لم نفق من صدمة مستوزر الصحة حتى صدمنا حد الضحك الهوسي عندما قرأت قرار مجلس السيادة بضم ما يسمى بهيئة علماء السودان لمجمع الفقه. طار صوابي .. فمنذ أول يوم تردد اسم هذه الهيئة بحثت عنها وادركت أنها ليست هيئة رسمية بل مجرد مجموعة شيوخ ضخموا اسم مجموعتهم بكلمة هيئة ، وكنت في مقال قديم جدا قد تساءلت من نصب هؤلاء علماءا للسودان؟ (ايموجي وجه ضاحك بالدموع) فشر البلية ما يضحك. مجلس السيادة لم يحاول حتى معرفة طبيعة هذه المجموعة المشيخية ويبدو أن الجماعة في السيادة بيصدروا القرارات بعد استيقاظهم من الأحلام والكوابيس. على هذا.. مجلس السيادة لم يحاول حتى معرفة هذا الجسم الفضائي الغريب المدعو هيئة علماء السودان ، وضمه لمجمع الفقه. طيب ..ألم يكن من الممكن أن تكون هذه الهيئة تابعة بالفعل للمجمع؟ (ايموجي وجه محتار).
كيف يتم اصدار القرارات في مجلس السيادة بالله عليكم؟ مجلس السيادة لا يعرف ماهي حكومته ولا ماذا يحكم أساسا .. فعن أي سيادة يتحدثون؟ لكن دعونا لا نقسو على الجماعة ، فمنذ زمان بعيد كانت اغلب الحكومات طاشة شبكة ، وفي بعض الأحيان أو في كثير منها تصدر قرارات غريبة جدا. وسأذكر لكم أغرب بعض القرارات ذات الطبيعة القانونية والتي أشرت اليها كثيرا. ومن ضمن ذلك. - تم تسمية السلطة القضائية بالهيئة القضائية. بدلا عن السلطة فحذفوا كلمة سلطة. - تم حذفوا كلمة (هيئة) الطيران المدني وأسموها سلطة الطيران المدني. دعوني أتذكر أيضا .. المهم لقد كتبت في ذلك الوقت منوها إلى أنه لا يصلح أن يسمى القضاء ب (الهيئة) ، فالقضاء ليس هيئة بل سلطة. نعم الهيئة هي كل جسم له شخصية اعتبارية ولكن ليس كل هيئة سلطة فهيئة الطرق والكباري وهيئة المدافعين عن الصعوط وخلافه كلها ذات شخصيات اعتبارية ولكن ليس سلطة أما عندما نقول سلطة فالسلطة تستمد شخصيتها الاعتبارية من الدستور وهذا أولا وثانيا تكون لها استقلالها عن السلطات الموازية كالسلطتين التشريعية والتنفيذية وتراقبهما وتستطيع أن تتخذ قرارات في مواجهتها. أما الهيئة فهي مجرد جسم يملك شخصية اعتبارية كهيئة العلماء الوهمية هذي ولكن لا تملك أي سلطة من ضمن السلطات السيادية الثلاث المعروفة. وفي المقابل (كما يقول فيصل القاسم) لا يمكن تسمية الطيران المدني بسلطة الطيران المدني ، هذا مستحيل ؛ لأنه لا ينشأ بدستور ولا يملك مكنات سيادية توازي باقي السلطات. نشرت كلامي هذا فتم تعديل الاسم من الهيئة القضائية للسلطة القضائية. ولكنهم أبقوا على الطيران المدني (ملحوظة: الطيران المدني تابع لوزارة الدفاع (ايموجي لوجه يضحك بدموع). دعونا نتذكر اشياء أخرى ونضحك معا حول مهازل الحكومات الكيزانية وما بعدها. هيئة علماء الستيان (كما اسماها الصحفي المناضل زهير السراج لأن فتاواهم كلها منحصرة من السرة فما فوق).. لا يجوز أن تسمي نفسها هيئة لأنها أساسا -ورغم شخصيتها الاعتبارية إن كانت مسجلة كمنظمة مجتمعية- لا تتبع لجهة حكومية وهذا ما أربك المجلس السيادي. طبعا خطأ المجلس السيادي يوضح لك كيف تتخذ القرارات فيه. فنتيجة للصراع بين البوشي وعبد الحي يبدو أن حمدوك اشتكى للبرهان من عبد الحي ويبدو أن البرهان قد اصدر قرارا فوريا بضم هيئة علماء السودان دون حتى أن يعرف ما طبيعة هذه الهيئة. وبما أن حمدوك لا يعرف . والبرهان لا يعرف. ووزير الشؤون الدينية والأوقاف لا يعرف (بتاع عودة اليهود). فقد تم التوقيع على القرار والتنفيذ الفوري وضم هيئة خاصة للحكومة. (لا حمدوك ولا البرهان) اتخذوا قرارات حاسمة وسريعة في قضايا أحوج ما نكون لها تتعلق بمعاش الناس بمثل ما فعلوا مع هيئة علماء السودان ومن الواضح أن زعل البوشي قد زعل البرهان وحمدوك وانا ايضا...عليك اللعنة يا عبد الحي يا صاحب القلب القاسي..البوشي دي بزعلوها. المهم ..صدر القرار وذهب ممثل الحكومة لتنفيذ القرار الانتقامي من عبد الحي ثم تفاجأ بالحقيقة المذهلة: (الهيئة لا علاقة لها بالحكومة). فعاد وأخبر الوزير المختص ، الذي بدوره أصيب بالصدمة فاجرى اتصالا سريعا برئيس الوزراء فأخبره بهول المفاجأة فأسرع الأخير واتصل برئيس المجلس السيادي الذي صاح غاضبا (اتخيل ذلك طبعا وليس حقيقة): - يا حمدوك ياخ ما تحرجني كدة ياخ...كفاية وزيرك بتاع حمى الوادي المتصدع. فيرد حمدوك خجلا: - أمسحا في وشي المرة دي يا سعادتو...والله الأولاد ديل جننوني معاهم .. فيرد البرهان غاضبا: - خلاص موضوع البوشي وعبد الحي دة قفلوا عليهو .. خلونا نشوف شغلنا.. - حاااضر سعادتو.. ثم يمسك حمدوك هاتفه بكلتا يديه ويهمس: - يا سعادتو..عايزين سفرية سفريتين لي بلاد الخواجات ديل بدل قعدة ساي دي.. شغل اعلامي وكدة... فيرد البرهان: - بشوف.. خلاص بكرة نتلاقى عند الحبشية ست الشاي دي..زاتو نبارك ليها جايزة نوبل... - تمام سعادتو.. (والبركة فينا نحن (صورة ايموجي باكي)...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست