الترابي.. سياسة القتل الفائض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 11:52 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-12-2014, 11:27 PM

ناصر البهدير
<aناصر البهدير
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 12

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الترابي.. سياسة القتل الفائض

    ناصر البهدير
    بالكاد أن تخرج بزبدة القول من أي حديث ينثره الزعيم حسن الترابي على الهواء الطلق كلما لاحت له فرصة للحديث دعك عن جملة مفيدة تربت بها على كاهل وعيك لتحسن الظن في دماغك بأنك أصبحت تفهم في مطل السياسة قليلا ما من حشف المعرفة. وبدلا عن الإفهام نجده يستغل الفرصة جيدا وبذكاء كبير لابراز ملكاته ومهاراته الفائقة في تقمص الأدوار وتشتيت ذهن المتابع إلى غايات أخرى تبعده عن أس القضية محور اللقاء.
    للزعيم طريقته الفريدة والساحرة والآخذة بالألباب التي ألف الناس رؤيتها على المنابر التي اعتلاها من قبل والتي يسعى الآن بقوة وشهية شرهة لتصدرها مرة أخرى عبر العودة مجددا لحكم الخرطوم بذات الدهاء والحيل التي تمترس خلفها. والثعلب لا ينسى مهارة قنص الدواجن وإن طال به العمر فقد حباه الله بعقل نادر وقادر دوما على القنص في حلك الدجى حتى لو استدعى حيلته الضرورة والتي يبقيها كآخر الفرص دون أن يستنزف رصيده الكبير في الدهاء.
    وبحال دخل الثعلب وكانت الطيور بداخل قنّ أو حظيرة فإنه غالبا ما سيقتل معظمها أو جميعها، ويسمى هذا بالقتل الفائض، وغالبا ما يعرف المزارع بأن ثعلبا قام بقتل طيوره بسبب الريش المتناثر والجيف المقطوعة الرأس، وسبب قيام الثعلب بذلك يرجع إلى أنه عندما يجد فرائس بهذه الكثرة أمامه ولا تكون قادرة على التحرك بحرية فسيقدم على قتلها لتخزينها كي يقتات عليها لاحقا بما أن هذه الفرصة لن تتاح له دوما.. والطبيعة تتيح له التخزين المجاني بعد أن تتعفن الدواجن.
    وحانت الفرصة الآن للشيخ أن يمارس الوثبة ويقضي بضربة معلم واحدة على جميع الأحزاب السياسية - صاحبة الحظ الأوفر في المشاركة مع الأنظمة الشمولية بما فيها تواليها المنتظم وغير المنتظم مع سلطة الإنقاذ- التي ستجلس للحوار وسيكون ذلك بطيها تحت كم جلبابه المصنوع من فراء الثعلب الذي نراه تارة شرير عديم الأخلاق وتارة شخص ماكر، وأحيانا أخرى مراقب حكيم، وشخص مضطهد ذكي قادر على إنقاذ نفسه والخروج من المأزق.
    فالثعلب كان يرمز إلى إستراتيجيات البقاء التي تبعها الفلاحين الأوروبيين من العصور الوسطى إلى الثورة الفرنسية لمقاومة رجال الإقطاع والإكليروس، وقد أعجب الفلاحين بدهاء الثعلب ومكره الذي كان يستعين به للإغارة على ماشيتهم تحت جنح الظلام، فلجأوا إلى هذه التقنيات بأنفسهم ليقاوموا الطبقة الأرستقراطية، رجال الدولة والكنيسة.
    حاولت هذه المرة أن استمع إليه بعمق وجدية بعيدا عن فكاهة حديثه الساخط واللزج كما كنا نستمع إليه سابقاً ونحن أكثر سعادة إبان غضبه الموتور ضد تلميذه الكبير صاحب الجبة والصولجان عمر حسن البشير. كنا نضحك عن شماتة وغبن نغالبه وهو يقدم نقده المر والقاسي واللاذع دون رحمة أو شفقة لشركائه في ركل الوطن نحو الهاوية.. نطرب لذلك الهجاء لشيء في نفس يعقوب لطالما يعري ويدك قلاع الطاغية وبطانته.. حتى وقت أن يخرج من صدره بعض نفثاته المعهودة عبر لفها ودسها في كبسولات ساخرة، تجد آذانا صاغية من حواريه الذين يحملون أبريق فتاويه كلما احتاج إلى تجديد وضوء الحاجة لصلاة سياسية جديدة في محراب هيكل السلطة.. كانوا يسألونه في منافي خلواتهم عن الذين تنكروا له وامتطوا ظهر مركب أعوان البشير.. يقول على كراهة باينة ونزيف جرح عميق يعتوره في الداخل: هذا رجل سطحي حتى في تخصصه.. وذلك اتينا به ممثلا فأصبح مخرجا.. وهكذا دواليك لا يستفيق من تهكمه الغارق فيه إلى غيابات جُب جنون عظمته.. ولسوء حظه التقطه بعض سيّارة البشير بعد شيخوخة وسلس سلطة ليتنفس الصعداء هذه الأيام على جبل الحوار الوطني الذي صعد صخرة أعاليه كمهندس لأوراق لعبه الظاهرة والمخبوءة.
    كنا نحرص على متابعته لأنه النافذة الوحيدة التي كانت أكثر أهمية لتنفيس غضبنا ضد هرجلة العسكر والمطففين وأثرياء الغفلة وفقهاء الحيض والنفاس الذين اغتنوا وتنافسوا في إقتناء النساء الجميلات والوظائف الكبرى والجمع بينها، وفي صناعة الأبراج التي سدت حلق البلد والفقراء ومنعتهم من التنفس واتيان موائد الحق والرزق الحلال. وحرصنا جاء في غياب معارضة رشيدة نعتصم بذرى عروة نضالها الإخلاقي لكى تمضي في حقول الوطن وتعبيء أوصاله بالنشيد والعمل الجاد لوضع حد وإنهاء عبث الكهول والفاقد الوطني والتربوي؛ قصيري التيلة.
    ولم لا نضحك والرجل سادي حتى في غيرته من جلبابه الأبيض الناصع وحذائه اللامع للدرجة التي يوهمك معها بأنه مسيح خلاص ومهدي جديد سيعيد تشكيل ساحة الدنيا ليسترجع للأقصى تاريخه وتعود أمجاد المسلمين في عمار الأرض بدلا عن تخريبها بالجدل والدجل.
    وللشيخ جاذبية بين أقرانه وتلاميذه والبشير العاق نفسه يوم إن قال: "كنا نراه كالنبي.. إذا سار شمالا نسير واذا سار يمينا نسير وإذا أقبل أو أدبر كنا خلفه نقدسه لدرجة بعيدة".. حقا كان يسحرهم بعذب السيرة المحمدية وطلاقة الكلم وعلم القانون وعلوم الدين والدنيا وبصائر السياسة والكتاب الكريم في كيفية الحكم وخلاص العالم. ومع ذلك لا ينسى نفسه في وليمة غيابه الكبير بأنه النجم الساطع الذي سيضيء الكون على ثقة مطلقة لا تعرف التراجع مما يرهقك بعسر المصيبة والصدمة التي تطبق عليك من هول حديثه الفج.
    والرجل دوما في مضمار الفكر والسياسة خيل نشطة وكأنها في حرب القادسية تذكرنا بتاريخ الإسلام الجليل يوم أن كالوا الهزيمة لأباطرة العجم. والفرس الآن صهوة مطهمة لملوك الاسلام السياسي إن صحت العبارة والوصف لحركة الإخوان المسلمون؛ الطائر الذي سقط في وحل التوج وأعشابه لتتلقفه أسماك وتماسيح النيل في أسوأ تجربة لهم شهدها السودان الجريح ولا يزال تحت أنيابهم القاسية.
    ظهر الترابي في حديث لبرنامج "لقاء اليوم" الذي بثته الجزيرة مساء الجمعة 11 أبريل 2014 بثيمته المعروفة وهندامه وتوابله التي لا تفارقه بتاتا كلما سنحت له الفرصة لتسنم خيل منصة الحديث.. بذات الطريقة والمسالك التي يدلف بها إلى إرباك خصومه ومحدثيه ومحاوريه رغم إن المذيعة خديجة بن قنة باغتته بالكثير من التاريخ الأسود الذي كان يوزع كتابه على الإعلام بالمجان وهو متبرعا به بغضا وتبرما وضيقا بالذين رموه بين جدران قصره بالمنشية وحيدا بلا أنيس أوان إبعاده عن السلطة.. استطاع في هذا اللقاء أن يهرف ويهوم في مفازات التنظير والقاء الكلام على عواهنه كظنونه وأشواقه القديمة طالما لمعة خيزران الكرسي هذه الأيام أقرب إليه من حبل وريده.
    بلا شك هو الشيخ الهرم ذاته الذي نعرفه منذ أن صنع السم من خلال كيمياء حيله القاصرة ووضعه على مائدة البلد ما زال مجتهدا في مواصلة مراوغاته السافرة بذات الصفة والطريقة السمجة في استباحة وهتك عرض الوطن.
    وتماهي الشيخ في الحوار مع كل ما يستبطنه في سفره الباطني للوقوف بقوة لدعوة الحوار بإعتباره الأولى بالغنيمة والهيمنة عليها، ولكن فات على فطنته الحرب الضروس التي خاضها لأكثر من خمسة عشرة عاما مع شيوخ وفتية المؤتمر الوطني؛ حزب المؤلفة بطونهم.. وهكذا من خلف كواليسه ولوحده يقرر الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي القبول بالحوار الوطني الذي دعا إليه البشير مؤخرا دون شروط مسبقة.
    وتناسي حجم مساهمته والتكلفة الباهظة التي بموجبها بدأ الوطن في التفكك والانهيار والانحدار، وأي استفزاز أكثر من ذلك للشعب الذي ذاق الأمرين في عهد كهنة قوى الظلام وقت أن وجد نفسه مواجه بغول الموت والجوع والحرب والتشرد والنزوح والهجرة!
    وحديثه الوالغ في المماحكة والخزلان لن يفده في التنصل عن سقوط أصول السلطان في الإسلام وغياب الحريات وعقد المواطنة والعفة في المال والطعام والملبس، وكذلك صعود الجبروت والقهر، كما انتفت وحدة البلد بالتصدع الذي ضرب نسيجها وأركانها كما الآن تمضي بمتوالية هنسدية لاكمال الهرج الذي بدأه في منتصف العام 1989م بقيادة ثلة من دهاقنة الجبهة الإسلامية.
    وهل بتنا إلى هذا الحد في ظل الفقر السلطوي نتوق ونستشرف خلاصنا الوطني من نير قوى المشروع الحضاري عبر حيل التخلص من الحرج وإعادة نفس الوجبة السابقة بنفس دمامة الوجوه القديمة؟ كما لا يمكن للترابي وأذياله إعادة اللحمة التي بيننا بمجرد البصمة على تراض وطني جديد يشعل كبريته تيار الهالكة من الجبهة الاسلامية.
    ولن يتمنى الشعب غدا أو اليوم أن يعود صفو الوداد لقبضة أَوْشاب مجلس علي بابا الأربعيني أو حتى أن تتلاشى القطيعة بين الشعب السوداني وكل مافيا صناع الحرب والأرزقية وطلاب السلطة والمال.. ليس هذا سقف طموح الشعب الذي تورط في كذبة الإنقاذ بحسن نية من البعض وسوء تقدير من رعاته وقت ذاك.. وخلاص الوطن تصنعه المشاعر المتوحدة لجموع القوى الحية التي لم تتلوث بكيمياء الفساد الترابي وزمرته.. تلك الجموع الهادرة التي تلهث الآن في الشوارع من أجل لقمة العيش الحلال دون أن تريق ماء وجهها في شغل الإنقاذ المأفون.
    ومنذ متى إستشعر أسد الإسلام الهزيل خطر الخوف على الوطن من التحديات والظروف الإقليمية والدولية التي تحيط به؟ فالسودان عرف الخطر الحقيقي مبكراً منذ إندلاع مارش البيان الذي أذاعه عمر البشير ومجلسه العسكري في صباح الجمعة 30 يونيو1989م حين تربص الشيخ بالوطن ووضعه في سلة نفايات أحلامهم الفطيرة.
    على كل حال - يرقص الترابي مجددا على خشبة المسرح السوداني بلغة الجسد التى يجيدها - عاد أكثر سرورا وانتشاءا لإستلام الكرسي بعد صفقة دميمة ستقضي على أخضر ويابس المتبقي من الوطن السوداني الذي كنا نعرف شمس توهجه النضير.. عاد الترابي كما هو رشيقاً ومستريح البال بذات حفاوة بشره الذي عرف به في أيام ثورة الإنقاذ الأولى طالما الآن هو المقرر لكل شيء حتى يدلف البشير وبعض شركائه إلى حضن الغياب الإختياري وبذلك تتوارى سوءاتهم وكبائرهم عن المشهد العام كما يظنون في خيالهم المريض. ويكون بذلك طُويت صفحة سوداء من عمر الزمان مقدارها ربع قرن كامل من حكم الطاغية وبقية الدمامل والبثور الكريهة.
    وأيضاً بذلك ستنقل السلطة بكل سلمية وسلاسة وتؤول إلى روح الانقاذ من جديد، وستحيا الرموز الشائخة وتبدد ما تبقى من تراب وتفرقه في الجيوب وإلى الأودية الجافة بعيدا عن الجغرافيا التي شكلت الوعى القومي ذات يوم. ولكن لن تتم أي تسوية ونصب أعواد مشانق جادة للذين صنعوا المظالم التي وقعت واقترفت بحق الشعب السوداني والدماء التي تسيل الآن في دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة حيث لم يشر إليها بذكائه المعهود حين أسرف في نبذ نظام مايو مسدلاً الستار عن ما فعله هو نفسه وأجهزة سلطة الإنقاذ من إهلاك للحرث والنسل ضمن سياسة الأرض المحروقة، والتي لا يمكن بأية حال مقارنتها بكل المظالم والدماء التي سالت في العهود العسكرية السابقة.
    وللأسف أجمل الزعيم الحالم بالعودة إلى السلطة كل مشاكل البلد في الحريات التي تطالب بها القوى السياسية التي تشمل إطلاق الحريات العامة، ومعالجة القضايا الملحة وعلى رأسها المسائل ذات الصلة بمعيشة الناس.. فالناس الآن ليس همها الوحيد قضية المعاش بقدرما تتطلع للفكاك من رِبقة الطاغوت الجاثم على صدرها وتفكيك شبكات الفساد وضرب أوكار لصوص النصوص وتقديم كل تجار الحرب وسفاكي الدماء و ضواري المحسوبية للمحاكمة العادلة تحت بصر وسمع العالم كله.
    والترابي يظن نفسه عراب هذه البلد وزعيمها ومنقذها الأوحد من هلاكها الذي صنعه بيده وحفنة صبيته المأجورين وبذكاء متأخر يقدم نفسه في الصفوف لتصفية أزمة أقليم دارفور ببراعة يحسد عليها و(إن شاء الله) عنده قائمة كما المشكل وانعدام الحل في الوقت الراهن.. تملص كعادته متغافلا حين كان يملأ الاسافير ويشنف الآذان بأنه يملك الحل لمشكلة دارفور العصية لعصبته.. والآن يختزل كل القضية في أن الرئيس التشادي يريد لحدوده مع السودان أن تكون آمنة، وأن أم جرس قادرة على الحل مع فرقاء قبائل دارفور وكأن لب التناحر الصارم كان على خيل القبائل والحواكير فقط.. صحيح أن القضية في أساسها وجذورها ترجع إلى الاقتصاد والتنمية غير المتوازنة والتهميش وإن اتفقنا مع مقولة دارفورية شعبية في بعضها (الجرون والقرون ما بتلمن). وهذا الواقع عصي على التطويع لسلطة لا تزال تقتات علي سياسة فرق تسد واستخدام دم القبيلة والطوارق الجدد للمكوث كثيراً على سدة السلطة واستسهال شراء الوقت بامتياز.
    وتبلغ أماني الرجل الكذوبة ظاهر السطح بعد الحرب الدينية التي أشعل ضرامها حين أوهم المجتمع بأن مشكلة الجنوب دينية الطابع ولا تحل إلا عبر سنام الجهاد الذي تنكر له فيما بعد المفاصلة الشهيرة التي أبعدته عن تلاميذه في العام 1999م بعد أن صرعه البعض بضربة قاضية عطلت أحلامه إلى حين من الوقت.. وها هو زبد أحلامه يتطاير ويرشق الهواء بعبارته المفخخة (لعل الجنوب يعود إلى أحضان السودان مرة أخرى). وهل ستعود الأرواح السودانية التي غابت في أدغال الجنوب من الطرفين شماليها وجنوبيها من جديد إلى الحياة!
    ودوما الترابي زعيما على السودان والعالم في مخيلته المريضة وهو في زحام الداخل الخالي الوفاض تراه لا يزال شارد الذهن بحثاً عن البعيد البعيد أكثر من القريب القريب وهكذا طموحاته الكبرى التي كان يحلم بتحقيقها لسيادة العالم أجمع حينما كان يبشر في أدبياته ومنصاته التي يصعدها لإلهاء الناس وتضليلهم عن حقيقة مشروع الإسلام السياسي وفي استنهاض شغيلة الجبهة الإسلامية في معسكراتها المتعددة عن الاستعداد لنشر الإسلام وحكم العالم بعد أن يقيمون شرع الله على أرض السودان.
    وماتت وقبرت وطمرت أماني الهتافات والشعارات البراقة بعد أن استشرى الفساد بين عصب المشروع الخاسر ذات يوم واكتفى المهووس بحكم الخرطوم حتى تلك العاصمة الصغيرة فشل في الاستفراد بها وتذوق عسلها في ظل قطيع الذئاب الشرس والذي لا يزال يبسط سلطته على كل مفاصل البلد. وبفعله البغيض إمتلأت البلد بغابات الأسمنت المملوكة في معظمها لأبناء الهامش الفقراء الذين كانوا ولا زالوا وقودا لآلة الجبهة الإسلامية التي إستأصلت جزر كل مشاريع الوطن الحية بين يوم وليلة.
    ولم ينس شيخ الإسلاميين مصر المشتعلة منذ رحيل رئيسها حسني مبارك ويود بذلك تكثيف حضوره المغلظ في ضمير شعبها.. ومن ذات جرابه الأمهق يمد يديه بالتراب متفقا مع الحراك الشعبي المناهض للانقلاب العسكري في مصر، وهو القائل على نجاسة لفظية "أعتقد أن الحرية ترسخت في مشاعر الناس ولا يريدون التخلي عنها".. وبذلك يحاول أن ينسف صنع أعماله المقيتة لتاريخ إنقلاب الإنقاذ الدموي.
    هذا هو الترابي يبحث عن الفرص التاريخية لكى يكون بطلاً لصيف عبور آخر ينقذ به مشروع الجبهة الإسلامية القومية من الموت الواحد ويعيد لها عافيتها عبر سياسة نحر رقاب كل الخيول المتبقية.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de