قلعة من قلاع السِحر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 02:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2004, 09:58 PM

عبد الله الشقليني


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قلعة من قلاع السِحر

    قلعة من قلاع السِحر

    أتريد أن تحرق جسدك، كما في سالف العصر و الأوان ؟ ، أم تريد أن تُدخلك الموبِقات أسفل سافلين ؟ ...عندها تطرق بوابة السِحر العظيم ، عُدة طرقات :ـ
    ــ من الطارق ؟
    ــ ضعيفا يطلب العلم و القوة .
    ــ لا يلج الضعفاء دارنا .
    ــ إنني طالب علم ، أتأذن لي ؟
    ــ أتطلب الحكمة الكبرى ؟
    ــ نعم .
    ــ أتريد أن تدخلك الموبقات إلى رواق الجحيم ؟
    ــ لماذا ؟ ، أنا طالب علم .
    ــ علومنا منذ الأزل ...لكن اللعنة تطاردنا . من يكرهنا لن يدخل دارنا.
    ــ إني لا أعرف عنكم ، قرأت و المعرفة قاصرة ، فقلت في نفسي ربما تفتح داركم أبوابها للغرباء مثلي .
    ــ نشترط على زوارنا ، فنحنُ لا نحب المتطفلين لأنهم يفتحون علينا بوابات العذاب من جديد.
    ــ لنرى تلك الشروط قبل القبول .
    ــ لا تُلِح في السؤال ، و لا تحكي ما سوف ترى . تدخل وحدك ، و تخرج وحدك , و لا نريد غرباء لا نعرفهم .
    ــ..... موافق.
    صوت كأنين الساقية ، ثم فُتحت البوابة العتيقة . توجست خيفة و ترددت . إني أعبر الآن من الشمس المشرقة ، إلي ما يشبه الظلام المحزن . خطوت بطيئاً إلى اليم ...موج مخيف ، روائح غريبة ، بخور طمرته الرطوبة و القِدم . رائحة فرو ماعز تقترب مني ، رجلٌ مُهيب ، تبرق عينيه و على يده اليُسرى مصباح ذ يتي ، و لا ريح . أمسك بيدي ، و نفذت نظرة منه ثاقبة ، ولا وصف يجول في خاطري عنها . شيء من الجاذبية و خليط من الابتسام و التفحص ، كمن يعرفني منذ القِدم :
    ــ أهلاً عبد الله .
    أدهشتني المفاجأة ، أ يعرف الاسم و أنا أراه أول مرة ! . مشيت برفقته برهة ، ثم تحدث هو ببطء :
    ــ هذه القلعة ، ابتنيناها ، هرباً من غلاة أعدائنا .
    دخلت إلى غرفة أشبه بالكهف . شربت كأساً بعد تردد . طعم غريب ، لا خمر هو و لا مخدّر . أخلاط من الفاكهة المعتقة ، لم أميزها .
    ــ لا يتسق منهاجنا بالحجج المنطقية ، لا تسأل عن كُنه الأشياء ، بعضها لا ندري كيف تعمل ،أ و أي فضاء هي تسلك ، و لكننا نعلم كيف نتودد إليها . الطريق بعضه مضاء ، إلا أن الظلام هو السيد هنا . لا تستمع لمن يتحدث عنا . خُذ الحكمة من أفواهنا . بين البصر و"البصيرة" مُتسع لننسج فسيفساءً مزهرة . نحن نسبح في بحر النفس البشرية ، و غيرها من الكائنات الدنيا .
    تطلعت حولي ، الحوائط و الأسقف ، رؤوس مُحنطة . رأس نَمر بكامل تفاصيل وجهه، و البقية جلدٌ سميك و أظلاف . روائح غريبة تشد ذهنك إلى انتباه مُطلق . التعبير اللغوي الدقيق ، بصيغة شبه آمرة . فتجد شخصيتك كأنها تذوب في طقسٍ غريب ، و الخلفية إيقاع رتيب حولك . رويداً... بدأت الأصوات تخفت . و الحديث أقرب للحُلم .
    ــ أهذا مُخدر ؟!
    ــ ما شربته من عصير الفواكه، لا يُدخلك عالمنا ، لكن حديثي سوف يُعجبك و يدخلك برغبتك . تعال إلى اللحظة السحرية .أتعلم أننا ننظر فيما وراء الطبيعة التي يعرفها الجميع . نساعد الناس على تقبل الحقائق و الوقائع المعروفة في كافة أرجاء المعمورة منذ آلاف السنين ! .
    عينيه مركزةَ إلى وجهي ، وهو ينظر إلى العين اليُسرى ...يُحدّق ، و بدأ :
    ــ يا عبد الله ، لا تفكر في شيء . تحلل من الأربطة الغليظة التي تتزر بها ، ألا ترى الثياب التي عليّ ، تلتف حولي بيسر . إنها تطوق الجسد ، تحضنه برقة . أنت ثيابك تشتد على جسدك ، تُخرب مجرى السيال الحيوي في خلاياك ، وتُُضيّق الخِناق على الروح . جسدك في حاجة للراحة ...أنت مُتعب . تقلبت على جمر الحضارة البائسة ، فهصرت روحك . أسدَلت على بصيرتك الحُجب ، قلبك لا يخفق إلا عند الخوف أو لحظات العِشق أو عندما تُرهق جسدك . لا يتحرك قلبك بعُنف إلا عند الأقاصي و النهايات . أريدك أن تسمع ضربات قلبي ، و أنت في مكانك . أريدك أن تسمع دبيب النمل و أنت في مقعدك. أنا سمعت أزيز ماكينة سيارة كانت تُقلك ، أنزلتك ثلاثة أميال قبل أن تصل أنت إلينا . سمعتك تتحدث إلي السائق . كُنا نعرف مقدمك ، وبعض حاجتك . قرأت صفحة من صفحات عقلك و عرفت بعض ما ترغب و أنت هناك.
    تعجبت ، ملأت الطمأنينة نفسي ، كأنها تألف هذا الماثل أمامي . كأن خيط من الذاكرة يربطني به . كأنني أعرفه منذ زمان .
    ـــ أنت مُتعب ...أرخي عضلات جسدك ، و تمدد على هذا المقعد العتيق ، إنه مريح . أمدد رجليك و لا تفكر في شيء ، سوف أمنح عقلك نصيبه من الراحة ، و جسدك أيضاً . عندها ستنشط روحك .
    ــ نعم، أنني بالفعل في حاجة للراحة .
    ــ جسدك ثقيل ، تراخت مفاصلك ...رويداً رويداً . يداك ثقيلتان..رجليك كذلك . جسدك يريد الراحة و النوم .
    ــ نعم أنا أحس بتداعي الجسد إلى الراحة .
    ــ خُذ نفساً عميقاً .... و زفيراً كاملاً ... أطرد هذا القهر عبر رئتيك . أنت الآن تبدأ رحلة الراحة . إن المركِب تغادر ببطء . جسدك يرتخي ... الأصوات حولك تتلاشى ، و الأضواء تخفُت . الآن لا تسمع إلا صوتي . أنت تدخُل بركة النوم من بوابتها الكُبرى . النعاس هو المبتدأ . جفناك ثقيلتان ... خذّ نفساً عميقاً ... و أحسب معي من واحد إلى عشرة ...عندها تنام نوماً عميقاً .
    ــ نعم.. نعم
    ــ واحد ... اثنين ... ثلاثة . اغمض جفنيك و خُذ نفساً عميقاً . ثلاثة ..أربعة ...أنت لا تسمع سوى صوتي ....أنت تنام نوماً هادئاً ... أعمق.. أعمق أنت تدخل النوم العميق ...خمسة ...ستة ...سبعة...ثمانية ...تسعة ... عشرة ... أتسمعني ؟
    ــ...... نعم .
    ــ أتذكر أول من أحببت ؟
    ــ ...نعم .
    ــ صِف لي وجهها أول مرة .
    ــ ............................
    ــ انظر القرص المُشِع ، و صِف لي ما ترى.
    ــ ............................
    ــ ثبت نظرك إلى قرص الوجه .
    ــ......أي الصباحات تلك التي أطلت !. في العيون كُرة عسلية اللون ، و في قلبها ثُقب صغير . الفرح يقفز من تلك الكوة إلى وجهي .
    ــ بماذا تحس ؟
    ــ إنها التي ملكت شغاف القلب .
    ــ أين اللحظة السحرية ؟
    ــ هي ما يسمونها " الحُب من أول نظرة " . أشرق العالم بفضاءاته الرحبة ، و غسلتني ملائكة الرحمة بالماء القراح . صار للماء لون و طعم و رائحة .
    ــ صِف لنا ، أين أنت؟
    ــ إنني أسبح في سماءٍ صافية .
    ـــ الآن رأيت أفراحك القديمة .
    ــ نعم ...قلبي يقفز عن صدري و لا أملك نفسي ..ما أروع هذه الدنيا !
    ــ امدد يدك اليمنى إلى أعلى ... نعم كذلك .. إلى أقصاها .
    ــ .......( يرفع يده اليمنى إلى أقصاها )
    ــ أريد لعقلك و روحك أن تخرج عن جسدك ، و ترتفع أعلى أصابع يدك اليمنى ...، قُرب السقف .
    ــ .......................
    ــ أين عقلك و روحك الآن ؟
    ــ ....إنهما أعلى جسدي ، قرب السقف .
    ــ انظر أنت إلى جسدك الملقى على المقعد العتيق ....ماذا ترى ؟
    ــ أرى جسدي ساكناً على المقعد و يدي ممدودة إلى أعلى ، و لكنها أسفل روحي و عقلي .
    ردد الساحر كمن يحدث نفسه :ـ
    ــ نحن نفتح شهيتك للحديث... يالطيبتك ! ، خطوة .. خطوة حتى صرت أسيراً لدينا . اليوم سوف نتسلل إلى ذاكرتك ،نقرأ ماضيك منذ الميلاد ، و ربما قبل ذلك . عقلك الخفي كله الآن إلى النور ، رهن إشارتي . سأبدأ بنواياك الحقيقية نحونا ، إنها ضرورات الأمان و الطمأنينة ، و من ثم نستطعم من مائدة تاريخك الدسم .

    عبد الله الشقليني























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de