المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثمن ونشيد بخواتيم أعماله؟بقلم يوسف الطب محمدتوم/المحامى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 07:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2016, 02:54 AM

يوسف الطيب محمد توم
<aيوسف الطيب محمد توم
تاريخ التسجيل: 03-27-2014
مجموع المشاركات: 182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثمن ونشيد بخواتيم أعماله؟بقلم يوسف الطب محمدتوم/المحامى

    01:54 AM March, 12 2016

    سودانيز اون لاين
    يوسف الطيب محمد توم-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يقول الله تعالى:( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )الأية(145).سورة أل عمران.

    لم أرى أو أسمع فى تاريخ السودان الدينى والسياسى القريب أو البعيد،شخصاً شغل عقول الناس ردحاً من الزمان ،بفتاويه أو مؤلفاته أو تصريحاته أو حواراته الصحفية عبر أجهزة الإعلام المختلفة ،بالمدح فى المجهود الذى بذله فى هذه الأعمال تارةً،وبالقدح فيها من مناصريه الذين إنشقوا عنه أو من أعدائه التقليديين تارةً أخرى،غير الشيخ حسن الترابى والذى هو الأن بين يدى ربه،فله ماله وعليه ماعليه،ولكننا كمسلمين نقول إن جنة الله واسعة،فنسأل الله له المغفرة،بالرغم من المظالم التى وقعت على السواد الأعظم من السودانيين منذ يونيو1989م وإلى 1999م أى فترة مشاركته فى إدارة دولاب العمل بالدولة وإشرافه بالكامل على التنظيم الحاكم فى تلك الفترة وهذه السنوات له حصريا،أما حتى يومنا هذا فما زال السواد الأعظم من الشعب السودانى ،بعيداً عن مؤسسات الدولة،سواء كان فى مشاركته فى إتخاذ القرارات التى تهم المواطن والوطن أو فى تولى الوظيفة العامة ،إذ أن القرار الذى يهم مستقبل البلد وشعبه فى يد قلة من أبنائه ،كما أن الوظائف العامة أصبحت حصرياً على قواعد المؤتمر الوطنى أو الذين يوالونهم من الأحزاب ذات القواعد الجماهيرية المحدودة أو البسيطة.

    وبالعودة للحديث عن المرحوم د.الترابى،فإن معظم الناس يتفقون على أنه رجل شديد الذكاء،يمتلك ذاكرةً فولاذية لم يصيبها الوهن حتى تاريخ وفاته،وفى هذه الجزئية وكاتب هذه السطور كان شاهد عيان فى أكثر من لقاء معه،إذ ذكرنى بالعلامة المرحوم البروف عبدالله الطيب طيب الله ثراه،حيث أنهما يمتازان بالسرد الدقيق للموضوع محل النقاش،وينعطفان بالمستمع جهة اليمين تارةً وللجهة اليسرى تارةً أخرى،ويفرعا ن الموضوع حتى تظن أنت كمستمع أن هذا المتحدث قد نسى الموضوع الرئيس،ولكنهما وبكل حنكة وحكمة يعودان مجدداً للموضوع الرئيس،وهذه السمات أو قل الملكات النادرة لم أجدها أو أسمعها إلا عند هذين الرجلين العالمين .وهذا الأسلوب بلا شك يعتبر من المقاييس الدقيقة التى يمكن أن تقيس بها الشخص المتحدث،هل هو ملم بجوانب الموضوع المختلفة والذى يتحدث عنه أم لا؟

    والأن بعد وفاته هنالك جهات دينية أو رجال دين قاموا بتكفيره وإعتبروه مرتداً، لأرائه فى بعض أمور الدين ،فأنا هنا ليس للدفاع عنه،فله أتباعه ولهم المقدرة على الرد على هولاء النفر،كما إننى لست ممن يؤيد هذه الجهات أو الأفراد والذين لهم رأيهم فى مؤلفاته أو فتاويه،لأن مثل هذه الأمور تحتاج لمعرفة دقيقة بأصول ديننا الحنيف،وإطلاق الكفر على عواهنه لا يجلب للأمة المسلمة إلا الوهن والضعف،فعلينا أن نتبين طريق الحق من طريق الباطل،كما علينا أن نعمل على جمع الناس لا تفريقهم،فالرجل الراحل ،كانت له إسهاماته الكبيرة والواسعة الدينية والسياسية فى عالمنا العربى والإسلامى،أما على المستوى المحلى لوطننا الحبيب،نجد أن هذا الشيخ المرحوم،وبعد المفاصلة الشهيرة بين القصر والمنشية وللعلم فإنها كانت حقيقية100%وليست مسرحية كما يظن بعض أصحاب العقول العليلة ويجب ألا نعطى بعض أنصار الحركة الإسلامية ذكاءاً وحسن تدبير لا يستحقونه ،ظناً أو إعتقاداً بأنه كان تكتيكاً من الشيخ وهذا ما لم يحدث على الإطلاق وشواهدنا على ذلك كثيرة يضيق المجال بذكرها ،وكما يقول العلامة البروف عبدالله الطيب يرحمه الله هذا بابٌ واسع لا أريد أن أبسط فيه ،أقول بعد هذه المفاصلة قام المرحوم الترابى بنقد تجربة الحركة الاسلامية فى الحكم ووصفها بالفساد وخيانة العهد والكثير من الصفات الذميمة التى لا تليق بحركة تدعى أنها تطبق شرع الله،كما أنه كان زعيم المعارضة الوحيد الذى كان يقلق مضاجع المؤتمر الوطنى لأنه يعرف أبنائه تماماً(inandout)وتم سجنه أكثر من مرة،كما أنه كان على صلة بالحركات المتمردة،ولكنه فى نهاية المطاف رأى أن قضايا السودان لا تحل إلا عن طريق الحوار وبالفعل كان له دوراً كبيراً فى الحوار الوطنى الداخلى بالرغم من غياب بعض القوى ذات الوزن الكبير ولكنها كانت بدأية جادة من أجل الوصول لإيجاد حلول ناجعة لمشاكل الوطن ،وبالفعل إنتهت جلسات الحوار الوطنى والذى رفعت توصياته للرئيس البشير،والذى إلتزم بتنفيذ هذه التوصيات ،ولكن قبل ذلك أرجو أن تنفذ ف

    أفكار ومفترحات المرحوم وذلك بعرض هذه النتائج على قوى نداء السودان من أجل التوصل لقواسم مشتركة ومن ثم حل جميع مشاكل السودان ..

    ولا شك أن المرحوم الترابى كان يمنى نفسه بأن يرى السودان موحداً،وان تكون هنالك مصالحة وطنية شاملة،وهذه الأمنيات تحسب له وبلا ريب ،وهى كانت من الأقوال التى يرددها كثيراً قبل وفاته،وبعد هذا ألا يحق لنا أن نشيد ونُثمن مثل هذه المواقف التى تصب فى مصلحة الوطن والمواطن وخاصةً أن وطننا الحبيب يمر بأخطر وأدق مرحلة فى تاريخه الحديث؟.

    وبالله التقة وعليه التُكلان

    د/يوسف الطب محمدتوم/المحامى

    [email protected]

    أحدث المقالات

  • آخر نكتة سودانية (جدادة الخلا طردت جدادة البيت)!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • العقوبات الإقتصادية على السودان
  • سر إنجذاب الأجنبى إلى الشخصية السودانية بقلم الياس الغائب
  • محن المسلمين السياسين فى أوروبا بقلم محمد بشير ابونمو
  • خبر وتعليق .. مكايدات وعنصريات . بقلم ابومحمد شرقاوي
  • المراأة في عيدها بقلم حسن عباس محمد نور
  • تراجيديا الدولة الواحدة بقلم سميح خلف
  • دكتور منصور خالد عمارة العقل وجزالة المواهب ؟ بقلم صلاح جلال
  • تراب الجنة..! بقلم الطيب الزين
  • الصحفيون لايكذبون يابروف/ حميدة !! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • أبو عركي رائد الحداثة الموسيقية بقلم صلاح شعيب
  • السودان ومسرح الرجل الواحد بقلم بشير عبدالقادر
  • أليس فيكم رجل رشيد ؟ بقلم حسن عباس النور
  • مستشفي أمبدة النموذجي سيرة من الأاف للياء(1) بقلم عميد معاش طبيب سيد عبد القادر قنات

  • اَلْسُّوْدَاْنُ بَيْنَ اْسْتِعْمَاْرِ اَلْدَّاْئِنِيْنْ وَهُرُوْبْ اَلْمُتَأَسْلِمِيْنْ ..!
  • القُروض المُيسَّرة والإحتياطي النقدي بقلم بابكر فيصل بابكر
  • بدرالدين محمود نشهد له بالكفاءة والنزاهة!! بقلم أبوبكر يوسف إبراهيم
  • هبط الدولار ؟ هبط الدولار ؟ وقصة (بدرالدين) محمود الكذاب ؟! بقلم د. حافظ قاسم
  • الإطلاع ثم الشراء ..!! بقلم الطاهر ساتي
  • الإحتياطي النقدي والعلاقة مع أمريكا بقلم بابكر فيصل بابكر
  • ملاحظات السفير السعودي..!! بقلم عثمان ميرغني
  • المطلوب الالغاء وليس الاستثناء بقلم سعيد ابو كمبال
  • الجزار موسي هلال .. محاولة تحقيق أحلام ظلوط !! بقلم : أحمد ويتشــــي
  • من أجل عيون من؟ بقلم عثمان ميرغني
  • انهيار كبير في خدمات زين السودان كتب / معتصم السر
  • الى متى اختزان الدولار وتهريب السلع ؟ بقلم سعيد أبو كمبال
  • إديني عقلك وفكر معاي ( 12 ). د. حافظ قاسم
  • الاخوان وصناعة الفشل الاقتصادي في السودان معتصم الاقرع
  • المنشور 3/2014م ومخالفة الدستور نفسه بقلم : سعيد أبو كمبال
  • هل حقاً زين عالمٌ جميل أم عالم شين؟!!/أبوبكر يوسف إبراهيم
  • الخطأ والخطايا في المنشور رقم 3/2014(2) بقلم : سعيد أبو كمبال
  • الخطأ والخطايا في المنشور رقم 3/2014: بقلم : سعيد أبو كمبال
  • تجليات: أفلس بنك السودان بمنشور منه ... "المرة ما بتقول عمرها"!! (1)
  • رؤية اقتصادية حول مستقبل العقار في السودان
  • من يبتدر التدابير أيها الوزير بدرالدين ؟ بقلم : سعيد أبو كمبال
  • نطالب باستقالة والى البحر الاحمر بعد فشل تجارة المايوهات بعد تجارة المايوهات الفاشلة الوالي طاهر اب
  • دولار ريال ، دولار ريال، وهلمجرا !!!
  • مقترح إستقلال دارفور في الذكرى الواداشر لقيام ثورة الغرابة
  • البشير عمل كادوك للقادة العرب والشعب السوداني في غيبوبة
  • زيارة فاشلة لأمير دولة قطر ما الفرق بين الشعب السوداني و المصري / محمد القاضي
  • حرب الاقتصاد الخرطوم:حسين سعد
  • وأخيراً... هذا هو تقرير لجنة د. تاج السر مصطفى حول مشروع الجزيرة، نضعه بين أيديكم/صديق عبد الهادي
  • اديني عقلك وفكر معاي (9 ). د.حافظ قاسم
  • بين يدى المؤتمر الاقتصادى ستكون لبعض مقترحات السيد عبد الرحيم حمدي مآلات كارثية بقلم: سعيد أبو كمبا
  • ورقة للنقاش بمناسبة اللقاء التشاوري حول تنمية ونهضة الماحي عبد الدائم الماحي
  • أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال البداية من النهاية
  • دعوة لخروج دكتور مصطفى إسماعيل من حكومة البصيرة أم حمد بشير عبدالقادر
  • (تلهطها) زيادات الأجور/أنور شمبال
  • أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال رفع الدعم أم رفع الحرج؟

  • بنك السودان المركزي يفتتح وكالة ضمان التمويل الأصغر ( تيسير ) الأحد المقبل
  • بنكا السودان وجنوب السودان يعقدان اجتماعاتهما منتصف فبراير
  • جهاز المغتربين ينفي إعادة العمل بنظام إقرار العملة للقادمين
  • نواب البرلمان يعتمدون ميزانية «2016» بـ«التصفيق» و«التكبير»
  • البرلمان: الدولة لا تستطيع توفير فرص عمل للخريجين
  • آلية لمعالجة ديون روسيا على السودان
  • صدقي كبلو: اي إصلاحات اقتصادية بدون الزراعة والصناعة فاشلة
  • بيان من الهيئة الفرعية لعمال بنك النيلين
  • بيان صحفي الحكومة سادرة في غيها وتسعى لإرضاء صندوق النقد الدولي على حساب قوت الناس
  • حملات مكثفة للقضاء على الجريمة والخمور والعشوائي والتشرد بالخرطوم
  • الرئيس عمر البشير: العصبية والجهوية مخاطر أحاطت بالسودان
  • اعلان تحالف القوي السياسية السودانية ببريطانيا و ايرلندا
  • بيان ورسالة تحالف المجتمع المدني من اجل دارفور حول بطلان الانتخابات المزمع إجرائها في السودان
  • السودان يوقف وساطته في ليبيا لصالح الأمم المتحدة
  • وزير العدل محمد بشارة دوسة: لا اعتراض على وجود محكمة "الكوميسا" بالسودان
  • بنك السودان يوقف خدمة هسا
  • بنك السودان يتراجع عن حظر حسابات العملة الصعبة لمقاولي الجهات الأجنبية
  • تقرير حول دور السودانيين فى أمريكا ومنع زيارة وزير خارجية الخرطوم
  • وزارة المالية بحكومة الظل السودانية: القصر الجديد تبديد لأموال الشعب السوداني
  • ترتيبات لعودة 27 موقوفاً سودانياً من الأردن
  • بنك السودان: الدين الخارجي يتجاوز 43 مليار دولار
  • وزير المالية بدرالدين محمود :صادرنا حسابات جهات حكومية
  • واشنطون تدرس فك أرصدة بنوك سودانية
  • خبراء اقتصاديون يتوقعون استمرار ارتفاع قيمة الجنيه
  • أمر قبض في مواجهة محافظ بنك السودان
  • إعلان صحفي من منظمة مبادرة الامن الإنساني (مأمن)
  • وزارة الإستثمار بحكومة الظل السودانية تحذر من الآثار السالبة لقرارات البنك المركزي بخصوص حسابات الإ
  • صدقي كبلو عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي:قرارات بنك السودان صائبة وصحيحة.
  • بنك السودان المركزي يحظر المصارف من تمويل السيارات والعقارات
  • تحويل مصارف إلى لجنة الجزاءات ببنك السودان
  • السجن (3) سنوات للمضاربين بالعملة والمالية تتوقع انخفاضاً كبيراً بسعر الدولار
  • خبراء ونواب يطالبون بتجريم الاتجار بالدولار
  • وزير العدل في البرلمان.. تفاصيل أغرب من الـخيال في نهب المال العام !!
  • لويس إرسموس: السودان مواجه بعجز في الموازنة، وسعر صرف مدهور
  • السودان يرفع تقريره الأول حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • بنك السودان يلتزم بتوفير "10%" من صادر المصارف للدواء
  • قطر تودع مليار دولار في بنك السودان المركزي
  • القبض على العشرات من سماسرة الدولار وانخفاض واضح بأسعار العملات
  • النسخة الكاملة من تقرير لجنة تاج السر حول مشروع الجزيرة
  • النشرة الإخبارية لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج لشهر ديسمبر 2013م
  • أخبار سيئة .. السودان بين الألم والأمل !! الخرطوم .. حسن بركية
  • بيان 2 التحالف الوطني الديمقراطي السوداني وحدة قوي المعارضة ووحدة القوي الوطنية الديمقراطية
  • اتحاد الشباب يهدد بمقاضاة متهميه بالتلاعب في إغاثات السيول
  • بنك السودان المركزي:سعر صرف الدولار سيتراجع بنسبة 50% قريباً
  • قبل 72 ساعة من أغلاق الانابيب سلفا ..... زيارة ساعة الصفر























  •                   

    03-12-2016, 05:33 PM

    المظلوم من الإنقاذ


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثم (Re: يوسف الطيب محمد توم)

      ولكنه يادكتور لم يعترف بالمظالم التى وقعت فى عهده قبل المفاصلة فكيف يعفوا له أهل المظالم ذلك؟
                      

    03-14-2016, 05:37 AM

    احمد ودالجبل


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثم (Re: يوسف الطيب محمد توم)

      المشكلة ليست مشكلة الحركة الاسلامية انما المشكلة مشكلة السودان كله كيف يمكن حل مشاكله؟فارجو التركيز على هذا.

      وشكرا

                      

    03-14-2016, 09:10 PM

    محمد السنارى


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثم (Re: يوسف الطيب محمد توم)

      ثم ماذا بعد رحيل الترابى؟نظل نبكى هكذا أم نبحث فى إيجاد الحلول لمشاكلنا؟
                      

    03-18-2016, 10:47 AM

    السارة السارة


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثم (Re: يوسف الطيب محمد توم)

      بالرغم من أنه تسبب فى الأزمة الراهنة ولكن لا بد من النظر لمحاولاته واجتهاداته بعد إنشقاقه من تلاميذه واجتهد من أجل إصلاح وتغيير ماتسبب فيه من أزمات عدة ،كحكم السودان،الديمقراطية وسيادة حكم القانون،ولكن أجل الله لا مناص منه.
                      

    03-19-2016, 09:49 AM

    jini
    <ajini
    تاريخ التسجيل: 02-05-2002
    مجموع المشاركات: 30720

    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثم (Re: السارة السارة)

      عندما نال السودان استقلاله في مطلع عام 1956 كان حسن عبد الله الترابي في الرابعة والعشرين من عمره ومن المستبعد أن يكون قد خطر بذهنه حينها أن دوره السياسي في التاريخ الحديث لبلده سيبزّ الدور السياسي لآباء الاستقلال. إلا أن الترابي عاش وتفرّغ للعمل السياسي ليصبح عند لحظة موته السياسي المعاصر الذي ترك أعمق البصمات على واقع السودان حتى الآن وليمسّ تأثيرُ رؤيته وسياساته ورؤيةُ حركته الإسلامية وسياساتها كلَّ مواطن سوداني اليوم سواء كان هذا المواطن يعيش في السودان أم في المهاجر والمنافي.

      ظهر الترابي أول ما ظهر كواحد من شهب سماء ثورة أكتوبر الشعبية، أعظم حدث في تاريخ السودان المعاصر بعد حدث الاستقلال. ولقد قدّرت شريحة المتعلمين دوره في أكتوبر وكافأته عليه إذ نال أكبر عدد من الأصوات في دوائر الخريجين في انتخابات عام 1965 رغم تعاطف وانحياز غالبية الخريجين لليسار الذي نال مرشحوه نحو 70% من المقاعد (كان من الواضح أن التصويت للترابي لم يكن له علاقة البتة ببرنامجه الإسلامي لأن المرشح الإسلامي الثاني الذي فاز، محمد يوسف محمد، أتى في ذيل القائمة).

      وفي الفترة ما بين ثورة أكتوبر وقيام انقلاب نميري في مايو 1969 نجح الترابي في ترسيخ قيادته للحركة الإسلامية، وهي قيادة تميّزت منذ البداية باستقلالها السياسي عن حركة الإخوان المسلمين الأم في مصر، رغم أن الحركة الإسلامية السودانية ظلّت إلى حد كبير، وحتى الآن، تقتات على الزاد الفكري للحركة المصرية وتعتمد عليه. واستطاعت الحركة تحت زعامة الترابي الحركية والبراغماتية أن تصبح المقابل الموضوعي للحزب الشيوعي السوداني، فإن كان الحزب الشيوعي، رغم محدودية عدد عضويته، قد نجح أن يصبح القوة الأساسية المهيمنة وسط قوى اليسار السوداني بل ووجه هذا اليسار (وهو وضع لا يزال مستمرا رغم الضربات والقهر الذي تعرّض له الحزب الشيوعي)، فإن الحركة الإسلامية التي قادها الترابي، رغم قلّة عددها، ما لبثت أن أصبحت القوة الأساسية المهيمنة وسط القوى الإسلامية بل ووجه الحركة الإسلامية السودانية.

      وبعد عام من انفجار ثورة أكتوبر نجحت حركة الترابي في تصدّر وقيادة حملة حلّ الحزب الشيوعي بدعوى أنه حزب يروّج للإلحاد وهي حملة انتهت بسرعة بحلّ الحزب الشيوعي وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية في نوفمبر 1965. كان حلّ الحزب الشيوعي لحظة فاصلة في تاريخ السودان المعاصر أذ أنه كان بمثابة اللحظة التي حُقنت فيها السياسة السودانية بالسُّمّ الذي ظل يسري في أوصالها حتى اليوم ونعني به سُمّ الدين عندما يصبح جزءا من السياسة. صحيح أن المؤسسة الطائفية المتمثلة في السيدين الكبيرين عبد الرحمن المهدي وعلي الميرغني ظلت موجودة وفاعلة منذ فترة الحكم الاستعماري ولعبت دورا هاما أثناء فترة الكفاح من أجل الاستقلال، إلا أن الحركتين السياسيتين اللتين ارتبطتا بالسيدين (حزب الأمة والحركة الاتحادية) كانتا عمليا حركتين علمانيتين لم تستند برامجهما على الدعوة لدستور إسلامي أو تطبيق للشريعة (رغم المرجعية والسلطة الدينية للسيدين، خاصة في حالة السيد عبد الرحمن المهدي الذي قاد والده المهدي ثورة وطنية إسلامية فرضت أحكام الشريعة فرضا على السودانيين). وهكذا لم تنجح الحركة الإسلامية في تحقيق هدفها المباشر بحلّ الحزب الشيوعي فحسب وإنما نجحت أيضا في فرض خطاب وضع الإسلام في قلب السياسة السودانية وجرّت الحزبين الكبيرين من أنفهما لمواقعها، وهو تحوّل رسّخه صعود زعامة الصادق المهدي، ذي التوجهات الإسلامية القوية القريبة من فكر الإخوان المسلمين. ومن حينها أضحى هناك تحالف استراتيجي بين الحركة الإسلامية وحزب الأمة، وهو تحالف امتدّ خطابه ليشمل الاتحاديين ويكتسب بذلك سمة ما يطلق عليه الخطاب الإسلامي "وحدة أهل القبلة".

      كان من الطبيعي أن يدافع الترابي عن حلّ الحزب الشيوعي ليس فقط بمنطق الإسلام وإنما أيضا بمنطق علماني يتحدث عن "دستورية" الحلّ. وكان دفاعه نموذجا محزنا للأكاديمي والقانوني عندما يسقط ويدافع عن القهر الفكري وحجر حرية التعبير على الآخرين، وهو سقوط وضع المفكر والسياسي الإسلامي محمود محمد طه إصبعه عليه عندما كتب: "ويمكن ... أن يقال إن الدستور هو "حق حرية الرأي" وأن كل مواد الدستور الأخرى، بل وكل مواد القانون، موجودة في هذه العبارة الموجزة كما توجد الشجرة في البذرة ... [إن] الدستور ... موجود بالجرثومة في الحقّ الأساسي – حق حرية الرأي – وما الجمعية التأسيسية إلا الظرف المناسب الذي يجعل شجرة الدستور، بفروعها، وعروقها، وساقها تنطلق من تلك البذرة الصغيرة." (زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في ميزان الثقافة الغربية والإسلام، أم درمان: 1968، ص 13-14) لم يكن الترابي مشغولا بهذه القضية الكبرى وهي لم تشغله باقي حياته، بل ولم تشغل الحركة الإسلامية التي أصبحت منذ تلك اللحظة أكبر خطر على الديمقراطية السودانية وعلى الحريات على كل المستويات.

      2

      وعندما قام العقيد جعفر نميري ورفاقه من "الضباط الأحرار" بانقلابهم في مايو 1969 كانت كل الدلائل تشير إلى ما يشبه استئصال المشروع الإسلامي، فهذا انقلاب علماني يساري معادٍ لكل ما يمثله البرنامج الإسلامي وعلى استعداد لدخول مواجهة مسلحة مع قوى اليمين حتى ولو استدعى الأمر حصد حياة الآلاف كما حدث في الجزيرة أبا في مارس 1970. إلا أن السُّمّ الذي أطلقته الحركة الإسلامية أثبت مضاءه وأثره الباقي والبعيد وانتهى الأمر بنظام مايو بتبني الطرح الإسلامي ليصبح أول نظام بعد الاستقلال يفرض تطبيق عقوبات الحدود ويدشّن بتطبيقها أسوأ فترة لعنف الشريعة القضائي في التاريخ المعاصر للسودان.

      استفاد الترابي من فترة اعتقاله في ظل نظام نميري وكانت فترة ذاخرة بالإطلاع والتثقيف الإسلامي إذ أن تكوينه الثقافي قبلها لم يكن يختلف عن تكوين معاصريه الذين نشأوا في ظل النظام التعليمي للاستعمار. صحيح أن عمل والده كقاض شرعي وخلفية أسرته الدينية ربما تكون قد أعطته ميزة إضافية، إلا أن تعليمه النظامي كان تعليما علمانيا وتخصصه الأكاديمي في دراسته الجامعية وفوق الجامعية كان تخصصا علمانيا. وهو بهذا التكوين التعليمي والتخصصي لم يكن يختلف عن الكثير من زعماء حركة الإخوان المسلمين. إلا أنه لابد أن يكون قد أدرك أن عنصر الثقافة الدينية والخوض في أمور الدين بدراية العالم شرط أساسي لمصداقيته السياسية كقائد لحركة إسلامية. هذه هي الفترة التي عكف فيها الترابي على إعادة صياغة نفسه وصورته ليصبح "مفكر" الحركة أيضا الذي يرسم حاضرها ومستقبلها.

      عندما خرج الترابي من المعتقل عقب توقيع اتفاقية ما عرف بالمصالحة الوطنية كانت الرؤية واضحة في ذهنه بشأن ما يجب أن تفعله حركته للوصول للسلطة: التمكين المالي واختراق الجيش بالإضافة لتأهيل كوادر الحركة الإسلامية والتغلغل في أجهزة النظام والانتشار وسط قطاع الطلاب والشباب والقطاعات الجماهيرية. وتلقت الحركة الإسلامية دفعة من حيث لا تحتسب عندما انتصرت الثورة الإيرانية في مطلع عام 1979، وبدلا من أن يحلّ وضع ديمقراطي محل الشاه جاء الخميني وتحولت الثورة إلى ثورة "إسلامية". ورغم الطبيعة الشيعية للنظام إلا أن قيامه رفع معنويات الإسلاميين في كل أرجاء العالم الإسلامي وزاد من ثقتهم.

      وتعزّزت ثقة الحركة الإسلامية عندما فرض نميري قوانين الحدود والقِصاص في سبتمبر 1983 والتي لم يجد السودانيون على يديها "سوى السيف والسوط"، كما عبّر بيان الحركة الجمهورية في ديسمبر 1984. تحمّس الترابي – الذي بايع النميري كإمام – لقوانين سبتمبر وساندها ودعمها هو وحركته بكل إمكانياتهم. وفي قمة حمّى تطبيق "شرع الله" فقد العشرات من فقراء المواطنين أيديهم أو أيديهم وأرجلهم تطبيقا لحدّ السرقة وتعرض عدد كبير من المواطنين لإهانة الجلد العلني تطبيقا لحد السُّكر أو مخالفات أخرى. وفوق كل ذلك، كانت الشريعة وسيلة فعّالة لتصفية خصم كانت الحركة الإسلامية وراءه لعقود وهو الشيخ المجدِّد محمود محمد طه. اُتهم طه بالردة – التي لم تكن مادة من مواد قوانين سبتمبر – وأُعدم في حفل إعدام علني، وهو إعدام حشدت له الحركة الإسلامية عضويتها الذين خرجوا وهم يهللون ويكبّرون. وكان تطبيق عقوبات الشريعة بقسوتها ولاإنسانيتها وإهانتها للكرامة بداية العدّ التنازلي لنظام نميري.

      وفي هذا الظرف العصيب وجو الإدانة العالمية استبشاعا لعقوبات الشريعة ولإعدام طه انقلب النميري فجأة، وهو يستعد للذهاب لأمريكا لمقابلة رونالد ريقان، على الحركة الإسلامية ووجد الترابي وأتباعُه أنفسَهم في السجن بين عشية وضحاها. وربما كانت هذه الخطوة تسكينا للرأى العام الداخلي والعالمي عقب فشل تجربة الشريعة، وربما كانت تدبيرا استباقيا لانقلاب كان يعدّه الإسلاميون الذين ربما أحسّوا أن الظرف قد نَضِج وأن اللحظة قد أزِفَت وآن اقتطاف ثمرة السلطة. وكان هذ هو الظرف التي انفجرت فيه انتفاضة مارس/أبريل 1985، وقد كان توقيتها من حسن طالع الحركة الإسلامية التي ربما كانت على وشك أن تتعرض لضربة شبيهة بالضربة التي تعرّض لها الشيوعيون عقب انقلاب 19 يوليو 1971 الفاشل.

      3

      تميّزت فترة الديمقراطية الثالثة من أبريل 1985 إلى يونيو 1989 بشلل شبه تام وعدم قدرة على حسم أهم وأخطر مسألة وهي إيقاف الحرب الأهلية والوصول لاتفاق سلام، وكان ذلك بسبب دور الحركة الإسلامية التحريضي والرافض للسلام وتردّد الصادق المهدي المتحالف معها والواقع دوما تحت تأثيرها. ولقد استطاعت الحركة الإسلامية أن تلعب هذا الدور بفعالية لأنها أضحت ذات قوة مالية وتنظيمية وإعلامية غير مسبوقة وتعاظمت قدرتها على ابتزاز الحزبين الكبيرين. وعندما انقلب الترابي وحركته على الديمقراطية في ليلة الثلاثين من يونيو 1989 كانت الحركة قد أعدّت عدّتها كاملة لإدخال السودان في أسوأ كابوس في تاريخه المعاصر --- كابوس العيش في ظل نظام يجمع أسوأ استبدادين: استبداد الحكم العسكري واستبداد الدولة الدينية.

      هذا الكابوس لم ينته بموت الترابي بالطبع وسيتواصل طالما ظلت الحركة الإسلامية في السلطة.

      ولكن ماذا عن تقييم الترابي نفسه وتقييم ميراثه؟

      أن هذا التقييم في غاية الأهمية للسودانيين (وفي تقديرنا للمسلمين في العالمين العربي والإسلامي) لأنه يتعلق بتقييم الحركة الإسلامية ودورها في حياتهم، بل ويتعلق في نهاية المطاف بالإسلام نفسه ودوره في حياتهم.

      4

      من الطبيعي أن يفخر الإسلاميون بالترابي لأنه كان صاحب التفكير الاستراتيجي والعزيمة السياسية الحديدية والكفاءة العالية التي نقلتهم من دائرة تنظيم محدود العدد والتأثير إلى حركة سياسية مؤثرة استطاعت انتزاع السلطة والاحتفاظ بها لما يزيد عن ربع قرن.

      وقياسا على ما حققه الترابي ربما اُعتبر في نظر الكثيرين "ناجحا" بميزان السياسة. كان الترابي كسياسي "ميكافيليا" لا تهمّه إلا غاياته وعلى استعداد لاستخدام كل الوسائل لتحقيقها. وككل سياسي "ميكافيلي" لم يكن الترابي صادقا. وفي واقع الأمر فإن عدم صدقه يجب ألا يثير الاستغراب في حالته (أو حالة أي سياسي إسلامي) لأنه كان يعلم بلا شك من قراءته للسيرة أن محمدا أباح لأصحابه الكذب على أعدائه. ولقد نجح الترابي أن يصوغ حركته وقيادتها على صورته فأصبحت حركة "ميكافيلية" بامتياز. ولكننا لا نعتبر الترابي سياسيا ناجحا حتى بمقاييس "ميكافيليته". فميكافيليته جعلته ينقلب على الشرعية الديمقراطية الدستورية ويستعين بالجيش ليصل للسلطة ويفرض شرعية جديدة هي شرعية البندقية والعنف، ثم يتوقع بعد ذلك (كما توقّع عبد الله خليل قبله) أن رأس النظام العسكري سيسلّمه السلطة لقمة سائغة. والترابي في هذا لم يكن "ذكيا" أو "حكيما" وإنما كان "نرجسيا" اعتقد أن ما ينطبق على الآخرين لا ينطبق عليه. والترابي لم يتعلّم من دروس التاريخ وعِبره عندما عجز أن يرى ما سيفعله به أقرب تلاميذه الذين صاغهم وعجنهم بيديه إذ هجروه عندما واجهوا الخيار بين "القوي" و"الأقوى" فانحازوا للأقوى وأثبتوا بذلك نجاحهم الفائق في تطبيق ما لقّنهم إياه شيخهم ودرّبهم عليه. وإن شئت أن تلمس "نرجسية" الترابي وعدم "ذكائه" وعدم "حكمته" فإنك تلمسها في تصريحه في مايو 2011 بعد إطلاق سراحه عقب اعتقال دام مائة يوم عندما احتجّ قائلا إنه اُعتقل من دون أن توجّه له أي تهمة --- يقول رجل القانون والسياسي الذي انقلب على الضمانات الدستورية وداس على حكم القانون هذا الكلام وكأنه يعيش خارج الكابوس الذي صنعه.

      ولأن الترابي صاغ الحركة الإسلامية على صورته كما أشرنا أعلاه فإنها أصبحت حركة ذات أفق قانوني محدود وبذا أصبحت إلى حد بعيد حركة "ذات قضية واحدة" هي قضية الشريعة وتطبيقها. وافتقدت الحركة أي "ضمير اجتماعي" وأي تعاطف مع الفقراء والمسحوقين والمهمشين وأصبح صوتها، وهي تواجه اليسار خاصة، صوت الدفاع عن الرأسمالية والمِلْكية الخاصة. ويبلغ هذا الصوت قمته في الدفاع عن العقوبة القرآنية لقطع يد السارق والسارقة، وهكذا يكتب الترابي في تفسيره للآية 38:5 (المائدة): " ... فهذا القطع إنما يقع جزاء بما كسب سارق أو سارقة، ونكالا يعتبر به ويتعظ وينكل عن العود لمثله من تسول له نفسه مثل ذلك الجرم من مدّ يده لنزع حق غيره تعديا على حرمة حرزه الخاص مستوليا على ما يبلغ نصابا بينته السنة قدرا معروفا ليقدّر من بعد منسوبا مقارنا لمختلف مستويات مبلغ المعاش الخالف. والله عزيز أنزل هذه العقوبة وكتبها على الناس فهو لا يقبل ظلم عباده وترويعهم وسرقة ثمرة عملهم وكسبهم الخالص، وحكيم بما نزل هذه العقوبة جزاء على جريمة السرقة ردعا لظاهرة العدوان على أحرازهم الآمنة وأموالهم المحفوظة." (التفسير التوحيدي، بيروت: 2004، الجزء 1، ص 505). وليس هذا معرض مناقشة تفاصيل عقوبة القطع أو غيرها من عقوبات الشريعة ولكنه معرض الإشارة إلى أن أفق ما يكتبه الترابي في دفاعه عن القطع وتبريره لا يتجاوز أفق كتب التفسير القديمة وأفق حجج الفقهاء في العصور السابقة.

      هذا الموقف الفقهي المدافع عن الشريعة، وعن الحدود خاصة، والذي لا يقبل المراجعة والنقاش هو ما طبع موقف الترابي وحركته وأدّى لأكبر انتكاسة تشريعية في تاريخ السودان الحديث عندما فُرضت قوانين سبتمبر 1983. وقد اكتملت هذه الانتكاسة على يد الترابي عندما أصدر نظام يونيو العسكري الإسلامي قانونه الجنائي عام 1991 والذي يحوي المادة 126 التي تسلب المواطن السوداني المسلم من حريته الفكرية والدينية وتعتبر الخروج من الإسلام "ردّة" يُعاقب عليها بالقتل (لا ينطبق هذا على المواطن السوداني الذي يترك دينا آخر ويعتنق الإسلام). وفي واقع الأمر فإن مادة الردّة هذه هي إضافة الترابي الأساسية للقوانين السودانية وبصمته القانونية التي تركها.

      5

      لم يختلف انقلاب الإسلاميين عن أي انقلاب سبقه من حيث أنه أعلن صبيحة انتزاعه للسلطة تعليق الدستور وحلّ البرلمان المنتخب وحل الأحزاب السياسية. إلا أن الانقلاب اختلف عما سبقه في أنه أتى وهو يحمل رؤية شمولية "توحيدية" مصممة على إعادة صياغة السودان صياغة جديدة تزيل وتمحو تنوعه الديني والثقافي ليصبح التجسيد الأعلى "للمشروع الإسلامي" أو ما أطلق عليه النظام من باب التَّقِيّة السياسية "المشروع الحضاري". كان من الواضح للترابي أن حلمه الكبير قد بدأ بانتزاع السلطة بالعنف وأنه لا يستطيع ترسيخ أقدامه إلا بالإقصاء والعنف. وهكذا وفي الأسابيع الأولى فصل النظام وشرّد من القوات النظامية والخدمة المدنية ما يساوي أو يفوق عدد من شرّدهم نظام نميري على مدى أعوامه الستة عشر. وقفزت ومنذ شهور النظام الأولى "بيوت الأشباح" ليجد المئات من المتهمين بمعارضة النظام أنفسهم وهم يخضعون لأقسى أنواع التعذيب.

      والسودان لم يشهد في حياته السياسية تعذيبا مثل الذي شهده منذ صعود الترابي وحركته للسلطة. أبرز الترابي قسوة لم تبرز عند أي سياسي سوداني آخر منذ الاستقلال ورأى في ذلك "بأسا" يمهّد "لتمكين" الحركة الإسلامية ويرسّخه. ولقد قلنا أعلاه إن عدم الصدق في حالة الترابي يجب ألا يثير استغرابنا لأن "خداع العدو" له فقهه الإسلامي المستند على النموذج النبوي، ونضيف هنا أن القسوة التي تصل حد التعذيب والقتل يجب ألا تثير استغرابنا أيضا إذ أنها تستند على لاهوت يصوّر الإله كإله معذّب يخاطب المؤمنين قائلا "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم" وتستند على سابقة نبوية في التعذيب والقتل. وهكذا استباح الإسلاميون أجساد معارضيهم ضربا وتنكيلا وتعذيبا واغتصابا وإزهاقا للحياة.

      وكان من الطبيعي أن تمتدّ هذه الاستباحة للجنوب الذي مثّل التحدي المباشر للحركة الإسلامية. ورأت الحركة في تحدي الجنوب تحديا آخر أكبر هو تحدي إفريقيا التي يصطرع على روحها الدينان التبشيريان الكبيران: المسيحية والإسلام (وهما دينان ينظران للثقافة الأفريقية بتعالٍ ولا يعترفان بأن أفريقيا لها تراثها الديني والروحي القديم الذي يجب أن يحترمانه). ورغم أن الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال انفجرت عشية الاستقلال إلا أن انتزاع الإسلاميين للسلطة عنى تحولا حاسما في أوضاعها. فبينما أن الوصول لحلّ مع الاحتفاظ بوحدة السودان كان احتمالا واردا في ظل كل الأنظمة السابقة، إلا أن هذا الخيار لم يعد قائما تحت ظل نظام الإسلاميين. كان موقف الترابي وحركته بشأن التمييز ضد غير المسلمين وحرمانهم من حقوقهم الدستورية واضحا منذ عام 1968 عندما تمت مناقشة الدستور الإسلامي في جلسات اللجنة القومية للدستور حيث واجهه الأب فيليب غبّوش – رئيس اتحاد عام جبال النوبة – وسأله عما إن كان من الممكن لغير المسلم أن يكون رئيسا للدولة وأجاب الترابي بالنفي القاطع. ولقد كانت هذه اللحظة من اللحظات النادرة التي كان الترابي صادقا فيها (وهو صدق انتزعه غبّوش انتزاعا). وصدقُ الترابي هذا في الموقف من غير المسلمين ترجمته فيما بعد سياستهم تجاه الجنوب بعد انقلابهم.

      كانت حرب الجنوب وضرورة دحر الحركة الشعبية هي أولوية نظام يونيو العسكري الإسلامي. وحوّل الإسلاميون حرب الجنوب لحرب دينية جهادية ودفعوا، لأول مرة في تاريخ الحرب الأهلية، بالمدنيين لأتون جهادهم. لم يكن أمام هذه الحرب الجهادية إلا خيار أن تنتصر فيفرض الإسلاميون إرادتهم أو تنهزم فينال الجنوبيون حريتهم. وبعد أن فقد السودانيون من جنوبيين وشماليين عددا لا يحصى من الضحايا وأدرك النظام عجز جهاده وعبثه كان لابد له من القبول في نهاية الأمر بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم. وعندما أُتيحت للجنوبيين الفرصة، لأول مرة في تاريخهم، لتقرير مصيرهم واختيار مستقبلهم كان من الطبيعي أن يختاروا الانعتاق من أسر الشمال واستعلائه واضطهاده وصوّتوا بإجماع مذهل لاستقلالهم.

      6

      وإن نجح الجنوبيون في الانعتاق من أسر الإسلام الذي يميّز ضد غير المسلمين فإن هناك وضعا موازيا لذلك رسّخته هيمنة الإسلاميين وسلطتهم ولم ينجح ضحاياه حتى الآن في الانعتاق منه، ونعني به وضع المرأة التي تعاني من تمييز الشريعة وحرمانها من حقّ المساواة. ولقد انتبه الترابي، بحكم تعليمه العلماني والفترة التي قضاها في الغرب، لأهمية قضية المرأة وأطلق بعض التصريحات التي توحي بمواقف مراجعة وإصلاح للشريعة. إلا أن هذه التصريحات يجب أن تُقرأ في إطار القراءة العامة للترابي كشخص تحرّكه في المقام الأول مقتضيات السياسة ويطلق التصريحات وعينه دائما على الكسب السياسي. إن الموقف الحقيقي للترابي وحركته تبرزه القوانين التي انحازوا لها وهم قد انحازوا لكل مظاهر التفرقة والتمييز ضد المرأة في الشريعة. ومن أخطر انحيازات الترابي انحيازه للعنف ضد المرأة. دعنا نقرأ تفسيره للآية 34:4 (النساء) التي تبيح للرجل ضرب زوجته "الناشزة". يقول الترابي: "واللاتي يسلكن نحو النشاز شذوذا وخروجا على القوامة والقنوت وحفظ الأمانة سلوكا يؤدي لذلك بما يرجح عند تقدير رقابة المؤمنين حول الأسرة وخوفهم، والخطاب ليس إلى الأزواج بل هو إلى المؤمنين وأولياء الأمور الخاصة في مجتمعهم عامة خطابا موصولا عبر الآيات السابقة، فأولاء الناشزات جزاؤهن الواقي الوافي درجات من التعامل من المؤمنين حولهن توافق درجات النشوز وأنماطه. فالنشوز المحدود قد يجدي معه الوعظ، والوعظ قد يكون من الزوج خاصة عند نشوز في الحياة المستورة للأسرة، وقد يكون أيضا من ذوي القربى أو الجيرة أو الصحبة للأسرة إذا بدا النشوز، والهجر في المضاجع جزاء للنشوز موكول للزوج فعلا فبينه وبينها فراش الزوجية لكن الناشز لن يجاب لها عندئذ قضاءً طلب الطلاق بسبب الهجر. أما ضرب الناشزات لمدى أبلغ من النشوز فتبين السنة أنه مكروه وإن وقع الضرب غير مبرح فلا حجة فيه للتقاضي المشهور إذ حياة الزوجية مهما تقع فيها مشادة غير بالغة خيرها الستر بابتلاءاتها. أما النشوز الذي يبلغ الفاحشة فإن العقاب يقع ضربا وجلدا قد يباشره طرف من الأسرة سترا لأمرها أو إذا بانت الفاحشة بالشهادة يتولاها المجتمع قضاءً، فمجتمع الذين آمنوا هو المخاطب بهدي الآية ... " (التفسير التوحيدي، بيروت: 2004، الجزء 1، ص 369-370). وهكذا فإن الترابي، رجل القانون، لا ينحاز فحسب لضرب المرأة وإنما يجرّدها أيضا من حقها في اللجوء للقضاء بدعوى ضرورة الستر.

      ومن أبشع ما يمثّل العنف ضد المرأة تحت ظل رؤية الترابي وحركته مقطع الفيديو الذي صُور عام 2010 لجلد فتاة في ساحة عامة وهي تصرخ وتحاول حماية نفسها بينما يلاحقها سوط الجلاّد. هذا هو "القضاء الاجتماعي" الذي يُنَظِّر له الترابي عندما "يهتدي" مجتمع المؤمنين "بهدي" آية النشوز. ولحظة جلد هذه الفتاة التي انحفرت في الذاكرة الصورية للسودانيين كانت بلا شك من أكثر اللحظات التي هزّتهم بهمجيتها. ولكن ماذا عما أعقب هذه اللحظة؟ ماذا عن الثمن النفسي والاجتماعي الذي دفعته هذه الفتاة ودفعته أسرتها؟ هذا السؤال من نوع الأسئلة الذي لا تهمّ الترابي وحركته لأن همهم "كمؤمنين" ورسالتهم للسودانيين والعالم على مستوى القانون الجنائي هي بعث الشريعة وتحقيق "النكال" القرآني.

      7

      حاول الترابي واجتهد ما وسعه الاجتهاد أن يطرح نفسه كمفكر. ولا شك أنه كان يملك الإمكانيات التي كان من الممكن أن تجعله مفكّرا إلا أنه لم يكن يملك المؤهل الأولي للدخول لعالم الفكر ونعني به الإيمان بحرية الفكر والتعبير. إن من لا يؤمن بحرية الفكر والتعبير لا يمكن أن يكون مفكّرا بالمعنى الحقيقي للمفكّر. لا شك أن الترابي سمع بمقالة فولتير الشهيرة: "لا أوافق على ما تقول ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقّك في أن تقوله"، إلا أنها على ما يبدو لم تحرّك فيه ساكنا؛ فالترابي كإسلامي لم يكن متعاطفا أصلا مع قيمة استنارية كهذه. وهذا الرفض لقيمة حرية الفكر والتعبير ليس سببا في أزمة الفكر الإسلامي الحركي فحسب وإنما أيضا في أزمة الإسلام نفسه كدين.

      إن ما قدّمه الترابي كمشروع فكري لا يمكن أن يؤخذ مأخذ الجدّ الفكري إذ أن الترابي كان سياسيا أولا وأخيرا. إن دخوله عالم الفكر (وينطبق هذا على تلاميذه) هو مجرد استغلال لخطاب الفكر بقصد تمكين المشروع الإسلامي وإكسابه مسحة مصداقية فكرية. ولا نعني بقولنا هذا الانتقاص من قيمة كلّ سياسي ولا نعني به أن السياسي لا يستطيع أن يكون مفكرا ولا نعني به الانتقاص من قيمة كل فعل سياسي. قولنا موجّه ضد نوع معين من السياسيين وضد نوع معين من أنواع الفعل السياسي، ونعني به السياسيين الذين لا يدخلون السياسة من باب الخدمة العامة التي تُشاد على الحقوق الدستورية للمواطنين وإنما من باب التسلّط المناقض للمصلحة العامة والمنتهك للحقوق الدستورية. والفعل السياسي لهؤلاء السياسيين يصبح تدميرا منظّما لمجتمعاتهم.

      والترابي في تقديرنا من النوع الثاني من السياسيين إذ لم يكن ديمقراطيا وإنما كان متسلطا، وهو في تسلطه استخدم قهر الدين وإرهابه الفكري واستعان بقهر المؤسسة العسكرية وقدرتها المدرّبة على القمع. إلا أنه تفوّق على من سبقوه في قهر السودانيين بأن أنشأ هو وحركته أقوى جهاز أمني وأكثرها استباحة لحقوق الإنسان وأسوأها سِجِلّا في تعذيبهم وامتهان كرامتهم ونشر الرعب والخوف بينهم.

      8

      مات الترابي بعد أن سلب السودانيين حريتهم الفكرية والسياسية وحقهم في التعبير والتنظيم وحقهم في انتخاب ممثليهم وبرلمانهم الحر.

      مات الترابي وقد سلب مواطنيه من دستورهم وضماناته ومن حماية حكم القانون ليصبحوا خاضعين لسطوة جهاز أمن حركته وعسفه.

      مات الترابي وقد أضحت السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية مسخا في أيدي الإسلاميين وأضحى مجموع جهاز الدولة مطية لتحقيق مصالح الطبقة الجديدة لمنسوبي حركته وإشباع شرههم في ظل نظام اقتصادي رأسمالي منفلت ومتوحش وغارق في فساد غير مسبوق.

      مات الترابي والسودانيون يعيشون في ظلّ سيف الحدود الذي رفعه وتهددهم أقسى العقوبات وأكثرها إهانة لكرامتهم الإنسانية من رجم ومن قطع للأيدي أو قطع من خلاف للأيدي والأرجل ومن جلد ومن انتكاس لقوانين الانتقام والتشفي القائمة على مبدأ العين بالعين.

      مات الترابي وقد فاقم مشروعُه وضعَ المرأة كمواطن من الدرجة الثانية ولعبت حركته دورا محسوسا في تردي قيم المجتمع السوداني وانحطاط موقفه من المرأة.

      مات الترابي وقد ترك بلدا منكمشا بعد أن يئس ثلث سكانه من العيش في وطن يتساوى مواطنوه وخاصة في ظلّ مشروعه ومشروع حركته فقرروا الاستقلال.

      مات الترابي ودولة مشروعه تحاكي دولة المدينة عندما انقلب أصحاب محمد ووجهوا عنف الإسلام على بعضهم بعد أن قضوا على المشركين، وهاهو نظام الحركة الإسلامية يعيث وسط مسلمي الشمال تقتيلا وسلبا واغتصابا للنساء في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.

      مات الترابي والغالبية الساحقة من مواطني السودان تعاني من فقر وإدقاع غير مسبوق في ظل انهيار وتردٍّ على كل المستويات وفجوة تتسع كل الوقت اتساعا مريعا بين الذين لا يملكون والذين يملكون.

      مات الترابي وقد نجح نظامه في قتل أكبر عدد من السودانيين (وهو قتل لا يزال مستمرا) وفي تشريد

      أكبر عدد منهم (وهو تشريد لا يزال مستمرا).

      مات الترابي بعد أن حوّلت حركتُه السودانَ لبلد من أكثر البلاد انحطاطا في كل مؤشرات التنمية العالمية وأضحى بلدا تابعا فاقدا لسيادته وكرامته يتسوّل المال ببيع دماء مواطنيه.

      9

      من المؤكد أنه لم يخطر ببال الترابي وهو في عمر الرابعة والعشرين ووطنه يستقبل استقلاله بابتهاج وفرح ويَحْلُم بأنه سيكون بلدا ديمقراطيا ناميا ومتقدما (و"علما بين الأمم") بأنه عندما يموت في عمر الرابعة والثمانين سيكون قد ساهم أكبر مساهمة في العمل على تدمير حُلْم بلده وإيصاله لبؤس غير مسبوق وهو يحاول أن يبعث حُلْما آخر ينتمي للقرن السابع الميلادي.

      إلا أن حُلم الترابي وحركته لم يكن أصلا حُلم الاستقلال ولا يمكن أن يكون حُلم السودانيين للمستقبل. ولعل أبلغ درس وعاه السودانيون على ضوء ابتلائهم بالترابي وحركته هو أن الإسلام ليس بحلّ لمشاكلهم وأن حلّ مشاكلهم يبدأ بالعودة لتحكيم الديمقراطية التي ستتيح لهم الجو الصحي لمناقشة مشاكلهم والبحث عن حلولها اعتمادا على عقولهم وعلى أرفع القيم وعلى احتياجاتهم وإرادتهم وليس استنادا على رؤية تدعي هبوطها من السماء.

      للحصول على نسخة بي دي اف من هذا المقال يمكنكم الاتصال بـ

      mailto:mailto:[email protected]@criticalcentre.orgmailto:[email protected]@criticalcentre.org

      محمد محمود أستاذ سابق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ومدير مركز الدراسات النقدية للأديان

      [email protected]

                      

    03-21-2016, 08:57 PM

    كلام عقل


    للتواصل معنا

    FaceBook
    تويتر Twitter
    YouTube

    20 عاما من العطاء و الصمود
    مكتبة سودانيزاونلاين
    Re: المرحوم الدكتور/حسن الترابى:لماذا لا نُثم (Re: يوسف الطيب محمد توم)

      لا بد لللشعبى من المطالبة بشدة من أجل ايقاف الحرب حتى يمكن تصديقهم
                      


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de