التمرد سنوات من التهميش بقلم علاء الدين محمد ابكر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2019, 05:28 PM

علاء الدين محمد ابكر
<aعلاء الدين محمد ابكر
تاريخ التسجيل: 10-14-2019
مجموع المشاركات: 761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التمرد سنوات من التهميش بقلم علاء الدين محمد ابكر

    05:28 PM October, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    علاء الدين محمد ابكر-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر




    [email protected]
    صادف يوم الثامن عشر من شهر اغسطس ذكري اندلاع تمرد حامية مدينة توريت في جنوب السودان سنة 1955م كاول تمرد منظم في السودان الحديث بتكوينه الحالي عقب تشكيله بواسطة الحكم الثنائي الانجليزي المصري بعد هزيمة جيوش المهدية في ساحة معركة كرري 1898م

    سارعت القوي الاستعمارية في نهاية القرن التاسع عشر الي الاستيلاء علي اجزاء واسعة من قارة افريقيا وكان لبريطانيا نصيب الاسد خاصة مناطق خوض النيل حيث لم تسمح لاي دولة اوربية اخري من الوصول الي ذلك النهر الخالد وسوف يذكر التاريخ سنة 1898م كيف زمجر الاسد الانجليزي غضب عندما حاولت قوات المرشال الفرنسي ايجاد موطي قدم لها في منطقة فشودة في اعالي النيل في جنوب السودان فقد كادات ان تندلع حرب كونية بين التاج البريطاني والجمهورية الفرنسية

    لم تجد الجيوش الاوربية الزاحفة صوب افريقيا مقاومة تذكر ليس بسبب تفوق السلاح الناري فحسب بل لانعدام الرغبة في القتال لدي الافارقة في ظل حكام محليين فسدة جعلو الانسان الافريقي سلعة رخيصة تباع ولقمة سايغة لتجار الرقيق حيث كان هناك تواطو مابين الحكام المحليين وتجار الرقيق في تلك التجارة القذرة فيكفي ان يمنح تجار الرقيق للزعيم المحلي بضع صناديق من التبغ والساعات الفاخرة واعواد الثقاب ليجعل الاخير يسيل اللعاب مانح تاجر الرقيق رهط من المساكين ضحايا تلك البيعة الغير منصفة ليكون مصير العديد منهم عبيد في منازل اسياد جدد في اقاصي اطراف العالم وقليل منهم من يبتسم له الحظ ليكون جندي ضمن جيش ملك او خديوي او حتي بازنقر عند تاجر رقيق اخر

    ربما كانت سمعة اوربا في تلك الفترة وعقب الثورة الفرنسية التي كانت تحمل نواة سياسة تحرير الانسان والديمقراطية قد تسربت الي مسامع الرقيق عبر اخواتهم من كانو جنود في طلائع طوابير الجيوش الاوربية الزاحفة نحو القارة السمراة فقد كانت الجيوش الاوربية تضم فيالق من الجنود السود الذين كان يعتمد عليهم في حسم المعارك مع بني جلدتهم فقد كان يكفي مجرد ظهورهم في مسرح القتال في بث الاحباط لدي المدافعين بان حربهم لا طائل منها ولايمكن لهم محاربت ابناء العم اخواتهم وقد استخدم الانجليز ذلك الاسلوب الماكر في حربهم مع جيوش المهدية فقد كانت الفرق السودانية المنضوية تحت لواء اللورد كتشنر سردار الجيش المصري تقاتل بشراسة منقطعة النظير ودافع شديد من الانتقام فقد حسمت تلك الاورط العسكرية العديد من المعارك لصالح الجيش الانجليزي

    الفرق العسكرية المكونة من فلول العبيد الفارين من داخل السودان حيث تم تجميعهم في اسوان وتجنيدهم في الجيش الانجليزي
    تريد تلك المجموعة السودانية بالجيش الانجليزي ان ترجع بالزمان الي سنوات مضت بداء من اصطيادهم من مناطقهم الاصلية في ادغال الجنوب او من اعالي الجبال واطراف غابات النيل الازرق وفي رحلة طويلة حتي يباع نفر منهم في الاسواق وربما تم تفريق ابن من والدته او اخ من اخته في عملية البيع

    كان اصرار تلك الفرق السودانية المنضوية ضمن الجيش الانجليزي يحمل اصرار خفي لاجل الوصول الي اهليهم الارقاء في الداخل السوداني الذين انتهي بهم الحال عبيد وارقاء عند علية القوم
    توقفت عند نص صغير في كتاب حرب النهر من تاليف اللورد تشرشل عندما كان مراسل حربي مع حملة اللواء كتشنر علي السودان كيف ان جندي ضمن الاورطة السودانية التابعة للجيش الانجليزي قصد منزل معين عقب هزيمة جيش المهدية ودخول كتشنر ام درمان حيث اقتحم الجندي تلك الدار وقام بتحرير اخته التي كانت تحت الرق وخرجا وهم يضحكون حينها هرول خلفهم رجل وهو يحمل عصا ويصيح اقيف يا عب لم يتردد الجندي فصوب سلاحة نحوه وصرع الرجل هذا مثال لاصرار تلك العناصر السودانية المنضوية تحت لواء الجيش الانجليزي بالفتك بجيوش المهدية

    قامت الادارة الانجليزية بوضع لبنة الدولة السودانية ولكن فات عليها ان جنودهم ليسوا في امان من التاثر بموجة الفكر الذي غز المنطقة عقب انهيار الدولة العثمانية في اعقاب الحرب العالمية الاولي في العام 1918م وتحديد ظهور حركة سعد زغلول التي كانت تنادي باستقلال مصر مع تبعية السودان للتاج المصري وتاثر الجنود السودانيين بالجيش المصري بالثقافه والفكر الوفدي من خلال الصحف التي كانت تصدر من القاهرة وقد ساعدت علي تكوين الوعي لدي المثقفين السودانيين وتطورات الاحداث وكانت قمة الازمة عند قيام عناصر مجهولة باغتيال السير لي استياك سردار الجيش المصري وحاكم عام السودان في شوارع القاهرة في سنة 1924م واعقب ذلك قرار بابعاد الجيش المصري من السودان ذلك الامر قاد الي تمرد الاورطة السودانية المنضوية تحت لواء الجيش المصري في رفض لذلك القرار فكانت احداث شهر نوفمبر 1924م التي ادت الي اعتقال البطل علي عبد اللطيف والبطل عبيد حاج النور واستشهد البطل عبد الفضيل الماظ علي مدفعة لم تجد تلك الحركة التي عرفت باللواء الابيض الا الاستنكار من الصحف المحلية السودانية التي كانت تصدر في ذلك الزمان حيث وصف كاتب صحفي تلك الحركة بمقال بعنوان ماذا يريد العبيد؟؟؟؟ في اشارة الي عناصر تلك الثورة
    حينها لم يعلن بعد عن انتهاء حقبة الرق في السودان الا في العام 1928م حيث صدر قانون بتصفية الرق وتحويل الحوش الذي كان يباع فيه الرقيق الي دار للرياضة يمارس فيه نشاط كرة القدم

    استمر الوضع في تحسن و راح في الافق ملامح منح السودان الاستقلال عقب الحرب العالمية الثانية وعقب توقيع اتفاقية العام 1953م التي مهدت للحكم الذاتي في السودان ولكن لعدم قراءة السياسيين الشماليين للوضع في جنوب السودان وانعدام الثقة ادي الي تفجر اول تمرد والسودان يستقبل الاستقلال في اشارة صادمة لمستقبل هذه البلاد

    استمرت تلك الحرب سنوات ولم تنجح محاولة موتمر المائدة المستديرة عقب الاطاحة بنظام الجنرال ابراهيم عبود في سنة 1964م الذي كان يؤمن بالحل العسكري لحل قضية الجنوب فشل موتمر المائدة المستديرة بسبب عدم جدية الاحزاب واستهوان الامر والظن ان تلك العناصر المتمردة لا قضية لهم استمر الوضع الي ان استولي الجنرال جعفر محمد نميري علي السلطة في العام 1969م وقد بادر الي حل مشكلة التمرد وذلك باتفاقية اديس بابا في مارس 1973 التي منحت الجنوب حكم اقليمي اقرب للحكم للذاتي
    ولكن لم يستمر شهر العسل طويلا وعقب صعود نجم الاسلاميين الي سدة الحكم بجوار النميري وتطبيق الشريعة الإسلامية في سنه 1983م تجدد التمرد بشكل اكثر شراسة استمر سنوات حتي لاح في الافق بوادر سلام يحفظ وحدة البلاد عبر مبادرة مولانا محمد عثمان الميرغني مع الراحل الدكتور جون قرنق في العام 1988م والتي كادت ان تنجح في العام 1989م
    ولكن انقلاب الاسلاميين بقيادة الجنرال عمر حسن البشير ادي الي فشل توقيع ذلك الاتفاق و شرع نظام البشير في تحويل الحرب من اهلية الي دينية حيث زج بالاف الشباب في حروب جنوب السودان ادت في النهاية الي تعاطف المجتمع الدولي مع المتمردين والضغط علي البشير الذي اتهم في العام 2008م بالضلوع في جرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور غرب البلاد الذي دشن هو الاخر تمرد جديد في العام 2003م
    ومع استمرار الضغط علي الاسلاميين مع عدم رغبتهم في الاحتفاظ بالجنوب خاصة بعد الانتفاع بالنفط الذي تفجر في هناك وقد وفر للحركة الاسلامية مليارات الدولارات التي ساعدتهم في التمكن وشراء زمم بعض السياسين اصحاب الضمائر الميتة ساعدت تلك الاموال في مد فترة بقاء النظام سنوات عديد والذي كان يفترض ان يسقط في العام 2013م عقب هبة سبتمبر المجيدة التي قابلها النظام بقمع بشع
    ولكن مع فساد نظام البشر و قيام عناصر حزبه بتبديد وسرقة اموال الدولة حدثت ازمة اقتصادية شلت البلاد وجد البشير نفسه مجبرا علي شن حرب علي رفاق الامس من الاسلاميين من الذين سرقوا المال العام فخصص لهم نيابة لمكافحة الفساد واطلق عليهم لقب القطط السمان
    ولكن البشير لم يكن علي خلق امير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب الذي كان لا يقبل علي افراد اسرته الانتفاع من الدولة خوف عليهم من الفتنه وتجاهل البشير فساد اخوانه بينما شرع في مصادرة اموال الغير من رفاق الامس وهذا الامر قد ادخل الغضب في نفوسهم واضمر القوم الشر بالجنرال العجوز الذي استعان برجل الحرب السابق في دارفور حميدتي لاجل حماية نظامه المنهار
    استخدم خصوم البشير من الاسلامين نفس الخطة الس اسقطت حكومة السيد الصادق المهدي ومن قبلها اسقاط نظام النميري وهي خطة التجفيف الاقتصادي وافراغ البلاد من المواد الغذائية الأساسية والوقود ونجحت الخطة وكانت ثورة الجياع في ديسمبر 2018م من مدينة عطبرة التي خرج تلاميذها في مواكب ضد انعدام الخبز والوقود وارتفاع الاسعار ومنها امتدت شرارة الثورة الي كل انحاء السودان
    وبالطبع هذا الوضع جعل المعارضة التي كانت بالامس تنتظر هذه الفرصة تسرع الي تنظيم صفوفها ودخلت الحراك من خلال استغلال تقنية الانترنيت واصدار المنشورات الإلكترونية لحث الشعب علي الخروج للشوارع حتي توج ذلك بالاعتصام الشهير امام القيادة العامة يوم السادس من ابريل حينها وجد رجل الامن القوي الجنرال المهندس صلاح الشهير بقوش الفرصة الذهبية لاجل الانتقام لنفسه من رفاق الامس الذين دبرو عملية ادخله للسجن عقب اتهامه بقيادة انقلاب في العام 2012م بالطبع لن يجد قوش انسب من هذه الفرصة لاجل الايقاع بالبشير الذي كان مرهف السمع وهو يستمع لخصومه داخل الحركة الاسلاميه بانه يشكل خطر عليه

    ان استعانة البشير بصلاح قوش مرة أخرى لحماية النظام بعد ابعاده وسجنه تدل بانه قصير النظرة الامنية والسياسية وان الرجل خدمته الظروف ليكون حاكم طوال الثلاثين عام علي السودان لم يتردد الجنرال قوش في استغلال فرصة انشغال عناصر البشير في فض الاعتصام في اقناع الجنرال عوض بن عوف وزير الدفاع ونائب البشير ورجل الاستخبارات القوي والذي احيل الي التقاعد قبل ان يستعين به البشير مرة أخرى لشغر وظيفة وزير الدفاع التي اهتزت كثير ابان تولي الجنرال الاضحوكة عبد الرحيم محمد حسين الذي تمدد التمرد في زمنه حتي صار يلقب باللمبي في اشارة الي الممثل المصري المضحك محمد سعد وسعي الجنرال قوش الي استمالة الرجل القوي قائد الدعم السريع الجنرال حميدتي وقرر الجميع الاطاحة بالبشير في اكبر مفاجاة حتي للبشير نفسه قبل ان تنقلب الولايات المتحدة الأمريكية وتظهر العين لقوش وتحظرو من دخول ارضيها

    سعي المجلس العسكري مع اعلان الحرية والتغيير في حث الحركات المسلحة في قبول السلام والذي اظن ان هذا الملف يحتاج الي موتمر قومي شامل يبحث جزور المشكلة بكل ابعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية واستصحاب تجربة حرب وسلام وانفصال الجنوب وان الامر لايعني مجرد توقيع اتفاق سياسي
    من قبل شهد السودان توقيع العديد من اتفاقيات السلام الهشة التي انهارت بسرعة لعدم البحث في جزور الازمة المتدة في اعماق المجتمع السوداني منذ قيام دولة الفونج والي عصرنا الحالي فكان الفشل مصير اتفاقية اديس بابا في العام 1973م مع الجنرال جوزيف لاقو مع نظام النميري

    واتفاقية الخرطوم للسلام بين نظام البشير ورياك مشار في سنة 1997م

    واتفاقية فشودة مع لام كول في نفس العام

    واتفاقية ابوجا مع مني اركو مناوي في سنة 2006م

    كل تلك الاتفاقية انهارت بسبب عدم الجدية في تنفيذ بنودها
    وكذلك نظرة بعض ابناء الشعب الي بعض السكان من الاعراق المختلفة بالنظرة الدونية والاستحقار
    واستغلال الدين في الصراع بايهام البسطاء بان العناية الالهية تنص ان الحاكمية لهم فقط وهي الموجة التي ركبها كل من اراد قيادة هذا الشعب منذ عهد الفونج ومرور بكل السلطنات واصحاب البيوت الدنية كل منهم يدعي الانتساب الي الدوحة النبوية الشريفة وهم في شقاق ولا شي يجمع بينهم الا المصالح

    علي النظام الجديد القادم في السودان الاهتمام برتق النسيج الاجتماعي وسن القوانين التي تراعي حقوق الانسان وعدم السماح بتهميش الغير وردع كل من يسعي لبث الفتن القبلية والطعن في الاعراق والحط من قدر الغير وتشجيع منظمات المجتمع المدني لحماية حقوق الضعفاء وجعل الصحافة حرة تفضح كل عنصري يريد تمزيق الوطن وتمكين القضاء للعمل بشكل مستقل
    اذا اتبعت الحكومة القادمة ذلك المسلك سوف نشهد انتهاء الصرعات المسلحة فنحن الدولة الوحيدة في افريقيا التي لاتزال تحمل في جوفها بزور التمرد بسبب سياسة التهميش الاجتماع

    علاء























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de