عندما تحتفل بلدية بلافتة "قف"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-04-2014, 10:00 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9476

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عندما تحتفل بلدية بلافتة "قف"

    البوليس أوالشرطة في السودان جزء من الهيصة الحاصلة في البلد دي. أجد العذر للناس التى تتحسر علي العصر الذهبي للشرطة عندما كانت بالفعل في "حماية الشعب". لا أعتقد أنني أبالغ إن إدعيت أن شاويش شرطة السودان زمان يساوي ما مجموعه عشرة ضباط برتبة رائد من شرطة السودان الآن. حاليا غابت الشرطة من مسرح الجريمة وتركت السودان غابة تمرح فيها عصابات حكومية أو غير حكومية بكل أشكالها من جنجويد، و(.........)ز وحرامية برئاسة الوالي في مكتبه بولاية الخرطوم وعصابات تخطف الرضيع من ثدي أمه. ما دعانى حقيقة لكتابة هذه السطور هو صورة تداولها الناس في الفيسبوك لمعتمد مدينة بربر وهو يحتفل بتثبيت لافتة مرورية، لافتة "قف".

    بالنسبة لشرطة هذا الزمن الكالح أصبح حتى ثبيت لافتة "قف" في تقاطع شارع حدث كبير يحتفل به. حقيقة لم أستغرب من ذلك الإحتفال حتى. فثقافة وقوانين اللافتات لتنظيم حركة المرور ضاعت خلال ربع القرن الماضي وسط إهمال أفراد وقيادات شرطة السودان أنفسهم. ضاعت مثلما ضاع إستخدام اللغة الانجليزية في أوساط "طلاب زمن الانقاذ". الصورة أدناه إلتقطها فى نوفمبر عام 2009 في أحد شوارع الخرطوم الرئيسية علي بعد خطوات من مكتب للشرطة بالقرب من جامعة النيلين.

    فقط في السودان ليس للون الاحمر في حركة المرور معنى. فعادي جدا أن تتخطي سيارة إشارة المرور الحمراء أمام بصر وسمع شرطي المرور والذي يجلس بجانب ست شاي يحتسي القهوة في زمن ساعات العمل الرسمية. في ديسمبر 2011 قررت زيارة السودان مع إبنى ذو الثماني سنوات ليري السودان بلد أبوه لأول مرة. أما هو فقد قامت حكومة البلد التى ولد فيها بتعلميه منذ سنوات الطفولة الأولية علي إحترام قوانين وقواعد حركة المرور. وقد أصبح ذلك سلوكا لديه يهديه للتعامل مع الشارع ومع حركة الأمور. فهو لا يقطع الشارع إلا عند نقاط عبور المشاه وينتظر حتى تعطيه الإشارة الضوئية اللون الأخضر للعبور. يجلس بجانى في الكرسي الامامي في السيارة يراقب حركة المرور أثناء القيادة. عند كل إشارة ضوئية يوجد خط أبيض خلف الإشارة ببضعة مترات بطول عرض الشارع لا تتعداه السيارات عندما يكون ضوء الإشارة أحمر. يحدث أحيانا وبحركة لا شعورية أن أتخطي ذلك الخط بعدة سنتيمترات. وما أن يحدث ذلك إلا وأن يبدأ صغيري في الصياح آمراً بالرجوع للخلف وعدم تخطي الخط الأبيض إلا بعد أن تتحول الإشارة الضوئية للون الأخضر. عندما زيارته للسودان هاله أن يري عدم إحترام الإشارة الضوئية الحمراء. إلتفت إلي متسائلا والخوف في عينيه: بابا الناس ديل مجانين ولا شنو؟؟ بعدها فقد الرغبة في زيارة السودان مرة أخري.

    السودان قد يكون الدولة الوحيدة في العالم التى يمتلك فيها ضباط الشرطة سيارات خاصة بلوحات تسجيل حكومية بإسم الشرطة. حسب المتعارف عليه سودانياً، تعطي هذه الميزة ضباط الشرطة الحق في تكسير قوانين الحركة ذات نفسها. فلا يتم مساءلتهم أو فحص سيارتهم في حملات الرقابة الروتينية التى تقوم بها قوات الشرطة من حين لآخر. وهذا هو نوع من أنواع الفساد الظاهر عيانا بياناً، نتيجته ما نشاهد من تعدي علي أموال الدولة وممتلكات المواطن. الأسوأ من ذلك هو وجود سيارات للشرطة والأمن حتى بدون لوحات تسجيل تسير جنبا الي جنب مع سيارات المواطنين
    وإمام أعين شرطة المرور.

    تركت قيادة السيارة في السودان لعدم مقدرتى علي مواكبة إستباحة قانون الحركة علي عينك يا تاجر. أكتفي بتأجير سيارة بسواق أو إستخدام تاكسي أو عربة أمجاد وأحيانا أستخدم الحافلات والباصات العامة. لكن علي الرغم من أنها مخاطرة كبيرة إلا إنها لم تخلو من مواقف طريفة ومضحكة توضح لك مدي إستهتار الشرطة بقوانين الحركة. أفضل دائماً إستئجار تاكسي الخرطوم الأصفر وأختار السيارات القديمة منها. في أحد المرات أستوقف شرطي مرور التاكسي الذي كنت أستغله في تقاطع بالقرب من سوق نمرة 2 في الخرطوم. من الواضح أن الشرطي كان مُشرِّكْ للخروج ببعض المصاريف أو الفيها النصيب. فقد كان يقف تحت شجرة نيم بجانب دراجته البخارية ولوحده. تَشَهَد صاحب التكاسي وأستعوذَ بالله العظيم عندما رأي الشرطي يؤشر له بالوقوف. سأل الشرطي سائق التاكسي عن رخصة السيارة. تماطل السائق في تقديم الرخصة وأصبح يبحث في جيوبه وفي أدراج السيارة وهو يتمتم بكلام غير مسموع.
    السائق - يا جنابوا ما لقيت الرخصة، ياخي عليك الله باركها!!
    الشرطي - إنت عملت الترخيص ولا ما عملتوا!؟!؟!؟
    السائق - والله يا جنابو ما عملتوا.
    الشرطي - خلاس تدفع غرامة ثلاثين ألف!
    السائق - والله يا جنابوا ما عندي ولا تعريفة.
    فتح الشرطي مقعد الدراجة البخارية وأخرج منه مفك وبدأ في حل صواميل لوحة أرقام سيارة التاكسي والسائق يحاول أن يصل معه إلي إتفاق. لم يكن صاحب التاكسي يملك الفيها النصيب ليعطيها للبوليس ونتخارج.

    نزلت من التاكسي وتوجهت نحو الشرطي وهو يحاول حل المسمار الثانى للوحة.

    أنا - يا جانبو المشكلة شنو؟
    الشرطي - الزول ده ما عنده رخصة ولازم يدفع غرامة 30 الف جنيه أو التاكسي ده من هنا ما بتحرك!!
    أنا - يعنى لو دفع الغرامة بتخليهو يسوق ويكمل المشوار بتاعو ويوصلنى محل ما ماش؟
    الشرطي - يدفع الثلاثين ألف يسوق زي ما داير لحدي بكرة. أنحنا الغرامة عندنا صلاحيتها أربعة وعشرين ساعة.

    إضطريت لدفع الغرامة وأستلمت الإيصال وواصلنا المشوار بعد أن ربط الشرطي لوحة أرقام السيارة في مكانها وهو يسب ويلعن. دفعت حق الأجرة لصاحب التاكسي والذي أنهال عليّ بالدعوات وعلي الشرطي.

    عادي جداً في السودان أن يتعامي أو يتغاضي الشرطي عن صلاحية حزام الأمان لسائقي الحافلات. وكأن هذه الحافلات لا تخضع للفحص والترخيص من شرطة الحركة. أوقف شرطي أحد الحافلات عند تقاطع شارع الموردة مع شارع كبري النيل الابيض عند ناصية قصر الشباب والأطفال. كنت أجلس بجانب السائق في الكرسي الأمامي فطلب مني أن أشدّ له حزام الأمان بينما يتحدث هو مع الشرطي الذي يقف ويحاوره عن الترخيص والتى فيها النصيب.

    في السودان تعتبر الشرطة راعية للفساد ومستبيحة للقانون ذات الوقت.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de