أحزان قلبي لا تزول .. كشك التوم وترعة مصطفي قرشي .. حينما يلتقي البحران

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2015, 09:20 PM

الهادي محمد الأمين
<aالهادي محمد الأمين
تاريخ التسجيل: 03-13-2014
مجموع المشاركات: 25

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحزان قلبي لا تزول .. كشك التوم وترعة مصطفي قرشي .. حينما يلتقي البحران

    08:20 PM Dec, 27 2015

    سودانيز اون لاين
    الهادي محمد الأمين-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الخرطوم
    في زمان مضي هو بعيد بعدد الشهور والسنين لكنه ورغم تطاول الاماد قريب لا تنسي وقائعه فلا زالت الذاكرة تحتفظ بمخزون من المواقف في تلك البقعة التي كانت تحتضن أعدادا من الأكشاك الصغيرة مشيدة من الزنك تتوسط المساحة الخالية التي تقع بين سوق الخضار من جهة الشرق ومستشفي الحصاحيصا العريق من جهة الغرب وبالقرب منها تقع المقابر والمدارس فأكشاك سوق الحصاحيصا هي أقرب مركز تجاري يجاور المنطقة الصناعية قبل ان يقوم المحافظ الأسبق مبارك الكودة بعملية إنقضاض وإزالة لها وتحويلها من موقعها السابق إلي منطقة السوق الشعبي الجديد شمال مصنع الصداقة للغزل والنسيج وغرب قرية الصداقة التي كانت تفصل بينها وبين المصنع (الطريق القومي) - شارع الأسفلت الرابط بين الخرطوم ومنطقة وسط وشرق البلاد ..
    في تلكم الاكشاك البسيطة جلس ثلاثة من مواطني وتجار قرية السّنيّة الحلاوين علي ثلاثة مواقع كدكاكين تبيع الاقمشة والملبوسات والاحذية أوّلهم وأكبرهم سنا العم عبد الدافع مساعد – أمد الله في أيامه - وهو بجانب ادارته لكشكه يعمل في ماكينة الخياطة فهو ترزي ماهر يجيد فنون التفصيل والحياكة والتطريز والثاني هو الراحل علي عبد الله الأمين – رحمه الله – أمّا الثالث فهو ذاك النجم الذي هوي قبل عدة ايام مخلفا وراءه موجة من الأحزان وتاركا خلفه إرثا من السمعة لو وزعت علي أهل الحلاوين لكفتهم صاحبنا هو الفقيد التوم محمد الطيب التوم الذي انتهت حياته علي نحو (أفجع) كل من يعرفونه و(أوجع) من سمعوا بوفاته و(أدمع) وأحزن من قرأ الفصول السريعة في قصة رحيله المفاجئة ونهايتها المحزنة فمفارقة التوم للدنيا ووداعه لعالم حياتنا شكّل إحياء لقيم وخصال وعادات توهمنا أنها اندرست وانطمست بفعل زحمة الحياة ومشغوليات الناس وركضهم خلف المعائش الجبارة لكنها انتفضت كأنها ثورة وظهرت في صورة ملحمة بطولية نادرة وتداني بين الذين تباعدوا وتقاربا غير مسبوق بين من كانوا في تنائي في مواقف أصلب من ذلكم الحديد والخرصان الأسمنتي الذين تسبب في انقلاب عربة التوم وهي تندفع لقطع (الكنار) بالقرب من قرية مصطفي قرشي لتقع في مياه القنطرة وتبتلع التوم وتميته غرقا لكنها في المقابل أحيت تقاليد ربطت جسد مواطني مصطفي قرشي باهالي قنب ودلقا وسكان التميد مع أصحاب الوجعة بالسّنيّة وصافية وكتفية وعجان وحلة عباس وود المنير وطبقة ومدني في سلسلة من مشوار التواصل الاجتماعي النادر ..
    وعود علي بدء فحينما كنّا صغارا فإن من أهم برامجنا وجدول اعمالنا الاسبوعي الحرص علي الذهاب لسوق الحصاحيصا عبر بص البشير ود أب سيرة أوالأمين ود القرقرس أو في بص عمنا علي ود اللمين وود كوّة ومن السّنيّة مرورا بكتفية وصافية ومنها تتوزع خطوط السير إما عبر الفلاتة ثم استرحنا فكمنبو حريقة ومناقزا فشرقا عبر التكلة وحلة الشيخ فالحليلة ثم دلقا عبورا للميجر تلقاء قنب وصولا للزلط الرئيسي أو من صافية عبر توبة فأنجضوا من غير المرور علي القري جهة الجنوب كمناقزا اختصارا للطريق بينما يختار آخرون الدخول للحصاحيصا بالميل جنوبا نحو قرية شرفت حيث المرور علي القشارات ومطاحن الغلال بقوز كبرو ومنها نحو طيبة الشيخ القرشي وصولا للحصاحيصا من جهة الغرب وكان أبناء جيلنا من قرية السّنيّة هم من يزورون الثلاثي بأكشاك السوق (عبد الدافع مساعد – علي عبد الله الأمين – التوم محمد الطيب) وكانوا ينتظرون من يمرون علي السوق حتي يتناولوا معهم وجبة الافطار في كرم حاتمي وأريحية وبعد الفطور يحرص التوم محمد الطيب علي تقديم أطباق الباسطة من حلواني ميامي التي تقع في اتجاه الشرق لدكانين تجار السنية ومع الباسطة يقدم لنا التوم مشروب الفرات الذي تنتجه مصانع الحصاحيصا أو أكواب من عصير الأناناس والمنقة من أكشاك ومرطبات الاحباش بالقرب من حوش المستشفي ..
    هكذا عرفنا التوم منذ نعومة أظفارنا شهما كريما و(دخري الحوبة) طيبا مفضالا وأجمل ما في طبع التوم حرصه علي الكلمة الطيبة لم نسمع أن شخصا ما اثاره الغضب من كلمة أطلقها التوم بل هو رجل ارتبط في أذهان الكثيرين وانبطع في مخيّلتهم بأنه شخصية مرحة حاضرة النكتة والطرفة يضحك كل من يسمع حديثه التلقائي البسيط لا يعرف التعقيد ولا يحمل في صدره غلّا أو حسدا بل كان ضميره ابيضا كالثوب الذي يرتديه ومن كان حزينا فإن حديث التوم يجعله ينسي همومه وغمومه وجراحاته وينقلك لعالم آخر من الترويح والترفيه بحلو لسانه فهو بستان وحديقة يحمل (فاكهة الحقول وثمرات العقول) فالتوم هو رائد من رواد الفرفشة والفضفضة والدردشة ولم يقتصر الرجل علي استقبالنا في دكانه بسوق الحصاحيصا فحسب بل حتي داخل بيته بالسّنيّة فكان التوم هو كبير البيت نظرا لغياب والده العم محمد الطيب التوم الذي كان مغتربا بالسعودية كحال رصفائه ورفقائه من التربالة الذي هاجروا القرية الصغيرة طلبا لسعة الرزق وبحثا عن لقمة العيش الحلال في بلاد الحرمين الشريفين كان التوم – رحمه الله – يقوم بتشغيل جهاز التلفزيون وكان حضور المسلسل المصري اليومي وعرضه المسائي بالقروش التي كنا ندفعها نظير ملء البطارية لتشغيل التلفزيون حيث لم تدخل خدمة التيار الكهربائي لتلك القري بعد ورغم أننا ندفع القروش لحضور المسلسل لكنا كنا اكثر حرصا للإستماع لحديث وتعليقات التوم من متابعة حلقات وفصول المسلسل لأن ما يقوله التوم كان أحلي وأجمل مما يقوله الممثلون في التلزيون لأننا نستمتع بحديثه ونستطلف دعاباته وتستهوينا قفشاته التي تخرج من القلب لتصل للقلب فكنّا ننجذب نحو كلامه أكثر مما ننجذب لمشاهدة التلفزيون ويا لها من ذكريات !! ..
    سأقفز فوق الأحداث وأتجاوز حاجز الزمن لاحكي للقراء كيف أن ما ذكرته لم يكن من خيال ولا طيف تجملا أو مجاملة والرجل اليوم بين يدي ربه فيكفي من ذلك ما يرويه من كانوا مرابطين أياما وليالي في شريط ترعة مشروع الجزيرة الرئيسية الذي ابتدأ من قنطرة مصطفي قرشي جنوبا فكبري قنب وحتي الري أبو عشر شمالا منتظرين خروج جثمان التوم الذي اختفي بين الامواج وكأن الاقدار اختارته ليجمع الناس والاهل حيا كما جمعهم ميتا رحل التوم في مشهد حزين حينما أزف الرحيل ونادي المنادي ودنا الأجل المحتوم ليقبر في موكب مهيب في لحد كنا الناس داخلوه لكن أحيا في الاحباب مبادئ الترابط والتواصل وتشبيك العلاقات بين سكان القري التي وقفت وقفة رجل واحد تبحث عن الجثمان مدة خمسة ايام وليالي أو تنقص قليلا نصبوا صيوان العزاء في القيف وقدموا الطعام تدافعوا وتدفقوا وتنادوا من كل حدب وصوب مواساة وتعزية وتسلية بغرض تخفيف وقع المصيبة والخطب وتلطيف الاجواء التي كانت تغطيها سماوات من الحزن ويلفها دخان وسحاب الأسي والحسرة والجزع مضي التوم ومات ولكن ما مات مكارمه وها نحن اليوم نكابد أحزان الروح ومرارة الفقد وشدة الاوجاع بين صرخات ونواح اليتامي وآهات الأيامي وأنين وبكاء قد تنامي والقلب تعتصره الآلام من شدة الكرب والنكب فارحل هنيئا ضاحكا مستبشرا :
    لكنّ مـوتك قـد ألان تجلّدي * * وأضاعني حتّى زهـدت حياتـي
    اليوم أشعر بـالمصائب جمعت * * والنّفس تغرق في دُجـى الظُـلُـمات





    أحدث المقالات


  • تراجي مصطفى وقعت في شباك المؤتمر الوطني العنكبوتية وعليها الاستعداد لاعيبهم القذرة
  • حكايات الحلة ملامح من أمدرمان زمان بقلم هلال زاهر الساداتي
  • إصدار جديد، جميل ومثير1 بقلم عرض د. حامد فضل الله
  • حتى يعم السلام بلادنا والعالم أجمع بقلم نورالدين مدني
  • تايه بين القوم/ الشيخ الحسين/ المرغني - قرنق
  • ميزانية 2016 ..هدية لشعب كسول..!! بقلم نور الدين محمد عثمان نور الدين
  • آخر نكتة (قوة عين مغترب سوداني)!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • غزة الحافية .. فيها مافيا........................!! بقلم توفيق الحاج
  • بالحوار الرئيس ينقذ المواطن من الإنتحار!! بقلم فيصل الدابي /المحامي
  • الغول والعنقاء والشيك المؤجل السداد بقلم نبيل أديب عبدالله
  • لازم يقولوا كلام زي ده بقلم عبد الله الشيخ
  • ولكن أين الخبراء..!!ا بقلم عبد الباقى الظافر
  • ابن حرملة.. في كسلا بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • العدل العدل ياوزير العدل!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (71) كلابٌ هولنديةٌ وقنابل إنجليزية في مواجهة الانتفاضة بقلم د.



  • اليوم التالي تكشف عن لقاء سري جمع حسن عبد الله الترابي ومنصور خالد
  • عبد الرحمن الصادق المهدي يوجه برسم إستراتيجية واضحة لنقل المعرفة
  • وفاة سودانيين اثناء عملية إبعادهم من الاردن
  • الحزب الحاكم فى السودان يرتب لتعديلات داخلية لا تشمل منصب الرئيس
  • رؤية مؤتمر البجا المكتب القيادي بولاية البحر الأحمر حول التنسيق مع الجيهة الثورية
  • أزمة بسبب تدريس المنهج السوداني للاجئين بتشاد
  • مصرع وإصابة (20) سودانيا فى قصف جوي بليبيا
  • غندور لقاء البشير بوزراء إثيوبيا ومصر يأتي في إطار حرص السودان على إنفاذ اتفاق الرؤساء حول سد النهضة
  • كاركاتير اليوم الموافق 27 ديسمبر 2015 للفنان عمر دفع الله عن ملابس ترجى مصطفى فى السودان
  • نقابة أطباء السودان تنعي شهداء جامعة الجزيرة























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de