قضيتُ ثلاثة أسابيع فى السودان، بعد غيابٍ دام تسع سنين بقلم عبد العزيز عثمان سام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 11:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-18-2020, 10:50 PM

عبد العزيز عثمان سام
<aعبد العزيز عثمان سام
تاريخ التسجيل: 11-01-2013
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضيتُ ثلاثة أسابيع فى السودان، بعد غيابٍ دام تسع سنين بقلم عبد العزيز عثمان سام

    09:50 PM January, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    عبد العزيز عثمان سام-يوغندا
    مكتبتى
    رابط مختصر




    أم درمان 18 يناير 2020م
    عدتُ إلى السودان بعد تسع سنين، وكنت غادرت مطار الخرطوم فجر يوم الجمعة 29 ديسمبر 2010م وعدت وهبطتُ فيه نهار الأربعاء 28 ديسمبر 2019م، والعام يرخى سدوله ويستعدُ للرحيل،
    . وعام 2020م سعيد على جميع السودانيين وعموم البشرية فى الكون،
    . وشكراً للرفاق والزملاء والأهل الذين سارعوا لإستقبالنا فى مطار الخرطوم، وفى كل مكان جاؤنى فيه، أو ذهبت إليهم.. وشكراً لأم درمان وهى تفتح ذراعيها تحتضن إبناً بارَّا عاد بعد غياب. وما أحببت ولا خدمت مدينة مثل أم درمان، وكانت حَفِيَّة بنا دوماً، نحس فيها بالأمن والحب والرضا،
    . وشكراً لناس بيتنا الذين فرحوا بحضورى وفرحت بهم جدَّاً، وكانوا قد إجتمعوا من كل حدبٍ وصوب لحضور زواج بنت أخى، فكانت الفرحة فرحتان.
    . والملاحظة الأولى على مستوى عائلتنا: أنَّ الجيل الذى تركتهم صغاراً أعمارهم بين الثامنة والعاشرة قد شبُّوا عن الطوق وصاروا نساءً ورجالاً، شفَّاتة وكنداكات، فشعرتُ نحوهم بفخرٍ وزهو وإعتداد، كلما رأيت أحدهم، شِفتاً أو كنداكة طفرَ إلى ذِهنى قصيدة لشاعر الشعب محجوب شريف:

    إﺳﻤﻚ ﺍﻟﺨﻼﻧﺎ ﻧﻘﺪﺭ ﻓﻰ ﻇﻼﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻧﻌﺎﻳﻦ،
    ﻭﺍﻟﺒﺘﺴﺄﻝ ﻋﻨﻮ ﺩﻩ ﺍﻟﺨﻠﻴﺘﻮ ﺷﺎﻓﻊ
    ﻟﺴﻪ ﺩﺍﺑﻮ،
    ﻳﺎ ﻣﺎ ح ﻴﻌﺠﺒﻚ، ﺷﻨﺎﺑﻮ،
    ﺻﻮﺗﻮ ﺭﻗﺎﻥ ﻓﻴﻬﻮ ﺑﺤَّﺔ،
    ﻭﺩ ﻓﻼﻥ إﺻﺮﺍﺭ ﻭﺻﺤَّﺔ
    ﻋﻨﺪﻭ ﻗﺼﺔ ﺣُﺐْ ﺟﻤﻴﻠﺔ
    ﺟﺮَّﺏ ﺁﻻﻡ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻭﺣﺮَّﺽ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ
    ﻭﻫﺪّﻭ ﺣﻴﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ،
    وﺍﻟﺒﻨﻴﺔ ﺃﻡ ﻃﺮﺣﺔ ﻛﺒﺮﺕ،
    ﻳﺎ ﺳﻼﻡ ﺍﻟﻔﻨﺠﺮﻳﺔ
    ﻟﻴﻬﺎ ﺭﺍﻳﺔ ﻭﺑﻰ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻭﺑﻰ إﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ
    ﺩﻗﺖ ﺃﺟﺮﺍﺱ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻭﺷﺪَّﺕ ﺃﻭﺗﺎﺭ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ،
    ﺍﻟﻜﺘﻮﻑ ﺍﺗﻼﺣﻘﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﻳﺎﺑﺎ،
    ﻭﺍاﺣﻼﻟى ﺍﻟﻘِﺒﻠى ﺷﺎﻝ، ﺷﺒَّﺎﻝ ﻟﻤﻊ ﺑﺮﻕ ﺍﻟﻤِﻬﻴﺮﺓ
    ﻗﻴﺮﺓ ﻗﻴﺮﺓ ﻳﺎ ﻣﻄﻴﺮﺓ ﻳﺎ ﺭﺯﺍﺯ ﺍﻟﺪﻡ ﺣﺒﺎﺑﻚ،
    ﻟﻤﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻋﺮﺿﺔ،
    ﻭﻟﻤﺎ ﻧﻤشى ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺳﻴﺮﺓ..

    . رغم رنين صدى أحزان سابقة ولاحقة، تظل هذه الأسابيع الثلاثة تمنحنى طاقة كبيرة أنجز بها مهام الفترة القادمة بتركيز وإتقان، إفتقدتهما طويلاً،
    . ومن ملاحظاتى التى أصنِّفها سالبة، أن الناسَ كبار السن نسبياً خاصة، يستسلمون للأقدار والأدواء العادية ويقعدون، وهذا خطأ كبير. على الإنسان أن يعيش بقوة وتحدِّى وأن لا يستسلم أبداً، وأن يقاوم أىِّ شعور بالرهق والوهن، ولا يركن لما يقوله الناس فيستسلم لمرضٍ أو تقدم فى السن..
    . ووجدتُ الناس لا يهتمون بأناقتهم، لا يحلقون شعورهم أو يضعون طلاء الشعر على شيبهم، فيبدون أكبر من سنِّهم، وتشعر بهم مُستسلِمون، لم يعجبنى هذا الأمر الشايع جداً.. لا تجد رجل سِتِّينى أو من هم فى منتصف الخمسين من هو أنيق مُهتم بهِندامه إلا نادراً، هذه الظاهرة المتعلقة بالمظهر سالبة، فلماذا لا يجرِّب هؤلاء الأهتمام بالنفس قليلاً، ثم ينظرون الفرق بين ذاك وهذا؟ جرِّبوا من فضلكم،
    . وقضيت أربعة أيام فى مُجمَّع السِجل المدنى بمدينة بانت- أم درمان، أعيد الحياة لوثائقى الثبوتية التى إنتهت صلاحيتها، رخصة القيادة والبطاقة الوطنية، وجواز السفر.. وهناك إلتقيت الناس ووقفت معهم فى صفوف، نزحف بهدوء نحو شبابيك الخدمة، وهنا أسجِّلُ بعض ملاحظات:
    . يجب تطوير هذه الخدمات لجهة كسب الزمن والمزيد من الحرص فى كيفية تحصيل المال العام وتحريزه.
    . ذلك، أنَّ زمن الدفع النقدى لمحاسب الخزنة قد ولَّى لأنه يضع عبئاً كبيراً فى ذمته، والأضمن أن يتم دفع كل رسوم الإيرادات فى البنك أو إلكترونياً Mobile Money.. وأن يوكل تحصيل جميع الإيرادات فى الدولة لإدارة/ سلطة مختصة ومستقلة تُسمَّى (مصلحة إيرادات السودان (Sudan Revenue Authorityتختص بتحصيل الإيرادات فقط، وتودِعها فى البنك الوطنى المركزى، تحت تصرف جهاز الدولة المختص بالتصديق بالصرف،
    . أن تُتاح ارانيك خدمات السجل المدنى إلكترونياً للجمهور ليقوم بملئه من كمبيوتره أو هاتفه النقال ويودعه To submit it لدى الجهة التى تقدم له الخدمة، ليأتى المواطن إلى المجمع فقط للمراجعة Verification والتصديق والإستلام. لو اتيحت هذه الميزات البسيطة لإنتهت الصفوف، وتوفَّر وقتاً سمينا للجمهور والدولة،
    . وهناك عبارة مخيفة ومخجلة معاً فى مُجمَّع السجل المدنى قد ينطقُ بها الضابط القائم بالخدمة أو المحاسب، فتنزل على المواطنين فى الصفوف كالصاعقة، هى عبارة:(الشبكة طشَّت !)، معقولة يا ناس؟! وتعنى أنقطاع خدمة النت من الشبكة،
    . وفى إحدى أيامى الأربعة فى مجمع السجل المدنى أم درمان (الشبكة طشَّت) عندما وصلت الشبَّاك وشرع المحاسب فى خدمتى، خجلت وقلت فى نفسى ما هذا؟، مكثنا صامتين لا نلوى على شئ، ولما طال إنتظارنا بلا جدوى طلب منَّا محاسب وزارة المالية أن نذهب ونعود غداً صباحاً، ففعلنا، وما كان لدينا خيار آخر،
    . عندما علمت أن هناك إجراء آخر يجب عليَّ عمله فى ذات المجمع هو (تأشيرة الخروج) زهجت، وتحدثت لمن أخبرنى بأن هذا الإجراء يتم فى المطار عند المغادرة عندما يضع ضابط الشرطة ختم المغادرة (شوهد عند الخروج). قالوا لى لا، وبدلاَ من الكلام الكتير عُدْ إلى المُجمَّع مرة أخرى وأطلب تأشيرة الخروج بعد دفع الرسم المقرر، ففعلت،
    . العاصمة صارت مليانة مبانى وعربات:
    المبانى شئ طبيعى لشخص غاب عقداً من الزمان أن يجد العمار وقد زاد، ولكن العربات الخاصة زيادة مبالغة، حيث يبدأ الإزدحام المرورى عند خروجك من باب المنزل الذى تسكن فيه، بينما زمان كنا نرى الإزدحام المرورى عندما نصل الكبارى التى تربط بين المدن الثلاث (المحافظات)، أم درمان، الخرطوم، وبحرى.
    . نعم، قد لا تستطيع السلطات منع الناس من إقتناء سيارات ليركبونها، ولكن بالنسبة للمركبات الخاصة، وفى الظروف الإقتصادية الحالية، على حكومة دكتور حمدوك أن لا تدعم وقود السيارات الخاصة ولا قطع غيارها، ومن الأسر من تملك سيارات بعدد أفرادها.. فلا تتردد الحكومة فى رفع الدعم عن وقود السيارات الخاصة مع توفيره فى محطات الخدمة،
    . أزمة خبز الرغيف مخجلة ومُحرِجة جداً:
    يجب على الحكومة أن تعمل فوراً لحل أزمة الرغيف، من الموارد التى ستتوفر برفع الدعم عن وقود وإسبيرات المركبات الخاصة،
    . أزمة المواصلات مُهَدِّد كبير يجب معالجته فوراً:
    بنفس القدر الذى زادت عدد المركبات الخاصة وزحمت الطرق، نقصت بحِدَّة عدد مركبات المواصلات العامة، وأصبح أثر ذلك واضح جداً عند المرور أمام مداخل الجامعات والمحطات العامة حيث يكتظ الطلاب والفقراء الذين لا يملكون مركبات خاصة. وهذا الوضع يجب معالجته فوراً بترتيب الأولويات فى دولة لما بعد ثورة ديسمبر 2018م، بدون مجاملات أو غض الطرف عن الحقائق الماثلة للعيان،
    . السودان ما زالت دولة يحتلها العسكر:
    أنواع وأشكال من العسكر الجيش ما زالوا يحتلون دولة السودان، ويأكلون مواردها، وينتهكون سيادتها ويرعبون ويرهبون ويقتلون المواطنين.
    هذا موضوع سأكتب لتوضيحه وتقديم مقترحات حوله لاحقاً، وقد إنتهت زيارتى للسودان الذى سأغادره بعد غدٍ الإثنين، وصار بالأمكان ايجاد وقت للكتابة والقراءة،
    . ومختصر ذلك أنَّ الجيوش، أنواعاً وأشكالاً، ما زالت تبرك على السودان بلا رحمة، وهذه الجيوش هى معضلة السودان الأولى التى بحلِّها تحل أزمة الدولة السودانية ويعيش شعبها فى سلام وعدالة ورفاه وتقدم.
    الجيوش فى السودان صارت طبقة فوق المجتمع والشعب، وتسيطر على كل مفاصل الدولة، وتأكل كل مواردها ودخلها،
    وهذه الجيوش تبرك فوق الشعب والقانون، وتهيمن على السلطة فتمليها للشعب، وعلى الثروة فتفنيها فيما لا يفيد الشعب.. والجيوش فوق هذا وذاك لا تفيد السودان فى شئ لأن مهمة الجيوش حماية الأوطان، بينما الجيش فى السودان هو الخطر الماحق على الوطن وعلى الشعب..
    . الجيوش فى السودان تهيمن على قلوب الحواضر والمدن تثير فيها الرعب والخوف والخطر على نفوس المواطنين فيستكينون تقية وخشية.
    . ولن يكون السودان دولة محترمة، والسيادة فيها لشعبها حتى يُحلّ هذا الجيش المسيطر المهيمن منذ أن كوَّنه الإنجليز فى العام 1925م، وقبل أن يخرج من المدن، ويؤسس مكانه جيش وطنى صغير الحجم يؤمن بالوطن ويحميه، ويحترم المواطن صاحب السيادة الوطنية.. وإلى ذلك الحين سيظل السودان وشعبه يرزح تحت نيِّر جيوش تتناسل كل يوم وتأكل كل شئ، وتقتل وتسلب حياة المواطن وحريته وكرامته الإنسانية، وموارد البلد.
    . جيوش بعدد الحصى، خلقت بسوء تدبيرها صفوفاً من المقهورين والعطالى، وصفوف أخرى للرغيف والوقود، وصفوف أينما ذهبت.. فمرض الشعب وإستسلم لمصيره الحتمى وهو الموت. والدليل على ذلك أرجوك قم بزيارة لمستشفى الحوادث أم رمان لنص دقيقة، لترى شبح الموت. فيبدر السؤال: أين ذهبت موارد السودان التى يجب أن تصبَّ فى هذه المرافق الصحية التى كانت توفر أسباب الحياة للمرضى، وتمنح العلاج والدواء مجاناً؟،
    . بدلاً من توفير الحياة الكريمة العادلة فى سلام، صار المواطن السودانى مشاهداً جيداً لمعارك الجيوش داخل المدن، وأى الفريقين هزم الآخر؟ الدعم تبع حميتى، أو الأمن والعمليات تبع محترف القتل والإبادة صلاح قوش؟ ما لهذا الشعب الكريم ومال هذا المسرح الأهبل، بشخوصه كثيفة الطباع من دراكولات كيزان "بشة إصلاحية" ورهطه؟.
    . بإسستثناء الرغيف، الأسواق مكتظة بما لذَّ وطاب، لكن معظم الناس لا يقوون على الشراء لقلة دخولهم أو عدمها، ونساء وأطفال أمام كل المولات الكبيرة يسألون الناس، أعطوهم أو منعوهم..
    . إنتهزت هذه الزيارة القصيرة فى أكل كمية محترمة من فاكهة "قريب فروت" الحصرية للسودان، فلا تفوتكم هذه النعمة الخاصة بهذا الشعب العظيم،
    . لم أحضر أى فعالية سياسية، ولكنى قرأت فى وجوه الناس الرضا بالتغيير، وأن الثورة مشتعلة فى الصدور ومتحفزة وجاهزة للحماية والردع والتقويم.. وأن الشعب واعٍ بعُسر المخاض، كيف لا وقد دمَّر الكيزان السودان تدميراً وتركوه حُطاماً..
    ورأيت، أنَّ الكيزان وحدهم الذين يبدون ضيقاً مصطنعاً بشظف الحياة، ويخرجون فى مسيرات مسيخة تسمى "زواحف" هى مقيتة ومقرفة، كأنهم يجرِّبون الحرية والديمقراطية. وجحافل الثوار تحسب حركاتهم وسكناتهم إذا تجاوزوا حدودهم، والكيزان لا يمارسون الحرية بحركاتهم تلك، لكنهم يريدون إيقاظ الفتنة. والكوز كم هو مخلوق سخيف وحاقد، وقديما قلنا أن الكوز ليس بشراً سوِيَّاً،
    . وفى الختام:
    أتمنى أن أعود للسودان مرة قادمة وقد تلاشت صفوف الرغيف، وتوفرت المواصلات، وأُعِيد بناء وتأهيل المشافى والمدارس، وكافة المرافق الخدمية،
    . وأخيراً:
    كنت أقفُ فى صفٍ من صفوف مجمَّع السجل المدنى بانت - أم درمان، ووجدتنى أدندن بلادى يا سنا الفجر للشاعر عبد المنعم عبد الحى بصوت هامس ومسموع فى آن:
    بلادي يا سنا الفجر
    وينبوع الشذى العطر
    ومُلهِمتي أناشيدى
    وآيات من الشِعر
    سلآم أنت ألحانى
    وحلمى فى الهوى العذرى
    رَعتنى أرضها طِفلاً
    فكيف أسُومها غدرى
    وَقَفتُ لذاتِها عُمرى
    وحَقَّ لخيرها شُكرِى
    سلام انتى ألحانى
    وحلمى فى الهَوى العُذرى
    وعند الدوحة الغناء
    أفياءٌ من السِحر
    وكم أطيارُها غنَّت
    تسابيح مع الفجر
    سلام أنتى ألْحانِى
    وحلمى فى الهوَى العُذرِى
    ولى فى أرضها زُخر
    يعِزُّ الزُخر عن تِبرى
    وأجدادى بها قُبِرُوا
    وقد جاءوا على قَدَرِى

    وقد سرحت فى سحرِ هذه الأنشودة الوطنية الحسناء، ولما انتبهت لنفسى رأيت الشاب اليافع الذى كان أمامى يرهف السمع، وشعرت بالرجل الكهل الذى خلفى يصغى أيضا بإستحسان، فصمتُّ حياءً، وكدت أعتذر لهما، ولكنى لم أفعل فقد باغتَنِى سَيلٌ من الدمعِ إنهمر من عينيَّى، فبذلت جهداً أكفكف ذاك السيل من دمعٍ هطَّال، لبستُ نظارتى، وبحِرفية سحبت الدموع من أسفل العدستين، وبذلك منعت تلك اللحظة الخاصة جداً أن تُفتَضَح،
    . سأعودُ إلى السودان قريباً، مرة أخرى، بحول الله..























                  

01-19-2020, 08:02 AM

عمر عيسى محمد أحمد
<aعمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضيتُ ثلاثة أسابيع فى السودان، بعد غيابٍ � (Re: عبد العزيز عثمان سام)

    ) ومن ملاحظاتى التى أصنِّفها سالبة ، أن الناسَ كبار السن نسبياً خاصة ، يستسلمون للأقدار والأدواء العادية ويقعدون ، وهذا خطأ كبير. على الإنسان أن يعيش بقوة وتحدِّى وأن لا يستسلم أبداً، وأن يقاوم أىِّ شعور بالرهق والوهن، ولا يركن لما يقوله الناس فيستسلم لمرضٍ أو تقدم فى السن.. ) .


    الأخ الفاضل / عبد العزيز عثمان سام
    التحيات لكم وللإخوة القراء الكرام

    لماذا طرقت أبواب ( كبار السن ) هؤلاء أهل الأحزان ( أصحاب الخطوات البطيئة ) ولم تصبر قليلاُ حتى يفتحوا لك الأبواب ؟؟؟ ., هربت وأنت تصف أحوالهم بالسلبية وفي نفس الوقت أنت تجهل أسباب تلك السلبية !! .. ولو صبرت قليلاُ لفتحوا لك الأبواب ولسمعت من هؤلاء الكبار الكثير والكثير من اللوم والعتاب على الأبناء والأجيال والأطراف !!.. وهم هؤلاء كبار السن في السودان الذين يفتقدون أدنى درجات الرعاية والاهتمام من قبل الدولة والأجيال الجديدة .. كما يفتدون كثيراُ أي لون من ألوان الاهتمام من كافة الناس .. وعادة الهروب من معية الكبار والاستماع لشكواهم وقضاياهم هي عادة معهودة في جيل اليوم .. وهؤلاء الكبار في السن يفتقدون بشدة تلك الحيل التي تمكنهم من مجاراة الحياة القاسية في دولة مثل دولة السودان .. وهي الدولة التي تهلك وتعجز الشباب أهل الصحة والعافية ناهيك عن كبار السن !! .. وهؤلاء الكبار يشتكون عادةُ من تردي الصحة والعافية .. وهل سأل الشباب السوداني والأبناء يوماُ كيف يعيش هؤلاء الكبار في السن في دولة لا تتوفر فيها الوظائف للشباب المقتدرين ناهيك أنها لا تتوفر لهؤلاء الكبار العاجزين ؟؟ .. وهل سأل الشباب والأبناء يوماُ كيف يعيش هؤلاء الكبار في السن في هذه الأيام العصيبة بالسودان ؟؟ .. حيث الغلاء وارتفاع الأسعار المستمر يوماُ بعد يوم ؟؟ .. بجانب تلك الأسقام والأمراض التي يعاني منها الكبار عادةُ ؟؟ .. ومعظم هؤلاء الكبار لا يعملون في وظائف ولا يتقاضون رواتباُ وأجوراُ ؟؟ .. وذلك الارتفاع في الأسعار يومياُ يهلك هؤلاء الكبار في السن كثيراُ وكثيراُ .. ولا يعرف أحوالهم وأسرارهم إلا رب العرش العظيم !!!!! .. كيف يتوقع الناس أحوال هؤلاء الكبار وهم يواجهون تلك الظروف الحياتية القاسية اليومية بالسودان ؟؟؟ .. تلك الأحوال التي تعجز عنها الشباب ناهيك عن الكهول والكبار .

    ذلك الغلاء هو الغلاء .. وتلك الصفوف الطويلة هي الصفوف .. وكبار السن في السودان لا يملكون مصادر الدخل وفرص العمل كالآخرين ؟؟؟؟ . كما أنهم لا يملكون المقدرات البدنية التي تمكنهم من الوقوف في الصفوف .. ولا توجد تلك الحكومات التي تهتم بهم كالدول في العالم .. والناس عادةُ في السودان يشاهدون ( كبار السن ) يجلسون في الكراسي أمام البيوت يومياُ ثم يمرون عليهم مرور الكرام .. ولا يبال بأمر هؤلاء الكبار أحد .. وهؤلاء الكبار يلاحقون الظلال من الصباح للمساء دون أن يلتمسوا الاهتمام من الآخرين .. وهم عادة يراجعون ( عدادات الآجال ) يومياُ ليعرفوا إذا أصبح الأمر وشيكاُ !!! .. وذاك أخونا الفاضل عبد العزيز عثمان يطرق أبوب الكبار ثم يهرب سريعاُ قبل أن يصل هؤلاء الكبار في السن ويفتحوا له الأبواب والصدور !!! .. فيا عجباُ ويا عجباُ من شباب وأجيال وحكومات اليوم !!

    وفي الختام لكم خالص التحيات



    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 01-19-2020, 08:21 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de