ذكريات عن عملي مع مهندسين مصريين في عام 1970 و 1977 بقلم جبريل حسن احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 04:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2015, 06:14 PM

جبريل حسن احمد
<aجبريل حسن احمد
تاريخ التسجيل: 04-05-2014
مجموع المشاركات: 117

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكريات عن عملي مع مهندسين مصريين في عام 1970 و 1977 بقلم جبريل حسن احمد

    05:14 PM Dec, 04 2015

    سودانيز اون لاين
    جبريل حسن احمد-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في عام 1970 كنت اعمل في وزارة الري بمدني ، كلفت ان اشارك اثنين من المهندسين المصريين في مأمورية لتثبيت امتار من الرخام علي عمدان من الخرسانة المسلحة في مواقع مختلفة علي شاطئ نهر النيل لتحديد ارتفاع مياه النيل جنوب بحيرة السد العالي يوميا قبل ان تمتلئ البحيرة . سافرنا من الخرطوم بالقطار في طريقنا الي حلفا و عندما وصلنا شندي قابلت الاخ ابراهيم احمد عمر الذي كان مسافر معنا في نفس القطار و كان منقولا من الكرمك التي كان ضابط مجلس بها لشندي و قد خرج من الحبس في الكرمك لتوه حيث انه حبس علي اثر احداث الجزيرة ابا . دعوت ابراهيم لنتناول سندوتشات معا ، اعد لنا صاحب محل سندوتشين محشوين بالكبدة و عندما سألته عن سعر السندوتش افاد ان سعر الواحد خمسة قروش علما ان السندوتش في ذلك الزمن الجميل بقرشين ، فقال له ابراهيم هذه كبدة شنو الغالية بهذا القدر فرد عليه البائع الغير محترم هذه كبدة امك و عندما اعترضت جذبني ابراهيم و قال لي اتركه هذا مستواه ، ابراهيم كان دائما رجل حكيم و مؤدب و بعد هذا لم اري ابراهيم الذي عذب حتي الموت في احداث عام 1976 بأمر من ابو القاسم محمد ابراهيم و قد كنت متابع اخباره يوميا قبل ان يفارق الحياة و قد قيل انه علق من رجليه كالخروف في العراء في يوم شديد المطر من المغرب حتي الصباح و قد كان خلوقا لا يكف عن الحديث بحماس و تفاصيل دقيقة عن أي موضوع يطرقه .وصلت مع المهندسين المصريين حلفا القديمة التي ماتت واقفة و لا تزال قمة مسجد حلفا دغيم في ذاك التاريخ ظاهرة تحدثنا عن تاريخ عتيد . احد المهندسين المصريين يدعي محمد الملخ و الاخر حمزة محمد و كان معنا عدد من العمال الجنوبيين و سائق سوداني من جبل اولياء . سكنت مع المهندسين المصريين في غرفة مشيدة بفلنكات السكة حديد و مع ان الري المصري زود كل واحد منا بثلاثة بطاطين من النوع الجيد إلا اننا نضطر الي صك أي ثقب في الخشب لمنع الرياح الباردة من دخول الغرفة . النظام المصري الذي عرفته في هذه المأمورية يختلف عن النظام السوداني من ذلك ان تكلفة المأمورية المقدرة تقسم علي المهندسين ، اذا كانت المأمورية تكلف عشرة آلاف جنيه سيستلم حمزة خمسة آلاف كعهدة لديه ومحمد الملخ الخمسة الباقية ، يبدأ حمزة الصرف من المبلغ الذي عنده وعندما يخلص يبدأ محمد الملخ في الصرف و كل واحد يقيد ما صرف بشهادة الاخر و لكن عندنا في السودان في ذلك الوقت يكون رئيس المأمورية مسئول عن كل شيء . كان اللاندروفر الذي معنا غالبا ما يعمل في نقل الاسمنت والخرسانة ، عليه كنا نسير علي ارجلنا لموقع العمل مسافة لا تقل عن كيلو و نصف و عندما طلبت من المهندس محمد الملخ بان يستأجر لنا سيارة اخري افادني بان مصر في حرب و ان استئجار سيارة اخري سيكون علي دم قلبه . كان محمد الملخ و حمزة نموذج للأخلاق الحميدة و الاجتهاد في العمل و الاخلاص فيه ، كنا في اغلب الوقت يخرج اثنان للعمل و يبقي احدنا في الغرفة ، في يوم من الايام كنت في الغرفة حضر احد السودانيين و معه كرتونتين من البرتقال المصري و سال عن الملخ فأخبرته انه خرج للعمل فترك الكرتونتين معهما مذكرة للملخ و عندما حضر الملخ اشرت له للكرتوتين و المذكرة فهاج و قال لي هذه رشوة و انه لا يقبل الرشوة و كأنه يقول لي ان قبول الرشاوى صفة من صفات السودانيين ولعله قال ذلك صراحة فقلت له الامر بسيط ارجع الكرتوتين لصاحبهما و ابلغه بان المصريين لا يقبلون الرشاوى و لكن في نفس اليوم ارسل الملخ البرتقال لأبنائه في الخرطوم في قطار حلفا الخرطوم و استأجر من السوداني لوري للعمل معنا . من حلفا رحلنا الي سمنة التي زارنا فيها مدير الري المصري بالسودان و بات معنا في غرفة بائسة هاجر بناتها الي حلفا الجديدة و كان الملخ يردد علي مسامع المدير من وقت الي اخر يا بيه ماذا يقول الناس اذا عرفوا بأنك نمت في هذه الغرفة و كان يبدي للمدير احترام فوق المقبول و هذا يذكرني بموقفي مع المهندس الريح عبد السلام حين زارنا مع مجموعة من مرافقيه في عام 1967 حين كنا نعمل في مسار الترعة المقترحة لتروي مشروع الرهد الزراعي من خزان الرصيرص فوجدنا في في منطقة بالقرب من نهر الدندر وعرة جدا فقال انني عن قصد جئت لهذه المنطقة الوعرة ليجدني سيادته فيها فغضبت غضبا شديدا و خاطبته بحدة اجبرته علي الاعتذار امام مرافقيه و العمال الذين يعملون معي و حتي عندما رجع الي مدني اعتذر عما صدر منه و هكذا كان السودان قبل مجئ الانقاذ التي الولاء فيها للحكام وليس للوطن . اسر لي الملخ بان السواق السوداني يسرق البنزين و بما ان السائق كان محترما و يبدو عليه الوقار و التدين لم اصدق الملخ . في قرية من قري الشمالية ذهبنا مع السائق الي سوق القرية و بينما نحن جالسين لتناول الشاه جاء احد المجانين ثم بسم و اشار الي السائق وقال انت اليوم جئت و بعت البنزين فاضطرب السائق و لم ينكر بيعه للبنزين ، فقلت للمجنون الذي باع البنزين رجل اخر و لكن المجنون لم يكف عن ترديد ما قال و اضطررنا للانصراف عن المكان .سرنا علي شاطئ النيل حتى دلقو ثم عدنا الي حلفا و بهذا انتهت المهمة التي كلفنا بها . طلب مني الملخ البقاء معهم لاستفيد من بدل مأمورية ناخذه ونحن جالسين في فندق العم خليل دون عمل ، فرفضت هذا العرض و سافرت الي الخرطوم و بهذا كسبت عدم رضاء الملخ و حمزة حيث ان بقاءهم بعدي قد يدخلهم في حرج .
    في عام 1977 خرجت في مأمورية الي قناة جنقلي مع اثنين من المصريين احدهما مسلم و الاخر مسيحي ، للعمل في الوديان القريبة من مسار قناة جنقلي المقترحة في ذاك الزمن بالقرب من نهر السوباط و يبدو لي ان هذا العمل مطلوب من شركة هولندية و دليلي علي ذلك اهتمام الري المصري بملكان بهذا الموضوع بدرجة انهم حركوا سفينة لترسو علي نهر السوباط لتكون معسكرا لنا و كانوا يزودونا بطعام فاخر و كان بدل المأمورية ثلاثة مرات اكثر من بدل المأمورية الذي يتقاضاه زملائي الذين يعملون في مسار قناة جنقلي 0 حدثني المساح المصري المسيحي بان رئيسه في مصر انتدبه لهذه المأمورية بشرط ان يقاسمه في أي مبلغ يستلمه اكثر من راتبه ، بما ان منطقة العمل كانت وعرة كانت مشاركة المصريين في العمل نادرة جدا . بعد الانتهاء من المهمة سلمنا ما تم عمله للري المصري فأخرجوه في خريطة انيقة جدا و كتب عليها اسماء المساحين الذين قاموا بالعمل و اسم الرسام واسم نائب مدير الري بملكان و اسم مدير الري . كنت في البداية اعترضت علي هذا الاجراء ولكن تراجعت عن اعتراضي 0
    و بعد ذلك حجزت للسفر في طائرة خطوط جوية سودانية و استلمت تذكرة محدد فيها زمن اقلاع الطائرة و لكن احد المصريين جاءني و ابلغني بأنني سوف لا اسافر في الرحلة المحددة في تذكرتي فقلت له كيف عرفت ذلك هل انت موظف في الخطوط الجوية السودانية و ان هذا شان لا يخصك و اذا كان ما تقول صحيحا الامر يتطلب ان يبلغني بذلك موظف من الخطوط الجوية السودانية . في وقت مناسب حزمت متاعي و اتجهت الي المطار و هناك جاءني نفس المصري و ادار لي نفس الاسطوانة و استفزني هذا السلوك المهين لأي سوداني و ضربت المصري بما احمل و تدخل المارة لفك الاشتباك بيننا و عندما وصلت الي موظف الخطوط السودانية علمت انني غير مسافر في هذه الرحلة دون اعتذار .
    و من المطار ذهبت الي ميز تابع لدكاترة بيطريين فيه الدكتور اسماعيل محمد الفقير و عرفت منهم ان قصة المهندس السوداني الذي ضرب المهندس المصري تحكي في اماكن كثيرة في ملكان مما سبب للمصريين حرج و علمت ان سلوك موظفي الخطوط الجوية السودانية بملكان كان مقابل منزل من منازل المستعمرة المصرية بملكان اعطاه الري المصري لرئيس الخطوط الجوية السودانية بملكان . في الخرطوم دعاني عابدين عريبي نائب مدير مصلحة المساحة الي مكتبه و ابلغني ان مدير الري المصري بالخرطوم ابلغه بأنني تبرزت علي العمل الجميل الذي عملته معهم و طلب منه ان اذهب الي الري المصري و اعتذر عما حدث في ملكان و لكنني رفضت الاعتذار . من المؤكد انني لم اكن بذكاء المقدم زاهر الساداتي الذي قدم المصريون المتطوعين السودانيين الذين كان يقودهم في حرب فلسطين عام 1948 وجبة دسمة للإسرائيليين و لم يهب الجيش المصري لحمايتهم و مع هذا جاء في مذكرات زاهر الساداتي ان الجيش المصري حارب في فلسطين بشجاعة و جدارة و غمره المصريون بالإكرام و بحق زاهر الساداتي كان شجاع و لا مقارنة بما حكيت وما فعل الساداتي و لكن لتقدير منه اثني علي الذين خذلوه .
    جبريل حسن احمد



    أحدث المقالات
  • التخلّي عن الرباعيّة الدوليّة لصالح مبادرة السّلام العربيّة*
  • ليلة القبض على البرلمان المصرى- نجاح هائل لغزوة البرلمان المباركة بقلم جاك عطالله
  • أزمة جامعة الزعيم الازهري – بقلم نوري حمدون
  • أشرف فياض .. إعدام شاعر بقلم د. أحمد الخميسي. كاتب مصري
  • ويا شعب ضايع عليك السلام !! بقلم توفيق الحاج
  • آخر نكتة (الهمبتة في الزمن السوداني الضائع)!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • طهران داينمو الارهاب الدولي وقلبه بقلم صافي الياسري
  • مسلمون يصلون الجمعة في كنيس يهودي!!! بقلم فيصل الدابي/المحامي
  • شمار رياضي .. للسوداني حارسنا/ جمعة جينارو! بقلم رندا عطية
  • مجنون!!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • الأولى آهـ.. يا حسين خوجلي بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • العلاقات البينية 7/1 فقه الائتلاف وأدب الاختلاف: خطاب الإعذار بقلم الطيب مصطفى
  • أربعون حزباً ؟! أهي سياسة أم نفاس؟! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • عن السياسة والسياسة المضادة في السودان حوار مع الاستاذة ندى أمين والأستاذ عثمان عجبين
  • عشان أرتاح من الكلام الفارغ بقلم محمد حسين حسب ربه
  • الانتفاضة الثالثة انتفاضة الكرامة (52) أحمد المناصرة علمٌ جديدٌ واسمٌ لن ينسى بقلم د. مصطفى يوسف ا
  • اليهود في السودان بقلم وليد المنسي



  • البشير :متوسط دخل الفرد (2500) دولار
  • البرلمان: الدولة لا تستطيع توفير فرص عمل للخريجين
  • بيان هام رقم ( 28 ) من اللواء إسماعيل خميس جلاب أورسمي
  • غندور: السودان من أوائل الدول التي تعاونت مع الصين اقتصادياً
  • كاركاتير اليوم الموافق 04 ديسمبر 2015 للفنان ود أبو عن تصريحات المتورك!!
  • تعميم صحفي من قوى الإجماع الوطني
  • بيان من الحزب القومى السوداني بالخارج حول جولة التفاوض العاشرة بأديسس أبابا























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de