الأبيض / ياسر قطيه ... بإجماع قوى الصراع الثلاث أصحاب الرسالات والديانات المنزله وإتفاقهم حول حتمية ظهور أو نزول السيد المسيح وإختلافهم فى التفاصيل كما بينا فى مقالنا السابق نجد إن اليهود والمسلمين والمسيحيين بمختلف مللهم وطوائفهم قد وضعوا الصراع داخل الإطار الدينى وكلٍ منهم إنطلق لإنجاز مهمته التى يتوهم إن الله سبحانه وتعالى قد ألزمها عنقه . وبهذا هرولت كل قوى الشر فى العالم نحو أرض الرسالات ومهبط الديانات وحشر كلٍ منهم نفسه فى أتون اللهب والجحيم المستعر فى الشرق الأوسط . حتى بوتين ( فلادمير بوتين ) إدعى زوراً وبهتاناً إن الله سبحانه وتعالى قد أمره بتأديب تركيا أردوغان جراء إسقاطها لواحده من طائراته السوخوى 24 التى دفع بها ضمن أضخم حشد دولى حتى الأن ليخوض غمار حرب لا ناقة له فيها ولا جمل . ففى ظل إيمان الأطراف الثلاثه ( اليهود والمسلمين والمسيحيين ) بحتمية خوض حرب دينيه كتكليف إلهى يمهد لنزول السيد المسيح تبقى روسيا التى لا دين لها كمن يعرض خارج الزفه ، وهذه إن جاز التعبير هى بالضبط مثلنا العامى الذى يقول ( دى قلة الشغله البتعلم ستها المُشاط ) ... فروسيا التى ربها كارل ماركس وكتابها المقدس هو الكتاب الأحمر أو البيان الشيوعى الذى خطه أنجلز ورسولها هو لينين ولحكمه يعلمها الله سبحانه وتعالى جعل منها الأكبر حشداً والأكثر نفيراً حتى الأن . أعدها الله سبحانه وتعالى كقوه غاشمه فارطه لا تؤمن بشئ لتكون درعاً لقله مؤمنه ومسلمه صادقه ( الى حين ) فى مواجهة طاغوت العصر ومسيحه الأعور الدجال الولايات المتحده الأمريكيه الشيطان الأكبر نفسها ! إن الله سبحانه وتعالى الذى يسمع ويرى وهو الممسك بمقاليد كل شئ والموجه لحركة الطبيعه والكون والإنسان والقابض على الأمور زماناً ومكاناً يدير جل جلاله الأمر من وراء حجب الغيب ويوجه كلٍ الى مستقرٌ له ( فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولى بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولا ) الأسراء الأيه (1) ... ( ثم رددنا لكم الكره عليكم وأمددناكم بأموالً وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) الإسراء (2) ... الأيه الأولى من سورة الإسراء وهى تخبرنا وتحدثنا عن مرحله تاريخيه سابقه وهى إجلاء اليهود من المدينه الى خيبر فى عهد رسول الله الخاتم الأمى الأمين ثم الى الشام وأرض فلسطين فى عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه وجرت الوقائع تماماً كما ذكرها القرأن بنفس البأس الشديد وبذات الإسلوب وفى عمق ديارهم . وبقدر ما كانت كل الحروب والمواجهات التى إندلعت عبر القرون بين اليهود والنصارى من جهه والمسلمين من جهه أخرى إنما نشبت وإستعرت على ركيزه دينيه والصراع الممتد عبر كل الأزمنه والى الأن تبقى جذوته وجذوره إيمانيه وإن نشبت الأن فى مقدمتها وهى تشير الى غير ذلك فإن نتائج هذه الحرب القائمه فى الشرق الأوسط ستكون نتائجها وخيمه للغايه وكوارثها مريعه على نحو لا يمكن تصديقه وما يجرى الأن من حشد للطاقات وبروز لقوى إقليمه صاعده من جديد كتركيا ومن خلفها يقف ( ظاهرياً والى حين ) حلف الناتو وتظهر فى الإتجاه المقابل إيران المنحازه لسوريا والتى يقف من خلفها ( ظاهرياً والى حين ) فلادمير بوتين كوريث لدول المعسكر الشرقى المناوئ للرب حلف وارسو وما بينهما مصر وهى عوانٌ بين هذا وذاك فى مواجهة القوى الضاربه التى تقودها المملكه العربيه السعوديه ومن خلفها العالم الإسلامى لاحقاً برمته والمسنوده الأن فى اليمن من قِبل دول التحالف الإسلامى السودان ودولة الإمارات العربيه المتحده كل هذا التداخل والتشابك المفضى الى الإرتباك الذهنى والذى فسره المراقبون على أساس أنه مقدمه لحرب عالميه ثالثه وهو كذلك بالفعل ، ما كل هذا الإرباك وإختلاط حابل التحالفات بنابل التغيير السريع الذى يجرى على الأرض إلا إعداد إلهى وفرز كيمان وتراص لصفوف يأتى كمقدمه إلهيه لترتيب مسرح وساحة المواجهه المرعبه القادمه تلك المواجهه التى توعد الله سبحانه وتعالى فيها اليهود والنصارى بالقول فى محكم تنزيله ( فإذا جاء وعد الأخره ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ) صدق الله العظيم ... سورة الأسراء الأيه (7) ونواصل ... أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة