|
|
 الإزدراء بالأفارقة شئ سخيف مبارك أردول
|
الإزدراء بالأفارقة شئ سخيف
· مبارك أردول
في أعقاب الازمة (المفتعلة) الناتجة من طلب نظام البشير تاشيرة دخول رئيسها الي الولايات المتحدة الامريكية في تحدى اخر للمحكمة الجنائية الدولية، ردت وزارة الخارجية السودانية على رفض ادارة الرئيس اوباما للطلب فقالت انه ازدراء بالقادة الافارقة (لاحظ القادة الافارقة ) بررت الولايات المتحدة قرارها بانه مطلوب للعدالة لتهم جرائم ابادة جماعية ضد من! (الافارقة) وتهم جرائم ضد الانسانية ارتكبت في حق الافارقة انفسهم وقالت عليه ان يمثل امام المحكمة ويتعاون معها اولا قبل ان يفكر بالمجئ الينا، دار في عقلي هذا التساؤل منذ متي عرف نظام البشير الافارقة؟ هل اصبح قادة نظام الانقاذ افارقة ؟ هل اعترفوا بالدم والمكون الافريقي المقموع في دواخلهم؟ طيب اذن لماذا انفصل الجنوب ؟ ولماذا تحارب الحركة الشعبية شمال والمعارضة المسلحة الاخرى؟ بل لماذا اصدر السيد لويس اوكامبو مذكرات التوقيف ضد راس النظام؟ اليس كل هذا نتاج إزدراء قادة الانقاذ من الافارقة ورفضهم لكل اشكال الاعتراف والتعايش معهم؟ لماذا لم يقل نظام الانقاذ الازدراء ضد الشعوب الافريقية ؟ هل لانه حتي اعترافه بالافرقانية تبداء بهذا الشكل الصفوي.
هذا شئ سخيف ولا ينطلى على عقل احد ان يتاجر نظام الانقاذ بالافارقة في المحافل الدولية ويتهضدهم في الداخل، ذكرني هذا بالعلاقات التي يبنيها حزب البشير مع الحزب الشيوعي الصيني ويحظر الحزب الشيوعي السوداني الذي ربما يتقارب من حيث المفاهيم مع الشيوعي الصيني، فاليعلم قادة الانقاذ ان التسامح سلوك ينبغي ان يظهر في جميع اشكال تعاملاتهم داخلية كانت ام خارجية فلا يمكن ان يعيشوا بهذا الانفصام الايديولوجي الذي يقبل ويرفض الاخر حسب الطلب وماتقتضيه الضرورة.
الملايين الذين انفصلوا بثلث مساحة البلد في الجنوب، والملايين المشردين في اللجوء والنزوح، والالاف المدفونيين تحت الارض والجبهات الثورية التي تقاتل نظام الخرطوم حتى الان كله نتيجة السياسة العنصرية المتعالية عرقيا ودينيا والتي يتبعه نظام الانقاذ وينفذوه في كل مناحي الحياة العامة في مؤسسات الدولة التعليمية والاعلامية وغيرها ويسخرون كل موارد الدولة للتبشير بها ويعبون الكل للدفاع عنها مهما كلف ذلك من ثمن، حتى اوصلتهم الي هذه المحطة التي يحرم رئيسها من حضور اي محفل ينبغي ان يكون فيه.
فالموضوع الاساسي هو ان نظام الانقاذ يعلم سلفا ان الادارة الامريكية لن تسمح لرئيسهم (بالفيزا) ولكنهم اختلقوا هذه الازمة لشغل الراي العام ولفت انظاره تجاه قرارهم برفع الدعم من المحروقات وبالتالي ترتفع الاسعار بشكل صعب، وعين وتفكير المواطن والشارع السوداني في جدل الفيزا من جهة ولاهاى وواشنطن من جهة اخري، يقول عالم اللسانيات والمفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي في مقالا بعنوان استراتيجيات التحكّم والتوجيه العشر والتي تعتمدها دوائر النفوذ في العالم للتلاعب بجموع النّاس وتوجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم في مختلف بلدان العالم ويبدو أنّ تشومسكي استند في مقاله إلى "وثيقة سريّة للغاية " يعود تاريخها إلى ماي 1979، وتمّ العثور عليها سنة 1986 عن طريق الصدفة، وتحمل عنوانا مثيرا "الأسلحة الصّامتة لخوض حرب هادئة "، وهي عبارة عن كتيّب أو دليل للتحكّم في البشر وتدجين المجتمعات والسيطرة على المقدّرات، ويرجّح المختصّون أنّها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي التي عادة ما تجمع كبار الساسة والرأسماليين والخبراء في مختلف المجالات. وضع تشومسكي هذه الحالة تحت إستراتيجية افتعال الأزمات والمشاكل وتقديم الحلول كما يسمّى هذا الأسلوب "المشكلة/ التّفاعل / الحلّ" فيبدأ النظام بخلق مشكلة (التأشيرة)، وافتعال "وضع العداء الامريكي للافارقة" فالغاية منها انتزاع بعض ردود الفعل من الجمهور، بحيث يندفع الجمهور لهذا الامر ويلتهي من القضية الاساسية (رفع الدعم عن المحروقات) وبالتالي يمتص غضب الشارع والتظاهرات التي تطالب يتنحيه من الحكم.
فعلى الشارع ان لا يلتفت الي هذه الازمة المفتعلة (بلاش افارقة بلاش عرب) فنحن سودانيين نريد اسقاط نظام البشير وعلى المنظمات الشبابية والاحزبية المواصلة في تنظيم الاحتجاجات لاسقاط النظام وايقاف الحرب التي استنزفت اقتصاد البلد ارضاءا لسياسات المؤتمر الوطني .
مع فائق تحياتي
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست