السلام في السودان : صفقة نيفاشا والمستقبل المجهول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-10-2004, 08:49 PM

خضر عطا المنان-الدنمارك


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السلام في السودان : صفقة نيفاشا والمستقبل المجهول

    خضر عطا المنان
    ما من دابة علي وجه الارض الا وتبحث عن الامان والسلام والطمأنينة والاستقرار فما بالك بمخلوق كرمه المولي تعالي وجعله خليفة له علي الارض.
    والحال كذلك فان اهل السودان ـ المعذبون في الارض ـ هم علي رأس قائمة شعوب الكون التي طالما افتقدت ذلك السلام منذ ان غادر ربوع وطنها ليصبح حلما بعيد المنال. فالحاجة للسلام في (السودان الجديد) هي اليوم اكثر الحاحا وضرورة من اي وقت مضي.. بل انها تستوجب تضحية الجميع من اجلها ولكن اي سلام نتحدث عنه؟ ومن من؟ مع من؟ وبين من ومن؟ وباي ثمن؟
    انها تساؤلات تبحث لها عن اجابة شافية تروي غليل المتعطشين لسلام بات يحوم فوق سمائهم دون ان ينزل علي الارض ليصبح واقعا معاشا يسربل تفاصيل حياتهم اليومية وينزل علي قلوبهم الامن والطمأنينة.
    ان الحقيقة التي ينبغي الاعتراف بها ـ لمن يريد مصلحة هذا الجزء العزيز من عالمنا العربي الكبير وقارتنا السمراء الولود ـ هي ان اتفاق نيفاشا ملأ الارض من تحتنا والسماء من فوقنا بحزمة من الاسئلة اكثر مما وفر من اجابات.. خاصة وان مسلسلا مكتظا بالاحداث تجري فصوله علي اكثر من بقعة داخل السودان.. في الغرب مأساة اهلنا في دارفور والجنجويد (الذراع المليشي لحكومة الخرطوم) والشرق لا يزال مقسما عسكريا بين النظام والمعارضة.. وفي الجنوب قبائل تتناحر في ما بينها.. وفي الشمال احزاب تتفتت وتجاذبات لا اول لها ولا اخر.. وهكذا يصبح السودان كله مقسما بالفعل بل ارضا تأكل الحرائق من جسدها كل يوم.. وفي كل ذلك ما يعزز من ضرورة العض بالنواجذ علي اية فرصة سلام تلوح في الافق حتي لو كانت حملا كاذبا.
    واذا كان السلم والامن الدوليان مختطفين من قبل ساكني البيت الابيض في واشنطن وهم الساقطون في ابوغريب والغارقون في اكثر من مستنقع ويتخبطون في اكثر من بقعة من بقاع هذا العالم الفسيح.. واذا كان (شارون) سفاح صبرا وشاتيلا يخطف كل يوم ارواح اطفال الحجارة في فلسطين واذا كان عجز النظام العربي بلغ حدا لم يبلغه من قبل.
    فان المعول عليه ـ في حال السودان ـ هو السودانيون انفسهم خاصة هؤلاء الذين الوا علي انفسهم المسؤولية في هذا المنعطف التاريخي الحرج. فليترك حكام الخرطوم الصلف والعنت والمكابرة والرهان علي شرعية مفقودة وشعبية متآكلة ليفتحوا الابواب علي مصارعها امام كافة قوي هذا الشعب التنظيمية منها والنقابية والطلابية والنسائية وكل الكفاءات العلمية والسياسية وليضعوا حدا لهذا العبث السياسي الذي اسقط وطنا بقامة امة في براثن الضياع والاسي والتغييب. فقد ان الاوان ليستيقظ كل من اصابته لوثة (ثوابت الانقاذ) او حلق بأجنحة خفاف في فضاء كاذب اسموه (التوجه الحضاري) والذي لم يحصد منه شعب السودان الا فتات المزابل والتشتت في بقاع الارض والتسكع في ارصفة مدن العالم والنوم في احضان اللجوء من استراليا وحتي كندا.
    هذا ـ وكما قلت في حان الوقت للجلوس بهدوء لتقييم ما جري والتفاكر لما ينبغي عمله لانزال ما تم الاتفاق عليه علي ارض الواقع.. وذلك لا يمكن ان يتأتي الا بالاجابة بصراحة ووضوح علي سؤالين هامين ـ باعتقادي ـ وهما: ثم ماذا بعد؟ اي ماذا علي شريكي الاتفاق (حكومة البشير وحركة قرنق) ان يفعلانه لجهة اقناع كافة القوي السياسية الاخري والتي ـ كما يعلم الجميع ـ كانت خارج الصورة اسوة بجميع منظمات العمل المدني والتي تشكل شريحة واسعة من ابناء الشعب السوداني.. والا اصبحت اتفاقيات نيفاشا ـ كما هو ظاهر حتي الان ـ مجرد صفقة بين الطرفين الموقعين عليها.. وحينها لن تقود الي اي سلام ومن اي شكل كان حتي لو ليست كل شعارات الكلية والمستقبل الامن لسودان يقف اليوم عند مفترق طرق خطيرة يكون امامها او لا يكون.
    اما السؤال الثاني فهو: اين بالضبط موقع قضية دارفور في كل ما جري؟ اذ لا يعقل ان يكون هناك سلام يتم فيه تجاهل حدث بحجم ما يجري في ذلك الجزء العزيز من السودان.. وهو الحدث الذي ترددت اصداؤه حتي داخل اروقة الامم المتحدة وتداولت تفاصيله كافة المنظمات الدولية خاصة تلك المعنية بحقوق الانسان في العالم.
    واذا كانت حكومة عمر البشير قد ظنت ـ حتي الامس القريب ـ بأنها بتجنيدها (ميليشيا جنجويد) ستقضي علي ثورة المظاليم والجوعي والمرضي والمشردين في دارفور فان الواقع قد اثبت زيف ذلكم الظن ومجافاته للحقيقة وحتي لو كان اهلنا في ذلك الاقليم قطاع طرق وشذاذ افاق وعصابات نهب مسلح ومرتزقة.. كما ظل اعلام لنظام الحاكم يصورهم طيلة امد الازمة الطاحنة ـ فانهم ليسوا كذلك اليوم بالقطع كما لم يكونوا كذلك في اي يوم من الايام.
    وبجانب ازمة دارفور المتفاقمة هناك تحد اخر يقف امام نيفاشا وهو التحدي الاكبر والمتمثل في غياب اية ضمانات فعلية ـ في بنود هذا الاتفاق ـ لبقاء السودان موحدا شماله وجنوبه شرقه وغربه.. اذ ان كل من سئل عن هذا الضمان من مسؤولي الجانبين الموقعين علي الاتفاق رد بان مجرد التوقيع يعني ـ في عرفهم ـ ضمانا كافيا لالتزام كل طرف بمحتويات نصوصه كاملة.. بل ان احد المسؤولين الحكوميين رد بان لا ضامن اكثر من الشعب السوداني نفسه.. وكأن هذا الشعب الذي يتحدث باسمه كل طرف من الطرفين كان يوما ـ او في اي مرحلة من مراحل التفاوض ـ مشاركا او حتي علي اطلاع بما كان يجري في نيفاشا.. وهذا ما ظللـــنا وظل العاقلون من اهلنا في السودان ينادون بضرورته وذلك استنادا علي حقيقة ان مشكلة الحكم في هذا السودان لا يمكــــن ان تأتي حلولها من فوق رؤوس الشعب او مفروضة دون ان يكون هــــو نفسه جــــزء من هذا الحل خاصة وان السودان ـ كما يعلم الجميع ـ بلد متعدد الاعراق والثقافات والديانات والمذاهب بل وحتي السحنات والملامح.
    وتبقي المسألة الاهم ـ بعد كل ما جري وسيجري ـ وهي العمل بجد واجتهاد وبقلب مفتوح وضمائر حية وسرائر نقية للاخذ بيد هذا السودان المنكوب بأهله والذي غادره السلام منذ امد طويل حتي اضحي اليوم حلمه الاوحد.
    واخيرا ـ وليس اخرا ـ لابد من احداث انقلاب جذري في كل ما هو قائم حاليا في السودان لبناء سودان جديد يستوعب الكل دون النظر لديانته او عرقه او ثقافته.. اي تغيير شامل وعلي كل الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. الخ فضلا عن اجراء جراحة عاجلة لفتح شرايين الانسداد السياسي الذي تتخبط في ردهاته معظم القوي السياسية وسط تجاذبات ربما تكون قاتلة في بعض جوانبها اذا لم يتم تداركها الان وقبل فوات الاوان.
    الامين العام لرابطة الاعلاميين العرب بالدنمارك ـ كوبنهاغن
    8























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de