اليوم يعاتبنا أبناء الأقاليم السودانية .. والأحوال في تلك الأقاليم بلغت حالات عصية للغاية .. وخاصة بعد سنة من الثورة والانتفاضة .. أهل العاصمة السودانية يشتكون من الصفوف والغلاء وأزمة المواصلات وارتفاع الأسعار يوماُ بعد يوم وخلافها .. ويجهلون أن المواطنين في أقاليم السودان المختلفة يعايشون أحوالاُ تفوق ذلك كثيرا وكثيراُ ,, ولا يصدق أهل العاصمة السودانية إذا قيل لهم أنه في بعض أقاليم السودان قيمة الرغيفة الواحدة بمبلغ خمسة جنيهات سودانية !!! .. وفي البعض الأقاليم السودانية فإن قيمة ثلاثة رغيفات بمبلغ عشرة جنيهات سودانية .. ورغم ذلك الغلاء الشديد في أسعار الخبز الضروري لحياة الإنسان ففي الكثير والكثير من الأحيان لا يوجد ذلك الخبز إطلاقاُ في معظم مناطق السودان .. والخبز هنا مجرد مثال فقط .. لأن الأحوال هي نفس الأحوال بالنسبة للكثير من السلع والخدمات الأخرى الضرورية .. واليوم تلك الأقاليم التي كانت تعتمد على الغاز في طاقة الطهي قد عادت لنظام الوقود البلدي .. حيث المقدور المتواجد من الأعواد والأخشاب .. وبعض المناطق السودانية ترك أهلها نظام الخبز ليبحثوا عن ( الدخن ) لزوم العصيدة التي كانت معروفة في ماضي الأزمان .. ولكن المعضلة الكبرى تتمثل في توفير ذلك ( الدخن ) عند اللزوم في هذا السودان العجيب .. حيث أن قيمة الدخن للمشتري غير المزارع تعادل أضعاف وأضعاف قيمة الخبز من القمح !!.. وعند ذلك تجري نفس مراسيم الغلاء والندرة في تلك السلعة .. أما عن أزمة المواصلات في معظم أقاليم السودان فحدث ولا حرج .. ويكفي أن يعلم الناس أن أسعار تذاكر الباص والمركبات من العاصمة السودانية إلى أي إقليم من أقاليم السودان وإلى أية منطقة من مناطق السودان قد تضاعفت عشرات المرات بعد الثورة والانتفاضة .. وتلك الأسعار كانت من الأساس في زيادات متلاحقة في أيام الإنقاذ البائد .. ثم بدأت تزداد بوتيرة جنونية في أيام صاحبنا المحترم ( حمدوك ) وزملائه ( الوزراء ) الذين أصبحوا خارج المعقول في عرف الشعب السوداني !.. والكل يردد في هذه الأيام أن هؤلاء في الحكومة الجديدة يغردون في واد والشعب السوداني في كل أرجاء وأقاليم السودان يغرد في واد آخر !!.. والخلاصة التي يقولها الجميع هي أن الأوضاع برمتها في السودان في أيام نظام الإنقاذ البائد كانت كالحة ومظلمة ومريرة وقاسية .. ولكنها اليوم بعد الانتفاضة والثورة قد ازدادت أكثر سوءُ وبوتيرة هندسية رهيبة !
والمضحك في الأمر أن الناس يتناولون موجعات الأحوال حين يتعلق الأمر بأهل العاصمة السودانية فقط ولا يتناولون تلك الموجعات التي يكابدها هؤلاء المواطنون في أقاليم السودان المختلفة شرقاُ وغرباُ وشمالاُ وجنوباُ !!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست