ بعد هذا الحديث لأكثر من ستة وعشرون عاما بعدها إقتنع شيخنا وعاد للبلاد . الكل منا يتذكر مغامرات الصادق المهدي في حركة الهروب الكبيرة من الخرطوم إلي إرتريا وعلمنا بعدها بزمن أن الحكومة كانت تعلم بهذا المخطط وسهلت له طريق الهروب الآمن ويخرج من البلاد ، علينا أن نتخيل كل هذه الأحداث وفي كل تلك السنوات هنالك جيل تربي في هذه المرحلة جيل عايش كل سنوات الإنقاذ منذ وقوف الشعب معها وحتي وصلت إلي هذا السقوط الكبير الذي سقطت فيه الإنقاذ في وحل الفساد الذي إستشري في كل أضلاعها .

عرمان أكثر الأوصاف التي تناسب معارضتك هو حديث صاحب الإنتباهة عندما كان يسميك ( الرويبضة ) بحثت عن هذا الوصف ووجدت أنه أكثر الألقاب التي تناسبك لأن الرويبضة هو ذلك الصعلوك الذي يفتي في أمر الجماعة ويصدقه الناس ، كثير من المواقف التي تؤخذ عليك هو وقوفك مع ربيبك وولي نعمتك جون قرنق الذي تعلمت منه الكثير بدءا لعدائك للدين في موقف شاذ عندما طلبت من البرلمان أن تستبعد كلمة البسملة في الخطابات والتي لم يسبقك عليها أحد من الجنوبيين ، ولقد كان الجنوبيون أذكي منك كثيرا في الإعتماد عليك في الفتاوي التي تسئ للدين وأنت المسلم ولقد كانوا أقل عداءا منك للدين ، لقد كنت ذلك الجحش الذي ركب عليه الجنوبيين في سبيل الوصول لهذا الإنفصال ويتذكر الكثير من الشعب السوداني أنك وبطريقتك العرمانية كنت خميرة عكننة لكل الشعب السوداني سواء كنت في الخارج أو في داخل السودان ولقد كانت الطريقة البهلوانية التي كنت تمارسها في البرلمان لإفشال كل شئ وأي شئ بدون أي سبب فقط كنت خميرة عكننة لهذا الوطن .

لقد إسغلوك الجنوبيين بذكاء وخبث كبيرين في الإنفصال وعندما عرف الغرب أن ولي نعمتك ونسيبك قرنق شخص وحدوي تمت تصفيته وكيف عاش الوطن في يوم الأثنين الأسود والذي أظهر حقيقة مشاعر الجنوبي تجاه الشمالي ، وتم الإنفصال والحمدلله ، حقيقة في قرارة نفسي كنت أتوقع أن ينصبوك في منصب كبير في تلك الدولة والتي ساهمت في إنفصالها بكل قواك وعلي أقل تقدير وعندما صمت الرباب قلت في قرارة نفسي وصلت للهدف الذي تريده يا عرمان ، ولكن تلك الدولة لفظتك بشكل مؤسف وإعتبرتك منافق وعميل ، حقيقة توقعت منك أن تتنازل عن السياسة وتجلس في منزلك وتكتب عن تجربة الإنفصال التي إعتمد فيها الجنوبيون عليك ، ولكن خاب ظني حقيقة عندما رجعت لنا بقضايا جديدة وكثيرة ومتفرعة ورجعنا لنفس التنطيط ونفس الخراب لأنك إنسان لا تمتلك قرارك مثل ما فعل جون قرنق أنت كذلك لا تمتلك أن تجلس وتفاوض وتجنح للسلم لأن الذين صنعوك يريدونك هكذا شوكة في حلق السودان ولو حاولت مرة الجنوح للسلم سوف تجد الموت هو النهاية الحقيقية لمثلك ، عرمان ..... لا يمكن أن يقف شخص مثلك أمام كل أهل السودان بكل هذا التشوه الذي يشوب الممارسات التي تمارسها في حق الوطن ، أين هم اليوم العراقيين الذين دخلوا بغداد فوق دبابات المحتل منهم من هرب ومنهم من قتل ومنهم من يعيش في ذل أبد الدهر ، أين هم اليوم الكثير من الذين يخونون أوطانهم لقد وصلت بك العمالة حد الثمالة ودائما تحرض الدول لتمنع عن السودان من رفع الحصار وتطارد الوطن في كل ركن من أجل الضغط علي الشعب المسكين ، كثيرا ما أصاب بالغثيان عندما أشاهدك وأنت تطلب من الغرب منع الغذاء والدواء وقطع الغيار وتشديد العقوبات علينا ، الذي أستغربه هل لك أب وأسرة في هذا الوطن هل لك أم تخاف عليها وأخوات وأخوان ينصحونك علي هذا الفعل السئ في الوطن والمواطن ، سؤال يسأله أي شخص أين أهلك ؟؟؟؟؟ لماذا لا ينصحونك علي هذا الفعل الشائن ؟؟ سمعت بوفاة الشيخ الترابي ؟؟ سقطة قلبية نقلت كل هذه الدنيا تحت شبر من التراب ، علي الأقل الترابي كان أشجع وأرجل منك حارب النظام من داخل السودان وقضي جل عمره في السجون ، علي الأقل مارس العمل السياسي من داخل السودان ، هنالك نقطة قد تكون غائبة عليك وهي أنك لو قتلت كل السودان بالحصار والفقر وقمت بتمزيق السودان لن تستطيع أن تحكم متر من هذا الوطن ، قد تسأل كيف لا أحكم ؟؟؟ سؤال وجيه ، لقد تجاوزت الأمة الإسلامية مرحلة حكم العلمانيين واليوم الحكم بيد الإسلاميين ولا تغرنك حكم العسكر لمصر فهي تعتبر من أخطر مراحل مصر التاريخية لأن النفس البشرية تعاف مثلك أن يكون حاكما عليها وسوف تكون هكذا تلهث وتلهث مثل الكلب ختي تصاب يوما ما بجلطة أو سرطان يؤدي بك إلي المالك .

حرام عليك يارجل ما تفعله في السودان من تعذيب لهذا الشعب الطيب والذي وقع بين سندان الحكومة وطغيانك الذي تمارسه مع الغرب في إذلال تلك الأمة لقد ترك الآلاف الشباب البلاد وهاجر عبر الصحاري منهم من وصل ومنهم من مات في الصحراء عطشا ومنهم من إلتقمه الحوت في البحار ومنهم من إستعبدوا وبيعوا عبيدا ومنهم من باعهم تجار البشر كقطع غيار ، حرام عليك ما تفعله في حق الوطن أنت لن تحكم أبدا لأن في السودان اليوم أجيال تجاوزت تلك الأفكار التي تنادي بها وظهور الدواعش وغيرها من التنظميات ، أنت تستطيع أن تساهم في تقطيع الوطن لأن كل أعداء الوطن معك ولكن صدقني سوف لن تحكم أي جزء من هذا الوطن هنالك جيل في داخل السودان لأكثر من عقدين من الزمان رضع أفكار تجعل أكثر طلاب الجامعات رفاهية يغادرونها للسفر إلي سوريا وليبيا .

عرمان .... في نهاية المطاف سوف تتكرم عليك الأنظمة سواء كانت الإنقاذ أو غيرها لتجد لك شبرا في هذا الوطن الذي خربته ، أنا أعرف وكل الشعب السوداني يعرف أن قرار السلام والمهادنة ليست بيدك أنت فقط عليك النباح والحبل بيد أسيادك ..... ندعوا الله ان يذيقك ما أذقته ذلك الوطن .

هاشم محمد علي احمد

أحدث المقالات